القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
اعرف الحق تعرف اصحابه!!!!!!!!
عندما سؤل علي إبن أبي طالب، (ع)، هل يمكن ان يجتمع طلحة والزبير والسيدة عائشة، أم المؤمنين، على غير الحق دونك؟ فأجاب بنفاذ بصيرته، "أعرف الحق تعرف أصحابه"! أي أن الحق لا يُعرف من خلال البشر، فهم خطائون، بل أن أصحاب الحق يُعرفون من خلال معرفة الحق. فالحق، عند علي، هو ما أنزل به الله، وما سن النبيون، وهو كل ما ينفع الناس ويدفع الضرر، ويمنع الظلم ويقيم العدالة، وينصف الفقير واليتيم والمحتاج، ويقوم على الصدق والتجرد والأمانة، و لا يوارب الأبواب وراء الباطل فحسب، بل يغلقها بإحكام وبعزيمة، ولا تأخذه في ذلك لومة لائم، مهما كان مقامه او كانت هويته، ولا تصده دون ذلك منفعة شخصية، مهما بلغت.
فالإمام علي، (ع)، يعرف الحق حق المعرفة، فهو وارث علم الرسول الكريم، وأول من خط القرآن المجيد بقلمه، وجاهد في سبيل الإسلام ورسالته، وهو كان ثاني من آمن برسالة محمد وكافح لإعلاء راية الإسلام كفاحا لم يتجرأ احد، عبر التأريخ الطويل، ان يقول بغيره. ذلك كان هو الأمر مع على إبن أبي طالب، (ع)، فهو صوت العدالة الإنسانية الذي لن ولن يخفت. ولكن الأمر مختلف في دنيا اليوم، فأغلب المتداعين لموضوع الحق، هم ليسوا فقط ناس لايعرفوه، (لا زهدا ولا علما، ولا قواما من الأخلاق الساطعة)، إنما هو أيضا، مفهوم يلتبس في عقول دٌعاته اليوم، إلتاباسات، بعضها مقصود و مفبرك، وبعضها، قد يعزى لقلة العلم ولضيق الإدراك، فالدعي الجاهل أخطر من المتدلس الواعي في مقام إحقاق الحق! فالقاضي الجاهل لا يمكن أن يكون عادلا، إن لم يعرف القانون وإجراءآت تطبيق العدالة، والسياسي الذي ينتدب نفسه لخدمة ناخبيه، ولتحقيق العدالة والمساواة بالحقوق للمواطنين دون تفريق، لا يمكن أن يكون عادلا، إذا كان يجهل كل شئ في الإقتصاد والإجتماع، بل وفي علم السياسة ذاتها، ولكنه يعرف كل شئ عن إمتيازاته ومصالحه الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية. والقول بالحق يسير، ولكن من يعرف الحق، يعرف الفرق بين القائل به وبين صانعه! ولعل بعض المتصدين والمنادين بإحقاق الحق، لا يميزون بين الحق كغاية وبين أسلوب تحقيقه كوسيله. ولطالما يقول البعض نحن نعمل من أجل الديمقراطية، ويلجأون الى أساليب تجرد الديمقراطية من معناها، والأمثلة لا تحصى. ثُم، هناك من يريد طرد القوات المحتلة، فيقتل الناس الأبرياء، بإعتبار ان في ذلك إحراج للمحتل! هناك من يقول أنه ضد الطائفية، ولا يحيط نفسه إلا بالطائفيين من ملته. وهناك من يرفع شعار القانون ويتستر على متهمين مختلسين للمال العام، وهناك، من يقول بأننا ينبغي أن نبني تيارا ديمقراطيا حقيقيا وليس زائفا، من خلال نكران المصالح الحزبية الفئوية، فينفرط من العقد أمام أول إشارة لمكاسب مغرية لوحوا له بها! يبقى السؤال، ما هو الحق فعلا؟ هل هو ما يتجسد في الغايات الإنسانية الكبرى، أم بنصوص الدساتير والقوانين، أم بتحقيق الوعود بالنفع العام والعدالة والأمان والحرية والإزدهار، أي بما يلمس لمس اليد من قبل كل الناس المعنيين؟ ام هو مجموعة من السياسات والأقوال والدعايات والأكاذيب والإدعاءآت والمسرحيات المفتعلة، وكلها تسري تحت مقولة الحق!؟ أنظروا الى مسرحية تشكيل الحكومة منذ ستة أشهر تقريبا، فالجميع يتحدث عن الحق وعن الديمقراطية، بينما يخلقون من الأضرار ما يلغي منافع الديمقراطية التي يصبو لها الناس. فالرياء بإسم الحق أضّر من الباطل الصريح. وهذا الأمر لايخص السياسيين في الساحة العراقية وحدهم، بل يشمل كل اللاعبين من محتلين ودول جوار، واقليات إقليمية، وجدتها فرصة سانحة ليختلط الحابل بالنابل بإسم الحق، والحق وحده! بل ويشمل حتى بعض المثقفين الذين سرعان ما تلتوي أقلامهم بإشارة نافعة. من يريد أن يعرف أصحاب الحق، عليه أن يعرف ما هو الحق أساسا، وعندها سيتيقن بأن أصحابه هم أنفار قلائل يسيرون بطريق موحشة، لقلة سالكيها!! |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:04 PM.