القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
بقلم/ اسكندر شاهر!! صدق سارتر وصدق كيركجارد عليهما السلام...
صدق سارتر وصدق كيركجارد عليهما السلام
بقلم/ اسكندر شاهر* بحكم دراستي للفلسفة واختصاصي بالوجودية منها قرأت كثيراً عن حالتين وجوديتين حدثنا عنهما فلاسفة كثر، ومنهم الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر والدانماركي سورين كيركجارد والحالتين هما القلق والخطيئة، وكان يدهشني إمعان الفيلسوفين العملاقين في سبر غورهما لدرجة تماهت معها الشخصية الواقعية بالعمق الفلسفي اللامرئي . ولكني ومنذ عامين ونيف ومن دون سابق إنذار، ولعله فعل التراكم الذي لا نشعر به إلا وقد هبط علينا بمصير لم نقرره، تماماً كمصير وجودنا ومماتنا وموطننا وأسمائنا وأشياء أخرى كثيرة لم نختارها وأُجبرنا على أن نحتكم إليها، فقد بدأتُ أعيش الحالتين معاً واللتين لم أستدعيهما وإنما هو هبوط ربما كهبوط النفس عند ابن سينا مع كثير من الاختلاف وطبعاً بلسان حالي : هبطت عليّ من المحل الأقرع خرقــاء ذات تلون وتنوع لم يكن قلق سارتر وكيركجارد وسواهم فلسفة وحسب، إنها بلا شك تجربة حياة، الآن أدركت ماذا يعني قول سارتر (الجحيم هو الآخرون)، هذه هي النتيجة التي توصل إليها في الفصل الأخير من روايته (المدى المغلق)، إن هذا الآخر الذي يتظاهر بعضنا بالحوار معه أو يتشدق باستئناسه به أو عشقه له هو هذا الذي يريد أن يكون وجوده على حساب وجودي، وهو هذا الذي يراقبني ويتابع تصرفاتي وينظر لي من ثقب الباب ويرصد عيوبي ليفضحني. والواقع أن كلاً منا يريد أن يوجد وهو لا يريد شيئاً غير هذا، " فليس للإنسان إلا ذاته " "لا أنا إلا أنا " وبسبب هذا الواقع نفسه يحاول الإنسان جهد مستطاعه أن يسخر الآخرين لغاياته. ويقول سارتر: "سقوطي الأصلي هو وجود الأشخاص الآخرين" ويحصر خطيئته فيقول: "خطيئتي الأصلية هي مجيئي إلى وجود يشغله مثلي آخرين" . حقاً إن الآخر يشعرني بالقلق على الدوام. الآن عرفت السبب الحقيقي لقلقنا ولخشيتنا وخوفنا غير المبرر إنه الآخر ولا شيء غيره. ولكني مضطر للحديث معه أو الجلوس بجانبه أو المرور بجواره، إنه قدري الذي أكره والذي لا أكره في الوقت ذاته، ولم أستطع حتى اللحظة تشخيص مقدار حاجتنا للآخر، ولكن القدر المتيقن الآن هو كمقدار حاجة سارتر لعشيقته أو صديقته الفيلسوفة الوجودية سيمون دي بوفوار وما يمكن أن تقدمه من لحظات تكامل معه سواء على الورق أو على فراش النوم. وليكن كلامي هذا نظرياً بالنسبة لكثيرين أو ربما بالنسبة للجميع ولكني سأتساءل بلغة أكثر واقعية وهذا (حكم) أجبرني عليه الآخر، لماذا أنا من اليمن ولماذا يحكم بلدي طاغية مستبد ومن منحه الحق في الاعتراف بي أو إنكار هويتي، ومن أين جلب الحق في التنازل عن جزء كبير من أرضنا لكيان غاصب اسمه السعودية ولماذا بعد كل هذا وذاك يريد أن يقنعني ويقنع اليمنيين المستر والمايسترو (بوش) بأن ذلك (القبيلي) العسكري (ديمقراطي ناشئ) ؟! . الآن عرفت سبب (غثيان) سارتر، ومصدر كآبتي، لقد اكترثت لوجود الآخر كثيراً لدرجة جعلتني أكون ما يريد هو لا ما أريد أنا، أغوتنا كثيراً شجاعة (علي) وضحكت على ذقوننا بما فيه الكفاية عدالة (عُمر) . وها نحن نصل إلى حالة اللاهوية أو الهوية المتشظية والتي لا نتذكر جزءاً من مقاطعها إلا عندما نعود إلى أوراقنا الثبوتية التي نضطر لاستعمالها اضطراراً . والآن فقط عرفت لماذا عاش كيركجارد خطيئة لم يقترفها وظلت تلاحقه كذيل مركب لم يستطع بتره والخلاص منه، ها أنا أشعر دوماً بأني مخطئ وهذا الآخر يريد أن يكرس لدي هذا الشعور، ويحاسبني عليه ويرغمني على تحمل عواقبه .. ياللهول .. هذا أنا الآن وماذا بقي من العمر غير هذه المطاردة اللا شرعية التي ستنتهي عندما يريد الآخر أن ينهيها وليس عندما أريد أنا ذلك . ديننا يحرم الانتحار .. انه يحرمنا حتى من اختيار نهايتنا بعد أن أجبرنا على كل شيء .. كل شيء .. أستطيع أن أخالف الدين والشرع مثلما أخالفه في كثير من المسائل وكما يخالفه في الخفاء وأحياناً في العلن رجاله ورهبانه الذين لم أختارهم ولا أدري من منحهم هذه الصكوك المقدسة والذين لا يُسمح حتى بمناقشتهم و(الزنداني) في اليمن أنموذجاً، أستطيع أن أجعل من (نيتشه) نبياً وأن أنتحر ولكني رهين عواطف أودعها الآخر بداخلي فانا أخشى أن تموت أمي بسببي أو يصيبها مكروه لسماع هذا النبأ الخطير والذي أراه أقل خطورة من أبسط شيء يدور حولنا وكل ما نعيشه. إنه حصار مفروض، يفرضه الآخر علي، وفي ظل هذا الحصار، إن أردت أن أكون متديناً فلا أعرف بأية طريقة سأصلي، هل سأضم أم سأسربل، فبين السين والشين ما بينهما، وإذا أردت أن أرقص هل أرقص رقصة (البرع) اليمني أم أنني سأختار (الدبكة) لكوني أعيش (بلا راحة) في بلاد الشام منذ ما يقارب العقد من الزمن، أم أني سأستشرف من ماوراء المحيطات رقصة (الروك) علّها تكون جواز سفري إلى موقع في الأرض أتوق لمعرفته عن قرب وأسمع عنه أحكاماً قطعية، أيضاً يريد الآخر أن يفرضها على قناعاتي . لا يزال الآخر يلاحقني ولا تزال الخطيئة التي لم أقترفها والتي لا تشبه خطيئة كيركجارد في شيء تؤرقني وربما تؤرق كثيرين لكنهم محكومون بالصمت، فمنّا من لا يزال يتوكأ بعكاز اسمه (الصمت قمة الموقف الوجودي ) فإذا كان الصمت كذلك فمن هو الكلام إذاً ؟!. صدق سارتر وصدق كيركجارد عليهما السلام . __________________ * باحث وكاتب من اليمن [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] رابط المقال [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 10:43 AM.