القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
بيوت جنوبية .. لقمــان والســلاّمي .. للكاتب نجيب محمد يابـلي .. نقـلا الأيام
رجال في ذاكرة التاريخ
«الأيام» نجيب محمد يابلي: -1 فضل أحمد السلامي آل السلامي في ذاكرة القمندان..آل السلامي يشكلون في مجموعهم أسرا لحجية كثيرة أنجبت وجاهات وطنية مثقفة برزت في مجالات شتى، وفي تفصيل جغرافية لحج، الجغرافية الجميلة، جغرافية الماء والخضرة والوجه الحسن، أورد أمير الطرب أحمد فضل بن علي محسن العبدلي (القمندان)- رحمه الله- في كتابه المرجعي (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن) مدن لحج وسكانها، منها حاضرتها الحوطة والوهط والحمراء وصبر وجلاجل وبير عمر وبير مكي والوعرة والثعلب ونوبة المساودة والحاسكي والهجل والكرام وسفيان وهران ديان وعبر الاسلوم وبيت عياض والشظيف والمقيبرة والقريشي والخداد والشقعة وزايدة والعماد والمحلة وغيرها، وممن ذكرها القمندان (المجحفة)، وقال عنها: «يسكنها آل سلام ومنهم الشيخ فضل بن علي العبدلي مؤسس السلطنة العبدلية، وفيها بعض من مواليه يدعون الأمراء». وورد في صدر الفصل الثاني من الكتاب: «وأول من اتخذ الحوطة عاصمة لحج عمال الإمام المتوكل والإمام المنصور، وكان لهم فيها دار حمادي ودار عبدالله المعروفان بموضعيهما هنالك إلى الآن، ولما استقل بالبلاد الشيخ فضل بن علي العبدلي سنة 1145هـ أقرها عاصمة لملكه ونقل عائلته من المجحفة إليها..». الميلاد والنشأة الشهيد فضل أحمد ناصر السلامي من مواليد 24 ديسمبر 1935، وارتبطت عراقة الأسرة في عدن بحافة الهاشمي في الشيخ عثمان، واحتلت مساكنهم ومساكن آخرين من لحج أمثال بيت عبدالقوي الجزء الممتد من حافة الهاشمي، وكانت تسمى (حافة السلاطين)، ورغم اندماجهم في الوسط الاجتماعي إلا أن ملامح الجدية والوقار كست هيئتهم، وهذا هو انطباعي الخاص، وربما يختلف عنه ويغايره انطباع شخص آخر. تلقى فضل السلامي تعليمه الثانوي في كلية عدن العطرة الذكر (أرقى مؤسسة تعليمية في الجزيرة العربية آنذاك)، وخرج إلى سوق العمل في بداية النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي، ومن أبرز المرافق التي عمل فيها كانت إدارة البريد والهاتف (في قسم البريد) وارتقى درجات السلم فيها، وتلقى دورات تأهيلية في الخارج، وبالنسبة لبعض المرافق كان الموظفون يرسلون في دورات تأهيلية إلى نيروبي (كينيا) أو بريطانيا. السلامي أحد مؤسسي نادي الشباب المحمدي أفاد عبدالرزاق معتوق- رحمه الله- في كتابه المرجعي (تاريخ الحركة الرياضية في عدن - جنوب اليمن - ص 145) بأن فريق الشباب المحمدي youth mohamedan team وتعارف الناس على تسميته بالـ (واي.إم.تي)، تأسس عام 1951، ومن أبرز مؤسسيه السادة: فضل أحمد ناصر السلامي وعلي أحمد ناصر السلامي وعبدالله محمد سعيد مسرج، وانضم فريق الشباب المحمدي رسميا إلى الجمعية الرياضية العدنية في 25 أغسطس 1952، أما الشخصية المجربة الأستاذ معتوق خوباني- أطال الله عمره ومتعه بالصحة- فقد أفاد في كتابه المرجعي (رحلة عطاء وذكريات كروية - ص 236) بأن من أبرز نجوم هذا النادي: محمود عراسي، يوسف أحمد سالم، مصطفى مسرج، محمود عبدالرحمن، عبدالعزيز حاتم، فيصل حاتم، ناصر حسين يافعي، فيصل عبدالعزيز باوزير، عبده حنوني، سيف حنوني، سلام الذبحاني (والد صائب)، صادق حيد (انتقل بعد ذلك إلى نادي الشباب الرياضي)، عمر أحمد عوذلي (صاحب القدم الذهبية الذي بدأ في نادي الشباب المحمدي، ثم نادي الهاشمي، ثم مع نادي الشبيبة المتحدة الواي، وأحد الذين ساهموا في إعادة وشد أوضاع النادي عام 1956. (راجع كتاب عبدالرزاق معتوق). السلامي من أسرة مسيسة سلطنة لحج أو أرض العبادل رقعة خضراء تقع على ضفتي الوادي الكبير والوادي الصغير (رافدي وادي تبن)، وتشكل مجتمعا مدنيا عرف النهضة التعليمية والإدارية والزراعية والتشريعية والرياضية، وفوق هذا وذاك صاحب تجربة غنية في الحزبية (رابطة أبناء الجنوب)، وفي الفن، خذ مثلا ريادة أحمد فضل القمندان وعباقرة الفن أمثال فضل محمد اللحجي وعبدالله هادي سبيت والأمير صالح مهدي والأمير محسن بن أحمد مهدي والأخوان صالح ويوسف أحمد الزبيدي ومسرور مبروك وصالح نصيب ومحمود السلامي والقائمة طويلة. كما شهدت لحج فن إدارة الخلافات، خاصة في بيوت الحكم الخمسة والأنصار الذين برزوا في تأييد أصحاب الحق، وتشكلت صوالين تدير العملية السياسية، وكانت منها النوادي والصحف، وتراوح نشاطهم بين السر والعلن، وبرزت في المقدمة أسر عريقة منها أسرة السلامي التي تشبع كل أفرادها بروح الوطنية والقومية، وفي مقدمتهم المناضل الوطني البارز الأستاذ علي أحمد ناصر السلامي، وإذا عبد السلاميون الفكر القومي لأن كعبتهم كانت القاهرة (قاهرة عبدالناصر) انضوى كل أو جل أفراد الأسرة تحت راية حركة القوميين العرب ومن بعدها الجبة القومية. فضل السلامي والقرار الجمهوري رقم (2) لقحطان الشعبي كانت أولى المهام التي أسندت للشهيد فضل السلامي شغله وظيفة مدير عام البريد والتليفون في أواخر عام 1967، وفي 18 يناير 1968 أصدر الرئيس قحطان محمد الشعبي- رحمه الله- القرار الجمهوري رقم (2) بتعيين الآتية أسماؤهم: السيد فضل أحمد ناصر السلامي، مديرا لمكتب الرئيس لشؤون الرئاسة، السيد جعفر علي عوض مديرا لمكتب الرئيس لشؤون مجلس الوزراء، السيد عبدالله علي عقبة مديرا لمكتب الرئيس للشؤون الداخلية والخارجية. فضل السلامي ورئاسة لجنة الأراضي نشرت الجريدة الرسمية الإعلان العمومي رقم (59) بتاريخ 17 سبتمبر 1968 لليسد فضل أحمد السلامي، مدير مكتب الرئيس لشؤون الرئاسة بأن السيد رئيس الجمهورية عين لجنة أراضٍ مكونة من الأشخاص الآتية أسماؤهم: فضل أحمد السلامي - رئيسا وعضوية كل من: أبوبكر سالم قطي، المدعي العام أومن ينوبه، أحمد عبده جبلي (مدير أو مفوض الأراضي). فضل السلامي في منفى الخارجية أنهى الرئيس قحطان محمد الشعبي- رحمه الله- فترة رئاسته في 22 يونيو 1969، وتأثر بذلك القرار طابور طويل من مؤيديه أو المحسوبين عليه، وتم اختيار وزارة الخارجية موقعا لنفي كل من هو غير مرغوب فيه، وممن شملهم القرار: محمد صالح عولقي، وعبدالباري قاسم ونور الدين قاسم وفضل السلامي وشقيقه عبدالقادر وعبدالله بن سلمان وأحمد صالح الشاعر ومحمد أحمد البيشي ومحمد ناصر محمد وغيرهم. تم استدعاء رؤساء البعثات الدبلوماسية لليمن الديمقراطية في الخارج إلى الوطن للتشاور واستطلاع أوضاع البلاد بترتيب برنامج لزيارة بعض المحافظات في نهاية أبريل 1973، وفي يوم 30 أبريل كانت إحدى الطائرتين اللتين أقلعتا من شبوة في طريقها إلى حضرموت هي طائرة الموت التي حصد انفجارها أرواح كوكبة من الخيرين، منهم من سبق أن ذكرنا أسماءهم، وما حدث ليس بمستغرب في البلاد العربية، فتاريخنا حافل بأشكال المؤامرات والدسائس والتصفيات، وسيظل كذلك وستظل رحمة الله في عون عباده الصابرين، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. اللحن الذي عزفته حاملة الطائرات (إيجل) وما أشبه الليلة بالبارحة تسلم فضل السلامي دار المندوب السامي عشية الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967، وكان ذلك الدار يسمى دار الحكومة (GOVERNMENT HOUSE) أو القصر المدور، ومن ضمن اليوميات الموثقة رسميا أن المندوب السامي البريطاني همفري تريفيليان وقف على سلم الطائرة التي ستقله إلى بريطانيا، فيما أخذت أوركسترا حاملة الطائرات (إيجل) EAGLE تعزف لحن: «إن الأمور تسير ليس كما في السابق»، وحقا سارت الأمور بعد حركة 22 يونيو 1969 ليس كما في السابق. خلف الشهيد فضل أحمد ناصر السلامي وراءه سجلا حافلا بالأعمال على المستويين السياسي والاجتماعي، وعلى المستوى العام أنهاه في السلك الدبلوماسي بدءا من تعيينه وكيلا لوزارة الخارجية في 18 يوليو 1969، ثم سفيرا في لندن في 25 فبراير 1970، وسفيرا غير مقيم في باريس في 10 مايو 1970، وسفيرا غير مقيم في السويد في أكتوبر 1970، فمندوبا دائما لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لدى جامعة الدول العربية في 11 فبراير 1973.. كما خلف أرملة وسبعة أبناء. -2 وجيه عبدالمجيد لقمان بيت لقمان بيت لقمان من البيوت العدنية الكبيرة وينتمي هذا البيت، شأنه شأن البيوت الأخرى في هذه المدينة الطيبة، إلى مجتمع مدني قدس أقداسه النظام والقانون، وارتبط وجودهم في هذه المدينة بالصحافة والمحاماة والطب والتربية والتجارة والشعر والرواية والمسرح والسياسية، ومن رموزهم: محمد علي لقمان وخالد علي لقمان وحمزة علي لقمان ومحمود علي لقمان وصالح علي لقمان وعبدالمجيد علي لقمان وعلي بن علي لقمان، وأولادهم: علي لقمان وعبدالرحيم لقمان وإبراهيم لقمان وفضل لقمان وحامد لقمان وفاروق وشوقي وحافظ لقمان والقائمة طويلة. كم كان هذا البيت معطاءً في كل الجبهات من خلال رجاله ونسائه، أعطى كثيرا ولم يأخذ شيئا غير الغبن ومصادرة حقوقهم وتضييق سبل العيش أمامهم، فتفرقوا أيدي سبأ، وعاشوا في المنافي التي شملت المحافظات الشمالية التي كانت إذا منحتهم البطاقة تصدرها بالعبارة المأثورة (جنوبي مقيم) ولاتزال حقوقهم مصادرة حتى يومنا هذا. ينتمي لهذا البيت عبدالمجيد لقمان ومن أبنائه وجيه عبدالمجيد لقمان، وكان والده عبدالمجيد- رحمه الله- يدير عملا خاصا وتجده في كل مكان وهو بالبدلة الإفرنجية شاملة لربطة العنق (NECK - TIE)، وكان باش الوجه على مدار الساعة، وكان- رحمه الله- ظريفا محبا للنكتة، وهي سمة يتفرد بها آل لقمان، وقل أن تجد لقمانيا عابسا، فمعظمهم ساخرون وبسطاء، وعبروا عن هموم المجتمع في الصحافة أو المنولوج، ومنهم علي محمد لقمان ومحمود علي لقمان وعلي بن علي لقمان الميلاد والنشأة المحامي وجيه عبدالمجيد لقمان من مواليد كريتر عدن عام 1944، وهو عام زملائه في الدراسة هشام باشراحيل وحسن أحمد حسن مكاوي وطارق شهاب وعصام غانم ووجدان لقمان وفضل محسن عبدالله ومحمود سعيد مدحي. تلقى وجيه لقمان دراسته الابتدائية في مدرسة السيلة الابتدائية للبنين بكريتر (المتحف المركزي حاليا)، وانتقل بعد ذلك إلى المدرسة المتوسطة (ثانوية لطفي أمان حاليا)، وأكمل تحصيله الدراسي في كلية عدن في الشيخ عثمان (تحول اسمها إلى ثانوية البيومي ثم ثانوية عبود وبعد ذلك إلى ثانوية عدن بعد حرب صيف 1994، وأصبحت حاليا ثانوية البيحاني النموذجية للمتفوقين والموهوبين). كتب القانوني المخضرم والفذ الدكتور جعفر عبدالله شوطح موضوعا موسوما (كلمة حق في المحامي القدير وجيه عبدالمجيد لقمان) نشرته «الأيام» في عددها (5374) الصادر في 12 أبريل 2008: «تخرج المحامي القدير وجيه عبدالمجيد لقمان في الاتحاد السوفيتي حاملا درجة الماجستير في القانون في عام 1968 وعين مسجلا عاما، ثم شغل مواقع عدة ولسنوات طويلة في هيئة الادعاء العام، وساهم إلى جانب ذلك في تأسيس أول معهد حقوقي لتأهيل الكوادر المتوسطة». لسان حال وجيه: «عدن أو الموت» يمضي الدكتور شوطح في عرض الظروف القاسية التي أحاطت بوجيه لقمان وأترابه من الكوادر القانونية من الذين ظلموا وحرموا من حقهم في التدرج الوظيفي القيادي الذي يستحقه نتيجة عدم انضمامه إلى صفوف الحزب الحاكم: «ضاق العديد من الكوادر في مجالات عدة منها الادعاء العام أو الطب أو الهندسة ذرعا بالظروف غير السوية التي واجهتهم، فغادروا أرض الوطن في حين آثر وجيه ونفر قليل البقاء في أرض الوطن، وفضلوا الانتقال إلى مجال المحاماة ليجمع بين حاجتين حاجته للمال وحاجته لعدن، لأنه لايقوى على فراقها، ومن أجلها اعتذر عن محاولات قدمها عدد من أفراد أسرته بعرض فرص عمل عليه في الخارج». يسترسل الدكتور شوطح: «وبعد الوحدة عمل- أي وجيه- لفترة في المحاماة في صنعاء، ثم عين وكيلا مساعدا في وزارة الشؤون القانونية ونتيجة لعشقه الأزلي لعدن لم يستطع فراقها، فعاد إليها». وجيه يلقى ربه في يوم صيامه انتقل الطيب الذكر وجيه عبدالمجيد لقمان إلى جوار ربه صباح الخميس 3 أبريل 2008 عن عمر ناهز الرابعة والستين عاما، ويفيد الدكتور شوطح بأن الوفاة نتجت عن أزمة قلبية تعرض لها في وقت متأخر من مساء الأربعاء بعد أن تناول السحور، وأعلن عن نيته صيام الخميس الذي اعتاد وجيه صيامه «منذ فترة ليست بقصيرة». تساءل الدكتور شوطح في خاتمة المقال عن الراتب المالي الفعلي للقضاة وكوادر النيابة العامة ورجال الأمن الذين درسوا على يديه علم القانون الجنائي في معهد الحقوق، ويختتم تساؤله: «هل يعقل أن يكون راتب هذا الكادر القانوني القدير سبعة وعشرين ألفا وخمسة ريالات؟!!». لم يمت وجيه لقمان محروما من المعاش العادل وحسب، بل ومحروما من كل امتيازات الوظيفة العامة، مات محروما من الأرض والسيارة، فصعدت روحه إلى بارئها شاكية له ظلم العباد.. رحم الله آل لقمان كافة (أمواتا وأحياءً)!. المصدر صحيفة الايام العدد 5558 الاحد 16 - 11 - 2008 [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:49 PM.