د.العاقل المتخصص في شئون النفط : استثمارات وهمية لشفط نفط الجنوب

[اسدالجنوب]

ظهرت في هيئات الحراك السلمي الجنوبي اهتمامات بالأراضي المنهوبة والممتلكات كما ظهرت اهتمامات وتخصصات بشئون الثروات النفطية والغاز حيث ظهر الدكتور الأستاذ في جامعة عدن حسين مثنى العاقل واحدا من كبار المتابعين بالإحصاء والرصد والتحليل والاستنتاج في عقد ندوات ومحاضرات عن نهب وسلب الثروة النفطية بالجنوب وفي لقاء عابر انتزعت صحيفة «الأهالي» هذا الحوار القصير .. ولاهمية الحوار تعيد المكلا برس نشره :
حوار/ أنيس حميدة
• كيف بدأت اهتماماتكم بشئون النفط بمحافظات الجنوب؟
- لأن موضوع النفط هو أحد أهم ركائز قرار الوحدة الاندماجية وقرار حرب 94م وهو ثروة من الثروات التي تنهب وتسلب ليس لأبناء الجنوب منها سوى تلوث البيئة والأمراض فبعد الإعلان عن اكتشاف النفط في حقول شبوة «عياد الشرق وعياد الغرب وحقل أمل» عام 87م من قبل إحدى الشركات السوفيتية، ذلك الحدث كان كالصاعقة على شركة هنت وكل الشركات الاحتكارية العاملة في شبة الجزيرة العربية لأن الشركات السوفيتية سوف تتوسع في الاكتشافات وبحكم طبيعة استثماراتهم بمنح النسبة الكبرى لنظام الاشتراكي في الجنوب وهذه السياسة تتعارض مع سياسة الشركات الاحتكارية الرأسمالية التي تتعاقد في استغلال حقول النفط لفترة 150 عاما.
• ما علاقة الوحدة والحرب في 94م؟
- «مقاطعا» لقد تسارعت خطوات التوحد بين الشطرين إلى درجة أن ظل الشعبان في حالة هيجان عاطفي وحماسي تجاوز كل القضايا السياسية والاقتصادية وضعت أحجار اللقاءات الرئاسية واللجان الوحدوية كان هدف الوحدة عند أبناء الجنوب مفعما بروح الوطنية والمحبة والشراكة في بناء دولة على أساس النظام والقانون والعدل وتخلصت قيادات الجنوب من مقومات دولتها ومصالحها الخاصة، هذه القيادات تركت عدن وانتقلت إلى صنعاء بينما كان هدف زعماء السلطة في الشمال الاستيلاء على النفط الجنوبي.
• لكن كيف عرفوا بثروة النفط الجنوبي ما دام ذلك هدفهم؟
- تعاقدت شركة هنت عام 81م مع نظام الشمال ومنحت حق الامتياز للتنقيب عن النفط في مأرب وحفرت عدة آبار في حقل صافر كانت الكمية المنتجة والمصدرة قليلة ولم تكن بمستوى الطموح وقامت شركة هنت الأمريكية بمسح وتجارب وصور جوية من مساحة تسمى حقل جنة واكتشف أن ذلك الحقل غني بالنفط الخام لكن المشكلة أن مركز العمق للحقل يقع داخل أراضي الشطر الجنوبي في شبوة ووضحت شركة هنت أن استثماراتها غير مجدية إذا لم يستولي الشمال على الحوض الممتد من شمال شبوة وجنوب مرحلة السبعتين وعندما انتصر نظام القبيلة على نظام الدولة وجدت الشركات الاحتكارية برموز الفساد وتسابق المتنفذون في فتح مكاتب في العواصم الأوروبية والآسيوية لعقد صفقات مع 78 شركة نفطية وفي ظل تشجيع الاستثمار الوهمي فقد تم تقسيم المحافظات الجنوبية إلى أكثر من 92 قطاعا نفطيا.
• نريد أن نعرف حقيقة وتفاصيل أوسع؟
- أولا: السلطة استغلت نفوذها بتوزيع القطاعات النفطية في المحافظات الجنوبية للمقربين والموالين حيث منحت أفراد الأسرة والعشيرة صلاحيات التفاوض والتعاقد مع شركات بصورة شخصية، هناك أشخاص حظوا بمكرمات قطاعات نفطية في شبوة وحضرموت باتفاقيات مع شركات أجنبية مقابل الحماية والحصول على المناصفة من إنتاج وعائدات النفط.
ثانيا: كمية إنتاج النفط الجنوبي غير معروفة لا من حيث الإنتاج اليومي ولا السنوي بسبب كثرة الشركات المتعاقد معها بطرق مختلفة علما أن الشركات المتعاقدة مع وزارة النفط تزيد عن 22 شركة فقط من أصل 78 شركة وفي نوفمبر 2005م فجاد الرئيس على الخبراء والاقتصاديين وغيرهم بأن النفط اليمني مرشح للنضوب وهو أسلوب تضليلي بأن ما نقلته الشركات من اكتشافات إنما هو دعاية تجارية.
ثالثا: هناك تناقض مخيف من التصريحات الرسمية التي تعلن عن كمية إنتاج النفط ناهيك عن الأساليب والطرق الأخرى في نهب الثروة النفطية.
• ما نعرفه أن هناك شروطا واتفاقيات بين وزارة النفط وهذه الشركات؟
- المعروف من العالم أن هناك سبع شركات كبرى يطلق عليها بالشقائق السبع عابرة القارات تهيمن على مصادر الطاقة البترولية ولها شركات متفرغة، هناك تعتيم حكومي عن الشروط والضوابط القانونية، إذا كان حتى اليوم تصدر قرارات التنقيب والحفر والإنتاج والنقل والتسويق لكن المستغرب أنه لا أحد يعلم أو يعرف نسبة وحصة الإنتاج حتى أعضاء مجلس النواب لا يعرفون والدليل على ذلك ما حذر منه النائب صخر الوجيه عن كارثة شركة هنت في حوار صحفي لصحيفة الشارع وهو عضو لجنة التنمية والنفط في مجلس النواب.
• ماذا عن الغاز الطبيعي؟
- الحديث عن الغاز ومؤشرات الإنتاج الأولية المصاحب لإنتاج النفط الخام سيكون مصيره من حيث حجم الإنتاج وقيمة صادراته بالعملة الصعبة نفس المصير المجهول للإنتاج اليومي من براميل النفط، هناك أضخم مشروع استثماري صناعي والذي سيتم تصديره من ميناء بلحاف شبوة وبقدر التفاؤل بتصريحات التصدير خلال الأشهر القادمة فإننا نتساءل فقط عن نسبة العمالة من أبناء الجنوب في هذا المشروع؟
• السلطة تقول إن إنتاج الغاز من حقول صافر بمحافظة مأرب؟
- من خلال الاقتراب والنظر في خريطة إنتاج الحقول للغاز الطبيعي يتبين لنا أن حقل قطاع «جنة» الواقع في شبوة يعد أكبر الحقول المنتجة للغاز وينقل إلى وحدة الكامل للمعالجة في مأرب وتوزع على بلحاف للتصدير الخارجي إلى ذمار للتصدير المحلي. يا عزيزي لقد تم تقسيم الجنوب أرضا ومساحة إلى قطاعات ومربعات اقتصادية وأمنية وعسكرية ونفطية.
• ألا ترى أن تلك التقسيمات لمصلحة تعزيز الوحدة اليمنية؟
- قبل الإجابة عليك، هل تستطيع أن تذكر لي شخصية جنوبية تمتلك مزرعة أو أرضية في صنعاء أو ذمار كما هو حاصل في أرض ومزارع الجنوب المنهوبة بقوة النفوذ؟ ثانيا: ما يمارس من تقسيمات وبسط يسمى وحدة النهب والسلب، أصبحنا غرباء في أرضنا، هل يستطيع أي جنوبي احتلال شيء في صنعاء؟