القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
تسجيل التاريخ وقراءته
الكلمة امانه سيحاسبنا الله عليها
التاريخ ذلك الماضى العريق المشرف الذى نتطلع إليه ونستحضره ليحفزنا لنستعيد ذلك المجد الذى كناه فى واقعنا ونكرره فى مستقبلنا أو هو ذلك الماضى المخزي المشين الذى نحرص على ألا يحدث فى واقعنا وألا يتكرر فى مستقبلنا ندرسه لنستلهم منه العبرة ونعرف كيف كنا وكيف يجب أن نكون ودراسة التاريخ وتسجيله ومحاولة تجسيده كما كان فى حقيقته هى مهمة المؤرخين والمؤرخ الحق هو من يحرص على إعادة تجسيد التاريخ بكل أمانة ودقة كما كان وينقلنا معه لنعيش الحدث واللحظة كما كانوا فعلا ولكى يفعل المؤرخ ذلك فيجب أن يتمتع بالحيادية التامة من الحدث واللحظة والمكان أي يجب ألا تكون له وجهة نظر خاصة مسبقة فى الحدث (مع أو ضد) لأنه إذا كانت له وجهة نظر مسبقة سينقلنا إلى الحدث واللحظة والمكان كما كان ينبغى أن يكونوا من وجهة نظره هو وليس كما كانوا فعلا أي انه سيكتب التاريخ ولن يسجله وللأسف قليل من المؤرخين من تمتع بتلك الحيادية حتى قيل أن التاريخ كتبه المنتصرون أي أن ما وصل إلينا هو وجهة نظر المنتصر فى الحدث وليس الحدث ذاته ولهذا رأينا التاريخ يمتلئ بالأبطال الأسطوريين المنزهين عن كل نقائص البشر والذين تتسامى صفاتهم حتى ترفعهم إلى مصاف الآلهة فى القوة والعقل والحكمة وكل الصفات الكريمة والنبيلة بطريقة تتعارض مع منطق كونهم مجرد بشر ونجده أيضا يمتلئ بالمهزومين وقد وصموا بكل النقائص ونقاط الضعف البشرية والتى تتعارض مع المكانة التى أوصلتهم للصراع مع هؤلاء المنتصرون أنصاف الآلهة وطبعا هى وجهة نظر المنتصر فى نفسه وفى خصمه كتبها بقوته وسلطته ورجاله ولكنها ليست هى حقيقة ما حدث ولكنها اكثر ما وصلنا واكثر ما نمتلكه للأسف وهذا يلقى صعوبة كبيرة أمام المؤرخ الحق الذى يريد أن يصل إلى تجسيد الحقيقة كما حدثت فعلا ولهذا يجب على كل من يتصدى لدراسة التاريخ أن يقرأ كثيرا فى نوعيه الحدث الذى يبحث فيه أو يستشير أهل التخصص إذا لم يكن متخصصا فيه كما يجب عليه أن يدرس الظروف المحيطة بالحدث ذاته وان يبحث عن اكثر من مصدر للمعلومة إذا تيسر ذلك ويجب ألا يهمل البحث فى دقة تلك المصادر وتحرى مصداقيتها وفى النهاية يعرض الحدث بكل دقة وأمانة من خلال الحقائق المجردة والأدلةالموجودة فقط ولو كانت هناك فجوات فى الحدث فيجب ألا يحاول المؤرخ أن يملأها بوجهة نظره الخاصة بل يتركها كما هى ربما يأتي من بعده من يجد من الحقائق والأدلة ما يملأها به أي أن مهمة المؤرخ هى محاولة استكمال الحدث بالحقائق والأدلة وعرض الصورة التى انتهى إليها بكل دقة وأمانة وليست مهمته محاكمة الحدث (لان تلك هى مهمة المفكرين وليس المؤرخين) ولكن للأسف قليل منهم من نجح فى ذلك ويجب على المؤرخين أن يبتعدوا عن كتابة وجهة نظرهم فى التاريخ لانه سيأتي من بعدهم من يأخذ بها ويعتبرها هى التاريخ ذاته ولكن للأسف أيضا قليل منهم من استطاع أن يقاوم ذلك الإغراء ولكن الأمانة تقتضي عليه إذفشل فى مقاومة ذلك الأغراء( وصمم على أن يقوم بدور المفكر ) أن يوضح بكل صراحة ووضوح أنها مجرد وجهة نظر وليست هى التاريخ ولكن من يستطيع أن يقاوم أن يكتب التاريخ ولا يكتفى بتسجيله إلا من رحم ربى نلخص ما قلناه مهمة المؤرخ أن يسجل التاريخ وليس أن يكتبه ويجب أن يتمتع بالحيادية التامة ويلتزم الدقة التامة والأمانة ويجب أن يسعى لتوثيق وتدقيق المعلومة من اكثر من مصدر وفى النهاية يعرض الصورة كما هى وليس كما ينبغى أن تكون والآن لنحاول أن نعرف كيف نقرأ التاريخ لابد أنكم لاحظتم تكرار اعتذارى كثيرا عن بشرية المؤرخين وضعفهم فهم فى النهاية بشر ولهذا يجب أن نقرأ التاريخ لأكثر من مؤرخ وان نحاول توثيق ما نقرأه وان نحاول قراءة الوثائق فى أصولها وليس صورها مع الوضع فى الاعتبار أن الكثير من الوثائق تم تزويرها فى أصولها أيضا ولهذا يجب أن ننوع مصادر المعلومة ولا نكتفى بمصدر واحد لها كما يجب أن نلجأ لأهل الاختصاص فى الحدث لنعرف منطقية المعلومة كما يجب أن نبحث فى ما يحيط الحدث من ظروف وعوامل خارجية وبعد ذلك يجب أن نعمل العقل تفكيرا فى كل ما وصلنا إليه لنحاول أن نصل إلى الحقيقة كما كانت فعلا فدراسة التاريخ ليست ترفا لتمضية الوقت فقط بل ندرسه لنستفيد من أخطاؤه ونتجنبها أو لنستلهم روحه لتبث فينا القوة ونستمد منها الأمل وفي الاخير اسال نفسي سؤالاً من هؤلاء الذين سيقومون بكتابة تاريخ اليمن وهل تنطبق عليهم صفة الحياديه ام لا أتمنى أن أكون قد نجحت فى مهمتى |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:40 AM.