القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
هل نتعلم الوقوف مع الحق من محمد علي جناح
وقال الزمن..
علي سالم اليزيدي: كانت الهند والسند، بل ظللنا زمنا طويلا نقول على بعض بلدان شرق آسيا الهند الصينية، ويطغى طابع الهند على حياة شعوب عديدة منها نحن في حضرموت وعدن، ونحن أيضا لسنا هنود، وليس الهنود حضارم عندما ينطقون بعض الكلمات العربية في الأفلام والواقع، وتبادلنا التجارة والهجرة مع الهند منذ أزمنة قديمة، وأسسنا دولة حيدر أباد الإسلامية التي سقطت في 1947م ونعاها الشاعر أحمد شوقي بقصيدة، واعتبرها غرناطة أخرى تسقط، وزارها في عهد السلاطين المسلمين والعرب الملك سعود والأمير نايف بن عبدالعزيز وهم فتيان، وأيضا جمال الدين الأفغاني، وظلت المقاومة على سدة وأسوار حيدر أباد قوية، ومات العديد منهم ونكب آخرون، وأطلقنا عليهم عند وصولهم إلينا المنكوبين من حيدر أباد، وبعدئذ تنوعت النكبات من الداخل وما أكثرها حين تعد وتحصى!. ولماذا الهند؟.. قاد الهند إلى الاستقلال الزعيم الخالد المهاتما غاندي، ومن لايعرف قيمة غاندي وزعامته ومقارعته الاستعمار البريطاني، فوقفت معه كل الهند يومئذ، وأخضع بريطانيا في عزها على الرحيل، واستقلت الهند، ولهذا حكاية، إذ وقف معه الزعيم العلماني نهرو والإسلامي محمد علي جناح مؤسس الباكستان فيما بعد، والتقى الرجلان غاندي وجناح وما أن لاح فجر الاستقلال أو لنقل بوادره حتى لمح جناح إلى ضرورة التقسيم والابتعاد وقيام دولة إسلامية، فقال له غاندى: «لاداعي، سنجعلها دولة هندية لكل الأديان والقوميات والطوائف»، فرد محمد علي جناح: «أنا أقدر هذا الآن، أما غدا فإن هذا كله لن يكون، وسنصبح مضطهدين تحت الولاء الهندوسي، وهذا ما أخافه على المسلمين».. وزعق فيه غاندي: «لا، لن يحدث!»، فرد عليه جناح: «لقد قتلوا أمس خمسة آلاف مسلم في كلكتا (حدث هذا يوم 16 أغسطس 1946م) ولم يفرق القتلة بين الأطفال والنساء!»، وقال غاندي: «سأذهب.. سنواجه المتعصبين ضدكم، ضد المسلمين، الذين يشعلون النار!»، فقال له محمد علي جناح (وهذا شاهدته في فيلم وثائقي عن غاندي والهند من القناة الألمانية قبل أيام): «ذهبت أم لم تذهب، إذا بقينا سنظل أقلية تحت الطغيان الهندوسي والبيئة الهندوسية والتقاليد الهندوسية، وبالتالي سنصبح غرباء في بلد اسمه الهند» (الهند رابع بلد إسلامي حاليا خارج الانضمام) نظر إليه غاندي، ومن يرفض كلام غاندي يومئذ، الأب الروحي للهند، وفي نظر العالم، أجاب أيضا محمد علي جناح: «لقد تعاملت هذه الفترة بأنك هندي، وهذا صحيح، إلا أن كل الأجواء حولك وما تدعيه من الزي أو الملابس الوطنية، بل كل القيم التي جعلتها في خدمة المبادئ خلال جهادك كل هذا هو هندوسي، حتى الأغاني والخطابات التي طفت بها تعاليم وتقاليد وطابع هندوسي حقيقي»، وأضاف جناح: «نعم أيها المحترم غاندي لديك عنفوان هندي، ولكن بجسد هندوسي!». ألم يقل جناح ما تبين من حقائق على الواقع، ونطق بالصدق، أو كما يقول المثل (ما في البرمة يبينه المقدح)، وها أنت ترى بعينيك، هذه سبأ وهذه يمانية، ومايزال الصدق غائبا عن الأحقاف وسمعون وعاد ودوعن.. وأين عدن!!. جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الايام |
#2
|
|||
|
|||
لوكنا نقراء اونستفيد من عبر التاريخ او استمعنا لما كان يقوله كبار السن ومجربينا ومعضمهم كانوا اميين
ولم نسمع ولم نقراء الا بعد ما هد البيت على رؤوسنا نتمنى ان نكون قد استفدنا تقديري لك ولكاتب المقال وصحيفته |
#3
|
|||
|
|||
محمد علي جنا ح كان غير محق في طلبة وبسببه اليوم المسلمين يعانو
محمد علي جنا ح كان غير محق في طلبة وبسببه اليوم المسلمين يعانو : المسلمون في شبه القارة الهندية ومستقبلهم في ظل الغطرسة الأمريكيّة. لفهم الكليات لا بد من التعرض للجزئيات، ولفهم الجزئيات لا بد من تفكيك الكليات. هذه المقولة الفلسفيّة وكما أراها هي جوهر الاستدلال العقلي؛ الإستنتاجيّ منه والاستقرائي على حد سواء. عندما أراد المستعمر الاوروبي بسط هيمنته ونفوذه على العالم العربي والاسلاميّ كانت وجهته افريقيا جنوبا والهند شرقا؛ وذلك مباشرة بعد تصفية فرديناند وازيبلا العرب والمسلمين جسديا وماديا ومعنويا في العام 1494م، ونفيهم من أرض شبه جزيرة إيبيريا (اسبانيا والبرتغال اليوم) إلى شمال افريقيا. الهدف الاستراتيجي من هكذا حركة في حينه، هو تطويق العرب والمسلمين من جهة الجنوب، ومن جهة الشرق لاستغلالهم واستعمارهم؛ هذا بعد تقطيع أوصالهم وعزلهم عن إخوانهم في شبه القارة الهندية (الهند اليوم وكل من بنغلادش وبوتان ونيبال وباكستان وسيريلانكا وجزر المالديفز)، وبعد أن يطاح بدولة المماليك في مصر، والدولة العثمانية وغيرها من دول وممالك آسيا الوسطى؛ وذلك بجهود القياصرة الروس وأعوانهم من ناحية، او بواسطة استغلال واستثمار جهود من انشغلوا عن الاستعمار الاجنبي وتحركاته المريبة بغيرهم من ابناء المسلمين، وعلى وجه الخصوص الصفويون في فارس ومحيطها. وبالفعل فقد وصل البرتغاليون مبكرا بقيادة فاسكودي غاما وعن طريق رأس الرجاء الصالح الى الغرب الهنديّ في العام 1505م، وكان بأن لحق بهم الفرنسيون في العام 1674م فالهولنديون 1693م فالانجليز في العام 1757م، والذين تمكنوا مع نهاية العام 1761م من الشرق الهندي وخليج البنغال بالكامل. وكان ما كان من رحلة الامتهان والعذاب السياسيّ، حيث أعمال التدمير والتقتيل، والتي كان آخرها وبلا رحمة سحق ثورة المسلمين في دلهي (في ايلول 1857م) وإلقاء القبض على السلطان بهادر شاه، وتقييده بالسلاسل، واقتياده الى السجن فالمنفى، هذا بعد قتل ثلاثة من ابناءه، وتقديم رؤوسهم له وهي مغطاة وملطخة بالدماء خلال إحدى وجبات طعامه!! وعندما تقرر الخروج من شبه القارة الهندية في آب/ أغسطس 1947م كان القرار الاستراتيجيّ هو تمزيق وتفكيك المسلمين. فمسلمون شبه القارة الهندية في حالة تمتعهم بالوحدة سيبقون الظهر الحامي والقوة المنيعة لأمة طالما استباحت حماها الامم الأخرى، وطالما استهدفت في مقومات بقائها ومقادير عزتها وكرامتها. لقد دام الحكم الاسلامي لشبه القارة الهندية لأكثر من ثمانية قرون مزدهرة، حيث كانت البداية مع السلطان التركيّ محمود الغزنويّ (392 ﻫ/ 1001م) الى حين قدوم المستعمر الاوروبيّ وبسط نفوذه على كامل شبه القارة الهندية. ولو بقي المسلمون في شبه القارة الهندية على ما كانوا عليه قبل الاستعمار وقبل قرار التقسيم، لكانت الخارطة السياسية والجغرافية والإثنية الديموغرافية للمنطقة، غير التي هي عليها اليوم، ولكانت الرفعة والمكانة للمسلمين. الاستقلال عن بريطانيا والشروع في التقسيم في آب/ أغسطس 1947م باختصار وحد غير المسلمين من الهندوس وجعلهم في دولة هندوستان، وشرذم المسلمين وجعلهم في مناطق واقاليم متباعدة وممزقة شر ممزق، بينها المسافات وفيها وعليها النزاعات والصراعات. القسم الاول منهم تجمع فيما عرف بجمهورية باكستان الاسلامية (شمال غرب الهند)، والقسم الثاني في البنغال الشرقي، أو ما كان يعرف بباكستان الشرقية قبل حرب 1971م بين الهند والباكستان، وجمهورية بنغلادش الاشتراكيّة بعد الانسلاخ عن الباكستان واعلان الاستقلال في 26/ آذار/ مارس 1971م وبدعم عسكري هندي سبق وأن دبر له. أما القسم الاخير فهم موزعون في مملكة بوتان ونيبال وكشمير وغيرها، حيث تعد هذه المناطق ذات مكانة استراتيجية وجزءا لا يتجزأ من سقف العالم (الهيمالايا)، والذي تعد السيطرة عليه وعلى امتداداته شرقا وغربا، شمالا وجنوبا سيطرة شبه مطلقة على كل من الهند والصين، بل على معظم جمهوريات آسيا الوسطى وعلى كل من الباكستان وافغانستان. وضع المسلمون في جمهورية الهند بعد الاستقلال والتقسيم، ولاعتبارات تاريخية صعب للغاية؛ هذا وإن كان تعدادهم مئات الملايين، فهم إثنيا وسياسيا شبه منصهرون وذائبون في المعادلة الهندية، هذا باستثناء الحالة التي تتمتع بها الجماعة الاسلامية، وبعض الجماعات والجمعيات الاسلامية الأخرى كأهل الحديث (السلفيون) والتبليغيون وغيرهم، حيث الاستفادة من بعض الاجواء الديموقراطية السائدة في الجمهورية. ومنذ أن أعلنت جمهورية باكستان الاسلامية ذات الغالبية المسلمة، وهي في حالة استنزاف واحتراب واستلاب وعدم استقرار. فحربها الاولى مع الهند في تشرين أول/ أكتوبر 1947م كلفتها وكلفت المسلمون الكثير دون ان يتحقق لهم شيئا يذكر، الا اللهم الاحتفاظ بجزء من أرض وشعب كشمير، عرف لاحقا بآزاد كشمير، أي كشمير الحرة. ومنذ ذلك الحين الى يومنا هذا والجمهورية تتذبذب بين حكم السياسيين والعسكريين، إلى أن سقط كل شيء واضحى في قبضة الجنرال برفيز مشرف في العام 1999م، والذي نصب نفسه رئيسا للبلاد في 20 يونيو/ حزيران 2001م وبمباركة هندية وامريكية، هذا بعد أن تخلص من خصومه السياسيين (نواز شريف وبنظير بوتو) في كل من الرابطة الاسلامية وحزب الشعب. من هم في بنغلادش وجراء لسياسات محلية مرتبطة بالهند وغيرها، وجراء لسياسات اقليمية وعالمية أخرى تراهم غرقى في الجهل والفقر، وكأنه لا هم لهم إلا تأمين حاجاتهم الاساسية!! ومن هم في كشمير فيكفينا أن نعلم أن معظمهم ما زالوا يرزحون تحت الاحتلال الهندي منذ 60 عاما، وأنهم بعد أن خسروا مئات الالاف (200000 ألف قتيل فقط في أحداث العام 1947م!!) من خيرة أبنائهم ما زالوا ينشدون حريتهم كما نشدها ذات يوم من هم أحرار اليوم. كما انهم وبعد تجربة كشمير الحرة بين نارين؛ نار البقاء تحت نير الاحتلال الهندي، ونار الانضمام الى دولة منذ ان استقلت عن المستعمر البريطانيّ وانفصلت عن الغالبية المسلمة في الهند وهي تعيش حالة من الاضطراب السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وفيما إذا كان الخيار لا الى هؤلاء ولا الى أولئك، وكما تنادي بعض الاحزاب والجماعات السياسية، فإن الحال لن يكون افضل مما هو عليه في مملكتي بوتان ونيبال، مجرد ممالك لا تتنفس الا بتصاريح صينية أو هندية!! مسلمو جمهورية باكستان الاسلامية وجمهورية بنغلادش الاشتراكية ما زالوا في حركتهم النهضوية والتنموية بطيئي الحركة، كالسلحفاة، فمن انفصلوا عنهم من هذه الناحية (الهنود) في واد وهم في واد. معدلات النمو في الهند وكما تقول بعض التقارير العالمية تتراوح بين اﻟ 8 الى 5. 9%، هذا في الوقت الذي ما زالت فيه في كل من بنغلادش والباكستان في حدود اﻟ 8.4%. الباكستانيون كان همهم بعد أن فجر الهنود قنبلتهم النووية في أيار 1974م، هو الوصول الى قدرة نووية مثيلة لتحميهم، ولكن مع الايام صار همهم هو حماية القنبلة النووية!! أما من هم في بنغلادش فلا هم لهم الا النجاة من الفياضانات السنوية والموسمية وتأمين أكواخهم ومحاصيلهم الزراعية. الصراعات الطبقية والسياسية على اشدها في بنغلادش، أما في باكستان فعدا عن ذلك نرى الصراع الطائفي الشيعيّ السني وقد بلغ ذروته في المجتمع الباكستانيّ، حيث قتل فيه منذ اندلاع شرارة ناره الآلاف وجرح وشوه أيضا الالاف. الصراعات بين من هم مهاجرون من مسلمي الهند ومن هم مسلمون محليون أيضا بلغ ذروته في إقليميّ السند والبنجاب، والدوافع الإنفصالية والقلاقل في المناطق القبلية تكاد تكون مستحكمة، خاصة في إقليميّ بلوشستان ووزيرستان. منذ أن أسس محمد علي جناح (1876م – 1948م) حزب الرابطة الاسلامية في العام 1920م والمسلمون في شبه القارة الهندية في حالة تراجع وانحسار؛ فهذا الحزب وكما يراه بعض المراقبون والمحللون كان نواة الانقسام والانفصال، وبالتالي ضرب وحدة المسلمين في تلك البلاد لا لملمة شملهم. قبيل وخلال وبعيد الانفصال، كان بأن دفع المسلمون ثمن العنف السياسيّ في شبه القارة الهندية ما يزيد عن الـ 5 ملايين قتيل. هذا ناهيك عن الجرحي وحجم الخسائر المادية والمعنوية التي ترتبت على ذلك. وما ان حصل الانفصال وأعلن الاستقلال في آب 1947م فاذا بالحرب الاولى تندلع بين الهند والباكستان (في اكتوبر 1947م)، لتستعر نارها حتى كانون ثاني/ يناير من العام 1949م. وكان بان اندلعت الحرب الثانية في كانون ثاني/ يناير من العام 1965م، لتندلع للمرة الثالثة وفي ابشع صورة لها في مطلع كانون اول/ ديسمبر من العام 1971م، حيث قتل الآلاف من أبناء المسلمين، قرابة اﻟ100 ألف في باكستان الشرقية وحدها (بنغلادش اليوم)، ودمرت القوة الجوية الباكستانية العاملة في الشرق في غضون يومين (2 و3/ كانون أول/ ديسمبر 1971م) ودمر في 5/ كانون أول 1971م الاسطول العامل في بحر البنغال عن بكرة أبيه؛ حيث دمّر الوكوماندوز الهنود المدمرتين الباكستانيتين "خيبر" و "شاه جيهان"، وأغرقوا غواصة باكستانية هجومية وعلى متنها ثمانون من خيرة البحاة العسكريون، إضافة الى تدمير سفينتي شحن امداد عسكري في بحر العرب وعلى بعد 22 ميلا من ميناء كراتشي، وأسر السفينتين "مينيلوف" و"مينيليدي" في اليوم التالي للمعارك، ناهيك عن استسلام قرابة 90 ألفا من خيرة عناصر الجيش الباكستاني للجيش الهندي ومن تعاون معه من انفصاليو وفدائيو بنغلادش (الموكيتي باهييني). وكانت النهاية الدراميّة هي توقيع وثيقة الاستسلام الكامل في 16/12/1971م، والتي وقعها وسلمها في مراسيم رسمية وفي قلب دكا الجنرال الباكستاني نيازي الى نظيره الهندي الجنرال أورورا. ولولا خشية أن تتصدع الجبهة العالمية لما عرف بالحرب العالمية على الارهاب، والتي تشكلت على اثر هجمات الـ 11/ أيلول 2001م، لانفجرت الحرب الرابعة بين البلدين في ظل سباق عسكري محموم، خاصة بعد فشل قمة "أغرا" بين مشرف وفاجبايي في يوليو 2001م، وإثر الهجوم الانتحاري على البرلمان الهندي في كانون أول 2001م، في قلب العاصمة المركزية نيودلهيّ، ومقتل 12 هنديا. فاتهام الهند لباكستان بدعم وإيواء من خطط ونفذ الهجوم كاد ان يشعلها نارا لظى بين الفريقين في بدايات العام 2002م. المراقب للحروب الهندية الباكستانية يرى أن جميعها جاء في سياق الحرب الباردة بين السوفيات والامريكان. فالدعم السوفيتي للهند لم يعرف الحدود، كما أن الدعم الامريكي لباكستان ولأهداف مرحلية واستراتيجية في حينه كان بالمثل. ففي اللحظة التي كان الهنود يتقدمون فيها تجاه الحسم العسكري في حرب الـ 1971م، جاء الفيتو الروسي في 6/ كانون أول 1971م؛ ليعطل قرارا لمجلس الامن لوقف تلك الحرب. وفي المقابل كان بأن تحرك وعبر مضيق ملقا الاسطول الامريكي السابع والذي تقدمته حاملة الطائرات الذرية "إنتربرايز"، حيث وصل الى خليج البنغال في 14/ كانون أول 1971م؛ وذلك كمحاولة لوضع حد لحرب اشتدت نيرانها على من هم حلفاء، ولكن كان التحرك والوصول متأخرا، وبعد فوات الاوان؛ ولربما بقصد، إلى أن أعلنت أنديرا غاندي تحرير كامل البنغال الشرقي من باكستان، وأن دكا وكما قالت في حينه: "مدينة حرة في وطن حر". وعندما قام السوفيات بغزو أفغانستان في كانون أول 1979م، كان لا غنى لامريكا عن استخدام الورقة الباكستانية لالحاق الهزيمة بمن هم أعداء لأمريكا وحلفاء أمريكا هنا وهناك. وكان للجنرال الباكستاني محمد ضياء الحق (1924 – 1988م) دور كبير في هكذا معركة، حيث قام وبضوء أمريكي أخضر بدعم المجاهدين الأفغان؛ وذلك لمواجهة السوفيات ولسحق قواتهم في جبال وسهول وهضاب أفغانستان. ولكن بعد التحرر من قبضة الروس وانسحابهم من افغانستان في 15/ شباط 1989م، أخذ التناحر على السلطة يشق طريقه بين المجاهدين، وبملعوب أمريكي وإقليمي محسوب. وكان بأن بلغ الصراع ذروته في منتصف العام 1994م، وأضحت باكستان وغيرها متهمة في اذكاء نار الفتنة بين مجاهدي افغانستان، وأضحت جراء ذلك بعض قوافلها ومصالحها التجارية في خطر. وهنا كان لا بد للاستخبارات العسكرية الباكستانية من ان تلعب لعبتها، وكان بأن ولدت وانطلقت من رحم المدارس الاسلامية في باكستان وبدعم باكستاني سعوديّ حركة طالبان الاسلامية؛ لتغير واقعا طالما اضحى يقلق الامريكان وحلفائهم هنا وهناك. ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر لتصبح حركة طالبان ومن ينعمون في كنف حكمها خطرا حقيقيا على أمريكا وحلفائها في باكستان وغير باكستان؛ وعلى وجه الخصوص بعد تفجير تنظيم القاعدة لمرآب برجي التجارة في نيويورك، ولسفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام، وما تبع ذلك من هجوم انتحاري على المدمرة "يو. إسٍ. إسٍ. كول" في خليج عدن، ناهيك عن الشعرة التي قصمت ظهر البعير صبيحة ثلاثاء يوم الحادي عشر من أيلول 2001م. وفي ظل النمو الاقتصادي والعسكريّ المتصاعد للصين، وفي ظل التنامي المقلق للوجود الروسي وعلى طول الامتداد الجغرافي لآسيا الوسطى وللشمال الصيني والمنغولي باتجاه الشرق، كان لا بد من تغيير قواعد اللعبة في المنطقة؛ وذلك لما يخدم المصالح الاستراتيجية الامريكية ولو بعد حين. وكانت الفرصة الذهبية هي استغلال احداث الحادي عشر من أيلول 2001م. وكالمعتاد فإن أفضل وقود لترتيبات المرحلة القادمة ولأي صراع في المنطقة، هو استخدام المسلمون انفسهم ضد بعضهم أولا، وعلى قاعدة "الحرق التدريجيّ للمراحل." وكان الانسب لهكذا معركة هم المسلمون الباكستانيون، وبعض من حاربوا السوفيات بالامس القريب، واستغلال من هم لسبب او لاخر ناقمون على حركة طالبان وتنظيم القاعدة. ولضمان عدم تراجع الباكستانيون وانسحابهم من الحرب العالمية على الارهاب، كان من الضرورة بمكان توظيف تبعات الهجوم الانتحاريّ على البرلمان الهنديّ واستغلال ردة فعل الهنود المحمومة ضد الباكستانيين، حيث كان الموقف الامريكي أن لا مجال للمجاملة او المداهنة او المهادنة في الحرب على الارهاب، وهنا يكمن سر اللعبة في ذلك الموقف، وما الهدف الا لضمان رضوخ النظام الباكستاني وجنرالات جيشه واجهزة استخبارته ليبقو جادين في محاربة الارهاب ومنظماته، في الباكستان وفي محيط الباكستان. وبعد ان تتمكن أمريكا من حصاد استغلالها لمواقف وقدرات من وقفوا معها في حربها المزعومة على الارهاب سواء كانوا مسلمون أو غير مسلمون، وبعد أن تعزز وترسخ من وجودها العسكري في قلب أفغانستان وفي أراضي من هم جيران لافغانستان (كقرغيستان وطاجيكستان وأوزباكستان) لسرعان ما تراها في مرحلة قادمة مستعدة لغزو واحتلال الباكستان نفسها، وضربها من الشمال، ولربما من العراق ومن فوق إيران في حالة التفاهم مع إيران كما حدث عند ضرب افغانستان، أو لربما من إيران نفسها في حالة تم اخضاعها وتغيير نظام حكمها، ناهيك عن اسخدام المحيط الهندي وقواعد جزر دييغو غراسيا من الجنوب، ولربما إشراك الهند في هكذا ملحمة محتملة من جهة الغرب، وضمن تفاهمات مرحلية، والا ما هو تفسير تفلت أمريكا وتهديدها من حين لآخر لضرب مناطق القبائل في "وزيرستان" بطائرات اﻟ B-52 أو على الجنرالات الباكستانيون القيام بدورهم وبسرعة، بل ما معنى تسريب معلومات أمريكية استخبارية مفادها ضرورة احتلال بعض أجزاء باكستان قبل فوات الاوان فيما اذا اريد القضاء على الارهاب والارهابيون، بل ما معنى ترويج بعض مرشحي انتخابات الرئاسة القادمة في امريكا لهكذا خطوة جنونية، وتوعدهم باحتلال باكستان بالكامل في حالة الفوز بالانتخابات؟؟؟ الامريكان خططوا للسيطرة على افغانستان وبمساعدة ومباركة الباكستان وغيرها من الدول وعلى رأسها الهند، ولسرعان ما تراهم يخططون ومع الهند لغزو واحتلال الباكستان، ولربما بعد ذلك بنغلادش وغيرها من الدول المجاورة للحدود مع الصين (كبورما ونيبال وبوتان) والهدف في المحصلة هو لضرب عصفورين بحجر؛ إضعاف واخضاع المسلمين اينما كانوا والقضاء على حالة تململهم واستيقاظهم بذريعة محاربة الارهاب، وثانيا محاصرة وتطويق جمهورية الصين الشعبية من الغرب ومن الجنوب والجنوب الغربي، والقضاء على نفوذها المتنامي إبتداء في كوريا الشمالية وفيتنام وبورما وولايات الهند الشرقية (أورانجال برادش، ناغلاند، إمبال، آسام وميزورام) وبوتان ونيبال، ليردف هكذا عمل استراتيجي ويعزز من الوجود الامريكي في كل من تايلاند وكمبوديا وسنغافورة والفلبين وتايوان وكوريا الجنوبية واليابان. وعندئذ على الهند (العدو التاريخي لكل من باكستان وافغانستان والصين الشعبية) أن تعمل هذه المرة مع أمريكا وعلى أسس وقواعد أمريكية النزعة والتطلع وبامتياز، وضد جارتها الصين، أو تفكيكها كأمة هندوسية موحدة وعلى نفس خطى تفكيك وتفتيت الامة الاسلامية واساليب وألاعيب احتوائها والتغلب عليها. ترى ما هو سر تهديد أمريكا بردع الصين عسكريا في حالة تعرضها للهند لصالح باكستان في حرب 1965م، وما هو سر تأخر وصول الاسطول الامريكي السابع الى خليج البنغال في حرب اﻟ1971م لولا كون الهند في الخانة الامريكية، بل ما هو سر التعاون الهندي الامريكي مؤخرا، التقليدي وغير التقليديّ، في الوقت الذي تحاول فيه امريكا وبكل ما اوتيت من قوة منع كل من كوريا الشمالية وايران من امتلاك القدرة النووية، حتى ولو كلف الامر خوض حرب غير تقليدية، قد لا تبقي ولا تذر؟؟!! أمريكا في صراع مع كل من هم في حالة استيقاظ وتنامي وتطور، المسلمون وغير المسلمون، خاصة الصينيون ومن هم على شاكلتهم، والتي تقول التقارير الاستراتيجية بأنهم "سوبر بور" المستقبل القريب. وعلى مسلمين الهند بعد أن تكسر شوكتهم في الدول المجاورة، في الباكستان ولربما في ايران وبعد أن كسرت في أفغانستان وغيرها، أن لا يرفعوا رؤوسهم حتى ولو كان تعدادهم مئات الملايين، وإلا فإن مصيرهم كمصير اخوانهم في افغانستان وباكستان وبنغلادش وكشمير وفلسطين والصومال والبوسنة والهرسك والشيشان وكوسوفو ولبنان وغيرهم في سائر الاقاليم والبلدان. وفيما اذا شاءت الاقدار ان تصبح امريكا إمبراطورية الغد ووجها لوجه مع الصين وعلى مقربة من حدودها ومن كل الجهات، فهي لن تقدم على ذلك وحدها بل سوف تبذل اقصى ما بوسعها لتكون المواجهة من خلال استخدام وتوظيف الجنس الاصفر نفسه وعلى نفس الاستراتيجية التي اتبعتها مع المسلمون في مراحل سابقة، هذا اضافة الى توظيف الهنود أنفسهم فيما إذا بقو والامريكان في خندق واحد، وهو ما أشكك به؛ فالامبراطوريات بعد الانتصارات لا تتحمل من هم أضعف منها. على ما يبدو لي هذا هو النهج المتبع مرحليا واستراتيجيا للقضاء على المسلمين ولاحتواء أو لربما مواجهة كل من الهند والصين. وهو من وجهة نظري تطبيقا عمليا وشبرا بشبر لتنظيرات فلاسفة "نهاية التاريخ" هنتنغتون وفوكوياما، وما تصوروه وافترضوه. ويبقى السؤال الكبير، هل يوفق الامريكان في هذا النهج الاستراتيجيّ، وهل ينجحون؟ هذا ما لا يستطيع أن يتكهن به أحد، كائن من كان. فالايام حبلى بالاحداث والمفاجئات، وهي وبمشيئة وإرادة ربانية في حالة تداول بين الشعوب والامم [وتلك الأيام نداولها بين الناس]. وستبقى مشيئة الله وارادته فوق كل المشيئات والارادات. وسيبقى الحال على ما هو عليه، وسائر الى ما هو سائر اليه، الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 04:31 AM.