القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
رغيف خبز ساخن .
غيف خبز ساخن .
رغيف خبز ساخن . من الصباح وهو يشتهي رغيفَ خبزٍ ساخن ... لكنه ومن الصباح وهو يلهث أمام الحياة ويلهث ... من الصباح وأذناه تلتقط أخبارا مؤلمة يحشرها في صدره فوق الأخبار المتراكبة ... من الصباح تناهى لسمعه خبر، أن أخيه طلق زوجته ، وأنها تركت أطفالها ، وذهبت إلى بيت أهلها في دولة أخرى .. وأن أخاه أرسل أطفاله إلى بيت أخته المستهترة في دولة أخرى ، تشتعل فيها الحرب ويبيع التجار ويشتري، الأطفال والنساء والرجال ، أو بمعنى آخر الإنسانية ... ومن الصباح تناهى لسمعه أنّ زوجة أخيه قد سجلت في كلية الحقوق في الجامعة غير مبالية بأطفالها ولا ابنها ذو العامين الذي يرقد مريضا في المشفى لفراق والديه اللذين ما زالا على قيد الحياة ، وافترقا ... الأم سارت في اتجاه الشمال والأب سار في اتجاه الغرب ، وهل يلتقي الدربان ؟!!! الطفل ذو العامين في المشفى يلهوس بالحمى وغير قادر على الحراك ، يموت ببطء ... العمة غير مبالية بطفل يموت ، فهمومها الدنيوية أكبر !! والأمّ في دولة أخرى تجاهد لتنتقم من الأبّ ... والأبّ في دولة أخرى يجاهد ليسافر إلى بلاد الغرب ، ويسمع خبر مرض ابنه ويقول : - سيُشفى وأرسل لآخذه لاحقا ، وفروا نصائحكم لأنفسكم أيا صحبي رجاء ... ... من الصباح وأخبار العالم تدور مع الكرة الأرضية وتدور ،وتلف وتعود ، لتخترق طبلة أذنه ودهاليز سمعه ، وتضغط على أعصابه : قصف هنا وقتل هناك ... دمار هنا ودماء هناك ... أنسجة عنكبوت تُحاك بأيدٍ سياسية ، والضحية دائما بنظرهم حشرات لا تستحق الحياة ... ...... من الصباح وهو يشتهي رغيف خبز ساخن ... وقد حلَّ المساء ولمّا يتناوله ... عائدٌ من السوق ، قد أنهكه الركض طوال اليوم ، والجوع نال حتى من عزيمته .. مرّ على المخبز واشترى الأرغفة الساخنة ... - هاتِ يا زوجتي العشاء فالخبز ساخن ... جاءته إشارة واتساب ، قرأ الخبر : "ابن أخيك ذو العامين قد مات " ... بَردَ الرغيف الساخن ... و الدموع أغشت الصورة حتى صارت سرابا ،وامتزجت مع دقيق الرغيف ... والمساء - ينسج سترة السواد - لم يكن خيرا من صباح مزَّق خيوط الشمس .. القلب ابتلع حسرة ، وقفت كالغُصَّة في الحلق : ماذنب طفل بريء أن يموت حزنا !!! أن يكون الإنسان ظالما وقاسيا ، كقسوة الحجر !! أن يكون العالم لعبة بأيدي السياسة !!! أن يكون الرغيف الساخن حلم أناس وأطفال جائعين !!! ما ظنّ يوما أن يموت إنسانٌ جوعا ، والأرض تغصُّ بالنِّعم .. أن يموت طفل ألما ، والطفولة عنوان الفرح ...
__________________
ربما ذات ربيع بين شدو الطيور ونثر الزهور قد يُخلق لنا لقاء |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:52 AM.