هُنا المآثِمُ تَرويها لنا صُوَرٌ ...

[طائر الأشجان]

انظر إلى وَجههِ المسوَدّ مِن حَرَقٍ = أنظر إلى يَدهِ اليُسرى ويُمناهُ
قد شُلتا وغَدت رجلاه مثلهُما = آياتُ ربكَ لسنا مَن شَوَيناهُ
لكنها دعوَة المظلومِ حينَ دَعا = ربّاهُ مَن مُنصِفِ المظلومِ ربّاهُ
كَم طفلةٍ تحت نار الشهبِ قلتَ لها = موتي .. وقالت لكم وا حَرّ قَلباهُ
وَكَم يَتيمٍ على خدّيهِ قد ذَرَفَت = دموعُهُ وَشَكى للهِ نَجواهُ
مَن لي بها وهيَ آلافٌ مؤلفةٌ = تلكَ الضحايا ومَن بالقتل أغراهُ
كأنما صوتَها المَبحوحُ يسألنا = ماذا اقتَرفنا وَهَل ذَنباً جَنَيناهُ
هذي ملائكة الرحمنِ قالَ لها = سُبحانه امضي لأمرٍ قد قضَيناهُ
هذا جزاءُ الذي يَسعى بها عَبثاً = نَعَم .. ولم يَشترِ الأخرى بدُنياهُ
هذي ابتسامة روحٍ فارقت جَسداً = في مطلع العُمر يُبديها مُحيّاهُ
هذي الجَنوبُ التي جاءَت لكُم هِبَةً = ومَغنَما بئسَ مبناهُ ومَعناهُ
هُنا المآثمُ ترويها لنا صُوَرٌ = فاقت بَلاغتُها ما قد كتبناهُ
لم يَبقَ منهُ سوى عَينٍ شوَيخصةٍ = ومِشفَرٍ أشهَبٍ والفَحمُ خَدّاهُ
ومِفصَلٍ بيَدٍ راحت أصابعُها = والأذن طارت مَع مَن طارَ مَسراهُ
في هَيئةٍ ساقها المَولى لنا عِظةً = كحَال فِرعَون إذ أنجى بَقاياهُ
يا يوليو جَفّفَت بُشراك أدمُعَنا = الحَمدُ لله أبكانا وأبكاهُ
ويوم نلقاهُ تكفيراً ومَغفِرةً = وجَنة الخُلد وَهوَ النارُ مثواهُ
وما يزالُ بنا شوقٌ إلى خَبَرٍ = عن البقيةِ مِما قد جهلناهُ
هذا هوَ الرأسُ كيف الذيل حالتهُ = لرُبما كانَ عُرجوناً سلخناهُ
لله حادثة النَّهدَين كَم شرحَت = صَدراً فويلٌ لِمَن بالجَهلِ أشقاهُ
بُشراكم اليومَ إنا في تَوَحُّدِنا = نمضي وبعض المُنى والحُلم نلناهُ
اللهُ أكبرُ حَيّ "البيض" قائدَنا = وحيّ "باعوم" واطرب عند ذكراهُ

تحياتي
طائر الاشجان