تاج الجنوب ...والوحدة الموحشة

[تاج عدن]

تاج الجنوب ... والوحدة الموحشة

تفصلنا أيام قليلة عن ذكرى يوم 7/7 / 1994م الذي ارتبط بأقسى كارثة حلت بالشعب العربي الجنوبي بعد كارثة الغزو السبائي للجنوب العربي في عهد كرب أيل الأول وكرب أيل الثاني هو استمرار لهمجية وبربرية هولاء القوم. هذه وقائع تاريخية لن ندعهم من اليوم وصاعدا إن يملوها علينا كأحداث تاريخية عظيمة تارة باسم التاريخ والجغرافيا وتارة باسم الدين!!.
ولان شعبنا العربي الجنوبي قد ذاق كل الويلات والمرارات في العهدين وحفرت في ذاكرة هذا الجيل أبشع صور الاستبداد والقهر الإنساني واحدث زلزال في أعماق كل جنوبي لإعادة قراءة الماضي .
وعلى ما جرى من تدمير للجنوب أرضا وإنسانا وتاريخا وثقافة وثروة ناهيك عن ممارسة التمييز ضد الجنوبيين في الوظيفة والمنحة والتعيين وحرمان الجنوبيين من التمتع بمزايا شبكة الضمان الاجتماعي جعل الجنوبيين يتساءلون عن الأسباب التي دفعتهم إلى هذا المصير ؟!!. ومن اجل ماذا عليهم مواصلة دفع هذا الثمن الباهظ من حياتهم ومستقبل أبنائهم ؟!. هذا ما دفع الغيورين من أبناء الجنوب في يوم 7/7 / 2004م لتحويل هذه المناسبة إلى بركان في وجه طغاة السلطة والثروة يوم إن أعلن عن تأسيس حركة " تاج " بعد إن ظن الديكتاتور بان الجنوب قد دان له.
ولأول مرة في تاريخ الجنوب الحديث, تسمى الأشياء بأسمائها ويصل الجنوبيون إلى حقيقة مرة بان كل ما حل بهم كان عقاب لهم لأنهم قد ولوا أمرهم لعناصر شمالية لا تدين بالولاء للجنوب أرضا وإنسانا وإنما رأت فيه محطة للوصل إلى أرضهم الشمال .. واستغلوا تسامح الشعب الجنوبي ليعيثوا كل فساد وقتل وتمزيق للصف الجنوبي حتى جاءت لحظة الانقضاض الكبرى يوم 22/5/ 1990م حين كان الانهيار قد وصل منتهاه ..
ولهذا جاء برنامج حركة " تاج" واضحا وصريحا ووضع لأول مرة وبجرأة كل برامج الأحزاب ما يسمى بالأحزاب السياسية المتخلفة والمحنطة التي تذكرنا ببعض الأحزاب السياسية في مصر والتي أصبحت جزء من برنامج الفساد لما قبل 23 يوليو 52م ولأول مرة يوضع الشعب الجنوبي على ناصية مستقبل حقيقي يضمن حماية مستقبل الأجيال الجنوبية وينقحها مما علق بها من الشوائب التي أدمت تاريخها الحديث .
إن ما أحدثته الحركة خلال ثلاث سنوات من المثابرة والكفاح قد قلب موازين القوى على الأرض. وعمق الثقافة الجنوبية وعزز الثقة بين الجنوبيين وأطلق طاقاتهم النضالية التي تجلت في تكوين العديد من الأشكال النضالية لانتزاع حقوقهم من براثن وحدة اليمن المتوحشة ..
اليوم يمضي الشعب الجنوبي قدما نحو الخلاص مستلهما مبادئ حركة "تاج" ولا أدل على ذلك محافظات الجنوب من رفض للاحتلال اليمني بكل صورة. وتصاعد النزعة الجنوبية الاستقلالية كحالة رد فعل طبيعي نحو الانزلاق السياسي لنظام ديكتاتوري متوحش لم يترك أمامهم من خيار.. بعد انقضاء 17 عاما لم يترك خلالها حق إلا واغتصب ولم يعطهم يوما أمل.. مجرد أمل بان لهذا الليل ( الظلم) آخر..

د. يوسف خالد

عضو اللجنة التنفيذية للتجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)

عدن
2007-07-03

[ابو عهد الشعيبي]

بورك قلمك وأفصح الله لسانك يا دكتور يوسف خالد
وعلى درب تحرير الجنوب ماضون إن شاء الله

وشكرنا مشرفنا العزيز على نقلك هذا المقال الصاعق
لهذا الجنوبي الغيور .........
وخورمكسر ساحات نضالنا السلمي النوعي بعد ساعات
معدودة ..........