القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
الجنوب بين استعمارين
ظن نظام صنعاء أن الأمور ستسير كما خطط لها ، بعد أن نجح ذلك النظام بالالتفاف على اتفاقيات الوحدة اليمنية، التي بنيت على أسس سلمية ،ونجح بالقضاء على المشروع الوحدوي حين أطلق عليه رصاصة الغدر الأخيرة يوم 7/7/1994م.غير أن ذلك لم يتم .
لم يعد بوسع ذلك النظام ألا أن يعترف، صراحة، بقضية الجنوب التي حاول فترة من الزمن إخفاءها،بعد أن حوّل المشروع الوحدوي العظيم إلى مشروع استعماري جديد متخلف.وهذا المشروع الاستعماري بدوره ولّد الحراك السلمي في مناطق الجنوب.فلا يريد الجنوبيون من حراكهم هذا سوى حقوقهم التي صادرتها قوى الاستعمار الجديد يوم 7/7 وما بعد ذلك اليوم الأسود. كثيرة هي الأيام السوداء في تاريخنا ، إلا أن 7/7 يبقى أشدها سواداً، وأكثرها مرارة،وأكبرها تعسفاً، فما الفرق إذاً بين تاريخي 19/1/1839م و7/7/1994م؟؟؟؟ فالأول تاريخ الاحتلال الإنجليزي لعدن، والثاني تاريخ الاحتلال ( اليمني )!! فممارسات قوات الاحتلال اليمني، جعلت أبناء الجنوب يترحمون على أيام الاستعمار الإنجليزي، ولسان حالهم يردد ما قاله الشاعر : رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه. لسنا نبالغ إذا قلنا إن الاستعمار الإنجليزي كان استعماراً (متحضراً)، فقد نقل عدن من منطقة ساحلية بسيطة متخلفة إلى مدينة عصرية حديثة، بمبانيها الجديدة ،ومدنها المخططة،وخدماتها العامة من مياه وكهرباء وطرق مواصلات، وأقام فيها الميناء الشهير ومطارها الدولي، وعلم الناس الديمقراطية وحب القانون والنظام ، وأسّس الصحافة ... أما الاستعمار (اليمني) فهو استعمار ( متخلف )، فأصحابه لم يبلغوا بعد عصرنا الحديث فهم ما زالوا يعيشون بعقليات وأساليب القرون الوسطى.غير أنهم كانوا حريصين على تحقيق هدف من أهداف ثورتهم المتمثل بالقضاء على مخلفات الاستعمار، بل أضافوا إلى ذلك الهدف ومخلفات الدولة التي قامت على انقاض الاستعمار( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ). ولأنهم حريصون على تحقيق ذلك الهدف فقد أعادوا عدن إلى ما كانت علية قبل 100 سنة، أعادوها قرية متواضعة ، فباعوا ميناءها ، وأوقفوا مطارها ، وهمشوا إنسانها وكل أبناء الجنوب ، ونهبوا مؤسساتها ، ودمروا مصانعها .... مناضلو وثوار الجنوب الذين فجروا ثورة الجنوب (14أكتوبر) وصنعوا الاستقلال (30 نوفمبر)، ووحدوا 23 سلطنة ومشيخة تحت مظلة دولة واحدة،تخضع للقانون وتحتكم للنظام ، لم يدر بخلدهم يوماً أنهم يحررون الجنوب من استعمار متحضر ليأتي بعد عقدين ونيف من الزمان استعمار متخلف بغيض، ولو علموا ذلك لكان بقاء الإنجليز أهون من الاستعمار (اليمني) . 7/7 يوم أسود يعني لأبناء الجنوب اغتيال حلم ،ونهاية وحدة، فالظلم الذي وقع عليهم لم يأت من استعمار أجنبي ، بل جاء الظلم من بني جلدتهم ، وفيهم صدق الشاعر حين قال : وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة على المرء من وقع الحسام المهندِ لقد نظر الجنوبيون للقادمين على ظهور دباباتهم نظرتهم للغزاة الطامعين بخيراتهم، وتيقنوا أن أولئك الغزاة لم يأتوا لتوطيد الوحدة كما يدّعون، بل وصلوا لدفنها. لقد صدّق الغزاة أنهم يعيدون (الفرع إلى الأصل)، وهم يعلمون أننا دولتان (جنوب/شمال)، فلم تعرف هذه المساحة الجغرافية أصلاً ولا فرعاً، فأي أصل وأي فرع يتحدثون عنه ؟؟!!! وهل من المعقول أن يكون الفرع أكبر من الأصل ؟؟!! ثم هل من المعقول أن الفرع يغذي الأصل ؟؟!! من الواضح أن نظام صنعاء لا يقرأ التاريخ ، ولم يدرك ذلك النظام أن أبناء الجنوب لم / ولن يقبلوا التهميش والظلم عبر تاريخهم ، فهم من صدّ الاستعمار البرتغالي ، وهم من طرد الاستعمار الإنجليزي، وها نحن نرى كيف يقاوم أبناء الجنوب الظلم الواقع عليهم من الاستعمار (اليمني)!!. ما يثير الغرابة هذه الأيام أن بعض ( إخواننا ) في الشمال يتحدثون عن الظلم الواقع على بعض مناطق ( جنوب الشمال )، فقد قرأت لكاتب من تلك المناطق قوله بالحرف إذا كان الجنوبيون يعتقدون أنهم محتلون من 13 عاماً ، فنحن محتلون من 30 عاماً ...).وإنني أتساءل هنا : لماذا لا يتحرك هؤلاء طوال هذه الفترة ؟؟ ونقول لهم : عليكم أن تحذوا حذو أبناء الجنوب، وعليكم أن تتعلموا من الجنوبيين كيف يجب مقارعة الظالمين ، وكيف يجب المطالبة بالحقوق. لقد قال الجنوبيون ( لا ) للاستعمار البرتغالي، و قال الجنوبيون ( لا ) للاستعمار الإنجليزي، وقالوا ( لا ) للاستعمار (اليمني). وليس إمام نظام صنعاء إلا أن يدرك هذه الـ ( لا )،لأنها صرخة شعب تواق إلى الحرية، سلاحه الإرادة والإيمان الكبير بقضيته ، وسيطاب بحقوقه دون ملل أو خوف، قال الجنوبيون ( لا ) وهم موحدون، متصالحون ، متسامحون ، تركوا الماضي ليفكروا بالمستقبل وينطلقوا إليه. وهذه الـ ( لا ) التي أطلقها الجنوبيون ستستمر حتى تصبح ألف ( لا ) ، وحتى يتحقق (الحلم) المنشود. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 10:41 AM.