القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
هروب الرئيس إلى حالة الطوارى
هروب الرئيس إلى حالة الطوارى
24 January, 2011 11:24:00 الهيئة الإعلامية تاج- خاص *جعفر محمد سعد الكلمة المرتجلة للرئيس اليمني يوم 24 يناير من هذا العام في صنعاء امام قيادات القوات المسلحة والامن تعد مادة خصبة للمختصيين في عدد من المجالات ذات الصلة بالقضايا التي وردت في تلك الكلمة وايضاً مادة ينبغي الاعتناء بها كثيراُ من قبل المتخصصين في علم النفس لتقيم الحالة التي ظهر بها الرئيس وهو امام ذلك الحشد من القيادات العسكرية , ومن واقع اهتمامنا بما جاء في كلمته نقول ما أشبه الليلة بالبارحة . إذ يذكرنا بالمشهد عندما أطل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي على شعبه وبدا قي تلك الأطلالة مستجدياً رضا وود الشعب التونسي وهو يقول فهمتكم ...فهمتكم وبعد أن استغرق مدة طويلة من الزمن حتى توصل إلى فهم شعبه امتدت لثلاثة وعشرون عاماً , لكن معاناة شعبه بلغت حداً لم تعد لكلمات الرئيس وإعتذاره وأسفه معنى أو قبول جاءت متأخرة كثيراً. وفرٌ الرجل من تونس إلى المملكة العربية السعودية وبعد ان طاف بفضاء عدد من العواصم العربية والغربية استغرقت رحلته ساعات طوال من التحليق بحثاً عن ارض تهبط عليها طائرته , رفضت خلالها العديد من البلدان وفي مقدمتها فرنسا إستقباله او حتى السماح له بالهبوط على اراضيها وبعد رحلة من الذل والعناء حط الرحال في جدة. تكررالمشهد امامي في بعض من اجزائه التي انحاز فيها ايجابياً لمشهد زين العابدين نظراً لما يتمتع به الرجل من ذكاء وحصافة لابد أن نشهد له بها , وبالرغم من تلك الفوارق ارتبط بالذهن والكل يشاهد على شاشة التلفاز الرئيس اليمني صالح وهو يرتجل كلمته أمام القيادات العسكرية للقوات المسلحة والامن عندما بدا الرئيس مهزوزاً بعامل مشترك مع زين العابدين وهو يسمع ويشاهد صدى ثورة الجنوب والغضب والمظاهرات التي لم تقتصر في هذه المرة على الجنوب, بل امتدت إلى شوارع صنعاء وتعز وعدد من المدن الاخرى التي تحاط بسياج مانع لوسائل الاعلام . حاول صالح ان يضمٌن كلمته ما لايؤمن به أو حتى يقصده من تلك الرسائل الموجهة للشعب حول الحقوق السياسية والحريات واليمقراطية والتداول السلمي للسلطة وتعديل الدستور وفترات التربع على عرش الرئاسة وسرعان ما يتراجع عن رئاسة مدى الحياة واصبح يرفض التوريث اخذاً العبرة من بن علي ,فصرخ الرجل لا توريث ولا حكم مدى الحياة وعدد من الجمل الاخرى المرتجلة المتقاطعة المعاني والاهداف ,ليست سوى كلمات لم يقصدها الرئيس بدليل التناقض الواضح بين الدعوة إلى الحوار لكل قوى المعارضة في الداخل والخارج , وفي نفس الوقت يطالب المؤسسات العسكرية بتشديد القبضة ومواجهة الشعب بالحديد والنار ويتوعد المعارضين وبقية جموع الشعب التي خرجت بصورة سلمية متحدياً الجميع للخروج ومواجهة رصاص قناصة الرئاسة ونيران عصابات الاسرة الحاكمة , وخلال كلمته لم يستطع الافصاح عن قراره حيث اضطر الى اطلاق وعود وتعهدات لم يعنيها وهو يشير بأصبع السبابة إلى وجهه مراراً وتكراراً يصاحب تلك الحركة بتقديم الضمانات بأمن وسلامة معارضة الخارج مؤكداً بذلك حالة الفلتان وفقدان الامن والامان وبعدها مباشرة انتقل الى جانب أخر فقد جاءت نبرته عالية ومتوعده ومهددة بقمع الشعب في الجنوب المطالب بحقوقة وإستعادة دولته حين أشار إلى مناطق ومحافظات الجنوب بالإسم لم يشعر انه بذلك اصدر شهادة للتاريخ ان لا منطقة ولا محافظة ولا قرية في الجنوب إلا و تشهد فعاليات حراكاً شعبياً سلمياً كتعبير عن الغضب والرفض لنظام صنعاء , وهنا حاول اخراج صنعاء وتعز وبقية محافظات اليمن من دائرة تهديداته المبطنة بخوفه وهلعه من أن ينال مصير زميله زين العابدين بن علي نظراً لقرب الغاضبين من دار الرئاسة ومساكن الآسرة الحاكمة . لم يستطيع الصمود كثيراً لإخفاء حقيقة مجيئه للقاء قادة المؤسسات العسكرية وهو يحاول تعبئة القوات المسلحة وزرع بذور الفتنة من خلال تحريضها ضد الشعب لقد كانت عبارات تحريض القوات المسلحة على الشعب توحي بان الرئيس غير واثق من مواقف القوات المسلحة, بل يخشى أن تأخذ القوات المسلحة العبرة والدرس من الموقف الوطني للقوات المسلحة التونسية التي رفضت أوامر ديكتاتور تونس باطلاق النار على جموع الشعب في ثورته السلمية التي انحاز فيها الجيش التونسي إلى الشعب ....... ولم يقف عند هذا الحد بل حاول صالح أن يستعدي القوات المسلحة والامن من خلال قوله أن القوات المسلحة والامن هم المستهدفين من الغضب والرفض الشعبي للحاكم وكأنه يريد لهم أن يواجهوا الشعب بقسوة وقمع ... وعلى تلك المؤسسات تنفيذ اوامره عندما يجد نفسه في نفس وضع زين العابدين قبل هروبه , يؤكد ذلك مغازلته للقوات المسلحة برفع الرواتب في ظل الازمة المالية الخانقة لنظام صنعاء وهو اسلوب درج على ممارسته في شراء الولاءات ومقايضة المواقف , وقد تجلى خوف الرئيس وقلقه بوضوح من معارضة الخارج في ظل التهديد والوعيد للمعارضة في الداخل التي وللاسف الشديد لم تكن في مستوى تحركات منظمات المجتمع المدني الرافضة للرئيس واسرته. ان التحليل لمجمل الارباكات والتخبط في كلمة الرئيس اليمني ,وما ورد فيها من عبارات لم يقصدها وجمل غير مفهومة ومغالطات وافتقار الى المصداقية و وعود لايستطيع الايفاء بها في مجملها تؤكد وبشكل قاطع ان قراره الذي حاول الافصاح عنه يقضي الهروب إلى اعلان حالة الطوارىُ عند ما اكد إن اليمن ليست تونس وهو يخاطب العسكرين لتهيئتهم للتخلي عن الشعب وحتى لا يكون موقفها شبيهاً بموقف الجيش الوطني التونسي .... ويظل السؤال الابرز الذي ستكشف إجابته قادم الأيام هل القوات المسلحة اليمنية وبقية مؤسسات الامن في مستوى وطنية وشعبية وشرف القوات المسلحة التونسية ؟ باحث في الشؤون العسكرية 25 يناير 2011م لندن |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:07 AM.