القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
عبدربه يعلن الإنفصال الجزء الثاني ؟؟؟؟
الجزء الأول :
ما أجمل الحرية ،،،،، ما أجمل أن يعيش الإنسان محررا من قيود الذل والتبعية ،،،،،، ما أجمل أن يشعر الإنسان بإنسانيتة الحقيقية ،،،،،، هكذا خرجت هذه الكلمات الرنانة والبسيطة من فم المواطن عبدربه ،،، والذي يعمل بائعا للخضار في سوق بيحان ،،، إحدى مديريات محافظة شبوة . لم يتمالك عبدربه نفسه ، أن يطير فرحا ،،،، ويزهو مختالا ،،،، عندما قرأ له ( مبارك) - أصغر أحفاده - مقالا نشر في إحدى المنتديات العامة ،،، والتي نذرت نفسها للحوار في القضايا المصيرية للشعب الجنوبي اليمني ( المحتل ) ؟؟؟؟؟ كان المقال ( بشأن الوحدة اليمنية ) ، وكان ينص على أن لكل إنسان الحق التام في تحديد مصيره ،،، ولا يجوز لأحد أن يجبره على التوحد مع أحد كائنا من كان ، تحت أي مبرر ،،،،،، كما نوه المقال أن الذي يجبر أحدا على التوحد مع بالقوة ، يعتبر باغيا معتديا ، يجوز قتاله ، وذلك لأن الوحدة لا تكون قسرية ؟؟؟؟ عاد عبدربه إلى بيته في المساء ،،، بعد يوم حافل من البيع والشراء ،،، خصوصا وسعر (الطماطم ) ، هذه الأيام بدا مؤشره بالهبوط ،،،، معلنا بذلك تراجعا ملموسا ( مخيفا ) ، في اسواق الطماطم العالمية ؟؟؟؟؟؟ كالعادة ،،، ومنذ أربعين عاما ،،،، كان الماء الدافئ المملح ،،، معدا له بعد عودته من كل غزوة إلى سوق الخضار ؟؟؟؟ ما أن وضع قدمية الذابلتين ذبول أوراق الخريف ،،،، والتي نقشت عليها السبعون عاما الماضية تجاعيدا وخطوطا تروي آلاف الحكايات والملاحم ؟؟؟؟ ما أن وضع قدميه في الماء ،،، حتى شعر بتلك اليدين والتي تعرفهما قدماه تمام المعرفة ،،، كيف لا ؟؟؟ وهما يدا شريكة عمره وتوأم روحه ، ( مسعدة ) والمشهور بأم سالم .... تنفس الصعداء ،،، وزفر زفرة المحارب المنهك ،،، الذي يعتبر حلول المساء ، كطبول الحرب التي تعلن نهاية المعركة ؟؟ - آه يا أم سالم ،،، ذهبت الأيام الحلوة ،،،، أيام كان الواحد ( يبيع التراب ) كما يقولوا ؟؟؟؟؟؟ - هون عليك يا عبدربه ،، الأرزاق بيد الله . - ونعم بالله . - بالمناسبة ما أخبار المقال ؟؟؟؟ فقد أصبح هذا المقال شغل الناس الشاغل ،،، خصوصا من كثر ما سمعوه منك ،،، وبعد أن نسخته في اللوحة الكبيرة المخيفة التي نصبتها على ظهر البيت حتى أصبح بعض الناس يطلق عليه ( مقال عبدربه ) ؟؟؟؟ يا عبدربه نحن مساكين ،،، ولسنا على مستوى هذه الأمور ،،،، عشان خطري ،،،، خليها لأهلها أحسن . - أخليها لأهلها ؟؟؟؟ نحن أهلها ،،، بل أنا أهلها ،،،، فالحرية مطلب أساسي للجميع ،،،، ولو سكت أنا ،، وسكت فلان ،،، وسكت الناس ،،، لضاعت الحقوق ،، وانتهكت المصالح ؟؟ يا مسعدة ، القضية قضية مصيرية ،،، بل قضية حياة أو موت بالنسبة لي ولكل الشرفاء من أبناء بيحان ...... - لكن يا عبدربه بيحان صغيره جدا ،، وسكانها قليل ،،، وصعب تكون دوله مستقلة ،،، ولا تنس أنه لن يعترف بها أحد كدولة مستقلة .... - بالعكس تعتبر بيحان دولة كبيرة ،،، بل كبيرة جدا أمام بعض الدول المعترف بها رسميا ،،، أما سمعت عن دولة الفاتيكان ؟؟؟؟ أما تعلمي ان مساحتها 44كم ،،،، وسكانها 921 شخص فقط ؟؟؟؟؟؟؟ فماذا تعني أمام ( دولة بيحان العظيمة ) ، والتي يبلغ سكانها 100000 ألف نسمة ؟؟؟؟ وهل نسيت أنها كانت عاصمة الدولة العظيمة ( قتبان ) ؟؟؟؟؟ ثم ألم تقرأي في المقال ( ان الوحدة لا تكون قسرية بالقوة ،،، وإنما تكون بالرضا التام من جميع الأطراف ؟؟؟؟ ) - بلى قرأتها ،،، بل حفظتها من كثر ما سمعتها منك يا رجل ،،،، يا عبدربه حرام عليك ،،، أتريد ان يزج بك في غياهب السجون على آخر عمرك ؟؟؟؟ أتريد أن تتركني وحيدة في هذه الدنيا المليئة بالوحش الضارية ،، والتي لا تؤمن إلا بقانون الغاب منهجا في الحياة ؟؟؟ أتريد أن يقول الناس أنك أصبت بالجنون ؟؟؟؟ دولة ماذا ؟؟؟ هذه التي تريد ان تقيمها فجأة دون الرجوع إلى كل فرد من أفرادها ؟؟؟؟ حكم عقلك يا إبن الحلال ،،، ولا تخلي ذكرنا يجري على لسان اللي يسوى واللي ما يسوى .... ثانيا : أنتظر إلى أن نرى ما ينتج من المطالبه باستقلال الجنوب عن الشمال ،،، فالحراك على قدم وساق والدولة تضرب بيد من حديد كل من لبسته تهمة الإنفصال ،،، بل حتى من حامت حوله ؟؟؟ ثم اقتربت من عبدربه ،،، وألصقت فمها بأذنه ،،، وجعلت تلتفت يمنة ويسرة ،،، خشية أن يسمعهما أحد ؟؟؟؟ وقالت بصوت لا تكاد تسمعه حتى هي ،،، ( سمعت من جارتنا أم ناصر أن الدولة تتهمهم أنهم مدعومون من الخارج ؟؟ وأنهم فقط يريدوا أن يزرعوا القلاقل والفتن ، ويفرقوا الشعب ،،، وأنهم ليس إلا عصابة نفعية مرتزقة ،،،، لا يؤمنون بقضية ،،، ولا يقدسون رسالة ؟؟؟؟ ثم ابتعدت عنه قليلا وذهبت تخطو خطوا خفيفا متجهة نحو النافذة ،،، خشية أن يكون هناك من يسترق السمع ؟؟؟ فلما تأكدت من خلو المكان إلا منهما ،،، عادت بنفس المنوال ،،، وألصقت فمها بأذنه قائلة : ( كما سمعت من أم ناصر ، أن البيض والعطاس تدعمهم دول كبرى للنيل من وحدة اليمن ،،،، وتغدق عليهم من الأموال الطائلة ما لا يعلمه إلا الله ،،،، و أنهم يزجون بالآلاف من أتباعهم البسطاء السذج إلى تبني هذه الآراء وترويجها دون أن يعطوهم شيئا من تلك الأموال ،،،، حتى التي تكون بمثابة ( رواتب للمشرفين على المواقع التي تعتبر صدى حقيقا لهذا التوجه ؟؟؟؟؟ ) ، يا عبدربه للمرة الثانية بعد الخمس مئة والأف ؟؟؟؟ أقول لك عشان خطري ،، دعنا من السخافات التافهة ،،، ولنرجع إلى بسطة الخضار فهي أحسن وأضمن ..... لم تلاحظ مسعدة مع انهماكها في الحديث ،،،، أن عبدربه كان مشغولا عنها تماما ،،، بل ربما أنه لم يسمع كلمة مما قالت ؟؟؟؟ وبالتالي لم يجب عليه نفيا أو إيجابا ،،،، كان عبدربه على وشك أن ينهي صفحة كاملة شرع في كتابتها ( بخطه المتعرج ) مع بدء النقاش ،،،، إضافة إلى بعض الرسومات أو الخارئط التي تلوح على جنبات الصفحة يمينا وشمالا ؟؟؟؟؟ - أه ،،،،، ها قد أنتهيت منها ،،،، - بسم الله عليك يا عبدربه ،،،، مم ماذا انتهيت ؟؟؟ وهل كنت مشغلا عني طوال الوقت ؟؟؟؟ وما رأيك في الكلام الخطير الذي سمعته من أم ناصر ؟؟؟ - كلام أيش ،،،،، وخطير أيش ،،،، المسألة أبسط من ذلك بكثير يا مسعدة ،،، وهي لا تعدو أن تكون إنفصال والسلام ،،، تعالي ،، تعالي ،، أريك علم ( دولة بيحان ) ؟؟؟ أنظري : هذا جبل ريدان ( وهو تعبير عن القوة والثبات ) ، وهذه مضخطة المياه على رأس الجبل ( وهي ترمز إلى أهمية الزراعة ، فلا تنس أنا أصحاب خضار ) ؟؟؟؟ ، وهذا ديوان الشيخ في وسط الجبل ( وهو تعبير عن ضرور الالتزام بتوجيهات المشائخ ) ؟؟ وهذه كلمة " الله اكبر " ( وهو تعبير عن الدين ،،، فبيحان أنجبت العالم الكبير محمد سالم البيحاني ، كما أنه يجعل من ثورتنا إسلامية ) ؟؟؟ - بهذه البساطة ؟؟؟؟ وهل تظن أنه بمجرد انفصال الجنوب عن الشمال سننفصل نحن عن الشمال والجنوب ؟؟؟؟ وهل مسألة الجنوب مسألة محسومة ؟؟؟؟ وأين رأي ثلاثة مليون جنوبي ؟؟؟؟ بل أين رأي العلماء والوجهاء من أبناء الجنوب ؟؟؟؟ خصوصا وقد سمعت من حفيدك مبارك ،،، أن الشيخ عبدالواحد إمام المسجد ، اخبرهم ،، أن بعض الناس قد نسبوا إلى بعض العلماء انه أفتى أن من يقاتل إلى صف الحكومة ، قهو في جهنم وبئس المصير ، ونشروها في بعض المواقع ،و مع أن العالم هذا اعترف بالفتوى ،، ولكن أنكر بعض هذه العبارات ومن ضمنها العبارة سالفة الذكر ؟؟؟؟ - يا مسعدة ،،، يا حبيبتي الغالية ،،،، رأي الجنوبيين معروف ،،،، و واضح وضوح الشمس ،،،،، صحيح أنهم عملوا استفتاء في أحد المواقع بشأن اجتماع الجنوبيين في مؤتمر عام لتحديد المصير هل هو ضروري أو لا ؟؟؟؟ فصوت 90% أنه ليس ضروري ،،،، لكن أتوقع يزيد تعداد الناس الذين يروا أنه ضروري ،،، كما أني سوف أبدأ من الغد بتجميع أصوات الناس لتأييد هذه القضية ( إنفصال بيحان ) ، وسأبدأ بمشائخ القبائل لحيث و لهم السلطة المطلقة على رعيتهم ، ولن يخالفهم أحد ،،،، كما أني سأراسل الداعين إلى أنفصال الجنوب عن الشمال ، واعلن لهم الولاء التام والتأييد المطلق لقضيتهم الانسانية النزيهة ، ( تحرير الجنوب ) ، بشرط انفصالنا عنهم بعد انفصالهم عن الشمال ؟؟؟؟ وهذا كمرحلة أولى ،،، ثم تليها مرحلة اللقاء بالثوار الأحرار في جميع محافظات الجنوب الذين يؤمنون بالجنوب كدولة مستقلة ، كما يؤمنون بحقنا كذلك في تقرير مصيرنا ( كدولة مستقلة ) . - يا عبدربه اذكر ربك ،،،، ولا تفضحنا أما الناس ،،، أتريد أن تجعلنا أضحوكة أمام العالمين ؟؟؟؟ أم تريد أن تجعلنا قصة كقصة نجيب الكيلاني ، ( اعترافات عبدالمتجلي ) ؟؟؟ والذي أطلق عليه الناس فيما بعد ( عبده الونش ) ؟؟؟ لكثرة حديثه عن الونش المسروق في القاهرة ؟؟؟؟ وللمرة الثانية لم تلاحظ مسعدة أن عبدربه كان مشغولا عنها ؟؟؟ ليس بالكتابة ولكن بسبات عميق ؟؟؟ اضطجعت على فراشها وهي تقول : عجبا ،،، صاحب ثورة ونائم ؟؟؟؟؟ الجزء الثاني: سجل عبدربه إنجازات عظيمة غير متوقعة في جمع أصوات الناس ،،، لتأييد قضيته ( إنفصال بيحان ) ،،،، وقد أقنع الناس أنه وبعد إتفاقية مسبقة مع ( مجلس قيادة الثورة لحرير الجنوب من الاحتلال الشمالي ) ،،،، أنه بمجرد الانفصال عن الشمال سوف تفصل بيحان كدولة مستقلة ،،، يحكمها الشرفاء من أبنائها ؟؟؟ وذلك للقاعدة السابقة أن الوحدة ليست قسرا ،،، سواء مع الشمال أو مع الجنوب ؟؟؟ وإنها مسألة اختيارية بحتة ،،، كمسألة الشيشان أو كشمير أو الأكراد أو غيرها من الدول التي تطالب بالاستقلال ... وضعت له مسعدة ثلاث معاوز ( مقاطب ) ، في حقيبة السفر ،، وهي تقول : عبدربه : حاول تراجع قرارك ،،، عبدربه : أطعني هذه المرة ،،، واعصني في كل شيء بعدها ،،،، عبدربه : ليس لي صبر على فراقك ،،،، بل ليس لي صبر على الحياة بعدك ؟؟؟ ( ثم اجهشت بالبكاء ) . - مسعد حبيبي ، ( وكان يدلعها بهذا الاسم ) ؟؟؟؟ أي فراق ؟؟ كلها أيام فقط ،،، وهو لقاء واحد مع الثوار الأحرار ثم اعود ،،،، نعم سأعود ولكن ( بعلم دولة بيحان المستقلة ) ؟؟؟؟ لم يمهلها ان تجيب ،،، بل أخذ الحقيبة منها ،،، وتوج جبينها بقبلة نارية حارة ( حتى كاد أن يسقطها أرضا ) ،،، استودعك الله يا مسعده ،،،، الله الله في البسطة ،،،، أيقظي مبارك مبكرا للذهاب إليها ،،،، ولا تنس أن تخبريه ألا يكثر من رش الجرير بالماء حتى لا يذبل ،،،، وداعا وداعا حبيبتي مسعدة . هناك وفي مدينة زنجبار من محافظة أبين ،،، شاهد الناس رجلا يحمل حقيبة عتيقة أكل الدهر عليها وشرب ؟؟ كانت بيده قصاصة صغيرة ،،، وكان ينظر إليها ثم يمشي عدة خطوات ،،، وكأنه عالم ينقب عن أثار الملك الفرعوني السابق أمل كعدل ؟؟؟ - هذا الشارع ؟؟؟ بل ذاك الشارع الواقع على يمين المطعم ؟؟ لا لا أظنه ذاك الشارع البعيد ؟؟؟ كان عبدربه يكلم نفسه باحثا عن المكان الذي يريد الوصول إليه ،، فجأة أحس بيد هوت على كتفه ؟؟ التفت فوجد شابا في يرعان الشباب ، يضع نظارة طبيةعلى عينيه ،،، - هل من خدمة ؟ - آه ،، نعم ،،،، أنا أبحث عن مكان يسمى ( مجلس قيادة الثورة ) ، ومنذ الصباح وأنا ،،،،،، وضع الشاب يده على فمه بسرعه قائلا : - خلاص خلاص فهمت ،،، اتبعني ،،، ولا تشعر أحدا أن بيني وبينك صلة ، تفهم ؟؟؟ - آه ،، آه ،، نعم ، لك ما تريد يا ولدي . سار الشاب في مسارات متعرجة ،،، حتى لا يكشف امرهما ،،، كان عبدربه يحدث نفسه قائلا : ( الذي فهمته من المقال السابق أن كل أبناء الجنوب يؤيدون الانفصال ، وأنهم على قلب رجل واحد ،،، فلماذا الخوف إذا ؟؟؟ والقضية شرعية 100% كما ذكر المقال ؟؟؟؟؟ الله يستر ..... - اسرع الخطا قليلا ، فربما هناك من يراقبنا ؟؟ - حسنا يا ولدي ،، ولكن السبعين السنة تلعب دورها في قدمي ،،، فلا أستطيع مجاراتك ،،،، كان الشارع مخيفا ،،، ليس به أي إنارة ،،،، شارع يوحي للداخل فيه أنه ليس في اليمن السعيد ،،، ولكن في شارع من شوارع برلين ليلة سقوطها بيد الحلفاء ؟؟؟؟ - هنا ،،،، هذا هو المكان الذي تبحث عنه ،،، وأشار الشاب إلى باب حديدي أكل الصدأ أطرافه العلوية ،،، مما أحدث فيه فجوات مختلفة الأحجام تسمح للرائي أن يرى ضوء الفانوس المضيء بالداخل ،،،، - أتعني أن هذا هو مقر قيادة الثورة ؟؟؟ أيعقل أن يكون ..... ( لم يتركه الشاب أن يكمل ) وإنما قال له وهو ينصرف عنه : - هذا هو المكان ،،،، أطرق الباب ثلاث طرقات فإذا ما فتح لك ،،، فقل : عطست البيضة ،، فهي كلمة السر ؟؟؟؟ - حسنا لكن المكان ......... ( تركه الشاب ولم يلتفت إليه ) ؟؟؟ - ثلاث طرقات متواليات ،،،،، لا جواب ؟؟؟ - ثلاث طرقات متواليات ،،،، لا جواب أيضا ؟؟؟؟ ظن عبدربه أن الشاب ربما ضحك عليه ،، واستدرجه إلى مكان مهجور أو مشبوه ،،، فشباب هذه الأيام تصرفاتهم غريبة ، وغير مسؤولة ؟؟؟ هذا ما كان يحدث به عبدربه نفسه ،،،،، غير أن انفتاح الباب أمامه وظهور الرجل الجهنمي الملامح ؟؟؟ أبطل كل تكهناته ،،، - نعم يا حاج ماذا تريد ؟؟؟ - آه ،،،، أنا ،،،، الحقيقة ،،،، - نعم أنت يا حاج ماذا تريد ؟ - نعم ،،، انا ،،، آه ،، صحيح تذكرت : عطست البيضة ؟؟؟ أجال الرجل نظره في عبدربه ،،،، وتفرس في ملامحه مستغربا أن يكون هذا البدوي في مثل هذا المكان ؟؟؟؟ بل وينطق هذه الكلمة الخطيرة ؟؟؟ غير أن عبدربه انتزعه من تفرسه ،،،، وفاجأه بقوله أيضا : - عطست البيضة ؟؟؟ عطست البيضة ؟؟؟؟ عطس ....... صاح الرجل فيه غاضبا - خلاص خلاص سمعنا ،،، هل أصبت بالزكام ؟؟؟؟ تفضل بالدخول ولا تحدث ضجة ،،، ولا تكثر الأسئلة ،،، لم يكن هناك إلا بضعة كراس متناثرة هنا وهناك ،،، وسبورة كتبت عليها بعض العبارات الثورية ( بنكهة عصرية ) ،،، - أهلا بالحاج عبدربه ،،، توقعت وصولك عصرا ،، لكنك تأخرت يبدو أن الرحلة كانت شاقة ؟؟؟ - لا ،،، لا ،،، بالعكس كانت ممتعة جدا ،، خصوصا وقد يسر الله لي صحبة صالحة من طلبة العلم الشرعي المتخرجين من ( جامعة الإيمان ) ،،، غير أني لم أوفق إلى معرفة هذا المكان إلا بشق الأنفس ؟؟؟ - تقصد مطاوعة ؟؟؟؟ عموما أهلا وسهلا ،،، - بارك الله فيك يا ولدي ،،، بس ممكن كأس ماء فقد أخذ مني العطش كل مأخذ ؟؟؟ - آه ،،، نعم نعم بكل سرور ،،،، يا فريد أحضر كأس ماء للحاج عبدربه . وبعد إن شرب عبدربه ،، حمد الله وقال : - الماء البارد من النعيم الذي سنسأل عنه يوم القيامة أليس كذلك ؟؟؟ - نعم ،،، نعم ،،، بالتأكيد ،،، طيب يا حاج عبدربه حتى لا أطيل عليك فيبدو أنك مجهد من السفر ،،، الحكاية وما فيها وحسب ما شرحت لك في مراسلاتي السابقة ،،، تتخلص فيما يلي : نحارب نحن وأنتم يا أهل بيحان في ثورة ضد الشمال ،،،، فإذا ما تحررنا ،،، فأنتم بعد بالخيار : إن شئتم أن تبقوا ضمن اليمن الجنوبي فبها ونعمت ؟؟؟ وإن شئتم أن تقيموا لكم دولة ( حسب ما عرفت من توجهاتكم ) فلكم الخيار أيضا ؟؟؟؟ فلا تنس أن القاسم المشترك بيننا هي عبارة واحدة لا ثاني لها : ( الوحدة ليس قسرا ،،، وإنما رضا واختيار تام ) - جميل ،،، جميل ،، كلامك يا أستاذ طرقان ،،، ونحن على ما اتفقنا عليه مسبقا ،،،، غير أن ؟؟ غير أن ؟؟؟ - غير أن ماذا يا عبدربه ؟؟؟ - الحقيقة يا أستاذ طرقان ،،، أهل بيحان أجبروني أن آخذ منكم أيمانا على هذا الاتفاق ،،، فهم يخشون أن يتورطوا معكم ،، كما تورطتوا أنتم مع الشمال بالوحدة ؟؟؟؟ - الله المستعان يا عبدربه ،،، إحنا عند وعدنا ،،، ولا يمكن أن نخلف عهدنا ،،، وهل عهتدم منا خيانة مسبقة ؟؟؟؟ كما إنا جربا الوحدة التي لا تكون بالرضا وكانت عاقبتها وخيمة ،،، أما من ناحية اليمين فهذا طلب أيسر من شرب الماء ،،،، وهذا هو المصحف ،،، ( وقام الأستاذ طرقان وأتى بمصحف يبدو أنه ما فتح منذ الخلافة العباسية ؟؟؟ ) - اقسم بالله العظيم ،،، أنا طرقان ،،، واقسم نيابة عن كل مجلس قيادة الثورة الأبية الخالدة ،،،، بأن نوفي لعبدربه ( البائع في سوق الخضار ) ولأهل بيحان كل ما وعدناهم به ،،، ونعينهم على إقامة دولتهم العظمى ( دولة بيحان ) ، بكل ما أوتينا من قوة ؟؟؟؟ والله على ما نقول شهيد ( ثم أغلق المصحف فتصاعدت منه زوابع من الغبار ) ؟؟؟؟؟ مذيع الجزيرة يستفتح نشرة التاسعة بقولة : - احتفل الثوار الأحرار اليوم في ( دولة بيحان ) بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لتحرر ( دولة بيحان ) من الأحتلال الجنوبي السابق ،،، كما خرج الناس في شوارع العاصمة ( العليا ) معبرين عن فرحتم الغامرة ،،، حاملين معهم صور الشهداء السابقين ،،،، ومنادين بأن ( دولة بيحان العظمى ) كانت وستظل حصنا منيعا في وجه كل غاشم محتل ؟؟؟؟ هناك وفي مكتب رئيس الجمهورية المهيب الركن ( مبارك سالم عبدربة ) ،، حفيد الزعيم الراحل ( عبدربه ) ،،، والذي أعدمه الرئيس ( طرقان فاضل ) شنقا بتهمة الإنفصال ؟؟؟؟؟؟ كان الرئيس ( مبارك عبدربه ) يقرأ بعض الرسائل الواردة من زعماء الدول والتي تهنئه بهذه المناسبة ،،، أثناء القراءة كان يحدث نفسه بصوت مسموع قائلا : - نعم ،، هذه رسالة رئيس دولة أبين ،،، وهذه ،، هذه ،، ثم ( يلبس نظارته ) ، آه نعم هذه رسالة رئيس دولة شبوة ،،، لكن الله يعينه على المتمردين من محافظة حبان ومحافظة الصعيد الذين ينادوا بالإنفصال ؟؟؟؟؟؟ السكرتير الشخصي للرئيس يتكلم : - حضرة الرئيس : ( السيد وزير الدفاع ) ، على الهاتف يريد أن يكلمك شخصيا ،،، - نعم ،،، من المتكلم ؟؟؟؟؟ نعم نعم ،، معك ( الرئيس مبارك عبدربة ) . - سيدي الرئيس : أعتذر عن إزعاجك في مثل هذه المناسبة ؟؟؟ غير أنه لا تزال جموع من المتمردين في محافظة ( النقوب ) تنادي بالإنفصال ،،، ومع قمعهم أكثر من مرة إلا أنهم يزدادوا قوة ،،، ونحن نخشى أن يمتد هذا الوباء ( دعوى الإنفصال ) إلى المحافظات الأخرى المحادة لمحافظة النقوب كمحافظة عسيلان وغيرها ،،،، - أنا أكثر من ألف مرة أقول لك استخدم كافة الأسلحة ضد المتمردين ، حتى وإن اضطر الأمر للسلاح الكيماوي فاستخدمه لقمع كل داع إلى بهذه الدعوى . - المشكلة سيدي الرئيس ليست في استخدام الأسلحة ،،، فهذا أمر هين ،، المشكلة أنهم أعداد قليلة متفرقة ،،، كما نخشى من وصول أثر السلاح الكيماوي إلى قصر الرياسة لقربه الشديد من الموقع ؟؟؟؟؟؟ - خلاص ،، خلاص ،،، الليلة سألقي خطابا جماهيري فوق جبل ريدان بهذا الشأن ،،،، وأرجو أن يحل المشكلة ... هناك على جبل ريدان وقف الزعيم ( مبارك عبدربه ) ،،، ونادى في جمع قائلا : - يا أهالي ( دولة بيحان العظمى ) ،، التاريخ يعيد نفسه ،،، فمن فوق هذه الصخرة أعلن الزعيم الراحل جدي ( عبدربه ) الحرب ضد الإحتلال الجنوبي الغاشم ،،، والذي نكث رئيسه ( طرقان ) العهد مع جدي الزعيم الراحل ؟؟؟؟ ولم ينفذ له وعده باستقلال بيحان ؟؟؟؟ يا أهالي ( دولة بيحان العظمى ) لا يخفى عليكم ما قمنا به من جهاد طويل ضد الإحتلال الجنوبي ،،، كما قدمنا آلاف الشهداء من أبناء دولتنا العظيمة لنيل الاستقلال ،،، كان على رأسهم مؤسس هذه الدولة الزعيم الراحل ( عبدربه ) ،،، نعم لم يشهد جدي قيام دولة بيحان لاستشهاده المبكر ؟؟؟ غير أن المؤسس الأول لهذا الكيان العظيم ،،،، لقد حدثني جدي الراحل ( عبدربه ) كيف خاض الصعاب لتأسيس هذه الدولة ،،، وكيف خاض الحروب العنيفة المتوالية ضد المحتلين الجنوبيين ،،، بل حدثني عن محاولاته الأخيرة مع الرئيس الظالم ( طرقان ) ،،، للوفاء بوعده لنا فكان مما قال : - أستاذ طرقان ،،،، إلى متى يا أستاذ طرقان وانت لا تريد أن توفي بوعدك ؟؟؟؟ أستاذ طرقان ضحينا بكل غالي ونفيس من أجل استقلال ( دولة بيحان ) ،،،، أستاذ طرقان الناس في بيحان هدموا بيتي واستولوا على بسطة خضاري ،،، وأخذوا زوجتي ( مسعدة ) رهينة ؟؟؟ وأسالوا الدم من رأس مبارك وخلعوا ثلاثة من أضراسة ؟؟؟؟؟ أستاذ طرقان على رأس المائة من عمري ،،،، أناشد فيك إنسانيتك ورجولتك أن توفي لنا بوعدك ولو ليوم واحد فقط ننال استقلالنا ، ونرفع علمنا الذي حلمنا طويلا برفعه ،،،، يوم واحد فقط ؟؟؟ ثم عودوا لاحتلالنا ، ولسبعين ألف عام مقبلة ؟؟؟؟؟ أستاذ طرقان ، هل نسيت تلك الأيمان التي أقسمتها على المصحف ( ا لمغبر ) ؟؟؟ - عبدربه إلى متى وأنت متعلق بهذه السخافات التافهة المضحكة ؟؟؟؟ بيحان إيش ؟؟ ودولة إيش ؟؟؟ أنتم كنتم وستظلوا جزء من اليمن الجنوبي إلى قيام الساعة ،،، ثانيا : ما لذي يضيركم أن نحكمكم نحن ؟؟؟؟ - إلم تسمع إلى الصنبحي عندما قال : منهو تبع لا بد ما يبقى تبع مثل المجند تحت خدمة قايده ؟؟؟؟؟؟ - استاذ طرقان انتم قلتم أن القاسم المشترك الذي بيننا هو : ( الوحدة لا تكون قسرا ،،، وإنما رضا واختيار تام ) ،،،، ألسنا لنا الحق في تقرير مصيرنا ، كما قررتم أنتم مصيركم حين انفصلتم عن الشمال ؟؟؟ أليس الإنسان هو الإنسان ؟؟؟؟ والأوطان هي الأوطان ؟؟؟؟ - عبدربه ولى زمان هذه الشعارات ،،،، هذه فقط شعارات زمن الثورة ،،،، أما شعارات زمن ما بعد الثورة فمختلفة تماما ،،،، عبدربه يؤسفني أن أخبرك أنك مدان بتهمة الانفصال والتآمر لصالح جهات أجنبية ،،،،، - نعم : أنا الآن مدان بتهمة الانفصال والتآمر لصالح جهات أجنبية ؟؟؟؟؟؟ ،،، لأني ناديت بنفس النداء الذي ناديتم به قبل سبعة وسبعين عام ،،،، بماذا كنتم تتهمون من قال فيكم نفس هذه المقولة زمن الثورة ؟؟؟؟ ألم تكونوا تتهمونه بالمطبل والبوق وأنه ورقة مرحاض للنظام الشمالي ؟؟؟؟ وأنه خائن للوطن والشعب الجنوبي ؟؟؟؟ سبحان الله الزمان يعيد نفسه ،،، وصدق القائل : لا تأتمن عاصيا فقد خان أول منعم عليه ،،، وأنتم خنتم الله قبل أنت تخونوا من يناصركم ،،،،،، سبحان الله كيف غفلنا عن تاريخكم المظلم الملبد بالجرائم ،،،، كيف نسينا ،،،، كان عبدربه يتكلم من كبينة في الشارع ،،، فلم يشعر إلا بكف قد هوت على كتفه ؟؟؟؟ لم تكن كفا هوت على كتفه لتقوده إلى مقر قيادة الثورة ،،،، وإنما إلى المحكمة العسكرية المختصة بالجرائم السياسية ،،، ؟؟؟؟ هناك وفي قفص الإتهام ،،،، وقف الكهل ذو المائة عاما بلباسه الأحمر الخاص بالسجناء السياسيين ،،،، كانت المحكمة مكتظة بالحضور ،،،، لم تكن هناك كراسي شاغرة ،،،، مما اضطر امرأة عجوز محدودبة الظهر أن تقعد على الأرض قريبا من قفص الإتهام ،،،، لم يكن بين السجين الكهل وتلك العجوز المسنة إلا النظرات الناطقة المعبرة ، إذا أن الكلام كان ممنوعا على كل سجين لبسته تهمة الدعوة للإنفصال ؟؟؟؟ محكمة ،،،،،، قاض ومعه أربعة مستشارين يدخولن القاعة ،،، وما أن قعد حتى سمع الحاضرون كلاما أشبه ما يكون بالرعد : - بعد النظر في الدعوى الموجهة للمتهم رقم ( 7/7 / 000 )،،، وبعد ثبوت الأدلة لدينا ،،، تبين أن المتهم عميل لجهات أجنبية تدعم الإنفصال و تؤجج ناره بين أبناء الشعب الجنوبي ،،،، ناسين أو متناسين أن الرئيس المفدى المهيب الركن ( طرقان ) ،،، قد أعلن أن كل محافظة تنادي بالإنفصال ،،، سوف يحاكم كل أبنائها بنفس التهمة ،،،، وبناء على ذلك فقد حكمت المحكمة على المتهم عبدربه رقم ( 7/7 /000 ) بالإعدام شنقا ،،،، رفعت الجلسة ... تعالت الصيحات : يحيى العدل ،،،، تحيى الحرية ،،،، يحيى طرقان وآل طرقان ،،،، الموت للخونة ،،، الموت للإنفصاليين ،،، الموت الموت ،،، - عبدربه ،،،، عبدربه ،،،، استيقظ يا رجل فقد أذن المؤذن لصلاة الفجر ،،، عبدربه ( وصاحت بأعلى صوتها ) ألا تشبع نوما ؟؟؟؟ - آه ،،، آه ،،،، الموت للخونة ،،، الموت للإنفصاليين ،،، الموت ،،،، طرقان خاين ،،، طرقان مجرم ،،،، أه ،،، الموت للخونة ،،،أنا لست خائن ،،، انا ،،،، كانت مسعده مستعدة لمثل هذه النوبات ،،،، بدلو من الماء البارد ترشه على رأس عبدربه ؟؟؟؟؟؟ فسكبته كاملا على رأسه وهي تقول : - بسم الله عليك يا عبدربه ،،،، موت ماذا وإنفصاليين ماذا ،،، أنت هنا في بيتك وبجانبك حبيبتك مسعدة ،،،، ألم نتفق مسبقا ألا تكثر من قراءة قصص ( رجل المستحيل ) ،،، فهي السبب في هذه الكوابيس المرعبة ؟؟؟؟ - أصبحنا وأصبح الملك لله ،،،، الحمد لله ، كان كابوسا مخيفا ،،،، توضأ الحاج عبدربه وذهب إلى المسجد المجاور لبيته ،،،، أقيمت الصلاة ،،، حلقت روح عبدربه في العالم العلوي متأثرا بقراءة الإمام الشجية : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ...... ) تمت
التعديل الأخير تم بواسطة القسام 2009 ; 05-24-2009 الساعة 06:08 PM |
#2
|
|||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||
My dear brother: I'm not a fan of trade and Thank you for your participation beautiful ... Accepted greetings |
#3
|
|||
|
|||
ينظر الكاتب بعين السخط إلى ما يسميه ( الإنفصال ) وهو يعبر عن سخطه هذا بروايته التي أراد من خلالها أن يجد متنفساً لما يعتمل في داخله من الرفض لفكرة الإنفصال هذه ، واختار شخوصه وعنصري الزمان والمكان متوخياً الإقتراب من البيئة في الجنوب قدر الإمكان ، ولكن البيئة التي بداخله أصلاً لم تلزم جانب الحياد ، ولم تصمت خلال مخاضه الذي بدا متصنعاً في مواطن عديدة ، هذه البيئة التي استقى منها ثقافته النفسية ، وتشرب من مواردها معارفه ، أبت إلا أن تشاركه الحديث ، فسمعناها في عبارات صريحة ترسم دوائر الحذر ، وتلوك الغدر بليل ، وتبرم اتفاقات لشراء مواقف وذمم ، وتتكئ على الإستحواذ على ممتلكات بدعاوى باطلة ، وهي البيئة ذاتها التي سقط الجنوب ضحية مبتكراتها من الدسائس والحيَل ، وتلفيق الأباطيل بهدف الوصول إلى ذات الغاية التي يرسمها كاتب هذه الرواية الممجوجة ، وكأنه يقول : إن خروج الجنوب من دائرة الوحدة سيدفع بها إلى التشتيت دويلات عديدة ، وأن الحل الأمثل في رأيه هو أن نبقى تحت مضلة النظام ، مثلما بقيت مخاليف اليمن وقبائله وشيوخه ، فلو أنها فكرت فيما يفكر به الجنوبيون اليوم لما توحدت في دولة هو يراها نموذجية فيما نراها نحن مجرد إسم لدولة وفي حقيقتها عصابة لصوص يحكمون بعقلية القبيلة .
ويطيب لي أن أهمس في أذن أخينا عمار بالقول : إن نفَس هذا النوع من الأدب (الرواية) لا يجاري الحدث الذي نحن بصدده ، فالمجتمع الذي تخاطبه قد تخطى هذه المحاذير بمسافات شاسعة ، ولا يخاف التجزئة كما تتخيل ، لقد تحرر من الإستعمار البريطاني ، وكان يخشى التجزئة حينها ، لكن نضالات مريرة ورجال تعشموا الصعاب ووقفوا في مواجهة جريئة مع خطر التجزئة والتفرقة ، وكان لهم ما أرادوه ، ومضت جماهيرنا في الجنوب تنبذ الثقافة التي تشكل اليوم مقومات الكيان المجتمعي في اليمن الشمالي ( وأقول الشمالي مجازاً ) . إذاً فالجنوب ليس بالتربة الصالحة لبذر مثل هذه الأفكار ، لقد تخطاها كما ذكرت ، وما يهمنا اليوم هو استعادة حرية الجنوب ودولته التي يتولى وحده تشكيل وصياغة نظام الحكم فيها معتمداً على هذا الجيل الذي يكتسب مناعة ضد المحسوبية والرشوة وتصعير الخد إذا شئت . وكنت أظنك أخبر مني بالجنوبيين وطبعهم ، ولكنك ذهبت بعيداً عن واقع الشخصية الجنوبية ، واعتليت منبراً جعلهم ينفضوا من حولك ، لأنهم لم يستوعبوا ما ترمي إليه ، فهو خارج إطار الفهم الفطري للجنوبيين ، وموروثهم الثقافي . تحياتي طائر الاشجان |
#4
|
|||
|
|||
أشكر لك مرورك الكريم ...
وألفت انتباهك أن هناك جزأ مفقوداً هو الجزء الأول من الرواية ولا أدري أين اختفى ؟؟؟ فارجو الدمج و الاطلاع عليه لتتضح الصورة . أما من ناحية المضمون الروائي فاقول : كم أتمنى أن يكون الجنوب كما ذكرت قد ( تخطى فكرة التجزئة ) لكن لا أظن هذا والواقع يشهد ... وإذا كنت ترى أنه تخطى هذه الأمر بمرحلة ، فاعلم أنه تخطى فكرة الانفصال بمراحل ... |
#5
|
|||
|
|||
عندما نتحدث عن التجزئة فإنما نقصد التجزئة في داخل الجنوب ذاته ، ولا علاقة له بما ذهبت إليه من معنى التجزئة وربطه بالإنفصال ، سيدي أنت لا ولم ولن تصدق أننا جنوبيون لا علاقة لنا باليمن على الإطلاق ، مثلما أن حضرموت كذلك أيضاً مهما حاول البعض تنميق الصورة لتبدو جميلة تحت عنوان الوحدة .. هذه الوحدة المشلولة تعيش لحظات الموت السريري ، لأنها وبكل بساطة ليست مولوداً شرعياً ، بل هي أشبه ما يكون بأطفال الأنابيب ، وهي مشوهة بحيث تستحق رصاصة الرحمة ، هكذا هو الأمر ، بالتالي انظر إلى حكومتك ماذا تعاني من ويلات ثم حدث نفسك عن مشروعية هذه الدولة ، وماذا قدمت وماذا تنتظر منها تقديمه ، تجربة الوحدة ليست بالقصيرة ولا بالسطحية ، وما وصل إليه الجنوبيون كطرف في هذه الوحدة من قناعات لا تستدعي فرض الوحدة عليهم بقوة السلاح ، لقد آزرناكم في حرب 94 ظناً منا أن الإنفصاليين هم العقبة الكأداء في طريق الوحدة حتى تبين أننا كنا طيبين إلى حد السذاجة ، وواهمون إلى أقصى درجات الوهم ، لا تنتظر بعد كل هذا مكرمة جنوبية لأنه لم يبق لدينا سوى الإرادة والتصميم على استرجاع الحق المسلوب تحت مسميات نبيلة وافقت هوانا لاننا نحن النبلاء الذين أسرفوا في النبل ، وأوفياء مع من لا يعرف معنى الوفاء .
أما الجزء الأول (وقد تم دمجه مع الجزء الثاني هنا ) فقد كان لي شرف الإطلاع عليه ، ولهذا انتظرت ولم أعلق حتى تكتمل الرواية ، وأستطيع القول بأن قدرتك على الصياغة تنبئ عن قلم متمكن لديه ثروة هائلة من المفردات التي يستطيع توظيفها لخدمة أي نص أدبي ، لكني أنصحك باختيار المضمون الأنسب الذي يستهوي أكبر شريحة من القراء ، بمعنى أن لو جعلت المضمون يتمحور حول كون السلطة هي سبباً رئيسياً في قتل الوحدة لأنها انطلقت من رؤى ذاتية بحته ، وطوّعت الحدث كمشروع استثماري يخدم متنفذي السلطة ، لوجدت التأييد لهذه الفكرة من الجميع ، بدلاً من الإنطلاق من زوايا ضيقة تطرق ناقوس الحذر من التشرذم في الجنوب ، وهي وجبات سريعة لكنها ليست سهلة الهضم . تحياتي .. وأتطلع إلى قراءة المزيد ، فأسلوبك جذاب ، ولكن ... صوماً مقبولاً وإفطاراً شهياً . أخوك/ طائر الاشجان |
#6
|
|||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||
لي عودة أيها الحبيب
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:53 PM.