شبوه.. محافظة الجنوب الرابعة :شريكه في المعاناة...شريكة في الحراك.!!؟؟

[شفيع العبد]

إن ارتفاع أصوات الجنوبيين وتوحدهم أكثر من ذي قبل وخروجهم في اعتصامات ومسيرات ومشاركتهم من مختلف مناطق الجنوب وتجمعهم في عدن وحضرموت وشبوه وأبين والضالع ويافع والمهرة ولحج، ووقوفهم صفاً واحد..كل ذلك لم يأت من فراغ, كما انه لم يأت لمواجهة إخوانهم من أبناء الشمال، وان ارتفعت بعض الأصوات هنا وهناك..المعاناة هي وحدها من جمعت أبناء الجنوب..والقهر هو من رص صفوفهم..معاناتهم من الباطل المفروض عليهم منذ حرب صيف 94م والتي اجتاحت الأرض..القهر وهم يشاهدوا ثرواتهم تنهب وتذهب لثلة من الفاسدين والذين استأثروا بكل خيرات الوطن..وغيرها من السياسات الخاطئة التي انتهجتها سلطة الحرب والفيد..
لقد سمعتها كلمات مدوية تفوه بها احد كبار السن ونحن نشارك في ملتقى التصالح والتسامح والتضامن والذي احتضنته لحج الخضيرة في مطلع سبتمبر الفائت وهو يشاهد الحشد الجنوبي حيث قال (منذ الاستقلال لم يتوحد أبناء الجنوب كوحدتهم هذه الأيام، حتى وهم ذاهبون للوحدة لم يكونوا متوحدين !!؟؟)..
تلك ليست مجرد كلمات ولكنها حقيقة تجسدت فوق الأرض..والسؤال الذي تلوكه الألسن: لماذا توحد الجنوبيون اليوم وبشكل غير مسبوق؟
الإجابة ليس كما يصورها البعض ممن يسعون للاصطياد خارج البحر والنهر ويجتهدون لتشويه الحقائق ونجدهم يتطاولون على الواقع وينعتون أولئك الرافضون للظلم والقهر وانعدام ألمواطنه المتساوية ونهب الثروات بنعوت تخوينيه وانفصالية...الحقيقة غير ذلك..الحقيقة إن أبناء الجنوب ممن خرجوا للشارع واختاروا النضال السلمي للتعبير عن غضبهم هم في الأساس وحدويون..وهم صناع الوحدة الحقيقية..هم جيش الجنوب ..وهم كوادر دولة الجنوب..هم مواطنو دولة الجنوب..والذين وجدوا أنفسهم خارج ألخدمه وغير مرغوب فيهم في ظل وحده ضحوا في سبيلها بكل غال ونفيس..وخسروا حقهم في العيش بكرامه والحفاظ على حقوقهم كاملة غير منقوصة وقد وجدوا أنفسهم مواطنين من درجة دنيا..
شبوه..ألمحافظه الرابعة في ترتيب محافظات جمهورية اليمن الديمقراطية ألشعبيه(سابقاً).
كغيرها من محافظات الجنوب خسرت بالوحدة ولم تكسب..ونؤكد إن الوحدة ليست هي السبب وإنما عشاق وصناع الحرب والفيد.. هذه ألمحافظه الغنية بنفطها وغازها وثروتها السمكية..لم تجن من ذلك ما يتناسب مع ما تجود به وترفد به خزينة ألدوله..شبوه أعادوا لها (الثأر) والذي قد نسته خمسة وعشرون سنة ..ونست أسبابه ودوافعه..نست روح الانتقام..لكن عشاق الحرب وأعداء الوحدة الحقيقون عرفوا كيف يعيدوه إليها ويزجوا بها في محرقة الثأر مرة أخرى..حيث تؤكد الإحصائيات لدى قبيلة معينه في شبوة إن عدد من ذهبوا ضحية للثأر من أبناءها منذ ما بعد حرب صيف 94م يفوق بإضعاف من قتلوا منذ الاستقلال حتى الوحدة..وتلك حقيقة تصفع وجوه من يتشدقون بانتقالنا إلى مرحلة أفضل..وتؤكد بأن عدم الأخذ بالأحسن في تجربتي الشطرين وفق اتفاقيات الوحدة هو ما آل بالأوضاع إلى هذه ألمرحله..
أما على مستوى المشاريع في ألمحافظه وما تعرضت له من تراجع فيكفي القول انه كان لدينا في شبوه مستشفى جمال عبد الناصر وهو من أفضل ثلاثة مستشفيات في الجنوب..واليوم أصبح مجرد مزار للبكاء ولعن (الوحدة) التي لاعلاقه لها ألبته..
كما إن التهميش الذي طال كوادر شبوه والاستعاضة عنهم بمن هو اقل منهم في ألخبره والكفاءة أكانوا من أبناء ألمحافظه لاعتبارات حزبيه أو من خارجها لاعتبارات أخرى، كان له بالغ الأثر في نفوس أبناءها وكفيل بأن أوقد في نفوسهم الكراهية لنظام أقصاهم من مناصبهم واحرمهم من حقوقهم بل وسلبها منهم في أوقات معينه..ويكفي القول بأن من تم إقصاءهم من مناصبهم أكانوا في الجهاز الإداري أو الأمني أو العسكري يمثلون خيرت الرجال والكفاءات أصحاب السجلات النظيفة والمشهود لهم بنظافة اليد والجيب..ويكفي إن نعرف إن غالبيتهم لا يملكون وسائل نقل ولا قطعة ارض..وهم الذين أسسوا العمل الإداري والمؤسسي وارسوا دعائم الأمن والاستقرار في ألمحافظه قبل الوحدة..ومنهم المناضلون الذي قدرت سلطة الحرب والفيد نضالهم بمنحهم(1000يال)شهرياً من دائرة الشهداء ومنا ضلي الثورة اليمنية بينما يستلم أصحاب النضال(المودرن) مبالغ تفوق تلك ويركبون أحدث الموديلات من السيارات ويملكون مئات الكيلومترات من الأراضي..
إن السياسات الاقصائيه والتدميريه والعدائيه لكل ماهو جنوبي ومحاولة طمس الهوية ألجنوبيه وتشويه التاريخ وتزييف الحقائق كل ذلك ولد كراهية في النفوس للوضع الحالي وجعل أبناء شبوه يقفون صفاً إلى جانب إخوانهم في محافظات الجنوب في مطالبهم ألمشروعه.والتي تصر السلطة على أنها محاولة للانفصال..وهو ما يعني إن إصرار السلطة وعدم جديتها في حل القضية الجنوبية يجعل أبواب القضية مفتوحة على كافة الاحتمالات والتي سيكون من بينها مالا يسر بالتأكيد..
شبوة لم تكن غائبة بتاتاً عن ما يدور من حراك في محافظات الجنوب..هي حاضره ومشاركه بفاعليه..وليس كما يصور ذلك المؤتمر الشعبي العام فيها والذين كان حري به إن يقف إلى جانب مطالب المعتصمين من أبناء الجنوب، أو إن يلتزم الصمت..
المؤسف له حقاً إن مرشح المؤتمر للرئاسة فاز في شبوه (بحسب النتيجة ألمعلنه)، كما إن المؤتمر قد استحوذ على الدوائر ألبرلمانيه الست في شبوه..كذلك هو الحال بالنسبة للمجلس المحلي بالمحافظة لديه (12) مقعد من إجمالي (17)..والأمر ينطبق على المديريات التي انفرد بالا غلبيه فيها ماعدا مديريتين جاءت نتائجها بالمناصفة... وبصرف النظر عن الكيفية التي حصل بها المؤتمر على كل ذلك..يبقى الأهم موقفه ألعدائي من حركة الاعتصامات الجنوبية وهو انعكاس لموقف قيادته العلياء والتي تنظر لتلك الاعتصامات على أنها محاولات تجري بالقرب من تخوم الوحدة وتشتم منها رائحة التآمر وان هناك أيادي تحركها من الخارج بهدف تصفية حسابات مع النظام على حساب الوحدة..تلك ثقافة المؤتمر ومن الطبيعي إن تجد فروعه تعيد ترديد نفس الاسطوانة، بل أحيانا تجد بينهم التلميذ الذي تفوق على معلمه في (عفن) الإسفاف والاساءه للأخر..لذا لم يثير أبناء شبوه ولم يكن مستغرباً بالنسبة لهم ما خرج به فرع المؤتمر من كيل للاتهامات طالتهم وطالت اعتصامهم الذي نفذوه حين وصفهم المؤتمر بـ(شرذمة تسعى لخراب الوطن)..
تقف أحزاب المشترك على النقيض من موقف المؤتمر..صحيح أنها لم تتبنى الاعتصامات ولم تحرك الشارع ولكنها بالمقابل تدعم المعتصمين في نضالهم السلمي لنيل حقوقهم ألمغتصبه..
كثير من كوادر الاشتراكي تجدهم في الصفوف الأولى للاعتصامات..وهو ليس كما يصوره البعض أنهم باحثون عن سلطه فقدوها، وإنما رغبه منهم في إحقاق حق ورفع الظلم عن كاهل شعب هم جزء منه وشركاء في معاناته بعد إن كانوا حكامه في يوم ما..الاشتراكيون تشاهدهم في الاعتصامات ليس في شبوه فحسب وإنما في كل الجنوب..وتلك ميزة تميزهم عن غيرهم من الأحزاب حتى نظرائهم في المشترك..
قد يعترض احدهم ويقول ينبغي إن لا يشتكي أبناء شبوه لأنهم قد اخذوا نصيبهم في التمثيل الحكومي وفي المناصب التنفيذية والامنيه والعسكرية وتفوقوا على محافظات تفوق شبوه علم وكثافة سكانية..لا نختلف مع من يقول ذلك ونرد على السؤال بسؤال أخر:هل مستوى التمثيل في مناصب ألدوله يعبر عن حالة رضا واستقرار وتنمية في مناطق أولئك المسئولين؟
إن التمثيل في المناصب يأت في إطار سياسة توازن بين المحافظات ومحاولة تمثيلها بمسئول أو أكثر والعملية لا تعني سوى أرقام يتم بها سد فراغات في جسد السلطة..أو عملية ترقيع في ثوب مليء بالثقوب وبألوان مختلفة..ثم إن التمثيل يأت في إطار عمليه حسابيه سياسية تتم وتؤتي نتائجها في إطار (حاسبة)المؤتمر الشعبي العام..وليس للجنوب أي علاقة بها..
ثم إن تمثيل شبوه وان ازداد منذ ما بعد حرب 94م..فهو بمثابة رد الجميل لأولئك الذين كان لهم دور من أبناء شبوه في الحرب إلى جانب قوات الشرعية..وما يؤكد ذلك إن شبوه لم تكن ممثله في حكومة الوحدة(1990م) سوى بحقيبة وزارية واحده.
ويبقى القول انه لا يختلف اثنان على الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء الجنوب ومحافظاتهم التي كانت تشكل دوله ذات سيادة ذات يوم قبل اختيارها للدخول في وحده مع مثيلاتها من الشمال..ومأساوية الأوضاع ظهرت على خلفية حرب 94م التي تم فيها اجتياح تلك المحافظات وجعلها كغنيمة حرب تم فيها تطبيق سياسة المنتصر وقانون الفيد المشرعن له بفتوى دينيه لم يراع فيها أي شيء من أصول الدين وإحكامه..حيث على ضوءها نهبت الحقوق ودمرت أصول البني التحتيه، وحوربت الكوادر وهمشت( الرجال)، وتم البسط على الأراضي التي ظل النظام في الجنوب محافظاً عليها..وانتهجت سياسة نبش القبور لفتح جراحات نفث الأحقاد وخلق أزمات بين أهل الأرض..
الجنوب تعرض لعملية قرصنه وضم وإلحاق وثرواته تستنزف وتنهب ويعبث بمقدراته وخيراته دون إن يحصل على ما يستحقه..إن الظلم والقهر والباطل المفروض على الجنوب والجنوبيين لن يدوم طويلا لان التاريخ يعلمنا إن دوام الحال من المحال وان لكل ظلم وظالم نهاية حتمية تقررها الأجيال ألرافضه للانعتاق في بوتقة الظلم، والسير خلف الجلاد مهما كان حجم التهديدات والمغريات.
إن حراك أبناء الجنوب لرفض الظلم والتعبير سلمياً عن رفضهم لمعاناتهم التي تجاهلها النظام وبغرور المنتصر..وما حظي به ذلك الحراك من تفاعل واسع وتأييد كبير وتعاطف جم، وبالذات من مفكرين وسياسيين وصحفيين من أبناء المحافظات الشمالية..وأضحى الخوض في معاناة الجنوب والتطرق لها أمر ضروري ومنطقي بعد إن كان من المحرمات تحت ذريعة واهية مضمونها المساس بالثوابت الوطنية التي أصبحت مطاطية وتقبل كل شيء وأي شيء ليكون من الثوابت.
ولم يعد مطلب الجنوبيون هو زيادة نسبتهم في التمثيل الحكومي، بل يطمحون إلى تحقيق ألمواطنه المتساوية ورفع الظلم وإعادة المظالم إلى أهلها وإصلاح مسار الوحدة التي تعطلت في 94م بتلك الحرب ألظالمه وإعادة الكوادر إلى مواقعها القيادية وإنهاء ظاهرة (خليك بالبيت)، ومنح الجنوب نصيبه العادل من الثروة والوظيفة باعتباره شريك أساس في الوحدة، وإيقاف حالة العبث بالأراضي وإعادتها إلى أصحابها..
الشيء الوحيد القادر على إعادة الأمور إلى نصابها وعدم الخوف على الوحدة مما قد يلحق بها جراء استمرار معاناة طرف أساسي وشريك فاعل..هو العودة إلى اتفاقيات الوحدة والعمل بها والتي تنص على ضرورة الأخذ بالأفضل في تجربة الدولتين..مع ضرورة الاعتذار العلني للجنوب وأهله بسبب ما أصابهم خلال مرحلة ما بعد 94م..وتطبيق قراري مجلس الأمن المتعلقين بالجنوب وتنفيذ التزامات الحكومة اليمنية للمجتمع الدولي عقب الحرب ألظالمه..
غير ذلك لن يحدث أي تغير ملحوظ على الأرض وفي النفوس حتى لو أعطيت للجنوبيين كل الحقائب الوزارية والمناصب الأخرى...لأنه من المعلوم إن كل مسئول لا يمثل إلا نفسه وأسرته وأهله والشواهد كثيرة ومنها ماهو حي..وستبقى قضية الجنوب مفتوحة على كل الاحتمالات طالما بقيت المعاناة تتسع وتتنوع فصولها..
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
شبوه 3/11/2007م
-------------------------------------------------------------------------------------

[شاهين الجنوب]

اقتباس ولم يعد مطلب الجنوبيون هو زيادة نسبتهم في التمثيل الحكومي، بل يطمحون إلى تحقيق ألمواطنه المتساوية ورفع الظلم وإعادة المظالم إلى أهلها وإصلاح مسار الوحدة

شكراً لك اخي شفيع العبد
احب انبهك بأن تصحيح مسار الوحدة قد فات ولم نعد نطمح بعد اليوم لا بوحدة ولا بتصحيح مسار الوحدة
بل اابناء الجنوب يطمحون بل مصممون على استقلال وطنهم المنهوب

نحن نصر على استقلال الجنوب ولا يقوم السلام الحقيقي الا بقيامة دولة االجنوب العربي
القوية القادرة والوحيدة المؤتمنة على مقدرات الوطن
لا بد من التفكير عن وسائل لانتشال الجنوب
من هذا المستنقع وهذه مهمة جنوبية بحته اولا واخرا.
ونحن بحاجة الى وقفة وجدانية جنوبية جنوبية

[شاكع]

تحيه لك الاخ العزيز شفيع العبد عساك بخير وكل عام وانته بخير 00 يكفيك فخرا انك سقت مرشح الموتمر في دايرتك وفزت انته ويكفينا فخرا انك منا وفينا وشكر على الموضوع الجيد 00 مع تحياتي صديق خارج حدود الجنوب 00 فريق العاصفه00