الشيخ سالم الضباعي يكشف عورات العصابات

[ابو عهد الشعيبي]

أصداء: لا يمكن مصادرة الحقيقة والتاريخ.. سالم محمد حسين الضباعي*

الأربعاء 18 يوليو 2007

... وما الوضع القائم اليوم على أرض الواقع على صعيد القوات المسلحة والأمن إلا تعبير صادق وصارخ عن الاختلالات الفادحة والجسيمة التي لحقتها الحرب الأهلية عام 94م والتي عمقتها الممارسات السلبية والخاطئة والمتواصلة في بنية الدولة وجسد الوحدة الوطنية. ومهما توهم البعض بأن أمر القوات المسلحة والأمنية قد انتهى بنتيجة الحرب ومعه ينتهي تاريخها فإن ذلك غير صحيح وغير ممكن وما حركة عشرات الآلاف من العسكريين والأمنيين المتقاعدين أو بالأصح "المقاعدين" سوى قمة جبل الثلج التي بدأت بالظهور. وفي المقابل فإننا ومن موقع الحرص والتقدير للقوات المسلحة وبعيدا عن التقديس والقداسة نرى من الواجب التنويه لهذه المؤسسة الوطنية بالكثير من الممارسات السلبية والمسيئة التي يتورط فيها العديد من منتسبيها بمختلف مراتبهم والتي تدخل في نطاق مظاهر الفساد النتنة والمؤذية وخاصة في مجالي السطو على الأراضي وأعمال التهريب وهي الممارسات التي تسيء إلى مكانة هذه المؤسسة الوطنية وتضر بمصداقيتها كما أنه من المعيب للغاية السكوت عن ما جاء قبل أكثر من عام وعقب محاضرة الرئيس المذكورة في سياق حديث صحفي للشيخ حسين عبد الله الأحمر مع صحيفة "الرأي الحر" ونقلته عنها صحيفة "الناس" في عددها الخاص بالعيد الوطني الصادر يوم 22 مايو المجيد 2006م ورد فيه على سؤال حول ما نشرته صحيفة "الميثاق" ويمس الشيخ حسين الأحمر وقد قال فيه:

"بالنسبة لما يقال في الميثاق بأن سفري إلى ليبيا للتنسيق مع سامية الأحمدي، أولا سامية من أسرة محترمة وأبوها من المناضلين ولم ألتق بها منذ المؤتمر السابع للمؤتمر ولا حتى تلفونيا ولكن هذه ترهة من ترهات المؤتمر. وبالنسبة لليبيا، فليبيا قطر عربي شقيق يعتز الشخص بأن يكون له علاقة بها. هناك أشخاص من الذين يقودون القوات المسلحة معهم علاقات بتل أبيب وزاروها ولم يتكلم أحد، أما نحن فزيارتنا لليبيا كانت زيارة تجارية ليست لها علاقة بالسياسة أو بالتنظيم ولا بشيء مما يقال ولكن الافتراءات كثيرة".

بعد عام ونيف من الصمت نحن بانتظار أن تخبرنا القوات المسلحة وقائدها العام عن ما تفعله بعض قياداتها في زياراتهم السرية إلى تل أبيب؟ ومن هم؟ فلا مجال أمامنا كمواطنين وكقراء أن نشكك في مصداقية المصدر باعتباره أحد نواب الشعب في البرلمان وأحد قادة الحزب الحاكم وسليل أسرة ثورية جمهورية مناضلة. والسؤال أيضا برسم ممثلي الشعب في مجلس النواب والشورى واللجان المتخصصة بالدفاع والأمن فيهما ومجلس الدفاع والأمن الأعلى والأمن القومي كما هو برسم كل الأحزاب الوطنية دون استثناء وخاصة المنخرطة منها في الحوار الوطني مع الحزب الحاكم وكذلك الرأي العام المعبر عن ضمير شعبنا العربي المسلم الذي يمثل بكل معنى الكلمة أحد أهم ما تبقى من معاقل الأمتين العربية والإسلامية الرافضة للاستسلام والركوع والمتاجرة بالشرف والكرامة والدين في سوق النخاسة الرائج بضاعته في هذه المرحلة وبوابته السرية والعلنية تل أبيب.

*مستشار مكتب رئاسة الوزراء للشئون السياسية والإعلام



نقل/عن صحيفة الوسط الاسبوعية