الشيخ فشفشي .. يعرف كل شي

[العبد لله بو صالح]

الشيخ فشفشي .. يعرف كل شي


2015/09/19 الساعة 21:47
م.جمال باهرمز


في عدن ظهر لنا الشيخ فشفشي الذي يعرف كل شيء ونحن لا زلنا نشكي من ثقافة اللا دولة واللا نظام في الشمال وحكم الشيخ الذي هو القاضي والمأمور والسجان وقايد الشرطة ومدير العمل والمولدة ويورث ابنه من بعده القطيع الذي يحكمه.

والان نسير في نفس العرف، لدينا مراكز أبحاث وعلماء في كل التخصصات وأكاديميين وجامعه عريقة.

ومع ذلك نستشير أمراء الحرب وشيوخها. وهل أمير الحرب عالم بتوزيع الإغاثة او يعرف أفضل من الطبيب عن أي حالات الجرحى الخطرة ولها الأولوية.

لن ننجح باستعادة امننا أو اغاثة جائع أو إنقاذ جرحانا أو فتح مرافقنا وتحسين خدماتنا من كهرباء وماء ووقود. إلا إذا استشرنا أصحاب الاختصاص من الأكاديميين.

رغم جهود الطيبين الفردية من أبناء الجنوب للعمل بإخلاص وتفان بعيدا عن اجندات أحزاب صنعاء وعصاباتها ولكنها تظل جهود فرديه.

فأي مكون او حزب او تنظيم سياسي يستحوذ على الوظيفة العامة والثروة له ولأعضائه فقط ويحرم بقية ابناء الوطن. فهو يحول نفسه من حزب سياسي الى عصابه تقود المجتمع الى الانهيار فيتم لفظه تدريجيا من جسم الوطن.

افراد هذه المكونات هم أكثر الأدوات التي توفر لأحزاب الخراب خراب الوطن وتفريق أبنائه والتمايز بينهم. فالطريقة التي تدار بها مدينة عدن بعد الحرب هي طريقة لجان الحث في انتخابات تنافسيه فمثلا تتوزع الإغاثة بنفس طريقة الانتخابات ونفس أدوات الأحزاب بلجان حثها وحركتها ولهذا فشلت فمن يدير جمعيه خيرية لأجل انتخابات لا يستطيع إدارة مجتمع مدني فما بالك بمدينه هي عاصمة دوله مثل عدن.

فإدارة انتخابات لنجاح مرشح لحزب معين تتطلب منك ان تلم بكل أسماء أعضاء الحزب وانصاره لتتواصل معهم وتسهل وصولهم للتصويت لمرشحك.

بينما ادارة مجتمع او مدينه او دوله يحتاج منك ان تتعامل مع كل أجهزتها وسلطاتها لإعطاء الفرصة للمختصين بمعالجة أوضاع هذه المدينة المدمرة وتسهيل أعمالهم وحركتهم ...

مع العلم ان اغلب جداول الناخبين مكونه من 70% من المستقلين و30% من الأحزاب وانصارهم وان هذه النسب لا تشكل من تعداد السكان الى 50%0وقد قلناها للشيخ فشفشي وانصاره في اكثر من مناسبه انتخابيه من السابق.

وما يحصل ان الأحزاب توزع الإغاثة والاعانات وغيرها بكشوفات ال 30% المقيدة لديها وتركت ال 70% من المستغلين و50% الغير مقيدين نهائيا بدون أي اغاثه او غيرها.

الإغاثة تتوزع على من في كشف الانتخابات بل ان جزء من هذه الإغاثة تذهب الى تعز والشمال بفضل وزراء اللوبي الشمالي المنظمين لأحزاب صنعاء وبتسهيل من الشيخ فشفشي واتباعه وهذا ما وقع فيه المقاوم البطل الشريف النظيف ابن عدن المحافظ نائف البكري بسبب طيبته القاتلة التي استغلها الشيخ فشفشي وامثاله ومجموعته فأصبح هذا الشيخ من يملك الريموت والبطاريات تستبدل من الرياض او تركيا.

هذه الطيبة جعلت لوبي التنكة السمن والقطمه الرز من حوله تزداد أخطائهم يوما بعد يوم في الإغاثة والامن والجرحى والخدمات والرواتب وغيرها لتحسب عليه. والان نرى ان كثير من أنصار الشيخ فشفشي من الذين يحملون السلاح الآن في عدن يتبعوا مليشيات أحزاب صنعاء. لم يشاركوا في معارك التحرير الا بعض الابطال الذين طغت الغيرة الوطنية لديهم على البعد الحزبي ففضل الدفاع والقتال عن وطنه وشعبه بينما الأغلبية خرجوا لقطف الانتصار والركوب عليه او اقلاق الامن. في حين ان أبطال المقاومة الجنوبية يقاتلوا في الحدود وهذا ما دفع بقادة المقاومة لمناشدة الرئيس هادي بالسماح لهم بالضرب بيد من حديد لهذه المليشيات.

فعودة الاغتيالات والبسط على المرافق الحكومية والممتلكات الخاصة ومنع أجهزة الدولة الأمنية والمدنية من العودة لممارسة مهامها وواجباتها هي من اختصاص مليشيات أحزاب صنعاء وتنفيذ سياساتها منوط بالشيخ فشفشي واتباعه.

... خاتمة:
(قراصنة سرق)
(استولى القراصنة على السفينة / وجمعوا الأموال والغنائم وبراميل العرق / أعدموا البحارة والقبطان وقيدوا الركاب / واحتفلت في المساء قطعان الذئاب / وبنشوة النصر احتسوا الشراب / يفكرون بالغنيمة وداهمهم القلق / لا احد منهم يوما بالأخر وثق / فكلهم مجرمون قراصنة وكلهم سرق / وكشرت الانياب واظهرت طباعهم الذميمة / اختلف القطيع على الغنيمة وافترق / انقسم فريقان وكلا يحد للأخر سكينه / واعتركا وكلا يدعى انه الاحق / ويتهم الاخر بانه غير مستحق / كلا يدعي العثور عليها وله السبق / وكسرت الأشرعة وتعاركت الفرق / وأحدثوا في السفينة شرخا وشق / أغرق البحر كل سطحها / اصبحت على صفحة الماء اخشابها / متناثرة والموج يزيد ارتجاجها / كالريح حين تلعب بالريش والورق / اختفت السفينة ومات الكل بالغرق / ذئاب لعينه تمتهن فقط الجريمة / لا احد منهم يوما للأخر صدق / اعوذ منهم برب الخلق والفلق)