الرئيس البيض .. والخروج المشرف

[عمر المختار]

الرئيس البيض .. والخروج المشرف





كان خطاب الرئيس البيض خطاب للتاريخ وخطاب الهويه , خطاب انتظرناه طويلا ليعيد للتاريخ

اعتباره وجاء ملبيا لقناعات الجنوبيين في اسدال الستار على ماض للجنوبيين حمل من الشقاء اكثر

مما حمل من السعادة واحتوى على العديد من الرسائل السياسيه المهمه في هذا الظرف الاستثنائي

والدقيق من تاريخ شعب الجنوب العربي , كانت الرسائل للداخل والخارج في ان معا .

وادرك الرئيس بحدسه وبتفاعله مع محيطه بان الاخطاء الجسيمة بحاجة الى وقفات عظيمه تعيد

الامور الى نصابها بعد طول اختلال نتيجه للتطويع المتعسف للواقع , اخرج التاريخ من مساره وكان

اعترافا محسوبا له بالاخطاء التي ارتكبت وتعهده بمواصلة النضال حتى يوم الوصول الى عدن وعندها

يسلم الراية الى الجيل الجديد .

لقد جاء ذلك منسجما مع الخطاب السياسي لتيار الاستقلال واستعادة الهوية وكان في مستوى التحد يات

الماثلة امام شعبنا وتحدث بكل شفافية عن انحيازه الى جانب شعبه وايمانه المطلق بعدالة قضيته ولم يترك

مجالا للضبابية في خطابه السياسي مؤكدا بان طريق النضال السلمي الذي اخترناه في عام2004م هو

الذي خنق النظام الديكتاتوري في صنعاء واحرج موقفه على المستويين الاقليمي والدولي , وان الثورة

السلمية المتصاعدة والتي دشنت من بوابة التصالح والتسامح في جمعية ردفان في 13 يناير عام 2006م

هي الطريق الامثل والحضاري .

ان هذا الموقف التاريخي للرئيس البيض يذكرنا بمواقف لشخصيات تاريخية اثرت في مسار التاريخ العربي

والعالمي وكانت مسؤله عن نكسات اصابت شعوبها في محطات مهمه من تاريخها ومن موقع المسؤلية الاخلاقية

والتاريخية اعترفت بتحملها المسؤلية وكان تعاطف الجماهير معها مذهلا فقد اعتذر لشعبه الامبراطور

االباباني هيرو هيتو عبر الاذاعة بعد نهاية الحرب العا لمية الثانية عام1945م واعتذر الزعيم العربي العظيم جمال عبد الناصر عبر التلفاز والاذاعة لشعب مصر وللامة العربية بعد هزيمة 5 يونيو 1967م, ونتمنى ان يحذو بقية القوم حذوة .



نتمنى ان يسمع ويشاهد شعبنا خروجا مماثلا ومشرفا للاخ الرئيس علي ناصر محمد لند ق اخر مسمار في نعش

وايديولوجية الاشتراكي اليمني (اكرر الاشتراكي اليمني وليس الاشتراكي الجنوبي ) ومشروعه اليمني و لنقطع الطريق على عصابات نظام صنعاء وعصابات

المشترك في تخويف بسطاء الناس من الجنوبيين وبث روح الشك فيما بينهم بعد ان اصبح هذا هو سلاحهم

الوحيد واليتيم بعد ان سقطت اوراق التوت واحدة تلو الاخرى التي كانت تستر عورته وادرك العالم زيف واكاذيب النظام العنصري في صنعاء ووصل الى نهايته المحتومه .

ولدينا امنية ثانية بان يكون خروجا جماعيا مماثلا ومشرفا للمشائخ المنتسبين الى اسر السلطنات والمشيخات

السابقه وان يغادرواالمنطقه الرماديه او مواقع مجلس استشاري اوهن من بيت العنكبوت يستخدمه نظام صنعاء

كمظلة شرعيه توحي بمشاركه جنوبيه في القرار على غرار مشاركة الاشتراكي اليمني في جوقة المشترك

في العملية السياسية المزعومة .لنبني بهذه الخطوات مداميك الجدار الجنوبي المنيع ولنسدل الستار كما اوجز

الاخ الرئيس علي سالم البيض على مشروع اليمننه في عباره بسيطه في التعبير عميقه في المدلول :

((كل له حده )) .وليمتلك الجميع نفس القناعه التي وصل اليها الرئيس البيض بعد تجربة مريرة مع هذا الاخر

داخل الاشتراكي وخارجه ظهرت اقسى تعابيرها في حرب الاجرام على الجنوب في 1994م عندما انحازوا

انحيازاكاملا في اصطفاف يمني - يمني ضد هوية الجنوب العربي وتحولوا جميعهم الى جلادين لشعب الجنوب .

وبعد كل تجاربنا المريره كجنوبيين وفي عهدين شموليين وفي ظل احتلالين اجنبيين هما عهد السلاطين

في ظل الاحتلال البريطاني وعهد الاشتراكي اليمني ومشروعه ليمننة الجنوب وصولا الى الاحتلال

اليمني بعد يوم 7-7-1994م الاسود ,علينا استيعاب كل معطيات الماضي لنرسي خطوطا واضحة للمستقبل

غير قابله لتكرار معاناة وماسي الماضي وقبول بعضنا البعض بنية خالصه بعيد عن تفكير الاقصاء او الوصاية

وان لاوصي على شعب الجنوب ولا لاحد الحق الادعاء بتمثيل الجنوب ولا يملك صك الملكيه في مصادرة

ارادة شعب الجنوب بالاستناد الى ارث الماضي سواءا ماقبل الاستقلال الاول او بعده وان اعادة انتاج نظامين شموليين فشلا في بناء مجتمع جنوبي خالص في المرحلتين ,هو ضرب من اللا عقلانية وعدم قدره على استيعاب دروس الماضي وقرائة معطيات الواقع واستيعاب تجارب الاخرين , فحريا برموز هاتين المرحلتين التمثل بملك بلغاريا سيمون الثاني الذي عاش في المنفى باسبانيا سنوات طويله وهي 54 عاما وعندما سقطت الشيوعيه عاد مواطنا صالحا وخاض الانتخابات كاي مواطن تحت شعار ( تنمية الاقتصاد وليس عودة الملكيه ) وفاز برئاسة الحكومة وعندما انتهت فترته عاد الى صفوف الجماهير , و ايضاعاد ملك افغانستان محمد ظاهر شاه مواطنا عاديا والذي حكم البلاد 40 عاما واعتبر مؤسس الديمقراطيه الافغانية ورمز الوحدة الوطنية ولقب (بابي الامه ) ,هكذا عاد وا الى اوطانهم ليصبحوا جزءا من الشعب وليس اوصياء عليه ولا متطلعين الى امجاد غابره تخالف ارادة شعوبهم فكبروا في نظر شعوبهم وبادلوهم الحب بالحب .

وما احوجنا اليوم في جنوبنا العربي الحبيب الى التمثل بهذه الشخصيات لنقدم للعالم نماذج يحتذى بها كما قدم

نفسه شعبنا العظيم الى العالم بثورته السلميه كطريق نضالي يقاوم الهمجيه والقوه بصدورعا رية واياد خالية الامن الايمان بالقضية والتصميم على الانتصار .

ولنتذكر بان شعب الجنوب ببسطائه هم وحدهم من يخضب اليوم ارض الجنوب بدماء ابنائه وتعانق اروحهم ثراه

وليس لاحد من فضل على الجنوب سواهم , فهم من يصنعون اليوم الملحمة ويحددون معالم الطريق ولن ينتصر الا مشروعهم مشروع التضحية مشروع الاستقلال والهويه ودعائهم رب اني مظلوم فانتصر) .



الدكتور- يوسف خالد

22-5-2009م [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]