قائمة الشرف



العودة   منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار > قسم المنتديات الأخبارية و السياسية > المنتدى السياسي

القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الأثنين القادم فعالية تأبين كبرى لـ«فقيد» الوطن اللواء د عبدالله أحمد الحالمي في عدن (الكاتـب : nsr - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6071 - الوقت: 12:13 AM - التاريخ: 07-04-2024)           »          الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19909 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9932 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 16188 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9608 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9575 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9611 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9241 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9610 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9517 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-29-2006, 02:02 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 662
افتراضي اليمن وديمقراطيةٌ كريهةُ الرائحة!

.. اليمن وديمقراطيةٌ كريهةُ الرائحة!
29/01/2006 نيوزيمن- نيويورك، صادق المولد *

الوحدة اليمنية أشبه بـ"إتحاد العمال" ، حيث يغادر كل شخص إلى منزله في أخر النهار، فقد ظلت السيطرة للنخبة الشمالية على الشمال، والنخبة الجنوبية على الجنوب



سيقف الكثيرون ليخبروك أن مجمل ما سأكتب عنه هنا، هي مواقف سياسية مدروسة بحنكة، تحكمها التجربة الديمقراطية اليمنية الفذة!
ولا تصدق –عافاك الله من وسواس ساسة اليمن- من هذا الهراء شئياً.
فليس في اليمن شئ أسمه مدروس- كما قالت شخصية عليا في لحظة صفا وصدق مع النفس – بل أن أغلب القرارات التنفيذية هي "تصنيفات قات".
ولاعجب والحال ذاك، أن البلد –كما يعرف القاصي والداني- على كف عفريت تسير بالبركة ومقبلة، كما تشير الدراسات والتقارير الدولية، على انهيار كلي ما لم تحدث معجزة صحوة ضمير، وهو المستبعد في ظل هذه الإنانية والإنتهازية السياسيتين اللتين طفتا على المشهد السياسي اليمني في العقدين الأخرين.
أما هذه "الديمقراطية اليمنية" فالله أعلم أين تكون في ملكوته، فنحن نسمع عنها ولا نراها، فهي بذلك كالجن – وللجن والسياسة في اليمن أخباراً تروى، وما أحمد يا جناه عنا ببعيد دهر. المهم يا سادة يا كرام ..أقول أن ليس في هذا المصطلح الأجوف (الديمقراطية اليمنية) ما يمكن الإتفاق معه إلاتوصيف "اليمنية". . والمعنى، لمن قصر فهمه، أنها من المستحيلات التي إن حدثت لا تحدث إلا في اليمن!
والحقيقة أن كل ما أنفقت من سنوات عمري لم يشفع لي في فهم –أكاديمياً على الأقل– مسار هذه الديمقراطية العجيبة بغرابة مواقفها، وهو الأمر الذي أوصلني إلى نتجة تتأكد لي يوماً بعد آخر، مؤداها أن الوضع السياسي في اليمن ملوث.
وهذه ليست تهم تلقى جزافاً، فالمتأمل في التاريخ اليمني الحديث لا يمكن إلا أن يصل لنفس النتيجة.
فبإلقاء نظرة سريعة على أهم منعطفات السياسية اليمنية، يمكن للفرد –بدون الحاجة لنبوغ حاد– أن يدرك أبعاد هذا الموقف بكامله. ولنبدء بما بعد الوحدة، على اعتبار أن الوحدة جبّت ما قبلها، وأن الوطن فتح بها صفحة جديدة. إلا أن وبمجرد مرور أقل من عامين فقط على تلك الوحدة، أدرك الجميع أن الوحدة لم تكن سوى ما يشبه "إتحاد العمال"، حيث يغادر كل شخص إلى منزله في أخر النهار.
صحيح أن أبناء الوطن تنقلوا بين ربوعه بدون نقاط تفتيش شطرية، وصحيح أن العلم صار واحداً، وأن النشيد الوطني صار واحداً.. وحتى هلال رمضان صار واحداً أيضاً بقدرة قادر، إلا أننا –فيما خلا تلك السطحيات- لم نتملك من مقومات الوحدة شيئاً.
فالنخبة الشمالية ظلت هي المسيطرة فعلياً على المناطق الشمالية، وصاحبة الدور الأبرز فيها، والنخبة الجنوبية ظلت كذلك هي المسيطرة فعلياً على المناطق الجنوبية، وصاحبة الدورالتعديلات الدستورية في اليمن نكتة حامضةأكثر منها فعل سياسي رصين



الأبرز فيها.
وكان الجديد في الموقف هو إدخال أرقام جديدة إلى المعادلة السياسية. فدفع المؤتمر بحزب الإصلاح إلى الواجهة السياسية كحليف لليوم الأسود (من باب جني تعرفه) و ككرت سياسي ناجح، نظراً لشعبية التيار الإسلامي الذي مثله الإصلاح دون منازع. هذا على الرغم من أن الإصلاح لم يكن يحلم مجرد الحلم بالمشاركة السياسية في دولة ما قبل الوحدة، حيث كان المؤتمر فيها هوالحزب والحكومة والجيش وحتى "مكنس الشوارع" ، بينما أقتصر دور الإصلاح –حسب تصريحاته- على الإرشاد والتثقيف والتربية (!!!) في إنتظار الفرصة المواتية.
وعلى حساب الورقة العلمانية للإشتراكي، دخلت أحزاب علمانية أخرى "كحليف لليوم الأسود" أيضاً كالتجمع الناصري، الذي حاول الإنقلاب على نظام علي صالح بعد ثلاثة أشهر من توليه الرئاسة!
وأدى توازن معادلة القوى التي كان المؤتمر والإشتراكي هما طرفي النقيض فيها إلى وجود مساحات واسعة من الحرية السياسية، مما أنعش الحراك الديمقراطي للبلد بشكل عام.
ومع أول أنتخابات في ظل دولة الوحدة، أثبت طرفي المعادلة عدم قدرتهما على التخلي عن ميراث الممارسات السابقة، وعدم قدرتهما الممارسة السياسية النزيهة، وبالتالي عدم القدرةخسر البرلمان اليمني ياسين سعيد نعمان، وبعد كل هذه الأعوام من رئاسة مجلس النواب، لايبدوا أن الشيخ الأحمر حصد أكثر من تطاول الفكاهيون وسليطو الألسن عليه، مع ما له من مكانة عظيمة



تحمل الخسارة السياسية في معركة إنتخابية شريفة. فكان أن ظهر الحنق والعند الطفولي على الساحة.
حاول أبناء الوطن جميعاً تجاهل بوادر التأزم العميق بين شريكي الوحدة، من باب أن "الفيل في الغرفة ولا رغبة لأحد بالتحدث عنه"، ربما كان مؤدى هذا التجاهل هو الخوف من فقدان هذا الحلم الجميل، الذي وجده اليمنيون بين أيديهم فيما شابه ضربة الحظ لا أكثر.
إلا أن دمامل صراع المصالح –الشخصية جداً كما قلنا– كانت أكثر تأزماً مما يمكن تحمله أو تجاهله، فتفجرت حرباً وخراباً وإهلاكاً للحرث والنسل لشعب مسكين لم يكن له في هذا كله ناقة ولا حتى دجاجة.. وكانت حرب 94 الأهلية.
في بدايتها لم يستطع أحد أن يجزم من صاحب الحق في حرب كانت فعلاً بلا قضية.
ثم كان خطأ الأشتراكيين الأعظم بإعلانهم الإنفصال. وبرغم وجود تعاطف كبير معهم في الشمال، على اعتبار أنهم جاءوا بوجوه جديدة وبلغة سياسية جديدة، جذبت إليها الكثير من أبناء المناطق الشمالية ممن أراد الخروج من قوقعة المؤتمر و دولة العسكر و شيوخ القبائل.
أقول بأن ذلك الخطأ الفادح قلب كل موازين الحرب، وبين عشية و ضحاها ولدت القضية، وضعفت موجة التعاطف مع الاشتراكيين، لصعوبة ابتلاع إعلان الإنفصال. وأنتهت الحرب بعد ما يقارب الشهرين.. لتظهر على الأرض معطيات جديدة.
مع إنتهاء الحرب، كانت هناك هزيمة وإنتصار في وطن واحد. في البداية كان شعور الغالبية بأن الإنتصار كان للوحدة وللوطن الواحد، ولكن سوء التحكم في دفة ذلك النصر، حول ذلك إلىمجلس النواب لا يمثل في أحسن أحواله إلا النخبه السياسية نفسها! وللشعب رب كريم!!



شعور بأن النصر كان للمؤتمر وقوقعته القديمة. وهو شعور على غرابته، سرعان ما تجسد على أرض الواقع.
وما تلى ذلك كان إنقلاباً على واقع الوحدة بكل المقاييس.
فهروب "زمرة الإنفصال" إلى الخارج خلق حالة من الفراغ الدستوري في البلاد. وبدلاً من أن يقوم رئيس الدولة بملئ ذلك الفراغ، بأن يبدل تلك العناصر بعناصر "وحدوية" في مجلس الرئاسة مثلا، والمحافظة –ولو من باب التكتيك السياسي– على هيكلية دولة الوحدة، إلا أنه لسبب ما –ربما بحسابات النصر العسكري- تجاهل الأمر تماماً لتعيش البلاد فراغاً دستورياً حقيقاً حتى انتخابات 97. ومع تلك الإنتخابات كان هناك إنقلاب شبه كلي على دولة الوحدة وزملاء معركة الوحدة كذلك بعد أن إنتهى دورهم.
التعديلات الدستورية، وما أكثرها حتى ليظن المرء أن هناك دستوراً جديداً كل خمسة أعوام، نقول أن هذه التعديلات الدستورية جاءت "نكتة حامضة" – كما يقول اليمنيون - أكثر منها فعل سياسي رصين. فمع قرب إنتهاء الفترة الثانية والأخيرة لرئيس الجمهورية حسب دستور دولة الوحدة، تم إخراج تعديلات جديدة تحدد فترة الرئاسة بمدة جديدة ولفترتين، ابتداء من تأريخه، وعند اقتراب هذه الفترتين من نهايتها، يتم إخراج تعديلات دستورية جديدة تحدد مدة زمنية للرئاسة وتحددها بفترتين (ومرة أخرى) من تأريخه .. وهلم جرا إلى يوم القيامة.
على مستوى الحياة البرلمانية، خسر البرلمان اليمني د. ياسين سعيد نعمان، وهو رجل كسب إحترام الجميع أصدقاء وأعداء على السواء لما تمتع به من قدره على إدارة دفة المجلس، والسير به في مرحلة حرجة من تأريخ الوطن وهي مرحلة ما بعد الوحدةلرئيس حزب الإصلاح أبناء في المؤتمر الذي لم ترعى دائرته الإعلامية للشيخ وقاراً حينما إنهالت عليه -بوعز واعز ربك العليم به– إهانات لا يصح أن تقال لرجل في سنه، ناهيك عن مقامه



التي كان الشك فيها والتوجس هما القاعدة. ومع ما للشيخ عبدالله حسين الأحمر من مكانة قبلية عظيمة، إلا أني رجوت أن يربؤا به وبتاريخه السياسي. غير أنه وللأسف تم الزج به في رئاسة مجلس النواب في مثل ما يشبه النكاية به..
وبعد كل هذه الأعوام من رئاسة مجلس النواب، لايبدوا أن الرجل حصد أكثر من تطاول الفكاهيون وسليطو الألسن عليه. وهو مالم يكن المرء يرجوه لمثله.
من ناحية أخرى، أستطاع المؤتمر في إنتخابات 97 الحصول على الأغلبية "المريحة". وكان لتلك الإنتخابات من الإفرازات السياسية كريهة الرائحة الشئ الكثير. فالمجلس تحول من مجلس لممثلي الشعب اليمني، وهو ما يعني نخبته العلمية والفكرية والثقافية، إلى مجلس للشيوخ وكبار القادة العسكريين والمقاولين والتجار وأبناء هذه الطوائف جميعها، والتي تمثل فيما تمثله نخبة المؤتمر الحاكمة.
وعلى الرغم من مرور ما يقارب العشرة أعوام على تلك الانتخابات، إلا أن واقع المجلس اليوم ليس بأفضل حالاً منه حينها.
فتاريخ المجلس ملئ بالمفارقات والغرائب. فالشيخ عبدالله الأحمر رئيس المجلس، محاطاً بمجموعة من الوجوه البالية التي لايعود رجل بعمري بذاكرته إلى الوراء إلا سمع لإسمائها طنيناً لقدم وجودها على الساحة.
ناهيك عن أن في هذا المجلس الغريب أربعة من أبناء رئيسه! وهو نادرة من نوادر الدهر، وعجيبة من عجائبه. وفي حين أن رئيس المجلس هو رئيس حزب الإصلاح –كبير أحزاب المعارضة– إلا أنك تجد أحد أبناءه في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي لم ترعى دائرته الإعلامية لوالده –الشيخ عبدالله – وقاراً حينما إنهالت عليه -طبعاً بوعز واعز ربك العليم به– إهانات لا يصح أن تقال لرجل في سنه، ناهيك عن مقامه.. و من الإسلام إنزال الناس منازلهم.
وهنا أجد من الضروري أن أسجل موقفاً من حقيقة الديمقراطية اليمنية هذه. فللحقيقة أن لدي مشكلة كبيرة في تصديق أن "الشيخ حسين" - قد إنضم للمؤتمر كعضو في كتلته البرلمانية- بدلاً عن الإنخراط في حزب والده بسبب قناعات سياسية.
فـ"الشيخ حسين" في أحدى لقاءاته الصحفية، يؤكد أن والده –وفاء الرئيس بوعده صعب، وعدم وفائه به أصعب

علي ناصر محمد

الشيخ عبدالله– يشجعه على الإستمرار في المؤتمر، برغم الهجوم عليه.
ولي تساؤل أعده وجيها في هذا الموقف: هل إلتحاق الشيخ حسين كان بإيعاز من الوالد لخلق نقطة ضغط مضادة في كتلة المؤتمر –ليس لقوة هذا الشاب السياسية وإتما لقوة والده الإجتماعية– أم أن المسألة قناعات؟ فإن كان الأمر الأول، فكيف سمح الرئيس بهذا..ونحن نعرف صراع التحجيم وكسر العظام القائم بينه وبين الشيخ عبدالله؟ وإن كان الأمر الثاني: فما هو يا ترى العيب الفاضح في الإصلاح الذي يدعو حسين إلى الإقتناع بالمؤتمر أكثر من حزب والده؟ خصوصاً وأنه من أهل البيت الإصلاحي؟.
مجلس النواب يجمع بين أعضاءه الحاليين كثير من أقرباء وأصهار و أولى علاقات إجتماعية مباشرة مع زبدة النخبة السياسية.
وهو مايعني –في جملة ما يعنيه– أن هذا المجلس لا يمثل في أحسن أحواله إلا النخبه السياسية نفسها! وللشعب رب كريم!! وهو الذي يدفع بالمرء إلى التساؤل أليس ذلك تعفناً في الممارسة الديمقراطية برائحة كريهة لا تخطئها أنف في رأس واعيه؟
منعطف آخر في الديمقراطية اليمنية، كان الانتخابات الرئاسية المباشرة الأولى، والتي أبكت الأصدقاء وأضحكت الأعداء! وتمنى الكثير لو أن الدولة وفرت الأموال ودعمت السلع التموينية لكان خيراً كثيراً. لن نقول الكثير هنا، فالجميع يعرف أن الرئيس تقريباً هو من إختار منافسه من نفس حزبه – فعلاً لله في خلقه شئون!!!
الأمر الثاني وهو ما أريد التوقف أمامه قليلاً هو موقف حزب الإصلاح. فحزب الإصلاح- بالرغم من قاعدته الشعبية الكبيرة - لم يعجز فقط عن توفير مرشح منافس للرئيس، ولكنه قام بإعلان حرب 94 أوجدت هزيمة وإنتصارا في وطن واحد. وفيما كان شعور الغالبية بأن الإنتصار كان للوحدة، فإن سوء التحكم في دفة ذلك النصر، حوله إنقلاباً على واقع الوحدة، ابتداءا من إلغاء الرئاسة الجماعية



ترشيح الرئيس، قبل أن يتم ترشيحه من قبل حزب المؤتمر نفسه– ألم أقل لكم أن لله في خلقه شئون!
ومن فضول المعرفة القول أنني لا أزال أذكر أنني يومها اتصلت بأحد المحللين المهتمين بالشأن اليمني هنا لأطلعه على موقف الإصلاح، فضاق بي الرجل ذرعاً ظناً منه أنني أتصلت به في تلك الساعة المبكرة من الصباح لأسمعه "نكتة سمجة". بطبيعة الحال كنت أتمنى لو أن الأمر كان نكتة سمجة ...لكنه لم يكن كذلك، أو على الأقل لم يرده حزب الإصلاح كذلك.
طبعاً هذا الموقف الطفولي للإصلاح لم يمر مرور الكرام أمام وعي سياسي متزايد في أوساط الشعب، فكان أن خسر قاعدة شعبية عريضة، وفقد مصداقية لم يستطع حتى اليوم إستعادتها.
و ذاك في رأيي أقل ما يستحق حزب لايحترم عقلية الفرد اليمني.
ونقفز على كثير من تباينات السياسية والديمقراطية اليمنيتين، إلى منعطف حاد جداً: هو إعلان الرئيس في يوليو من عام 2005م عن عدم ترشحه للرئاسة! طبعاً الأمر بدا كـ"مزحة ثقيلة" من الرئيس أكثر منه شئ آخرً. خصوصاً وأ ن الكثيرين لم ينسوا كلمة مثلها قالها في الإنتخابات السابقة.
إلا أن التغيرات الإقليمية والإضطراب العام على الساحة الدولية، أخرجت الإعلان من حيز "الطرافة الرئاسية" إلى حيز "الجدية الرئاسية". وسرعان ما تلقف الكتاب والمحلليين الخيوط وحاكوا منها قصائد المدح والتهليل، لهذا الرجل الذي أراد كسر النمطية العربية.
الجميع تحدث .. والجميع عقد الآمال الكبار.. والجميع أهرق الحبر الكثير على الورق الكثير في تحليلات طويلة بلا معنى.ما خطب هذه الأمة ومصطلح "الأوامر العليا"؟ ألم ينقطع الوحي بموت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم أن للسياسيين أرباباً لا نعرفهم؟




لقد شعرت بالأسى أن وضع الرئيس نفسه في هذا المأزق الكبير، الذي سيهرق فيه ماء وجهه إن هو لم يوف بما قال!
وأقول هنا أن علي ناصر محمد أصاب كبد الحقيقة عندما قال أن وفاء الرئيس بوعده صعب، وأن عدم وفائه به أصعب، وأكبرت محمد قحطان، واتزانه السياسي بموقفه المتأن من إعلان الرئيس، عندما قال في تصريح قوي عنه: أنه لم يفق بعد من صدمة الإعلان.
طبعاً الرئيس ..فاجأ الجميع في ديسمبر بقوله أن إعلانه كان لتشجيع الناس على الترشح فقط!..(طبعاً لا تعليق) غير أني أرجو أن لا يتراجع عن قراره بعدم الترشح، فهذه فرصة ذهبية له لن تعوض لصنع لحظة سياسية حقيقة، وكتابة منجز تاريخي عظيم بحق، ناهيك عن أن ذلك أجمل وأعدل في حقه وفي حق تأريخه، كما أن الرئيس مبارك ليس مثالاً يحتذى على الإطلاق... إن كان الرئيس علي صالح قد نظر إليه.
اليوم قيل أن الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام قررت (بمعنى أن المسألة حسمت) إنتخاب الشيخ عبدالله الأحمر رئيساً لمجلس النواب للعامين القادمين! أليست هذه هي الكتلة ذاتها التي ملئت الأرض نعيقاً بضرورة تغيير هيئة رئاسة المجلس؟
ما سر هذا التحول الغريب المفاجئ؟ ثم ألا نفترض بناء على قواعد العمل السياسي أن تسعى هذه الكتلة لوضع شخص من حزبها على قمة المجلس بدلاً من التأكيد على إنتخاب رئيس حزب معارض؟
أم أن المسألة مجاملات وعلاقات إجتماعية تتوج بأوامر عليا؟ ثم ما خطب هذه الأمة ومصطلح "الأوامر العليا"؟ ألم ينقطع الوحي بموت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم أن للسياسيين أرباباً لا نعرفهم؟
الحقيقة أن موقف كتلة المؤتمر هذا هزني لأمرين، الأول أنه كان بمثابة نذير شؤم في عام الإنتخابات الرئاسية هذا، مؤكداً بأن المسألة محسومة مسبقاً -كما كانت دوما- بالعلاقات والمجاملات، وأنها في جوهرها حسابات عليا فوق حسابات المواطن المسكين، الذي أصبحت قيمة الدجاجة أقصى ما يستطيع فهمه.
الأمر الثاني، أنه أكد لي –كما دائماً– أن هذه الكوميديا السوداء المسماة "الديمقراطية اليمنية" تعني – بدون تفذلك أو تنطع– أنه ليس هناك مواقف سياسية ولاهم يحزنون، وأن المسألة في اليمن تحكمها المصالح الشخصية جداً والعلاقات الإجتماعية الخاصة جداً.. والباقي لأفهامكم حفظكم الله.

* رئيس مركز الراصد الإعلامي - نيويورك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة