الجواب على قاعدة الاصل والفرع وفق منظور القحطانيين والعدنانيين للجنوب

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم

القارىء لانتفاضة الجنوبيين السلمية والتي بدأت باعتصامات المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين في المحافظات الجنوبية ومع ما قد يتخللها من الفاظ قد توحي بالنزعه الجهوية سوى ان المنصف لايمكن ان يقتنع اه هؤلاء الوحدويين من ابناء واهل الجنوب مقتنعين بمثل هكذا نزعة جهوية ...ولكن قد يحلو لي اعادة ذلك الى ان ثمة فروقات غريزية تقتضي الاختلاف بين الشماليين والجنوبيين عند النظر للنصوص النقليه والعقلية لم يراعيها اخواننا الشماليين في اخوانهم الجنوبيين منها وليس حصر القاعدة التي يتحدث عنها اخواننا الشماليين –قاعدة الاصل والفرع
وهذا المنطق الذي يتحدث عنها اخواننا الشماليين بما فيهم السيد الرئيس يستند الى

ان اليمن هي سبأ وحمير وان سبأ هو الاصل وحمير هو الفرع ..وبالتالي فان انضمام اليمن الجنوبي او الجنوب العربي كما يحلو للبعض ان يصفه باعتبار الغلبة للصبغة العربية في اهله انما هو عودة حمير الفرع الى سبأ الاصل تماما مثلما انضم الجزء الاول من حمير – كجزء من اليمن - ..ولهذا لما هاجر اخواننا الشماليين في بدايات المائة السنه التي مضت 1901-1950م وكان اغلبهم من بلاد حمير ..تعاملوا مع الجنوبيين على انهم الانصار الذين سيأوونهم وسينصرونهم لينتصروا على سبأ 0- اليمن الاعلى- ولعل في تكنيات عبدالفتاح اسماعيل بذيزن الحميري..وبعث تاريخ حمير في بلاد الجنوب من المهاجرين الذين جاءؤنا من الشمال لهو خير دليل على انهم كانوا يرون في انفسهم المهاجرين وان الجنوبيين هم الانصار الذين سيساعدونهم على السبأيين من اهل اليمن الاعلى وفق منظورهم ..فادخلوا ابناء الجنوب في صراع مع الشمال لم يكن له تبرير سوى ان اخواننا يريدون ان ينقلوا التناقض والصراع الحاصل معهم في الشمال لنكون نحن مادته....واليوم ومع الفتح الحاصل في 94م تعامل معنا اخواننا الشماليين في الحزب الحاكم وفق منظور الفاطميين الباكنيين المتوغلين في اجهزة الجكومة على اننا حمير ويجب ان ينظم الاصل الى الفرع ...
وهؤلاء كلهم يجاب عليهم ان السبأية والحميرية وفق عقيدة اهل السنه والجماعة للمراد الكوني والذي يحتمل الخير والشر والصلاح والفساد والخبيث والطيب قد تكون سبأية محمودة او مذمومة وكذلك الحميرية قد تكون حميرية محمودة او مذمومة لتعلقها بالمراد الكوني ويصبح ان نسبة المحمودية والمذمومية بقدر نفوذ صبغة المراد الديني – الكتاب والسنه والعثرة- في هذه السبأية وهذه الحميرية
لقد اعتبرنا اخواننا الشماليين دائما على اننا فرع لاصل دائما وابدا ..وبذلك تكون فكرة الجنوب العربي والذي احيتها بريطانيا في الجنوبيين وفق منظور بعض القرشيين من اهل البيت والامويين على اعتبار ان اهل الجنوب هم عرب وليسوا يمنيين هؤلاء القرشيين والذين هاجروا من شمال الجزيرة العربية ابان حملات استهدافهم من العرب القرشيين حال الصرع فيما بينهم البين ومن العجم اعتبروا ان الجنوب هم ليسوا يمنيين وتعاملوا ايضا مع القحطانيين من اهل الجنوب على اساس انهم الانصار الذين سيعيدونهم الى مكة والمدينه مثلما تعامل معهم اخوانهم الذين هاجروا من الشمال ..فاصبح اهل الجنوب اليمني والعربي متذبذبين بين منظورين
منظور يجعلهم دائما فرع في الجنوب اليمني لاصل في الشمال اليمني وبين منظور يجعلهم اصل في الجنوب العربي دون ان يكون له فرع في الشمال العربي – اليمن الشمالي- ..وهكذا نجد ان الامر برنته انما يمثل صراعا بين ايديولوجيات الابناء لبيوتات الملك والنبوة في ال ابراهيم وال محمد عليهم الصلاة والسلام عبر بيوتات القرشيين الهاشميين والامويين والعباشيين وبيوتات اليعقوبيين عبر بيوتات السليمانين واليوسفيين والهاورونيين ..الخ ..واقصي من ذلك بيوتات الملك والحكمة القحطانية الحميرية والسبأية ..
وهو ما يجب معرفته وتفهمه .ان ثمة ايديولوجيات لبيوتات النبوة والملك عبر الابناء تظهر تارة باحياء النزعة السبأية وتارة باحياء النزعة الحميرية وتارة باحياء النزعة القحطانية وتارة باحياء النزعة العدنانية وتارة واخيرا باحياء النزعة الجهوية – الشمال , الجنوب- كما هو حاصل اليوم
ونحن ننظر الى المسألة بعين الانصاف ومحاولة التجرد من الولوج في هذه النزعات مقدرين المصالح والمفاسد والشيئات والحسنات مستعينين بالله تعالى ومستهدين بنوره جلى وعلى ..فنقول ان الاصل لايظل اصلا والفرع لايظل فرعا ابدا وازلا ..فقد كان ابراهيم عليه الصلاة والسلام اصلا ثم لما ابتعث الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم صار الاصل في شرعته ومنهاجه عليه الصلاة والسلام وبقي الاصل في ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام ..والاحاديث الدالة على ان قريش هي الاصل في الحكم كقول النبي صلى الله عليه وسلم
الخلافة في قريش من نازعهم كبه الله في النار على وجهه
يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش
توحي بان الاصل يظل مطلقا في قريش ..ولما غلى وتنطع البعض لمثل هكذا نصوص لم يكتفي بحصر الخلافة في قريش وانما حصرها في بني هاشم واعتبر ان أي حكم في غير بني هاشم لايمتلك الصفة الشرعية ..ولكن التاريخ يبين ان ثمة خلافات اسلامية من غير قريش تكونت واعتز بها الاسلام ولعل الحاضر منها نموذج المملكة العربية السعودية والذين هم - اي ال سعود- ليسوا من قريش ولكن الله تعالى احيا بهم من الدين الصحيح والتوحيد ما يظهر بجلاء انه يستحق الاحترام والتقدير...فيجب ان يتطور مفهوم اخواننا الشماليين واخواننا القرشيين من اهل البيت والامويين لمفهوم الاصل والفرع..والذي اراه ان اليمن الجنوبي واهل اليمن الجنوبي فيما اعلم انهم من يمثل اليوم الاصل ..هذا ما ادركه الذين على غير ملتنا من الانجليز والامريكان حينما ناصحوا الحكومة اليمنية بتولية الجنوبيين الحكم ومنحهم كافة الصلاحيات لادارة البلاد ...ولكن اخواننا الشماليين اتهموا الغربيين بالغباء واتهموننا بالفشل والعجز...وهم لايعلمون ان الوضع الذي يفرضونه سلوكيا ونمطيا في حياة الناس مما لاشك فيه انه هو المساعد اصلا في بروزهم وهو وضع الفوضوية والتلازم الجبري بين الصلاح والفساد – ولم يجعل الجنوبيين ان يبرزوا في مثل هكذا وضع فوضوي ارتجالي
ان الحاجة ماسة للاستفادة اولا من تجارب حاضرة ناجحة كونيا كبريطانيا وتجارب حاضرة ناجحة كونيا وشرعيا كالمملكة العربية السعودية