صحى اليمنيون الشماليون من سكرة علي صالح وأول ماقالوه للجنوبيين -قد صحينا قبلكم-

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
قوم بهت
توصيف اطلقه الحبر اليهودي عبدالله بن سلام رضي الله عنه لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم فقال يارسول الله
ان يهود قوم بهت وارى ان تفيبني في مكان ببيتك وتعوا يهود تسألهم عني فاني اخاف ان يبهتوني ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ذات الحيلة فقالوا هو خيرنا ابن خيرنا وسيدنا ابن سيدنا فلما خرج عليهم يعلن الاسلام قالوا شرنا ابن شرنا وجاهلنا ابن جاهلنا ---او بهذا المعنى-الحديث صحيح وموجود ومشهور
انظر الى سرعة الانقلاب على الحقائق في وقت قليل لايتجاوز بضعة الدقائق
السؤال هل يمكن ان تكون ذات الصفة تتكرر في بعض المسلمين بحيث يكون فيهم نسبة معينة من صفات اليهود او النصارى
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
---فعلم بخبره الصدق ان لابد يكون في امته قوم مستمسكين بهديه الذي هو دين الاسلام وقوم منحرفين نحو شعبو من شعب دين اليهود وقوم منحرفين نحو شعبة من شعب دين النصارى--
هذا الانحراف لايقتضي المطابقة اي ليس كل من كان فيه شبه يصبح يهوديا او نصرانيا لان هذا ما وقع فيه اصحاب القاعدة حينما وجدوا تشابه بين سلوك بعض الانظمة او الاحزاب او الجماعات او الافراد بسلوك اليهود او النصارى فكفروهم واحلوا دماءهم فلايلزم المطابقة ولكن يكون على قدر المشابهة من حيث كونه خطئا او جهلا او تطبعا وتأثرا ببيئة معينة او ثقافة سائدة....ونحن الجنوبيون نعاني من مثل هذه المشابهات وان كان في الكثير منا جنوح نحو مشابهة الرومية والنصرانية في بعض السلوك بينما نجد الشمال اذهب الى مشابهة الفارسية واليهودية
ومقصودنا هنا هو لفت الانتباه لتوخي الحذر لان هذا هو منهجنا مع الكل شمال وجنوب وقد لاحظ هذا فينا اكثر الاخوة والاصدقاء اننا لانحابي احد وننتقد ونوبخ اية اخطاء فينا قبل ان تكون فيهم حتى ان البعض ظن اننا نميل الى الشمال لما لمس منا بعض النقد لاخطاء في الجنوبيين ولكن العقلاء عرفوا ان هذه شخصيتنا نابعة بحمدالله من دينيتنا وايمانياتنا بقول كلمة الحق على القريب والبعيد
اهل الشمال قوم بهت الا من رحم الله
ومع اننا لازلنا في طور الحاضر المتفق على بعض حقائقه الكامه في مايلي
اولا
ان الرئيس علي سالم البيض وجملة من المشاركين معه في الاتفاق الوحدوي مع الجمهورية العربية اليمنية اول من كشف

اسرية نظام الحكم في الشمال
ارتجالية تنفيذ العمل السياسي والاداري والمالي
مركزية مفاصل الثروة النفطية والمالية بيد عصابة موالية مطلقا لنظام الحكم
فتور الغيرة الوطنية والنخوة الانتمائية لارض وتراب اليمن
اللعب على كل الاوراق القذرة والنظيفة الدينية والسياسية والاجتماعية بدون استثناء
ولانزكي الجنوبيين كما يريد ان يفعل ذلك اكثر اصحابنا من الجنوبيين على انهم منظمين ومقننين في حال سياساتهم وممارساتهم ولكننا نقول ان الاستعمار البريطاني لما استعمر الجنوب 139عاما كان قد ترك اثرا في شخصية الجنوبيين ساعدتهم على اكتشاف الاخطاء بسرعة في نظام الشمال --هذا نقوله بكل تواضع ولاندعي الذكاء والوحي بل ماقلناه..ولكن الشمال لم يعبه بما قاله من اشرنا اليهم وحصل ماحصل
ومنذ احتلال الشماليين كلهم دون استثناء بما فيهم ثوار اليوم لبلاد الجنوب ج ي د ش والجنوبيون يصرخون في مجالسهم بفرحها وحزنها من ممارسات نظام الشمال من اقوى الانتقادات التي تمس السلم الاعلى الى ممارسات اخوة الشمال حتى على مستوى الذين ينزلون عدن ويذهبون الى ساحل-جولد مور- ويعلقون ملابسهم الداخلية على مرايات سايراتهم من اجل ان تضربها الرياح لتجف بمنظر سخيف وقح---كل شيء كان يتم مشاهدته ومعرفته او السماع به يتحدث عنه الجنوبيون
لقد اخذ على عاتق هذا المسألة في البدايات الاولى الحسانيين -نسبة لحسان بن ثابت رضي الله عنه الذي كان يهجو قريش ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالتأييد بروح القدس ليبرز الشعر والشعراء وكلماتهم اشد من الرصاص لقول النبي صلى الله عليه وسلم لحسان رضي الله عنه-اهجوا قريش فانها عليهم اشد من النبل---اي السهام=
وهكذا برز شعراء يافع حمير من الخالدي الى غيره وشكلوا ثقافة وقائية ضد الممارسات الطمسية لهوية الجنوب واحتلت صحيفة الايام الغراء راية التثقيف والتوعية للجنوبيين من ممارسات اعترف ثوار الشمال بقيادة علي محسن الاحمر على انها استعمارية..
ثم انتقل الامر من القلب واللسان الى الجوارح اليد والرجل بابناء ردفان والضالع الذين وحدهم من استطاع ان ينقل حالة الرفض والوعي المعرفي والثقافي الى حالة الرفض والوعي النضالي المادي
وظهرت حضرموت من البدايات الاولى برفضها الاخلاقي المستمد من شخصية الحضرمي الانضباطي بقيم الاخلاق والقانون الغير متحايل الغير متمايل عن القوانين ليقولوا لالالا بثورتهم الاخلاقية التي اشتهر عنها عدم الكلام والشراء بل والبيع والتاجير للشماليين بالهجر الجميل لممارساتهم المتفق عليها اليوم بين الشماليين قبل الجنوبيين على انها استعماريه استثمارية انتهازية نهبية لصوصية لارض الجنوب بعد نفاذ خير الشمال
ثم ولجت ابين وشبوة معا وبقية المحافظات والمديريات والمراكز والاحياء والحارات هذا الحراك الثوري النهضوي الباعث لسنن التجديد والامل
وبدات وسائل الاعلام تتحدث عن حراك الجنوب ويستبشر به الثوريين العرب بفتيل الشرارة المهيجة لثورات الربيع العرب يالمتوقعة المستشرفة لدى عقلاء وحكماء العرب
لاننكر قزمية بعض الجنوبيين الذين قفزوا الى الحراك بمشاريع حرفت مسار الوهج الثوري المصفوف نحو هدف واحد وهو استعادة دولة الجنوب-جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولاننكر مساهمتها من حيث لاتدري في تعثر وخلخلة النسيج الثوري المتماسك المتراص ولاننكر سفاهة بعض قيادات الحراك وعدم احاطتهم بالقواسم المشتركة التي وان انكروا وجودها ازلا في الجنوب والجنوبيين مع اخوتهم في الشمال سوى اننا على الاقل من باب السياسة علينا ان نتعامل معها في ظل نجاح نظام علي صالح خلال الفترة السابقة في اذابة نسب كبيرة من قيم الهوية الجنوبية لصالح ثقافة الشمال فكان لابد من مراعاة القواسم المشتركة المتكونة في النسيج الاجتماعي بل والثقافي والاخلاقي عند الجنوبيين وباتت واقعا موجودا وليس عدما كما يصورنها...ولكنهم كانوا بمستوى خفة العقل وقلة الحكمة فضعف ريح الحراك الجنوبي بسبب الانشغال بالتنازع فيما بينهم البين
قال تعالى
--ولاتنازعوا فتفشلوا ويذهب ريحكم--
قوم بهت
هذا ماظهر في فلتات بعض من اخوتنا من اهل الشمال--هناك ميل لانكار كل ذلك هناك ميل لذات الالتفافات على كل ماقام به الجنوبيين تماما مثلما انكروا والتفوا على الدور المساهم الذي قام به ابناء الجنوب واغلبية اهلها في 94 لمساعدة الشماليين من دخول الجنوب والا بالله عليكم كيف لاكثر من خمسة مليون تاريخيا على سبيل المجاز لم يتمكنوا من دخول ارض تعداد سكانها ثلاثه مليون هم سكان عدن ولحج وابين وشبوة وحضرموت والمهرة واذا احتجوا بالانجليز قلنا لهم ومن كان قبل الانجليز اليس هم نفسهم هؤلاء الجنوبيين
ان على الجنوبيين ان يدركوا ان ثمة صنف من الطبائع البشرية لاتستطيع ان تضمن ممارستها الاخوية معك الا حينما تحافظ على قدر من التميز والانفصالية والاعتزالية بينك وبينها...ومن باب الانصاف ايضا لاننكر ان اتاحة الفرصة للجنوبيين بالاستقلال التام على
اساس فكرة آرية عنصرية تجعل من جنسهم غير جنس الشمال بحجة اننا عرب ولسنا يمنيين
تخلق ذات البؤر التخلخلية بين الناس كلهم دون استثناء حتى الجنوبيين انفسهم لتعيدنا الى ذات المربع بطريقة جديدة
--على طريق امبعالة يارجل شللي حذاش -
ليصبح لي اخي الشمالي الذكي المتحايل اقرب لي وارحم من اخي الجنوبي الغبي المتشدد
ان الامر يحتاج الى حل يجمع بين الانفصال التام والاتصال التام بين الاجتماع والافتراق بين العزل والوصل كمرحلة تمهيدية آآآآآآآآآمنة لاجراء استفتاء على الوحدة التامة اة الاستقلال التام يتاح فيها للشعب الجنوبي حقه في تقرير المصير عبر سلسلة زمنية وقائية تحول دون سقوط البلاد في يد التنظيمات المتطرفة او الفوضى--مع اهمية وجود فصيل لايلتزم سوى بالخيار القطعي مع الشمال وهو الاستقلال التام الكامل لان هذا هو الحل مع قوم بهت ينكرون دورك وحقك عقب استبباب الامور عندهم بكل بساطة