مع قياداتنا نواصل المسيرة بالكلمة النزيهة

[تاج الجنوب الحر]

حال المواطن الجنوبي مُدان حتى يُثبت البراءة"
مساكين اهل الجنوب حين ينعتهم المحتل المغتصب بالرجعين والانفصاليين والمتمردين والخونة والعصاة وووووما إلى ذلك من مصطلحات تجارية فارغة من المعنى لا تُستخدم اليوم في الممارسة العملية في الدول الديمقراطية، ولا يجدها المرء إلا في القواميس القديمة التي عفى عليها الزمن. وكم يستهزيء الجنوبي الواعي من هؤلاء حين يسمع اليوم مصطلحات جديدة باتهام الجنوب بعملاء الخارج والقوات الاجنبية ولكن الجنوبيين يعرفون أن الذين يطلقون مثل هذه الشعارات التافهة تعبر عن ميكانيكية الدفاع في عقلياتهم المريضة التي تقتل مواطنيها في بلدانهم. لم يعد الجنوبي يخاف من كلمات مصطنعة في أسواق الذين يسلبون الشعوب حرياتهم وأمنهم وكرامتهم، ولن تزيدهم هذه الكلمات إلاّ اصرارا على النضال من أجل الحرية وتحرير الأرض والانسان من كل علاقة استعمارية تحكمهم.
ميدانُكم الأول أنفسكم
مقولة قالها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: "ميدانكم الأول أنفسكم فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر وإن خذلتم كنتم على غيرها أعجز فجربوا الكفاح معها أولا". إذن ماذا يمكن للجنوبي الذي لا يفكر في اهانة الآخرين وإن اختلفوا معه، أن يفعل مع أولئك الذين يهينون أنفسهم حين يعجزون أن ينتصروا على ذواتهم المريضة، ويكتبون الشتائم لهؤلاء المناضلين والقيادات الجنوبية ؟
وهم بذلك يشتمون أنفسهم حين يقرؤون ما كتبوا، ولا سيما عندما تكون الكتابة باسماء وهمية، مستخدمين ألقابا علمية كاذبة وملفقة.
ليست لدينا أزمةُ دين أو أزمة مبادئ إنما لدينا أزمة سلوك بشري للمحتلين الغاصبين تجاه الآخرين. إن أمراض هؤلاء كما قال فرويد تنبع من نسيان الوجود، وهدف علم النفس هو تحطيم نسيان الوجود. إننا في الجنوب العربي نعمل لإثبات الذات الجنوبية بين الحرائق والنيران لنواصل العمل بممارسة الإرادة . أن "السياسة ممارسة الإرادة". وحين تمارس إرادتك بنزاهة بعيدا عن الاهانة، تحقق أكثر من مجرد المقولة القائلة: "السياسة فن عمل الممكن". نحن ننتظر الوحوش التي تهاجم كل مناضلا جنوبيا لتنبش لحمه، ولكننا لا ننهزم .
إننا تعلمنا من وعينا بالتاريخ بفعل ما لاقيناه من تشرد وحرمان وعذاب وتهجير وقتل وهدم وحرق واغتصاب ووووالقائمة طويلة كيف أن (مارد) قاوم أمواج البحر وشعر أن الساحل يتقدم نحوه كما يتقدم هو نحو الساحل فوصل إلى الأمان.
ان الجنوبيين يعملون تحت ظل الجنوب الاب والام والارض فليس لنا شي غير ( الجنوب او الموت ) ( والجنوب قدس الاقداس ).
ستبقى الجنوب تحترق حتى نطفيء النيران بالوعي والتسامح والمحبة والاقرار بالذات والاعتراف بالغير، لنحَوِل شتائم الذين يخبؤون أنفسهم في الظلام عرسا لانتحار الأفواه التي تنبعث منها رائحة كريهة.

نحن من أنصار شعبنا ونحمي قياداتنا ومكاسبنا بالكلمة الحرة النزيهة
يريد الجنوبيين أن يعيشوا بحرية وسلام مع اخوانهم في الجوار، ويحترموا حقوق الجميع في الحرية والتقدم مقابل أن يُحتَرَموا من قِبلهم. لكن الأعداء بأثواب وحدوية كانوا أو دينية يريدون أن يُرعبوا المناضل الجنوبي الحر والشريف في الداخل والخارج , حين يدافعون عن قياداتهم ومكاسبهم التي حققوها بإرادتهم ودماء شهدائهم الأبرار لأنها مسؤوليتهم في هذا الدفاع الحق. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال أو كما قال: سيأتي يوم يشتم المرء أباه وأمه. فقال له أصحابه: وكيف يشتم المرء أباه وأمه يا رسول الله؟ قال: أنت تشتم الآخرين فيشتموك.
ونقول لا تشتمه لتعود إليه شتائمه، ولا تسبه ليغرق في مسباته، ولا تهينه لأنه مهان في ذاته. كن انسانا لتعرف نفسك ويعرفك غيرك فـ "قيمة كل انسان بقدر همته" مقولة أظن أن الإمام علي عليه السلام قالها في زمانه.
نحن من أنصار شعبنا ونحمي قياداتنا ومكاسبنا بالكلمة الحرة النزيهة، وكان صمودنا عظيما حين تحدَّينا القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي وهراوات العسكر ,واتهامات السلطة الرجعية المتخلفة المغتصبة لارضنا وشعبنا، وشتمها لقياداتنا. وقد حكمت محكمة التاريخ عليهم بالفشل والهزيمة النكراء.
نحن لا نخاف أن نقول الحقيقة. أنا من أنصار الابطال حسن باعوم والعميد ناصر النوبة رموز النضال الشعبي وقادة مسيرته الطويلة المقبلة. وأنا من أنصار الرئيس علي سالم البيض والرئيس علي ناصر محمد والبطل معالي رئيس الوزراء السيد حيدر ابوبكر العطاس والسيد وزير الداخلية المناضل محمد علي احمد, والدكتور عبدالله وسعادة السفير احمد الحسني وسعادة السفير عوض كرامة , والمناضل الشحتور , وكل القادة الجنوبيين . وفادي باعوم الشبل الجديد نجل ذلك العملاق الذي عرَّف العالم بقضية شعبنا وواصل مسيرته. أنا من أنصار كل زعيم وطني جنوبي وزعيم وطني جنوبي يعيش بين المخاطر معرضا حياته للخطر لأنه يقود المسيرة النضالية.
الجنوب أمنا الكبرى، أما الأعداء الذين لا يروقهم حبنا لبلدنا ووطنا الجنوب ، واحترامنا وتقديرنا ومحبتنا لشعبنا وقياداتنا دون تملق، ونقدنا للأخطاء بمسؤولية ونزاهة، فليضربوا رؤوسهم بصخور جبال ردفان وشمسان ومكيراس ويافع والمكلا والضالع وكل جبال الجنوب الشماء التي قاومت الغزاة منذ فجر التاريخ، وستبقى شامخة تُقاوم الغزاة ماشاء الله تعالى أن تُقاوم.
سنفدي بأرواحنا ودمائنا دفاعا عن أرضنا وقياداتنا وشعبنا ووطننا حتى نضع للأرض حدودا وللأمة على أرضها عزة وكرامة، ونعيش على قدم المساواة مع أخوتنا وجيراننا على أسس العدالة، فلن تحكم العلاقات الاستعمارية الجنوب وشعبها بعد اليوم.
مرجعيتنا هي الشعب الجنوبي وقياداته المنتخبة
ليس لنا مرجع ديني أو زمني ولا نستلم الأوامر من أي شخص يضطهد شعبنا بأسم الدين مهما حمل على راسه عمامة كبيرة، وربى على وجهه لحية طويلة، ولفَّ على جسمه جبة أطول. مرجعيتنا هي الشعب الجنوبي وقياداته المنتخبة من قبل الشعب ان شاء الله ، والسيادة للشعب الجنوبي .
فلا أحد يمثل ظل الله في الأرض، لأننا نؤمن بالله تعالى وحده، ونرفض الذين يتاجرون بالدين أويقتلون شعبنا بأسم الدين أو الآيديولوجيات والوحدوية الاستعمارية .