القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
حراك وطني جنوبي _ وليس حركة احتجاجية اجتماعية مقال مهم جداً
حراك وطني جنوبي _ وليس حركة احتجاجية اجتماعية
كتب: شبوة برس / بقلم : فيصل سالم القحطاني التاريخ: 5/6/2008 القراءات: 15 طالعتنا صحيفة الايام في عددها رقم 5409 الصادر يوم الخميس 22 / 5 /2008م بموضوع تحت عنوان " بدايات تبلور وتشكل الحركة الاحتجاجية الاجتماعية السلمية في الجنوب " والذي كتبه قادري احمد حيدر وقبل الدخول في مناقشة الموضوع لابد من ابراز نقطة هامة ستلقي بكل تأكيد الضوء على خلفية الموضوع ودواعي كتابته . فالكاتب عضو في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني ( طلعة صنعاء )، وهو في اطروحاته وممارساته يعد نموذج مكرر لمثقفي الحجرية التقليديين، الذين يعتبرون انفسهم امتداد للخط التآمري مع الجميع وعلى الجميع، الذي ارساه الشيخ الحكيمي وحافظ عليه النعمان الذي استطاع ان يجعل من عبدالفتاح اسماعيل التجسيد الحي لهذا التيار في اطار السلطة ، لأن عبدالفتاح اسماعيل لم يكن يستمد الوحي من موسكو ، كما كان يشيع هولاء ، حيث كان يعامل كمخبر تطوع لرفع التقارير بخط يده عن رفاقه في الجبهة القومبة الى الاجهزة السوفيتية ، بل من جنيف حيث كان يعيش النعمان الذي كان يرسم له الحركات والسكنات من سطور كتاب الامير لميكافيلي، انجيل هذه الجماعة وليس البيان الشيوعي كما حاولوا ايهامنا . من هذا المبدأ الغير محدد والذي تتداخل فيه المبادئ والقيم مع الممارسة البراجماتية المجردة من المبادئ والقيم ، وحيث الاهم هو المنصب والمكسب ، تشرب هولاء افكارهم السياسية على ساحة حبلى بالفوضى التي كان لهم الدور الابرز في اشعالها، ومليئة بالتحولات التي قادت الى انتكاسة كل مشاريع النهوض الوطني والحضاري بسبب مواقفهم اللامبدأية وتراجعهم عند الانعطافات الصعبة لحماية مصالحهم الضيقة ، فكانوا كالهلام لا كيان ولا موقف مع استعداد كامل لخدمة السلطة والتطوع لتنفيذ اهدافها . من هذه الزواية يجب ان نقرأ ونناقش ما قدمه الكاتب . وسنبدأ بالعنوان الذي كشف نوايا الكاتب ربما دون ان يقصد، او لأعتقاده ان ابتلاع جرعة المصطلحات التي وضعها سوف يسهل عملية تحقيق الهدف المطلوب، وهو في الجوهر : تحديد تعريف جديد للحراك الجنوبي يمكن من يمثلهم الكاتب ان يفرضوا انفسهم على هذا الحراك، وبالتالي نحره من الوريد للوريد عندما تحين لهم الفرصة المناسبة كما هو دأبهم في التآمر على الجنوب : قادة ، وثورة ، وارضآ ، وانسانآ ، خدمة لأهدافهم ومخططاتهم الشريرة والغادرة التي دفع الجنوب ثمنها منذ اربعينيات القرن العشرين ( وهذا موضوع سنتناوله في مناسبة اخرى ) . فالكاتب يريد أن يفرض علينا منذ البداية مفاهيمه الملغومة حول الحراك الوطني الجنوبي : _ ما يحدث في الجنوب مجرد بدايات .. أي انها ليست شيئ مهم حتى الان . _ لتبلور وتشكل حركة اجتماعية .. أي انها خالية من أي مضمون سياسي وهذا يقلل من اهميتها كما يعتقد. _ حركة احتجاجية سلمية ..أي انها حركة مطلبية لا اكثر مثل أي عمل تنفذه وتطالب به أي نقابة . وهكذا وبكل وقاحة يريد الكاتب ان يقنعنا من العنوان، ان ما يحدث في الجنوب مجرد بدايات لتبلور وتشكل حركة اجتماعية ، وهو ليس بالشيئ المهم ( هذا طبعآ لأن الجنوبيين هم من يؤسسون للحراك ويقودونه ) فهو مجرد بداية لشيئ ربما سيحدث لاحقآ ( أي عندما يسلمهم الجنوبيون قضيتهم او يشركونهم فيها ) فقد احسن الجنوبيون صنعآ باشعال هذه الحركة وعليهم الان اشراك هذه الجماعة لضمان انشاء حركة قوية ناضجة !! كما ان التركيز على مفهومي : الاحتجاجية _ الاجتماعية في كامل فقرات المقال، يهدف بشكل مفضوح الى تجريد الحراك الوطني الجنوبي من اغراضه ووسائله واهدافه السياسية، لأنه ببساطة شديدة اصبح يمثل قوة اجهاض حاسمة لكافة مخططاتهم الشيطانية في الاستحواذ على الجنوب واقصاء شعبة، فما فعله نظام صنعاء بعد حرب الغدر في 7 / 7 بالاحتلال من الخارج ، كان هو التتويج لما بدأوه من مخطط للسيطرة على الجنوب منذ وصول النعمان الى عدن في الاربعينيات، لتحويل الجنوب الى منطلق للسيطرة على صنعاء، او الى وطن بديل لو عجزوا عن اسقاط صنعاء، حتى تحين فرصة اخرى .. وهكذا، وفي كلا الحالتين فان الجنوب هو الضحية . لذلك فليس هناك أي تجني عندما نربط افكار وافعال هذه الجماعة بمخططات التآمر على الجنوب ، فخلف الشعارات التي يتشدقون بها تكمن رغبة جامحة في خدمة السلطة وبذل كل شيئ لنيل رضاها . الم يكتب الشيخ ( الديمقراطي ) عبدالله الحكيمي والذي كتبوا له تاريخ وطني مزيف لتبييض صفحاته السوداء في العمالة لبريطانيا ضد احرار الجنوب، ولسلطة الامامة التي يصفونها باحط النعوت اليوم بينما كانو عبيدآ اذلاء لها بالامس ، كتب الحكيمي مخاطبآ الامام ابان ثورة الزرانيق الاباة : كنت اتمنى ان اكون معكم لكي اغسل قدمكم الشريفة بدماء ابناء الزرانيق العصاة . وحتى اليوم لم يتغير شيئ في العقل الكامن .. ربما اسماء الشخوص والاماكن، لكن الرغبة الجامحة في خدمة الحاكم باقية في الصدور كجذوة تتشوق للاشتعال ، فهذا هو اقصر طريق للمنصب او لمال مدنس . وعودة الى الموضوع .. يعبر الكاتب عن اعجابه " بالحركة الاجتماعية الاحتجاجية السلمية التي تشهدها المحافظات الجنوبية والشرقية .. الخ ثم يستطرد .. وان شابها بعض القصور في الاداء وعدم تبلور الفكرة السياسية " . نلاحظ هنا انه استخدم التقسيم الجغرافي للدولة لغرض التشويش على الموقع الجغرافي للحراك، وحتى يتولد انطباع لدى القارئ ان هناك مناطق اخرى غير الجنوب تساهم في الحراك، وهذا مسلك يخدم السلطة مئة بالمئة لأنه يعلم ان الجنوب يقف وحيدآ يدافع ويضحي من اجل قضيته . اما بشأن استطراد الكاتب حول القصور في الاداء وعدم تبلور الفكرة السياسية ، اين القصور في الاداء لدى حراك وطني قدر عدد المشاركين في بعض فعالياته بمئات الالوف ، ولم تفشل أي من فعالياته رغم الحصار العسكري والقمع الشديد ، ولكن بتواضع نسأل هل يتكرم الكاتب ويبلغنا بمسيرة دعا اليها او نظمها هو ومن معه وشارك فيها مئة شخص !! الا يرى ان خروج هذه المئات من الالوف من المواطنين الجنوبيين دليل على وجود ( على الاقل ) فكرة سياسية تدفعهم للخروج بعد وضعهم لحزبه ( الكاتب ) على الرف . الم يلمس أي بعد سياسي في الشعارات المرفوعة بوضوح وبشجاعة ؟ ام انه معارض يلبس نظارات السلطة ولا يرى الا بها ؟ ان الجواب ببساطة هو انه لايريد ان يقر للجنوبيين بحق تقرير المصير، لذلك يعتبر ان هذا المطلب غير سياسي وغير موجود على جدول الاعمال من الاساس . لهذا نحن اكثر اصرار على المضي بقضيتنا العادلة بعيدآ عن تآمرهم ومساوماتهم اللامبدئية التي يسخرونها لمصالحهم المناطقية الضيقة . وبينما تسقط الاقنعة عن تآمرهم القبيح وتتكشف حقيقتهم ، نعلن بكل اعتزاز ان اهم انجاز حققه الحراك الوطني الجنوبي، انه نأى بنفسه عنهم ولفظهم ولم يسمح لهم باختراقه والتسلق على اكتافه واستثمار تضحيات ابناء الجنوب ودمائهم لتحقيق مآربهم ومصالحهم الخاصة ، كما لاننسى انهم راهنوا منذ بدء الحراك الجماهيري المنظم عام 1998م انه لن يستمر وسوف يتلاشى ، بل انهم دخلوا على خط التآمر المباشر ضده عندما استغلوا اغلبيتهم في قيادة الحزب الاشتراكي وعارضوا يشدة أي اشارة قوية وواضحة لمعاناة الجنوب، وساروا باتجاه بناء تحالف مع حزب الاصلاح الذي يعتبر الوجه الاخر لسلطة صنعاء في التآمر على شعب الجنوب وارضه ، لكن ظنهم خاب واستمر الحراك الوطني الجنوبي وتجذر وتعملق بينما سقطوا هم ومراهناتهم في اوحال الجبن والتآمر . ومما يلفت الانتباه اشارة الكاتب بنوع من الاستغراب الى دور العسكريين والامنيين الجنوبيين في تنظيم وقيادة وضمان استمرارية الحراك . وهو غير ملام على ذلك، فهم في اليمن لم يعرفوا في العسكر الا ادوات مجردة من القيم ومكرسة لأذلال وقمع الشعب ، لكنه لم يعرف او يلامس الدور الوطني الذي ميز المؤسسة العسكرية والامنية في الجنوب، التي انشئت على الولاء للوطن والشعب وبانضباط عسكري عالي ووعي سياسي رفيع ، لذلك فهولاء الابطال يعتبرون نضالهم هذا استمرار لرسالتهم الخالدة في الدفاع عن ارض الجنوب وحقوق ومصالح ابنائه . أن الادعاء الذي يحاول الكاتب تسويقه بان التظاهرات في الجنوب تدعو الى اصلاح مسار الوحدة ، هو تحريف مقصود للواقع والحقيقة . صحيح تمامآ ان تيار اصلاح مسار الوحدة قد تأسس بعد حرب 1994م الغادرة في اطار الحزب الاشتراكي بقيادة كل من المناضلين الدكتور محمد حيدره مسدوس والاستاذ حسن احمد باعوم ومعهما صف واسع من الكوادر الجنوبية في الحزب ( منهم : الدكتور عبدالرحمن الوالي ، الدكتور سيف صائل ، علي منصر محمد وغيرهم )، وهو ما تجاهله الكاتب متعمدآ، لكي يوحي للقارئ ان تيار اصلاح مسار الوحدة والحراك الجنوبي هما شيئ واحد، لكن الحقيقة هي ان افشال جهود التيار وتجاهل دعوته ومطالبته باصلاح الوحدة في اطار الحزب قد ادت الى بروز وانتشار الحراك الوطني الجنوبي الذي بدأ بشعار استعادة الحقوق المنهوبة حتى وصل بالتعلم والممارسة والمعاناة، الى شعار حق تقرير المصير . هذه العلاقة السببية والتي تكشف مدى حقدهم وتآمرهم على الجنوب وشعبه، هي ما تحاول هذه العناصر انكارها ونفي وجودها لكي تبرز باعتبارها مساندة ومؤيدة لهذا الحراك، وبالتالي فان مواقفها وتصوراتها نابعة من حرصها على سلامة توجهاته وخياراته ، وهذا بالضبط ما يحاول الكاتب اقناعنا به . لكن للحقائق والوقائع كلمة اخرى : الم يصل الامر الى حد الاشتباك بالايدي اثناء انعقاد المؤتمر العام الرابع للحزب ( بالذات محاولة الاعتداء على المناضل حسن احمد باعوم من قبل مجموعة على رأسهم يحيى منصور ابواصبع ) بسبب اصرار هذه الجماعة التي اصبحت تمثل الاغلبية، على عدم الاعتراف بمعاناة ابناء الجنوب من جراء الممارسات الاقصائية التي تمارس ضدهم من قبل السلطة الحاكمة، ومنعوا الجنوبيين من تضمين تلك القضايا في وثائق المؤتمر، وكان موقفهم ذلك ابلغ دليل على تواطئهم وقبولهم الضمني بهذه الممارسات، مما ولد قناعة راسخة لدى ابناء الجنوب ان الحزب الاشتراكي تحت قيادتهم يقوم بمهمة تقييد الذبيحة وشل مقاومتها لكي يسهل ذبحها ، لذلك نشأت وتطورت وانتشرت هيئات الحراك الوطني الجنوبي بعيدآ عن هيئات الحزب التي يتواجدون فيها وكان ذلك اول ضمانات تحقيق النصر . الم تنهال المكاسب عليهم دون استثناء ، فلم نسمع بمضايقة احد منهم او حرمانه من حقوقه او تسريحه من وظيفته، بل انهم كانوا المستفيد الاكبر من عمليات تسريح الجنوبيين حيث آلت معظم الوظائف والمواقع التي طرد منها الجنوبيون الى ابناء مناطقهم ، والادهى من ذلك انهم يقدمون انفسهم باعتبارهم يمثلون الجنوب حيث يتم اعتمادهم بهذه الصفة من قبل السلطة ، وهكذا يخسر الجنوبي في كل حالة بينما يستفيدون هم . ولأثبات ما نقول الم يعين خلدون ابن محسن الشرجبي في وظيفة في السلك الدبلوماسي الذي يمنع قبول او توظيف الجنوبيين فيه ، بعد ان قدم لرئيس نظام صنعاء في اجتماعات معاشيق بعدن سلسلة توصيات بشأن كيفية انهاء الحراك الجنوبي !!. الم تتم مكافأة يحيى منصور ابواصبع بتعيين ابنته بقفزة واحدة عضوآ في لجنة مكافحة الفساد بدرجة وزير وهي خريجة علوم سياسية وليس اقتصاد او محاسبة !! هذه الملاحظات والحقائق قصدنا بها انعاش ذاكرة الكاتب الانتقائية واللئيمة . وبعد كل ما اوضحناه هل تصبح لدعوة الكاتب " للجميع " بالارتفاع الى مستوى المهمات والمسؤوليات التاريخية التي تطرحها المرحلة ، أي معنى . فالجنوب بكل فئاته وشرائحه على ارضه وفي الشتات اصبح يتحرك ويناضل ويضحي من اجل تحقيق اهدافه الوطنية في التحرر وتقرير المصير ، ويقدم الشهداء ويسقط الجرحى ويزج بالمناضلين واصحاب الرأي في السجون ، فماذا فعل هذا النفر من الادعياء ؟ وماذا قدموا ؟ وبماذا ضحوا ؟ الجواب ببساطة لاشيئ ، ولن يفعلوا شيئ ولن يقدموا الا تنظيرات مسمومة للتشويش على النضال الوطني الجنوبي، والادعاء بالانتماء له وتمثيله كمقدمة لأختراقه . وكما يحدث في كل المنعطفات التاريخية، يستخدمون التنظير واصطناع المواقف، لأحتلال مواقع ليسوا اهلآ لها، كوسيلة للاختراق ثم ينتقلون الى مرحلة زرع الشقاقات والفتن للسيطرة على كل شيئ مستغلين حسن نوايا الجنوبيين ونقاء سرائرهم ومشاعرهم الوحدوية الصادقه . لذلك فنحن نرى فيما تناوله الكاتب حول المهمات الوطنية والمسوؤليات التاريخية التي لم يذكرها ولم يوضح ماهيتها ، مجرد رص كلام لامعنى له بغرض الالهاء والارباك لجرنا الى حوار لاينتهي حول المهمات والمسوؤليات ، ويكون ذلك المدخل لكي يخترقوا الحراك الوطني الجنوبي ويفرضوا انفسهم عليه ، ومن داخله ومن بين صفوفه سينتقلوا الى مرحلة زرع الشقاق ، وبذلك يقدمون هذا الحراك الوطني المبارك هدية لأسيادهم في السلطة مثلما فعلوا بثورة اكتوبر العظيمة اولآ ، ثم الجنوب ( ارضآ وانسانآ ) تاليآ . ان ما ذكره الكاتب آنفآ يرتبط بصورة وثيقة بما ذكره تاليآ من محاولة ربط الحراك الوطني الجنوبي بأحزاب اللقاء المشترك ، وان كان يقر بانها لاثقود هذا الحراك . وقبل الاستطراد نضع سؤال : كيف نفهم ان هذه الاحزاب الكبيرة مثل التجمع اليمني للاصلاح والحزب الاشتراكي موجودة ومشاركة في الحراك ولكنها لاتقوده ؟ الجواب ببساطة هي لاتقود لأنها غير موجودة فيه بصفتها، ومن يحرك ويقود هذا الحراك اكبر واسمى من كل الاحزاب ، ذلك هو حزب الجنوب ومن ورائه وتحت لوائه كل القوى الجنوبية الحية بمختلف اسمائها في الداخل والشتات . كما ان محاولة ربط الحراك الوطني الجنوبي باحزاب اللقاء المشترك مستحيلة تمامآ لأنها لم تعلن اعترافآ صريحآ بالحقوق الجنوبية، بل وهاجمت الحراك الوطني الجنوبي ومطالبه وشعاراته منذ اللحظة الاولى ، فكيف يمكن اعتبار احزاب المشترك مشاركين بل واقل من ذلك مساندين لقضية لم يعترفوا بها !!. والان وهي تشق طريقها بالدماء والتضحيات وتكبر بالتفاف شعب الجنوب حولها بدأوا يغيرون مواقفهم لغرض التقرب منها ومن ثم الالتفاف حولها واحتوائها وصولآ للمساومة عليها وانهائها ، ومن ثم التضحية بأبناء الجنوب وحقوقهم ومستقبلهم، خدمة لمصالحهم المناطقية والشخصية الضيقة . لكننا نذكرهم بموقف الجماهير من محاولات الالتفاف على فعاليات الحراك الوطني الجنوبي، عندما منعوا من المشاركة في اعتصامات الحراك في كل من الضالع وابين ولحج، وكانت تلك رسالة رفض واضحة لمواقف واساليب هذه الاحزاب ، فعلى سبيل المثال لا الحصر : الم يصرح محمد اليدومي رئيس حزب الاصلاح بالانابة بعد حرب 1994م الغادرة ضد الجنوب واحتلال ارضة واستباحة حقوق شعبه، " ان من حق الشمال نقل مليون مواطن شمالي للاستيطان في حضرموت لمنعها من الانفصال". وهذا المبرر يمكن ان يساق في مواجهة كل منطقة جنوبية دون اعتبار لحقوق ابناء الجنوب وكرامتهم . الم يوافق حزب الاصلاح في مجلس النواب ( وهو الحزب الثاني من حيث الحجم )، على قانون صندوق الخدمة الذي اقره المجلس عام 2004م، والذي سرح تحت مظلته اكثر من مئة الف عامل وعاملة من ابناء الجنوب، وتحولت حياتهم الى البؤس والفقر . الم يعتبر ياسين سعيد نعمان امين عام الحزب الاشتراكي الحراك الوطني الجنوبي ونضال الجنوبيين وتضحياتهم الجسيمة لأستعادة ارضهم وحقوقهم وكرامتهم مجرد مشروع صغير . الم يعلن محمد الصبري القيادي في الحزب الناصري دون ان يهتز له جفن ، ان لاوجود لشيئ اسمة القضية الجنوبية، بينما دماء شهداء المنصة في ردفان لازالت ندية في موقع الجريمة التي ارتكبتها السلطة !! وغيرها كثير من المواقف والممارسات العملية الواضحة في هذا الصدد . فكيف يمكن اذن ان نربط هذه الاحزاب بالحراك الوطني الجنوبي الذي تناصبه العداء نهارآ جهارآ ؟ وما الذي استجد لكي يستميت الكاتب في محاولة اثبات هذه العلاقة وهذا الارتباط الغير وارد ؟ الجواب ببساطة ان هناك تغيير بسيط في التكتيك ، فبدلآ من انكار وجود القضية الجنوبية خاصة بعد ان نجحت في تحقيق اختراق ملموس للحصار السياسي والاعلامي الذي فرضته عليها سلطة صنعاء وانتشرت عربيآ ودوليآ ، فلا ضير من الاعتراف بها بعد الباسها الثوب المناسب، والتشويش عليها بسيل من المفاهيم والتحليلات النظرية لأرباكها، ولتسهيل الانحراف بها خدمة للسلطة وهدف القضاء على الجنوب نهائيآ ، باعتبارة نقطة الاجماع والهدف الاستراتيجي للسلطة واحزاب المشترك ( من وراء ظهر الاعضاء الجنوبيين المخدوعين ) . لقد عرف عن هذه الفئة التي ينتمي اليها الكاتب صفات الجبن والغدر، فعندما توضع على جدول الاعمال المهام والمواقف النضالية الصعبة التي تتطلب تضحيات ، يبدأون بالحديث عن الظروف الملائمة ، والبعد الاجتماعي ، والعمل السياسي المنظم ، والشروط المأزومة ، والمواقف الجذرية .. الخ ، ولكن في الواقع لن تجد لا مواقف و لا رؤية ولا عمل منظم .. وستكتشف ان كل ذلك التنظير الاجوف هو لأخفاء ذعرهم وجبنهم عن النضال الشاق، وهربآ من ما يتطلبه من تضحيات . لهذا ظلوا حيث هم _ تحت الحذاء _ اكثر من الف عام ، وهولاء هم آخر من يمكن ان نستمع لهم ، او نقبل نصائحهم الملغومة ، ناهيك ان نشركهم معنا في مسيرتنا نحو الخلاص والحرية ، لأننا ببساطة قد عرفناهم وخبرنا معدنهم الرخيص . ويصل بنا الكاتب الى ذروة الخداع بالالفاظ عندما يؤكد " ان الحراك الوطني الجنوبي هو الذي يحمي اليوم الوحدة الوطنية وقد تقربنا من فكرة حقيقة الاندماج الوطني ( اظنه يقصد من الاندماج الوطني الحقيقي ) . ونحن بدورنا نقف لكي نتساءل : اين كان الحديث عن المخاطر التي يتعرض لها الاندماج الوطني عندما كان الجميع يرى ويسمع ما يتعرض له الجنوبيون من تنكيل ونهب وتسريح من اعمالهم على مدى ثلاثة عشر عامآ ؟ ام ان الكاتب يقصد بالاندماج الوطني، الذي يخاف عليه، هو استمرار التغلغل في ارض الجنوب وتغيير تركيبته السكانية لصالحهم ؟ ويبدو ان الكاتب يقصدهما معآ ، فالاندماج الوطني الذي يقصده هو ذلك الذي يدفع الجنوب ثمنه من وجوده وكيانه وهم من يستفيد منه اولآ واخيرآ . واذا كان الكاتب حريص على الاندماج الوطني، لماذا لم يطالب شركة هائل سعيد او يقترح عليها، وهو من المقربين من اصحابها ، ان توظف ابناء الجنوب في مشاريعها في المناطق الجنوبية بدلآ من ارسال كل الموظفين وحتى السعاة من منطقة تعز ، ام ان الكاتب يقصد هذا النوع من الاندماج !! لقد تحدث عن الاندماج وهو يتجاهل متعمدآ الحقائق الحية الماثلة للعيان ، فالجنوب قد تم احتلاله بالقوة في 7/7/1994م، واصبح بذلك ارض محتلة وفق كل الاعراف الانسانية والقوانين الدولية ، وقد وضع هذا الفعل حدآ نهائيآ للوحدة الطوعية التي تمت في 22 / 5 / 1990م وسقطت بالاحتلال، وبالتالي اصبح الحديث عن الاندماج الوطني لامعنى له حيث يوجد شعبين مختلفين ، يمثل احدهما بلد يحتل وينهب ويقتل ، بينما يمثل الشعب الاخر بلد يقع تحت الاحتلال والنهب والقتل . وهذا واقع لن تكفي فذلكات العالم كله ولا فهلوة اللاعبين على كل الحبال لأقناعنا بانه يمكن مراجعته واصلاحه . فهذا الذي خرج علينا بقلم وسيل من الكلام ، يريد ان يحقق بالضبط ما سعى لتحقيقه من دخل علينا بدبابة وجحافل القبائل المتوحشة الحاقدة . فهدفهما هو ارض الجنوب وخيراته التي يتسابقون على نهبها من كل مناطق ما يعرف بالشمال ، ولا مكان لشعب الجنوب الذي احتضن الجميع وقدم لهم المأوى والعمل والتعليم، بل وحتى المناصب القيادية .. لكي يجد نفسه اليوم عرضة لأحقر مؤامرة تستهدف وجوده وكيانه وتاريخه ومستقبل ابنائه .. هذا هو الهدف السياسي الذي نهض الجنوب الموحد والمنظم والواعي لتحقيقه . هذا هو الهدف السياسي الذي ادعى الكاتب انه غير موجود ولم يتمكن من رؤيته ، لأنه ببساطة قد فتح الموال على ليلاه هو وليس حرصآ او دفاعآ عن الحراك الوطني الجنوبي الابي . ونقول بوضوح ان من ظلوا متفرجين بل فرحين وشامتين على مأساتنا ومعاناتنا طوال ثلاثة عشر عامآ ، بعد ان تحملنا تأمرهم وخياناتهم المتصلة على مدى نصف قرن ، وفقدنا بسببها خيرة قادتنا وابنائنا وكوادرنا ، ان للجنوبيين قضيتهم الوطنية التي يتحملون مسؤوليتها التاريخية وسيقدمون في سبيلها كل غال وسيهون من اجلها كل نفيس ، ولن نكرر اخطاء الماضي ، فلا نضال ولا تضحيات الا من اجل قضية الجنوب ، ولا نعتبر انفسنا معنيين الا بما يعانيه جنوبنا ارضآ وشعبآ ، ومن فيه شوك يؤذيه فلينزع شوكه بيده ، لأننا لن نرفع يدآ بل ولن نحرك اصبعآ الا دفاعآ عن قضيتنا وحق شعبنا الجنوبي الابي في التحرر وتقرير المصير . في الاخير ، كان من المثير للسخرية ان يهدي الكاتب موضوعه لأحد زملائه ممن لايعنيهم الحراك الوطني الجنوبي لا من قريب ولا من بعيد، فكان الوضع غريبآ حيث اهدى من لا يملك لمن لا يستحق ، فلا الكاتب من الحراك ولا المهدى له المقال معني به . |
#2
|
||||
|
||||
شكراً للقحطاني لكن اعتقد اننا انشغلنا بالصغائر وتركنا الكبائر .. حراك جنوبي وليس حركة اجتماعية ( لكنها حركة شعبية ) ولا ضرر في التسمية برأيي الشخصي .. وقبل أيام هناك من كتب يقول انتفاضة جنوبية وليس حراك جنوبي .. وقبلها هناك من قال قضية جنوبية وليس حراك جنوبي وبعده هناك من قال قضية الجنوب وليس القضية الجنوبية .. ضعنا في المصطلحات وتركنا الأمور الأهم .. حتى أصبحنا لا نعلم أين رأسنا من أرجلنا .. مع الشكر للناقل .. |
#3
|
|||
|
|||
شكرا للقحطاني على هذا التصدي القوي والمقنع والواضح لمنظري ومتأمري الاشتراكي والمشترك عموما
وشكرا لمهفوف الشاب المتابع المسكون بالهم الجنوبي...مع هولاء الشباب نسير نحو النصر باذن الله بهذا الاصرار وهذا الفهم لعناصر قوتنا ومنعتنا وهويتنا تزداد ثقتنا بقدرتنا وقدرة شبابنا على الحاق الهزيمة بالمتأمرين من اليمنيين على وطننا وشعبنا... لا تبتئس ياشعيفان من التسميات والمصطلحات فهي لا تخيفنا ولن تكون سببا لخلاف بين ابنا الجنوب |
#4
|
|||
|
|||
سؤال محير الجميع ـــــــــــــــــــــــــــ ماهو موقف الجنوبيين الأعضاء في هذ الحزب اللعين الذي دمر بلادنا وسلمها لمن لايخاف ولا يرحم ؟! لماذ لا يدوسون على بطاقة عضويته بالنعال؟ّ |
#5
|
|||
|
|||
مهفوف تسلم يا اخي على هذا النقل الرائع
ولك التقدير على جهودك الكبيرة برفد المنتدى بكل مهم وجديد |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 05:08 PM.