القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
إن الوظيفة العامة ليست مغنما
ايها المسئوليين اتقوا الله في الشباب...
ليس من العدل أن يقوم كل مسئول في هيئة أو مؤسسة أو جهة حكومية بتعيين أقاربه في الجهة التي يعمل بها. فقد بات من الواضح أن كثيرا من الجهات الحكومية أصبحت تضم العشرات من أقارب المسئولين فيها. وكأن هؤلاء المسئولين يظنون أن تلك الجهات الحكومية ضيعات خاصة يملكونها علي المشاع بحسب منزلة كل واحد منهم. وهم بمقتضي تلك الملكية يتصرفون فيها وفقا لما يروقهم ويوزعون عطاياهم على أقاربهم وذوي أرحامهم. وهي ظاهرة مؤسفة وصلت إلي حد المشكلة المؤرقة التي تحتاج إلي حل وتفتقد إلي المراقبة والمحاسبة. إن الوظيفة العامة ليست مغنما لطلابها. وإنما هي واجب عام لا يتحمله إلا أكفأ من يقدر على القيام به. لأنها فرض كفاية يجب أن يتولاه الأقدر والاكفأ وإذا تولاه غيره يكون ذلك ظلما للوظيفة. وظلما للناس أجمعين. وظلما لهذا الذي تولاها وليس له من المؤهلات إلا أنه قريب لأحد المسئولين في الجهة التي يتقدم لها. وإذا كان اختيار الموظف يجب أن يقوم على العدل والحياد فإن هذا الشرط مفتقد لدى هؤلاء الذين يعينون من قبل أقاربهم. لأن القرابة تمثل تهمة للقريب الذي يختار ويجب عليه بمقتضاها أن يتنحي ويمتنع عن التدخل في التعيين أو تزوير نتائجه حتى يفوز بالوظيفة أقاربه. وإذا حدث ذلك التدخل يكون التعيين باطلا. وما يؤخذ بسببه من الأجر يعد مالا سحتا حراما لن يعود بالفائدة على من يقبضونه كمرتب من تلك الوظيفة. ويكفي لبيان الفساد الحاصل بسبب ذلك الاختيار الباطل أنه قد جاء بالمخالفة للأمانة التي أمر الله بأدائها في قوله تعالي: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها". ونهي عن خيانتها في قوله تعالي "يا أيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون". وحسب من يختار بالمخالفة لما أوجبه الله من أداء الأمانة سوء العقابة لهذا الاختيار ممن اختار. وممن حصل علي هذا الاختيار وهو لا يملك من أسباب الترجيح غير صلته بقريبه المسئول في الجهة التي تم اختياره فيها وليس من مغانم الوظائف العليا. أو المكافآت المادية المقررة لها أن يقوم الموظف بتعيين أقاربه. بل إن ذلك حين يتم يمثل أسوأ استغلال للمنصب. وانحراف به عن مهمته الجليلة في الخدمة العامة ليكون وسيلة لتحقيق المآرب الخاصة والمصالح الشخصية. وقد جاء في الحديث: "من ولي من أمر المسلمين شيئا فولى رجلا مع وجود من هو أولي منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين". ومما يحزن الإنسان ويزيده مرارة وأسى أن تتفشي تلك الظاهرة في الهيئات التي يفترض فيها الحرص على العدالة وحراستها. فيعين أبناء المسئولين فيها بأساليب اختيار استثنائية رغم عدم استيفائهم لشروط التعيين. ومع وجود من هم أشد منهم كفاءة وأعلى تقديرا وأكثر علما واستقامة. فكل تلك المرجحات تتلاشى. ولا يصبح لها قيمة |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 04:51 AM.