هذا ما قاله الرئيس لابناء حضرموت

[بنت الجنوب1]

هذا ما قاله الرئيس لأبناء حضرموت !


صالح وبران


حضرموت نيوز/ خاص

15 فبراير 2008 م



لا احد في استطاعته إنكار سلوكيات السلطة العسكرية ودمويتها ولم يكن ذات يوم يصدق احد نفسه ان مثل هذه السلطة ستتفاخر بذلك وباعتبار ذلك النهج هو اهم قواعد تثبيت اركان ذلك الحكم .... مع تمادي الحاكم في اتباع سلوك الغي و الهوى و بالرغم من اعترافات السلطة و التي تثبت ادانتها باشعال حرب 94م و المحاولات الجارية اليوم للتنصل من ذلك من خلال الصاق تهمة الانفصال و اشعال أوار الحرب و تحميل المسؤولية كاملة عن ذلك للجنوبيين مع الصراحة التي ابداها رئيس الحكومة من ان الحرب مشروعة من اجل تثبيت اركان الوحدة و التي نراها اليوم وفق مفهوم القبيلة بها .... و هاهي الذاكرة تقودني الى اكتوبر من عام 97م و بعد مضي ثلاث سنوات من انتصار شرعية القبيلة الناهبة لكل خيرات الارض


والانسان ... اتذكر ذلك اللقاء مع القناة القطرية الذي كان في محتواه الكثير من الاعترافات بالمسؤولية الشخصية عن اشعال نار الحرب التي اندلعت بعد ثلاثة ساعات من خطاب الرئيس في ساحة السبعين في 27 ابريل 94م و الذي هو بمثابة صافرة البداية للقفز على الوحدة و دستورها و محاولة دفن وثيقة العهد و الاتفاق وثيقة الاجماع الشعبي بهدف احتكار السلطة و النفوذ .. و بالرغم من اورا الحرب خف اشتعالها والرؤية المجردة لها الا انها لازالت حتى هذا اليوم باشد استعار من تلك الحرب .
وتصل عنجهية السلطة بالسعي لطمس الهوية الجنوبية و التباين في المواطنة و الطرد من الوظيفة و التمادي في افقار المواطن و التهجير القسري لابناء الجنوب ، غطرسة وعنجهية غير مبالية لابالشرع ولا بالقوانين و لابالدستور و لا حتى باعراف القبيلة الباسطة يدها على كرسي السلطة و السلطان ، وهاهي الخطابات الرنانة من قيادات السلطة تظهر للجماهير بانهم رجال اصلاح بينما نراهم يشعلون غضب الجماهير على بعضها البعض ،ومن تحت لتحت ، و التي تحننهم الى خطاب يوم 27 / 4 / 94م في ميدان السبعين ..
وكم كان ذلك الخطاب بمثابة الانقلاب على الوحدة و بدموية واراقة الدماء وهاهو المنتصر يعترف بانه اشعل الحرب وشرعها لنفسه معتمدا على فتوى وزير العدل يوم ذاك (عبد الوهاب الديلمي) و التي اباحت دماء الجنوب واستباحة اعراض نساء الجنوب و السماح لقواته بفعل ماتشاء فعله في الجنوب فهو مباح لقواته وهذه الفتوى لا تزال سارية التنفيذ طيلة ثلاثة عشرة سنة واليوم نجد الديلمي سامحه الله يتنصل منها بعد ان سحب بساط الوزاره من تحته و بعد مضي ثلاثة عشر سنة من تلك الفتوى التي لا تصدر الا عن جاهل ومهما كان الإنكار فقد اكدها يوم ذاك سعيد الجناحي مستشار الشؤون الاعلامية في الرئاسة عبر قناة اوربت في تلك المناظرة التي اجراها مع الدكتور علي السقاف ، ممثلا عن المعارضة الوطنية كان ذلك في شهر مارس 98م حين قال ان تلك الفتوى جات من عنصر له علاقة بالإخوان المسلمين وهو انسان متزمت وعنصري انا شخصيا ارى انه لا ينتمي لنا وهذا راي شخصي و هنا ياتي الاعتراف من قبل الاستاذ سعيد الجناحي بممارسة تنفيذ تلك الفتوى ، نجده يقول( هذا تم أثناء الحرب على أساس انه سلاح من أسلحة الحرب) و انا اقول ان ذلك النوع من السلاح اخطر من مائة الف قنبلة نووية وهي فتوى ظالمة كظلم صاحبها و ظلم من ايدها ومن مارسها من شيوخ الدعارة السياسية و هنا ياتي على لسان الرئيس حين قابله بعض أبناء الجنوب في عدن في اول لقاء للرئيس معهم حين شكوا اليه ما يتعرضون له من عسف وظلم و المصائب التي تداهمهم بين لحظة وأخرى و ضرورة محاسبة المتسبب فيها و كم كان رد الرئيس لهم ( لانكم صفقتم للانفصاليين .، يعني نحن نعاقبكم الان بهذا ) .
فنحن في الجنوب ماذا ننتظر بعد ذلك من سلطة تبثت اركانها على العرف القبلي وعلى قوة السلطة و بطشها الغير مسبوق في تاريخ اليمن ، فهاهي وحدة يوليو 94م عمدت بالدم لتواصل ديمومتها بالدم و نهب للخيرات والاعتماد على فتوى الديلمي لاحلال كل ما حرم ونظام حكم ديكتاتوري ظالم مع الخلق و مع نفسه ،سلطة لها من الملفات الشائكة ما لم تسعه ملفات القلوب و الضمائر سلطة يكاد الضمير الحي قد مات فيها.... حين نعد أنفسنا لفتح ملفات الحرب نجد اننا سنفتح قبلها ملفات عديدة للحروب الاهلية والاقتتال اليمني التي وقعت في اليمن ،و التي اكلت اكثر من نصف مليون يمني ،بسبب الدسائس القبلية و الصراعات التي اتخذت منحى الطابع العسكري و ذلك بدءا من عام 66م بانسحاب عبدالله الاحمر الى خمر برفقة بعض المشائخ و الضباط الذين يميلون نحو الملكية ثم ياتي انقلاب الخامس من نوفمبر 67م ليتبعه في بداية ديسمبر 67م حصار صنعاء وهكذا نرى ان العديد من الملفات لازال السؤال جاريا حولها حتى يومنا هذا .. من الذي قتل علي عبد المغني و رفاقه الذين قادوا انقلاب سبتمبر ضد الحكم الامامي 62م ..؟ كم عدد الضحايا من المصريين في الأيام الأولى من شهر اكتوبر 67م ؟ كم كلفت الحملة الشعواء.. ضد محمد محمود الزبيري الذي تم قتله في الاول من ابريل 65م ومن هو الذي قتله ... ؟ كم عدد ضحايا انقلاب الخامس من نوفمبر 67م .؟ وكم راح ضحية انقلاب 13 يونيو عام 74م ؟؟ كم راح ضحية انقلاب 23 ابريل78م وهو اليوم الذي قتل فيه الرئيس إبراهيم الحمدي و تلفيقة التهمة اللاخلاقية ضده.؟ كم راح ضحية الانقلاب على رئيس الجمهورية احمد حسين الغشمي يوم 24 يونيو و اتهام الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي .. فمن قتل الغشمي ... ؟ كم قتل من مشائخ الحجرية في المواجهات الدامية التي بدات في 5 /5 / 78م و اتهام عبدالله عبد العالم بتنفيذها...؟ من الذي ارسل رؤوس اعضاء التنظيم الناصري الى عالم المجهول في 15 اكتوبر عام 78م ... من الذي قتل القاضي عبدالله الحجري في لندن عام 77م ... من الذي دبر المؤامرة الفاشلة لاغتيال الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في احدى الدول خارج الجمهورية ...؟ كم راح ضحية الحرب على صعدة و التي لازالت رحاها دائرة حتى اليوم ؟ كم راح ضحية التامر على الجنوب في حرب ( 72م ) و حرب ( 79م ) واخرها حرب صيف 94م ؟ ناهيك عن تدبير مؤامرات الاغتيالات للقيادات الجنوبية و المعارضين للنظام ..؟ وكأني ارى ان نظام الحكم لايسعى الا الى تاجيج الصراعات و إشعال نار الفتن بين الجميع وتدبير خطط القتل والاغتيالات و اراقة الدماء و نبش المقابر للثار و ما خفي من الاسرار اعظم . ليسجل التاريخ نتاج الثورة اليمنية في سطور ممقوته في ارذل صفحاته ، ليظهر على السطح نظام حكم تفوح منه رائحة الموت و الدم ليتزايد السخط الشعبي و التحدي لذلك الصلف القبلي ،فمنذ اغسطس 2007م لم يعد شعار الوحدة خط احمر .. لماذا لان هم من بدأوا باختراقه ولم تعد الخطب الديماغوجية تقنع الجماهير وما هذا الحراك السياسي الغاضب ليس الا دليلا على رفض الجماهير لهذا النهج الذي اذلها 13 سنة و اصابها بتخمة الكذب و نكث العهود ومخالفة الوعود و سلوكيات صعاليك نرى ان صعاليك الرشيد انبل منهم ، فهذا الحراك اراه يتجمع في اجواء ملبدة بغيوم فيه من الصيب و عوارض لا طاقة لكم بها، لتشكل من تجمعاتها إعصار قادم بإعصار .