الى القائد المنتظر: الجنوب بيت بلا سقف

[aljazeera.net]

الى القائد المنتظر: الجنوب بيت بلا سقف

ليس بوسع أو مقدرة شعبنا الأبي الصامد في الجنوب المحتل ورجاله البواسل، ممن لم يأكلوا كرامتهم ويبيعوا أنفسهم، أن ينسوا أو يتناسوا ما صار لشعبنا ووطننا، أو أن تمحو الأيام والسنين ذاكرة شعبنا واقعة إغتصاب أرضه وإستباحة كرامته وإنتهاك مقدساته، وبالتالي إحتلال الجنوب في 7 يوليو 1994م. أن هذا اليوم، هو يوم (الربوع)، يعد يوم غابت فيه شمس الجنوب وشعبه.. وما جرى في الجنوب في ذلك اليوم - لحظة سقوطه المروع - عندما وجد شعبنا نفسه وحيداً على أرضه، يضرب أخماس في أسداس، قيادته العسكرية والمدنية هربت من ميدان المعركة وتركته يترنح، والعالم يتفرج عبر الأقمار الأصطناعية على هول المأساة، كما لو كان شعبنا من المخلوقات الأولى على الكرة الأرضية تحت سماء عارية، وكأنها لحظة يوم الحشر، إنعدم فيها وزن كل شيء، فقد فيها إنسانيته بأنه ينتمي الى بني البشر.. كان شعبنا خارج مدار الجاذبية كلها.. جاذبية الأرض ومن عليها من الكائنات المورثة على إختلاف أشكالها والوانها وتجليتها.
- إذن- عار علينا في الجنوب، إذا نسينا هذا اليوم أو تقاعسنا أو إستسلمنا للإحتلال.. عار علينا أن نظام صنعاء، الذي كنا نطلق عليه في الجنوب (مزبلة التاريخ)، يعيد إنتاج نفسه الآن، ويحولنا الى أضحوكة التاريخ، بينما بعض الجنوبيين في الداخل والخارج – للأسف الشديد- يحاولوا إعادة إنتاج صراعات الماضي، أنه لعار علينا.. أما المراهنين على ما يجري في صنعاء وما سيسفر عنه من تطورات ونتائج، نقول لهم ها هي أمامكم النتائج، كل طرف شمالي متنفذ إستخدم له طرف جنوبي لتقوية وضعه في السلطة وخارجها.. شعبنا مهزوم، بما في ذلك أخوننا الذين قدموا الجنوب، للرئيس اليمني علي عبدالله صالح على طبق من ذهب في 7 يوليو 1994 مهزومين، لأن تحالفهم مع الرئيس اليمني في حرب صيف 1994، كان إضطراراً، وليس إختياراً، عندئذ فالهزيمة مرّة، وما خلفته من نتائج مدمرة على كل الصعد أكثر مرارة الواقع المر يفرض نفسه على كل إنسان جنوبي إينما وجد إدراك لما صار، فقد تحول الجنوب في ظل الإحتلال الى مخلوقات أخرى، إنتزعت عنه معالم المناعة الوطنية والإنسانية والشعور بالكبرياء.. تحكم فيه وأذلوه وأذلوا كبريائنا وهتكوا أعراضنا هؤلاء الغاصبون، فلم يدخلوا من حدودنا ولكن دخلوا من عيوبنا، ولم يدخلوا من بحرنا بل دخلوا من جهلنا، تكالبوا علينا كما تتكالب الأكلة على قصعتها. وكما قال أحد الكتاب العرب: "من بين القصص البائسة التي قرأنها لبعض البلدان، لم يحتقر بلد بالقدر الذي أحتقر فيه الجنوب وشعبه".
لذلك:
ـ هل سيكون لنا فجر جديد وجميل على أرضنا، مثل جنوب السودان أو جزيزة تيمور الشرقية أو كوسوفو أو إرتيريا، بعد كل هذا الليل الدامس؟
ـ هل سيكون لنا بعد (17) سنة من الإحتلال، وبعد كل الذي حدث ومازال يحدث، أن يكون لنا يوماً نطهر فيه أنفسنا من رجس أكذوابة 22 مايو 1990م؟
ـ هل سيكون لنا أرواح نحيا بها بعد هذا الموت الذي نعيشه؟
وأمام ما سلف ذكره نقول أن إستعادة وطننا المسلوب وبكل السبل المشروعة، وفك الإرتباط بين السارق والمسروق، بين الغاصب والمغتصب، بين الناهب والمنهوب، بين الكافر والمؤمن فرض عين.
يا أبناء الجنوب الأحرار في الداخل والخارج... الوطن أبقى من الرجال، وشعبنا وشبابنا هم فحرنا، ورجال الحراك الجنوبي المخلصين الشرفاء، رجال في زمن عز فيه الرجال، وأبطال في زمن تقدم فيه الأدعياء والمراهقين الصغار على الشجعان، قولوا للنابحين، الذين لا يعرفوا غير مهنة السب والشتم، أن من يحاول إنتاج طقمة وزمرة مجدداً مصيره الزبالة، قولوا للقيادات التي شدة الرحال للوصول الى الوطن عبر طريق رأس الرجاء الصالح (الفدراليين)، والقيادات الأخرى التي شدة الرحال للوصول الى الوطن عبر طريق قناة السويس (الإستقلاليين)، أنه لا المشروع الأول ولا المشروع الثاني سيوصلنا الى الحرية والإستقلال وأستعادة الوطن من براثن الإحتلال، دون قائد يوجد على أرض الجنوب بمواصفات وشروط المهاتما غاندي (الهند) أو نلسون منديلا (جنوب أفريقيا) أو جون غارنج (جنوب السودان) أوشانانا غوسماو (تيمور الشرقية) أو الشهيد البطل سالم ربيع علي، والذي سيقلب المعادلة التاريخية على أرض الجنوب، على طريق تحقيق الوحدة الوطنية الجنوبية وإنتصار الجنوب في الحرية.. إتقوا الله في الوطن والشعب وفي أنفسنا وأنفسكم، ضحكتوا علينا حكام ومهزومين، هل مازال لديكم بقية من الضحك؟
الحل: نحن في إنتظار القائد المنتظر ليظهر على أرض الجنوب ليقلب الطاولة على المحتلين، بإعتبار الصراع والمقاومة تاريخاً بين الحكم الزيدي في اليمن وأبناء الجنوب على مدى التاريخ القديم والحديث.
رحم الله شاعرنا القدير بن رامي علي حين قال:
امزيدي بيذرى حصم في حيد صم
هو حد بيذرى حصم على ظهر امصفاهبعد الوطن والقبر ذي بين الاصم
مرصم بمرصم ما جرى يجري وراهوالله قسم مبنا تراجم وارتجم
وبنك خرج مهزوم يا كاسي عراهقدها مقاله من ظلم بانظلم
يا بوكدم نحن لها أذياب الخلاه



جلال عبدالله أحمد بن مضوج
معيد في جامعة عدن
17 – 7 - 2011