القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
حولتهم من ظاهرة الى كابوس
قد يتبادر الى ذهن القارىء وللوهلة الاولى عند قرأته لعنوان المقال أنني أعني بكلمة الحوت مسؤولا معينا من " حيتان الفساد " التي تعج بها
بلادنا ، وبسببهم اقترن اسم اليمن كأبرز البلدان التي تعرف بمصطلح " البلدان المعرضة للانهيار " ، وهو مصطلح يربط الفساد كأحد معالم سمات الدول المنهارة ، فبسببه يفقر الشعب لنهب المال العام ، يموت لفقدان الدواء والعلاج ، وينتحر شبابه لانعدام رؤية لمستقبل أفضل ، بسبب الفساد تغييب الرؤية السياسية ويصبح البلد مفتوح امام جميع الاحتمالات ، لان الفاسدين المنعزلين عن الشعب يتمترسون خلف المؤسسة العسكرية ملاذهم الوحيد لحماية مانهبوه بفسادهم ، ولحمايتهم من شعب جائع خوفا من انفجاره لان المستقبل أصبح بالنسبة له ضائع . ولكن مادفعني التطرق الى وضع الحوثيين من ابناء محافظة صعدة هي المعاملة التي حصل عليها " حوت " عملاق وجد نفسه فجأة في قلب العاصمة البريطانية لندن اليوم ( الجمعة 20 / 01 / 2006 ) ، فأنشغلت لندن وسط تغطية إعلامية حية ونقل مباشر لتحركات الحوت لانقاذه وإخراجه من النهر ليعود الى بيئته الطبيعية في أعماق البحار والمحيطات ، لان النهر سيقتل الحوت لضيق مساحته وقلة ماؤه ، فأستنفرت الدولة لانقاذ حوت لا قتله وتقطيع اوصاله على ضفاف نهر التيمز ، مثلما تعمل حكومتنا الرشيدة التي سخرت جيش دولة ليقاتل " الحوثيين " في قضية غير عادلة وغير مقنعة ووسط تعتيم إعلامي قصد به إخفاء الحقائق عن الارواح التي تزهق بين الابرياء ، ضحايا من العسكر الذين وجدوا انفسهم وسط معركة مجهولة الهوية ، وابرياء شباب يناطحون ألة عسكرية جيشت لاخماذ ماتعتبره الدولة فتنة طائفية ، ومن المواطنين الذين تحاصرهم قذائف الجيش ورصاص " الحوثيين " أصبحوا شاهدين على دم ينزف وأروح يعبث بها تمهد لاعمال ثأر ستفتح ابواب جهنم لان الدم لا يرث الا دما .. في اليمن الذي لم يعد يعرف السعادة كما وصف بها عبر التاريخ يتفاخر إعلام السلطة بأنباء ( نحر ) بشر مثلنا هم " الحوثيين " الذين تصفهم بالمتمردين دون أن توضح لنا لماذا وعلى ماذا تمرد عليها شباب من صعدة ، بينما يحظى حوت تائه في نهر لندن بأوسع تغطية إعلامية حية في العالم لانقاذ " حيوان " من موت محقق اذا بقي في النهر بسبب ضالة منسوب مياه التميز ، فخرجت وحدات الانقاذ من البحرية الملكية البريطانية لاعادة الحوت المحاصر الى البوابة الجنوبية للنهر ليعود سالما الى البحر . في اليمن تهييج السلطة من أي شيء له علاقة بالحوثي وكأن ثعبان خرج لها من بين ثناياها فجأة ليلذغها ويخلق الرعب في كيانها وتعممه على البلاد ليصيبها بـ " فوبيا " اسمها " الحوثي " ، وتصنع عدوا للشعب فجأة وبدون مقدمات ، خرجت السلطة كثور هائج تنعت " الحوثيين " بأقذح الالفاظ وأغرب المصطلحات وكأنهم جيش يطمح للسيطرة وإحتلال الدولة والانقلاب عليها ، فوقع عدد من المدرسين العراقيين ضحايا إصابة السلطة من مرض " فوبيا " الحوثية ، فقد أفاد موقع إعلامي يمني بأن مصادر صحفية أكدت أن السلطات اليمنية أبعدت عشرات الأكاديميين العراقيين العاملين في جامعات اليمن لاتهامهم بالتعاطف مع تنظيم الحوثي . إن الفرق بين معاملة الحوت في نهر لندن ومعاملة الحوثيين في جبال مران باليمن هي إرتقاء الدولة الى حجم المسؤولية التي تتحملها وإحترامها لكل كائن حي على ترابها ، فدولة " كافرة " تترحم لانقاذ حوت وتخسر الملايين من الجنيهات الاسترلينية لاعادته الى بيئته وتعلن لشعبها خطواتها لحظة بلحظة ، ودولة " مسلمة " لاتحترم فيها النفس البشرية التي حرم الله قتلها بدون ذنب ، تنفق الملايين من الدولارات على حساب التنمية والطعام والدواء للفقراء لشراء الاسلحة بمختلف انواعها لابادة جماعة وإنهائهم هي من صنعتهم ، وهي من حولتهم من ظاهرة الى كابوس . تحولت لندن اليوم الى ركنا إعلاميا مهما تابعه الاوربيين القريبين منها لحظة بلحظة متسمرين امام شاشات التلفزيون يتابعون رجال الانقاذ البريطانيين وهم يعاملون بلطف حوتا تائها قبل أن تتقلص ساعات بقاؤه حيا ومحشورا في نهر ضيق ، في اليمن لا نسمع الصدق الرسمي عن ما يجري في جبال مران ، ولا يسمح للمحلليين ان يقولوا كلمة حق في اعلام الدولة حتى يقف الجميع الى جانبها ، بقينا جميعا في الداخل والخارج أسرى التسريبات التي تنقل مالا نسمعه عبر إعلامنا الرسمي الذي يخون كل صاحب صوت ينافي صوتها ، فالدولة اما تضللنا بهول الكابوس او لا تريدنا أن نعرف حجم المأساة ، ففي كلا الحالتين هي الخاسرة لان سقوط العشرات من القتلى والجرحى من الجانبين يوميا وعلى مدار عاما تقريبا هي خسارة وازهاق للنفس البشرية قبل اليمنية ، فمتى تعقل الدولة في بلادنا وتحترم ادميتنا ، ومتى تتعلم أن الدم لا يرث الا دما وتوقف سفك الدماء حتى وأن ادى ذلك الى قبولها بتنازلات من اجل إنقاذ نفس حرم قتلها ، ومتى تعي أن الاختلاف لا يمكن حله بالسلاح ، ومتى أخيرا يرتقي إحترامها لنا لا كبشر جاؤوا من مهاجر أخرى بل كمواطنين لتعاملنا معاملة الحوت ولا تقتلنا كالحوثيين .لطفي شطارة |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:55 PM.