الإنسان أهم من الوحده والوحده والنظام لا يجتمعان

[اسدالجنوب]

يقول الله عز وجل "وكرمنا بني ادم"...وفي حديث نبوي مفادها أن هدر دم مسلم أعظم من عند الله هدم كعبته الشريفة ...والكعبة هي اكبر مقدساتنا الإسلامية لكن دم المسلم أغلى واهم عند الله.........فأين الوحده من الكعبة الشريفة؟ وهل الوحده أغلى من كرامة و دم مواطن يمني وان كان كذلك فهل الوحده أقدس من الكعبة..؟؟ بطبع لا ....!!!

لا أدعو إلى الانفصال وإنما لوضع الأشياء في أماكنها حسب أهميتها ,وهو إن حياة الإنسان هي أهم شيء وما يأتي بعده يجب أن تكون مسخرة لمنفعته لا لضرره ,وهكذا سخر الله للإنسان هذة الأرض من نعم لا تحصى من أنعام وثمار و أشجار في منفعته وليس العكس وعلى هذا الأساس نعرف ما هو الأهم ولمن تسخر الأشياء لمصلحته ومنفعته.....فإذن, الوحده يجب أن تكون مسخرة في منفعة الإنسان اليمني وعلى هذا الأساس يجب أن تكون قائمة أما إذا أصبحت في منفعة الأسرة الحاكمة وانحرفت عن مسارها التي وجدت من أجله فينبغي هنا إما تصحيح مسارها وهذا لا يكون إلا بأيمان كامل من جميع الشعب اليمني ليس فقط في جنوبه وإنما في شماله وغربه وشرقه بان مسارها قد انحرف ولا بد من مواجهة المتسببين في انحرافها لإنقاذها وهذا لا يكون إلا بإختلاع هذا النظام المنتفع الوحيد من الوحده وسبلته الطويلة الممتدة إلى أو سار القبيلة التي تعيق قيام دولة الوحده ...



أما إذا لم يعترف جميع الشعب اليمني بأن مسار الوحده قد انحرفت بسبب وجود هذا النظام الحاكم ولم تتوحد صفوفهم في إنقاذ الوحده اليمنية ولا يتحرك فقط سوى الطرف الأخر الذي اتحد وهو جنوب اليمن...فإذن من حق الطرف المتضرر أن يفض هذة الوحدة طالما لم تأتي لمنفعته و إنما جاءت لمنفعة الأسرة الحاكمة ولا يجنى منها سوى الضرر...وهنا يحصل الإنفصال طالما يتحرك طرف واحد يعترض على فساد حكم هذا النظام والطرف الأخر صامت لا يعترض .....



المناداة بحب الوحده وحدها لا تنفع إذا كان لا يوجد فعل حقيقي لإنقاذها وبناء البيئة المناسبة لها لتزدهر وتسب في منفعة الشعب جميعاً تحت سماء دولة وحده ينعم بها شعبها...والأهم من هذا معرفة العدو الحقيقي للوحدة ,فليس الانفصال هو عدو الوحده و إنما الذي خلق الأسباب الحقيقية لطلب الانفصال ,وهو من يستخدم قوة الجيش لمواجهة شعب أعزل ويعتقل قياداتهم ومحاصرة الجامعات و ترعيب الطلبة والأطفال,وتجويعهم و إقصائهم من المواطنة ونهب ثرواتهم ,فهذا هو العدو الحقيقي للوحدة اليمنية ,لأنه ببساطة يدفع الطرف المتحد أن يندم على اليوم الذي سلم دولته لتصبح مزرعة وضيعة لأسرة الرئيس وبطانته ...... فلما نغضب عندما نرى من يطالب بالانفصال ...!! هل ننظر إلى العواقب أم إلى الأسباب التي أوصلتهم إلى هذة المرحلة ...!!



إن شعب جنوب اليمن لم يستفد من منجز الوحده الذي انحرف عن مساره من وقتاً مبكر على ميلاده,فلم يزده سوى حكم فاسد وفوضى ورشوة وقات ونهب ثرواتهم أمام أعيونهم مما يدفع الكثير منهم إلى الترحم بأيام الحزب الاشتراكي الذي كان فيه نظام صارم رغم مساؤه إلا أن الجميع كانوا سواسية لا ابن فلان على رأسه ريش حمره يسوق سيارة البورش لان أبوه نصاب حكومي ولا ذاك المسئول اغتنى فجأة منذ أن تولى منصب حكومي...أما وضعهم قبل ذلك فأرجو قراءة رابط هذا المقال لدكتور محمد عبدالملك المتوكل" قراءة خاطئة وقرار خاطئ " الذي سيغني عني الشرح الطويل : [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



إذن, على ماذا يتمسكون بالوحده طالما لم تصب في منفعتهم ....وعلى ماذا نلومهم إذا طلبوا فض هذة الوحده ...؟ فهم لم يجدوا بقية الشعب اليمني يعترض على أفعال هذا النظام الفاسد في الوقت الذي يفترض فيه أن يطالب جميع الشعب اليمني في جميع أرجاءه الذي عان الفقر والجهل المركب والمرض المستفحل في رحيل هذا النظام من اجل أن تبقى الوحده اليمنية لبناء الدولة لها ..ولكن مع الأسف, تجد الغالبية من أبناء الشعب اليمني يريد بقاء هذا النظام مع أن بقاءه تعنى انتهاء الوحده اليمنية ....فأيهما يريد الشعب اليمني ...الوحده اليمنية أم بقاء هذا النظام ...لأن الاثنان لا يجتمعان في مكان واحد كالشيطان والملائكة....

لا احد ينكر بان الرئيس حقق بالفعل الوحده وهو منجز شعب حقيقي ولكن ليس لوحده و إنما بفضل الوحدوي علي سالم البيض رئيس شطر الجنوب سابقاً ونائبه لدولة الوحده الذي تنازل عن كرسي الرئاسة من اجل إقامة دولة الوحده وهو الأمر الذي كان من المستحيل أن يقوم به الرئيس صالح,ومع الأسف لم يحافظ الرئيس صالح على بقاء أعمدة الوحده التي كانت مولود جديد وفرحة الشعبين حيث دمرها مع حرب 94 التي ذهب ضحاياه الكثير فضلاً عن ذُل اعز قومها وتكفيرهم ,حتى أحذية النساء وملابسهم أصبحت غنائم للجيش فما بالك بالأرض التي نهبت وتنهب بالفدادين إلى اللحظة فضلاً عن الجرح الغائر في قلوب الجنوبيين إلى اللحظة من آثار هذة الحرب..

الرئيس صالح بنا البيئة التي تقتل الوحده اليمنية طيلة ال17 عاماً التي مضت بكفاح مستميت في توزيع حكم البلاد والثروات بينه وبين أسرته والقبيلة ,حكومة برئاسته+جيش برئاسة على محسن الأحمر وابنه+قبيلة بقيادة بيت الأحمر وهي المقومات الحقيقة في ذبح دولة الوحده اليمنية ....وهي الآن في موت سريري......ولم يبقى منها سوى شعار وعلم وارض ,أما وحده الشعبين فقد بدأت الفترة الماضية بالتلاشي واتساع رقعة من يرفضها في جنوب اليمن, وهنا تكمن الكارثة الحقيقة وهو إذا رفض الطرف الأخر في الاستمرار في هذة الوحده فلا هناك قوة في الأرض تجبره في البقاء فيها ,لأن الوحده بالتراضي وليس بالإجبار....وكم أرجو أن لا تكون قد وصلت قناعة إخوتنا في جنوب اليمن بالانفصال كحل نهائي.

ومن هنا أتوجه لبقية إخواننا الشعب اليمني في شماله أن يصحوا من سباتهم وينقذوا الوحده اليمنية الذي ينادون بها قبل فوات الأوان ويقوموا بمسيرات سلميه تطالب برحيل هذا النظام الذي يقتل أخر أمل في الوحده اليمنية في قلوب اخوانتا في الجنوب...فلو ماتت فلا أمل مرجو من استمرار الوحده لأنهم الطرف المهم من الوحده.

فالتحرك الشمالي الآن أصبح حاجة ملحة ومطلب وطني ودليل على تمسكهم بالوحده مع الجنوب وليس بالكلام والشعارات التي يُحفظها لهم النظام "الوحده أو الموت".ولا بالقوة وعلية يجب أن نقتنع بأن وحدتنا هي مع الشعب الجنوبي وبرضى منه وليس فقط مع أرضة , وحده الإنسان قبل الأرض ,ومن أجله يتم توحيد المصالح بين الشعب الجنوبي والشمالي في إزاحة هذا النظام الفساد في مطالبته بالرحيل عبر مسيرات سلمية متواصلة وتضييق الخناق على شلته المستفيدة من بقاءه.أما إذا رسخ في الأذهان وحده الأرض قبل وحده الإنسان ,فهذه لا تكون وحده وإنما احتلال , لأن لأرض الجنوب شعبه وهم أصحابها فكيف نقبل بوحدة مع أرضهم قبل الوحده معهم...!!!

وحتى يتحقق ذلك لا بد للمعارضة في شمال اليمن واخص باللقاء المشترك أن يحرك الشارع الشمالي ويستفيدوا من الحراك الجنوبي لإنقاذ الوحده ولكن أن يبتعدوا من المعارضة المزيفة التي تسعى لمصالحها وهم أسرة بيت الأحمر رمز القبيلة والمعيق الحقيقي لقيام دولة المؤسسات ,فالمصلحة الوطنية تستدعي من التخلص من دعاة المصالح الشخصية وهم من يدعمون الفساد ......

الدور اليوم على أبناء شمال اليمن وأن يحددوا مع من يريدون الوحده ...مع الجنوب أم مع الموت(النظام الحاكم).....؟؟



ملاحظة:

المقال غير قابل للتأويل وتحريفه عن القصد المنشود منه....أرجو من قراءته بدون انفعال..