كيف ننظر نحن للوحدة اليمنية؟

[نبيل العوذلي]

نحن اهل عدن ابين والذي بشر فينا النبي صلى الله عليه وسلم –يخرج من عدن ابين اثنا عشر الفا ينصرون الله ورسوله هم خير ما بيني وبينهم- ننظر الى الوحدة اليمنية من خلال عدة دوائر ..تحمل كل دائرة بعدا وعمقا استراتيجيين ..ولا نميل كثيرا ولله الحمد ..حتى الكونيين منا كالرئيس علي ناصر محمد ..والمناضل الثوري محمد علي احمد الشعوي العوذلي واحمد عبدالله الحسني ..والعميد ناصر النوبة والشاب احمد بن فريد...الخ ..فلا نميل الى حصر استراتيجيتنا على دائرة واحدة فقط كنا اصلا قد وقعنا في خطأ لازلنا ندفع ثمنه اليوم حينما حصرنا الاستراتيجيات العاملة والفاعلة لما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على بضعة دوائر لاتخرج عن اطار الماركسية او القبلية الوطنية لاهل الجنوب كما قد بينا في قراءة منشورة هنا تحت اسم ا- الاجمال لتجربة اهل الجنوب..رسالة الى الرئيس علي عبدالله صالح-
اما اليوم ولله الحمد والمنة بعد ان اكرمنا الله تعالى بالدين الصحيح من الاسلام فاننا ننظر الى ما اشرنا اليه وهو الوحدة اليمنية كما يلي

الدائرة الاولى تتعلق بالحتميات الكونية المفروضة علينا جبريا من الجهة الجغرافية – الشمال , الجنوب- وقد اشرنا الى في فلسفة المؤامرة على العرب والسنه في جزيرة العرب الى ان من الحتميات الكونية ما تفرز طباعا ادركه الفلاسفة العظماء كما في قراءتنا لحكمة بيغ بن وبرج ايفل وتمثال الحرية ..وقلنا ان لهم في قراءتهم وجه صواب لانستطيع ان نتجاهله في تركيبة البشر وهو ما لم تعتبر له الحكومة اليمنية في التعامل معنا ..حينما ارادت ان تمسخ هوية جبرية فرضتها علينا طبيعة كونية جغرافية وبيولوجية وجيوفيزيائية ...الخ تجعل من الجنوبيين اناس لايستطيعوا على المدى القريب كما هو متجلي اليوم في اليمن ان ينجحوا ويبرزوا في الحياة العملية والسياسية بل وحتى الفكرية ...الخ في ظل نمطية جبرية مفروضة عليهم تتصل بالجبلة الكونية لابناء المحافظات الشمالية متماثلة مع حكمة بيغ بن بالتبادلية التأثيرية والفاعلية والطاقية القائمة على تقرير مقام الجمع والاتصال في حياة الناس ..والا ما الذي يجعل شخص نبيل العوذلي يهاجر الى المملكة ويبحث عن النجاح لاحقا العشرات من الجنوبيين الذين فروا حينما ادركوا ان نمطية السلوك العملي والاداري والسياسي المفروضة عليهم في اليمن لاتمكنهم ان ينجحوا ويبرزوا ..وهو ما لم تراعيه الحكومة اليمنية ابدا مستندة الى ان الاقلية الجنوبيين عليهم ان يتأثروا وتذوب هوياتهم ضمن خليط الاكثرية من الشماليين القائمة على الاحتمالية الظنية الاجتهادية التقديرية وهو ما لم يعتاده الجنوبيين في حياتهم القائمة على اليقينية القطعية ..ولاننا ندرك ان ما نتحدث عنه هو اصل لايمكن اقصاءه ابدا ..ولعل هذا ما جعل البريطانيين لايتوغلون في الاتحاد الاوربي ..كل ذلك من اجل المحافظة على الصبغة البريطانية والتي بيناها في قراءتنا لحكمة بيغ بن ..ببساطة انت حينما تشترك في مسابقة ومنافسة ما لتنجح وتبرز لايشكل ذكاءك وكفاءتك عاملا اساسيا يقرر فوزك ما لم تكن النمطية السلوكية من القوانين والتنظيمات والهيكلية تساعد على نجاحك ..ولما ادرك اخواننا الشماليين هذا السر كانوا لايتأخرون في تعيين أي جنوبي في مسؤولية ما لانهم يعلمون ان النمطية السلوكية والتنظيمية والقانونية والادارية التي تشكل النظام الذي تجري فيه الاحداث تتعارض وتتناقض مع تركيبة هذا المسؤول الجنوبي النمطية ..وهو ما سيجعله يبدوا فاشلا وهزيلا امام الاخرين ..وحينما يكتشف جنوبي ما سر الطبخة فيصر على احداث التعيير في النمطية المكونة لهذا النظام الذي تجري فيه الاحداث سرعان ما ينفوه وهو ما حصل لفرج بن غانم رحمه الله وعلي ناصر ومحمد علي احمد....الخ

الدائرة الثانية
وهي البعد والعمق الديني لنا نحن كجنوبيين – كسنه – والذي يتفق كثير مع السنه في الجزيرة ومفهومنا هنا للسنة ليس بمفهوم اخواننا الشماليين هداهم الله واصلحهم ...ببساطة ليست سنيتنا مؤسسة على النزعة الجنسية – العرقية- للقحطانية المتجذرة في بعض اخواننا الشماليين والتي نقلوها لنا ..وتظهر جليا بالعداء للمملكة من زاوية الكونيين اما من زاوية الشرعيين – العلماء والمشايخ والدعاة- فتجدها واضحة في تكوين مدرسة سنية كل الذي يريدون بها هو التميز على المدرسة السنية النجدية ...اما بالنسبة لنا نحن ولله الحمد فلا يشكل هذا البعد مقاما حيويا ودليل ذلك ان الجنوبيين من اهل عدن ابين وحضرموت نحجوا في المملكة ما لم ينجح فيه اخواننا الشماليين وتجانسوا فيها امتزاجا وائتلافا مع السعوديين دون ان يشكل ذلك لهم عقدة قحطانية كما هي حاصلة في اخواننا الشماليين

وقد بينا في فلسفة المؤامرة على العرب والسنه وفي مقال بصحيفة الطريق الصادرة بيوم الثلاثاء 15-1-2008م تحت عنوان القضية الجنوبية غنيمة يسعى لتجاذبها اطراف..قديما وحديثا كيف ان الجنوبيين استغفلوا بمثل هكذا نزعات قحطانية وعدنانية تستند الى اجندات فلسفية مزقتهم لا يعرفونها ولايميلون اصلا الى العمل بها
ولهذا وفي هذه الدائرة نسأل انفسنا ما مدى النفع من هذه الوحدة لاهل السنه ولذي تجبرك فيه المملكة كراعية لهذا المقام على ان تجعلها اساس لهذا البعد من حيث الضرر والنفع بكل صراحة
الدائرة الثالثه
البعد العربي في الصراع مع الصهيونية
فنسأل انفسنا هل شكلت الوحدة اليمنية موقفا داعما لصراعنا هذا بحيث يكون لنا موقف مشرف كالموقف السوري ...اما ان المسألة فقط دحبشة على حساب المواقف القومية للامة
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]