هكذا على الطالح يتنازل عن شعبه من اجل الكرسي

[أبوذياب]

06/05/2008

لم يستغرب معظم اليمنيون الذين شاهدوا من تبقي من مجموعة أبناء جلدتهم المشوهة أجسادهم من الحروق التي اضرمتها عليهم قوات ألامن السعودي في منطقة خميس مشيط الحدودية ولم تتخذ الحكومة اليمنية أي إجراء إزاء هذا الانتهاك المرعب ضد ألانسانية الذي لم يسبق له مثيل إلا في عهد النازية الهتلرية ضد اليهود.
لم يستغرب أهل اليمن هذا الفعل اللاإنساني المتنافي مع كل القيم والشرائع السماوية والانسانية لأنهم تعودوا علي مدي سنين طويلة مثل هذه الافعال المتعمدة وجرائم التعذيب ضد أبناءهم الذين يعبرون الحدود لطلب الرزق هرباً من الموت جوعاً في بلدهم ليموتوا قتلاً أو حرقاً أو من جراء بشاعة التعذيب علي أيدي رجال أمن وشرطة آل سعود أو طردهم بالآلاف من أراضي نجد والحجاز في حاويات معدة لهذا الغرض كالأغنام بتهمة التسول الكاذبة دون أن يتناهي إلي مسامعهم أي رد فعل رسمي من حكومتهم لرد إعتبارهم علي الاقل أو لتعويض الضحايا أو ماشابه ذلك من الاجراءات للحد من هذا الظلم المستطير.
وليس من قبيل المقارنه كون الفرق شاسع كالثري والثريا وهو أنه يعبر ألاف المواطنون من أمريكا اللاتينية يوميا حدود الولايات المتحدة وُتبذل جهود كبيرة وُتصرف بلايين الدولارات من قبل الدولة الفيدرالية للحد من تسلل المهاجرين عبر حدودها لما تسبب هذه الظاهرة من مشاكل إقتصادية وأجتماعية وغيرها حيث يوجد أكثر من 12 مليون مغترب غير قانوني في الولايات المتحدة عبر التسلل والمشكلة تتفاقم باستمرار لكنه حدث قبل سنوات أن أطلق النار أثنين من حرس الحدود بغرض التهويش علي بعض المتسللين دون حدوث أي إصابات علي الإطلاق إلا أن هذين الحارسين يقبعان في زنازين إنفرادية منذ تلك اللحظة حتي كتابة هذه السطور دون أن يُبت في موضوعهما جزاء لما أقترفته يداهما من إستهانه بحياة وكرامة الانسان.
أما نحن اليمنيون فقد تم إهدار كرامتنا منذ زمن حيث يقتل أبناؤنا يومياً علي حدود أراضينا التي ُتغتصب وُتقضم نهارا جهاراً وُتسرق ارزاقنا وثرواتنا بشتي طرق العمالة والارتزاق ويتم إغتيال ُحكامنا ورجال الوطن المخلصين وعندما يئن بعضنا من الالم القاتل يقتل ويرمي في السجون أو المنافي البعيدة أو يكمم فاهه وما إقفال صحيفة الوسط مؤخراً والتي تنتظر الإفراج عنها إلا شهادة حية علي ذلك عندما ارادت أن تفتح علي إستحياء ملف الهولوكوست السعودي ولمزيد من التفاصيل في الرابط نهاية المقال.
إستخدامي لمصطلح الهلوكوست الذي قد يثير البعض ليس إستخداما إعتباطياً إنما من واقع المقارنات والمعاناة بين الهولوكوست النازي الذي حدث في الاربعينيات ضد اليهود في المانيا والهلوكوست السعودي غير المعلن والبطئ الذي دشنته أسرة آل سعود في بداية الستينيات بعد قيام الثورة اليمنية ولم ينته حتي الان. الهولوكوست الذي سُمي بإسمه هولوكوست، والهولوكوست الذي سُمي بالثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية ومثال علي ذلك هو يومنا هذا الموافق الـ27 من نيسان (أبريل) كان يوم إعلان الحرب علي الجنوب اليمني راح ضحيته أكثر من ثلاثين ألف شهيد وأكثر من مئة ألف معوق بتحريض وتمويل سعودي لطرفي النزاع وبقدرة قادر تحول إلي يوم الديمقراطية وأخرجت السلطة الموظفين والطلاب في كل محافظات اليمن بعد أن وزعت عليهم اليافطات وصور الزعيم الملهم يجوبون شوارع المدن ويستمعون ويصفقون بقوة التهديد للمهرجانات الخطابية في الوقت الذي يقوم أهلهم من أبناء الجنوب المتضررين بمسيرات الفية عارمة تحت شعار يوم الغضب الجنوبي. ألا يعني هذا هو يوم الهولوكست الجنوبي بحق...... غير المعلن؟؟
وإن ما يحدث اليوم علي الساحة اليمنية من إنتفاضة عارمة في الجنوب والشمال التي قد تقضي علي وحدته والتي لا يستطيع المتابع العربي أو الاجنبي أن يستوعب أسبابها ومبرراتها الحقيقية فضلاً عن سبر أغوارها أقول إن اسبابها وخلفياتها الحقيقية غير المعلنة وراء كل مايحدث في يمننا الحبيب لا يتعدي مفردات السطور الناصعة المذكورة آنفاً أما الاسباب الظاهرية لا تعدو أن تكون أكثر من مجرد ارهاق لهذه الحقيقة.
إن من تآمروا علي اليمن في عهد الثورة السبتمرية سنة 1962 ـ 1963 وأجهضوها وحاربوا الجيش العربي المصري الذي وصل إلي اليمن لمساندتها هم أنفسهم من أجهضوا الثورة التصحيحية بقيادة أبن اليمن البار إبراهيم الحمدي بإغتياله وهم أنفسهم من حاولوا الوقوف مع الانفصال بنفس الاسلوب الذي استخدموه عند قيام الثورة فعندما لم يتمكنوا من تعبئة الانفصال أجهضوا علي الوحدة وشرطها الديمقراطي.