يا عزيزي كلهم : (دحابشة)

[د0 الشبواني]

يا عزيزي كلهم : (دحابشة)
عدن تايمز -حسين زيد بن يحيى

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]





دائماً ما كان يردد الرئيس الشهيد /ياسر عرفات بخطبه الشهيرة:"أني أرى نوراً بنهاية النفق ". روح تفاؤلية مع كل قسوة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني وخذلان الأشقاء قبل الأصدقاء له. وهو ما نفتقده بعد اجتياح "القوات الشمالية" للجنوب صيف 94م واستباحته ونهبه وتدميره بشكل منظم وممنهج ، حيث أدخل الجميع وعلى السواء في الشمال قبل الجنوب نفقاً مظلما لم يزعم فيه أحد أنه يرى نوراً بنهايته !!. اختلال موازين القوة بعد أزاحت الشريك الجنوبي بالحرب مع طبيعة بيئة مجتمع "الشمال"الحاضنة لفكرة طاعة ولي الأمر بر كان أو فاجر التي تعتبر المرعى الأنسب التي تتكاثر عليه الجماعات الإرهابية ، فبعد أن كانت قوى التوريث تتوارى خلف شرعية "الكاكي" الذي جاء بها للسلطة في 17يوليو 79م ، كشرت أنيابها لتنهب الأخضر واليابس باعتبار البلد "أقطاعية" والناس فيه مجرد "رعايا" للفندم وديمقراطيته التي حنطته 32عاما عجافاً على "العرش"!!.

وضعاً لم يألفه الجنوبيين وثقافاتهم المدنية المكتسبة من فترة الحكم البريطاني وزاد من احتقانه أن المنتصر تنصل عن كل التزامات الوحدة وتحول في السلوك والممارسة إلى "محتل" وبشكل رجعي متخلف. إصرار المنتصر أن الأمور سابرة والوحدة باهرة في أتكال على عامل الزمن لؤد الأنين والشكوى الجنوبية مصحوب بغطرسة واستعلاء عنصري متعجرف هو من يتحمل مسؤولية الانسداد الحالية وجنوح الحركة الاحتجاجية للحراك نحو "الاستقلال" وإعادة بعث هوية "الجنوب العربي" المتحفزة أبان الحكم البريطاني بعد أن غيبها حينا بطش "الجبهة القومية" ومن ثم شمولية حكم حزبنا الكبير "الاشتراكي".

ومن البداية بدأت الدحبشة فـ(الدستور) الذي أعدته هيئة غير مفوضة من الأمة في الشطرين حينها بعد الدخول بها (الوحدة) تم الاستفتاء عليه وسلقه بطريقة تثير الشك مع ذلك لم يؤخذ بالأفضل الشطري كما دعت لذلك اتفاقات الوحدة فما حدث على الواقع أن ما ساد هو الأسوء وافسد كل شي المؤسسة العسكرية والمدنية بما فيها المعارضة التي أصبحت وجه أخر للسلطة القبيحة أصلا حتى وصل الإفساد السياسي إلى جزء كبير من أكشاك "الحراك".

ولم تعد هناك فروق تذكر بين موميات حرب صيف94م والمعارضة وأمراء تلك الأكشاك في العقلية وطريقة التفكير والتعامل مع الآخر والمجتمع. أقليات متخلفة من "القرو" تستند لقوتها العصبوية والعسكرية تستهدف إخضاع الوطن لإعادة إنتاج عملية نهب الأرض والثروة والسلطة باسم "الثورة" ، "الوحدة" و"الحراك" ... الخ .

الإشكالية التي تقلقنا حقاً أن من يدفع الأمور نحو الفوضى الخلاقة "الفندم" وشعاره :"أنا أوالطوفان من بعدي". مما يفرض تداعي كل الخيرين هنا وهناك لكلمة سواء تجنبنا الذهاب نحو "الصوملة"حيث تسفك الدماء وتهتك الأعراض وتنهب الأموال كما يخطط لذلك مع معارضته وأمراء الأكشاك إياها ، فقد أصبح الجميع يا عزيزي:- "دحابشة" أصل أو مستنسخون .

والسلطة الحالية لأنها تعي حقيقة زوالها التاريخي بخبث ولؤم طوال الخمسة عشر عاما الماضية زرعت بالجنوب قطعان التكفيريين المبرمجين بمنهج مدارس طالبان السلفية الوهابية في"معبر" و"دماج" مع محاولة بعث رميم مشائخ 7/7 الذي تجاوزهم المجتمع المدني الجنوبي قبل الاستقلال الأول وأصلته مدنية وحداثية حقبة حكم "الرفاق" .

السؤال الذي يؤرقنا إذا سريعا وفجأة انهارت السلطة القائمة على شرعية القوة هل يحافظ الجنوبيون على وحدتهم وأمن بعضهم البعض ؟!!. نأمل ذلك ، ويظل توجسنا قائم من سوء نوايا "الدحابشة" المستنسخون على رأس تلك الأكشاك المثيرة للريبة .

لوجه الله:-

استضافة ولمرة واحدة لعلي كاتيوشا والزنداني ورشاد العليمي والشيخين محمد الأمام ومحمد المهدي في منتجع "جوانتنامو" كفيلة بكشف كذبة كبيرة أسمها تنظيم القاعدة في اليمن ).



*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن