مواطن يمني في امريكا ينتقد قناة الجزيرة لتجاهلها الحراك السياسي في اليمن

[عثمان اليافعي]

وجه المواطن اليمني محمد ناصر قائد البخيتي , عضو اللجنة التحضيرية لمجلس تنسيق الجاليات اليمنية في الخارج , والمقيم في الولايات المتحدة الامريكية , وجه رسالة الى قناة الجزيرة عبر وسائل الاعلام اليمنية – حصل شمسان نيوز على نسخة منها – ابدى من خلالها استغراب واستياء الكثير من اليمنيين من تجاهل القناة للحراك السياسي في اليمن .

وقال البخيتي في رسالته " ورغم ان قناة الجزيرة ليست الوحيدة في هذا المضمار الا اني اتوجه برسالتي اليكم لقناعتي بأنكم اكثر القنوات العربية استقلالا وأن اي تطور في عملكم سوف ينعكس ايجابيا على بقية القنوات " , متهما الجزيرة بانها اصبحت تتحرك وتتفاعل وبدون قصد منها في دائرة اهتمامات الادارة الامريكية, اما غيرها من الدوائر والتي تمس صميم قضايا الامة العربية فأنها بعيدة عنها كل البعد , مشيرا الى ادراكه ان الادارة الامريكية تكن الكثير من العداء لهذه القناة , مستدلا على ذلك بقصف مكاتبها في افغانستان والعراق واستشهاد احد مراسليها واعتقال آخر .

الرسالة بقدر ما حفلت باعجاب صاحبها بالقناة فانها في الوقت ذاته زخرت بعبارات العتاب والنقد , النابع كما يبدو من حب يكنه صاحب الرسالة لها .

وفيما يلي نص الرسالة :

بسم اللة االرحمن الرحيم

رسالة الى قناة الجزيرة عبر وسائل الاعلام اليمنية



الاخوه العاملين في قناة الجزيرة

تحية طيبة .. وبــــــعـــــــــد



اوجه لكم هذة الرسالة عبر وسائل الاعلام اليمنية لأعبر لكم عن استغرابي وكذا استغراب واستياء الكثير من اليمنيين بسبب تجاهلكم المستمر للاحداث و للحراك السياسي في اليمن.

ورغم ان قناة الجزيرة ليست الوحيدة في هذا المضمار الا اني اتوجه برسالتي اليكم لقناعتي بأنكم اكثر القنوات العربية استقلالا وأن اي تطور في عملكم سوف ينعكس ايجابيا على بقية القنوات.

اني ادرك عمق العداء الذي تكنه الادارة الامريكية لهذه القناة , وهذا واضح في استهدافها للقناة سواء بالقصف كما حصل لمكتب الجزيرة في افغانستان والعراق وادى ذلك الى استشهاد احد مراسليها او عبر اعتقال احد مراسليها والذي لايزال رهن الاعتقال بدون وجه حق.

الا اني ارى من الاهمية لفت انتباهكم الى امر مؤسف استغرب كيف فاتكم.

فقناة الجزيرة صارت تتحرك وتتفاعل و بدون قصد منها في دائرة اهتمامات الادارة الامريكية, اما غيرها من الدوائر والتي تمس صميم قضايا الامة العربية فأنها بعيدة عنها كل البعد.

واننا اذ نشهد لقناة الجزيرة بانها قد استطاعت ان تتحرر من الاطار الرسمي الممل الذي كان يسيطر على كل القنوات العربية بدون استثناء واستطاعت من خلال هذة التجربة ان تحقق ثورة في مجال الاعلام العربي, وذلك بفضل القيادة القطرية التي استطاعت ان تتخلص من عقدة حب الظهور الملازمة للحكام العربي, وكذا اتاحتها لمجال واسع من الحرية لعمل القناة.

الا ان اداريين قناة الجزيرة واعلامييها لم يستطيعوا ان يتخلصوا من عقدة الخواجه. وهكذا تحولت القناة الى منبرا لتناول القضايا المتعلقة بأمريكا واسرائيل وكذا لنقل تصريحات مسؤليها الصغار والكبار وبمناسبة ودون مناسبة, في الوقت الذي اغلقت فيه ابوابها في وجه الكثير من القضيا العربية الخالصة و الشخصيات العربية المؤثرة.

وابرز دليل على ذلك تجاهل القناة لحرب صعدة الاخيرة والتي شهدت اشرس واعنف المعارك على مستوى العالم وعلى مدى خمسه شهور. وسبب عدم اهتمام قناة الجزيرة هو ان تلك الدماء التي اريقت هي دماء عربية خالصة و نقية مائة في المائة, فاليمن كما يقال مهد العرب والعروبة. ولو ان هذه الدماء اختلطت بقطرة دم احد السياح الخواجات لنالت هذه الحرب اهتمام الجزيرة, فما بالك لو كانت تلك القطرة تعود لاصل يهودي او اسرائيلي فعندها سوف تنتفض قناة الجزيرة بقضها وقضيضها وتنفجر بالتقارير والتحاليل والاخبار.

وكمثال اخر على ما نقول هو تجاهل قناة الجزيرة للحراك السياسي والشعبي في الكثير من المحافظات اليمنية الحاصل اليوم, ففي يوم واحد تسعة حصلت اعتصامات كثيرة وبمشاركة الالاف من المواطنيين ونتج عنها الكثير من الصدامات الدموية بسبب القمع الذي مارستة الحكومة وقتل عدد من المواطنيين واعتقل العشرات الا اني لم اجد اي خبر على موقع الجزيرة في الانترنت عن هذة الاحداث لا من قريب ولا من بعيد. والسبب طبعا ان كل من قتلوا واعتقلوا هم عرب اقحاح من ذوي البشرة السمراء والعينون السود وليس بينهم اي خواجة من ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرق التي عادتا ما تفتح شهية قناة الجزيرة, كما ان بوش وكندليزا رايس واولمرت وليفني لم يهتموا بهذا الموضوع من اساسة ولم يدلوا بأي تصريح بخصوصه. وهذان سببان كافيان بالنسبة للقناة لتتجاهل هذا الحدث تماما.

ان اداريين واعلاميين قناة الجزيرة يعيشون حالة من الاغتراب الفكري والنفسي ويمكن ملاحظة هذا الشيئ في طريقة نطقهم لاسماء الاشخاص والمناطق, ففي الوقت الذي يلوون السنتهم لكي ينطقوا الاسماء الانجليزية والعبرية بلسان اعجميا مبين لا زالوا يخطئون في نطق اسماء المناطق والالقاب اليمنية. فمثلا هم لايزالون ينطقون لقب الآنسي "بمد الهمز" باللإنسي "بكسر الهمز". على الرغم من ان الاول مشتق من اسم حال والثاني من اسم جنس.

ولكي اكون منصفا لابد وأن اعترف للاخوه العاملين في الجزيرة بأني لا اعيب عليهم من الاستفادة من خبرة الخواجات في المجال الاعلاميِ, ولكن يجب عليهم التفريق بين تقليد الاسلوب وتقليد الموضوع. بمعنى ان بأمكانهم تقليد اسلوب الخواجات الاعلامي ولكن ليس بالضرورة ان يقلدوا موضوعهم, لان الخواجات بطبيعة الحال يتناولون القضايا التي تهم بلدانهم وشعوبهم من ذوي البشرة البيضاء والشعر الاصفر والعيون الزرق, ونحن علينا ان نتناول المواضيع التي تهم بلداننا وشعوبنا من ذوي البشرة السمراء والعيون السود والشعر الاسود المموج. هذا خلاصة القول وهذا ماينبغي على اعلاميي الجزيرة ادراكة.

وندائي الاخير لقناة الجزيرة هو: تخلصوا من عقدة الخواجة لكي تتخلص بقية وسائل الاعلام العربية منها ايضا.

الاخوة الاعزاء في قناة الجزيرة, اتمنى ان تلتمسوا لي العذر بسبب طريقة انتقادي اللاذعة لاني واقعا غاضب ولي الحق في ذلك. وخصوصا واني قد حاولت ان اتواصل معكم بشكل مباشر في اثناء حرب صعدة لانقل لكم وجهة نظري إلا اني لم الق اي تجاوب.

لذلك قررت ان انقل لكم احتجاجي وأستيائي عبر وسائل الاعلام اليمنية, متمنيا ان تهتموا في المستقبل بالقضايا العربية حتى وان كانت عربية خالصة.

وكونوا على ثقة بأني كنت ولازلت من المدافعين عن قناة الجزيرة تلك القناة التي احدثت ثورة اعلامية عربية حقيقية.

شمسان نيوز - خاص - 04/09/2007