القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
الإرادة السياسية بين العاطفة والاستحمار !
الإرادة السياسية بين العاطفة والاستحمار !
اياد الشعيبي الأثنين 2015-03-02 2:11:43 am . الإرادة السياسية وحدها من تغير الواقع وتصنع المتغيرات .. فاحذر ، فتغييرك لإرادتك ومواقفك السياسية وإحساسك بالضعف في قناعاتك الفكرية ، يجعل كل قضيتك عرضة للضياع والتشتت والانحراف .. ستكون أشبه باولئك الذين وقعوا اتفاقيات أوسلو بحثا عن السلام .. ولا زالوا حتى الآن يبحثون عن أوطانهم وما وجدوها وما وجدوا سلاما!! . إنّ مواكبة معطى ما ، لا يعني أبدا القبول به والخضوع له. فمثلا مواكبة معطى أن الحوثي بات قوة في الشمال بعد سيطرته على مساحات دولة واسعة هناك هذا أمر والقبول بالحوثي كمعطى والاقتناع بما يمليه شيء آخر تماما .. مواكبة عودة عبدربه هادي إلى عدن وتداعياتها شيء مطلوب بل ومن الأهمية فهمها وحسن التعامل معها واستغلالها بما يخدم قضية شعب الجنوب ، والقبول والخضوع بسياسات هادي ومن يقف ورائه كمعطى أمرٌ آخر . ولو كان ذلك ينطلق وفق اجتهادات البعض ضمن مصطلح “التكتيك” الذي أتحداهم جميعا أنهم التقوا بهادي أو من يمثله وحاشيته في عدن ليخبرهم بمثل هذا الكلام ، عدا أنهم يتصورّون ذلك فقط وهم يسجلون مواقف سياسية دُفعوا لها إعلاميا وسياسيا ، غير مدركين لعواقبها الكارثية. . فهم وإدراك معطى أن هناك ضعف في بنية الحراك الجنوبي التنظيمية ، وهشاشة في مصفوفة قياداته وضبابية في استراتيجياته نحو آلية تحقيق أهداف الشعب العظيمة ، هذا شيء ، والخضوع والقبول بهذا الضعف وبهذه القيادة وكل مساوئها شيء آخر تماما.. بل أمرٌ مرفوض من وجهة نظري . ومن هذا الاختلاف تتولد هنا مسئوليتنا ودورنا في توضيح ذلك للعامة بما يدفع باتجاه معالجة نقاط الخلل واتخاذ القرارات الصائبة والذكية التي لا تمس جوهر قضيتنا العظيمة. . يشعرني بالألم أن يتحول صفوة من بعض الذين كنت أحسبهم من النخبة المثقفة داخل الجنوب إلى ضحايا سهلة لخطاب اعلامي وسياسي واسع أفردته أقلام وصحف ووسائل إعلام وأنظمة دول ، في محاولة لحصر حدود تفكير النخبة الجنوبية وجرها لمربعات ضيقة سيكون الخروج منها مستحيلا بل وصعبا جدا وبالغ الثمن . في حين أن هذه النخبة الجنوبية تمثل رافعة أساسية في استمرار قضية شعب الجنوب و (تقية) تفضح سراديب الخبث الاعلامي وتكشف نهج السياسة العاهر الذي دائما ما يستغل حالة ضعف ما هنا وحالة إنهاك هناك لصناعة مشهد سياسي وبناء زندقة فكرية تحت لافتة فن الممكن وفرضيات المرحلة. . لا يعنيني أولئك الذين كانوا بالأمس يصفون عبد الملك الحوثي بـ “سيدي” ويعتبرونه رمزا للتحرر والذكاء السياسي ، في حين انا شخصيا اعتبرته “شابا مراهقا” ، وتراهم أنفسهم اليوم يتبولوّن عليه بعد أن بدأت تتشكل قوة سياسية في عدن تتصدرها النخبة السياسية والإعلامية لحزب التجمع اليمني الإصلاح بقيادة العائد هادي ، وتدعمها دول عتيقة التصلب بمواقفها السياسية الحامية للإخوان وشعارات “الوحدة اليمنية” معاً . بل يعنيني اولئك البعض ممن اعتبرهم من النخبة الجنوبية المناضلة وهم يصوّرون هادي بطلا حاد الذكاء ولا أدري وفقا لأي معطيات سوى أن الرجل فرّ إلى عدن بشرعيته القادمة من الشمال ، وبل ويمنّون أنفسهم بخجل أن يلتفت سيدهم هادي إلى فتات من مطالب شعبهم الجنوبي ، كأن مثلا يلتقي مع قبائل وشخصيات جنوبية على غرار لقاءات شمالية ، أو مثلا أن يتكرم بمقابلة بعض اطراف الحراك ويطمئنهم انه لن يتعرض لهم !! أيُّ ضعفٍ هذا !! . المحزن أيضا أن يظهر لك بعض ممن يسمّون أنفسهم قادة ومثقفين ولم تتعفر بعض أقدام منهم تراب مسيرة حتى ، يحذّرون ويولولون ويزمجرون من مؤامرة ومحاولة جر الحراك الجنوبي لاتخاذ مواقف ضد هادي ، لأن مسيرة ستخرج رافضة لدعوات جر الصراع من صنعاء إلى عدن.!! ترى بربك بأي نظرة يتحدث هؤلاء ، لماذا يتعاملون مع الشعب الجنوبي وكأنه طفل رضيع لا يفقه شيئا ، ويحاولون تخويفه وتذكيره بـ 13 يناير .. فقط لأن مجموعة رأت بخطورة ما يحاك في عدن وأرادت أن تقرع ناقوس خطر قادم ، سيقضى على جنوبيتنا ويدخل الجنوب في باحة أشلاء تتنازعها قنابل التمترس الطائفي المشحونة ضمن سيناريو هكذا يمضي ويعد له محليا وخارجيا . . عندما تكشف مصادر خاصة قبل تاريخ انقلاب الحوثي وقبل اعلان هادي استقالته أن هناك تجنيد ممنهج لشباب يمنيين ترعاه دولة خليجية كـ قطر ضد مساعي استقلال الجنوب وتحشيد الدعم لمواجهة الحوثي وإعادة دور حزب الإصلاح الريادي ، فإن ذلك يستدعي منا جيدا فهم كل ما حدث ويحدث عقب عودة هادي إلى عدن ، وقراءة المواقف السياسية المتسارعة تترا لدول الجوار بحذر شديد وبناء القرارات الحاسمة على ضوءها بوضوح شديد وعدم تحويل مبدأ التكتيك إلى غباء سياسي والتصلب السياسي إلى خضوع. . إن أهمية فهم المعطيات ومواكبتها لا يعني أبدا وبحال من الأحوال القبول بها والخضوع لإملاءاتها وشروطها ، كما أن غياب العقل في دراسة كل ما يحدث من أصغر نقطة جغرافية داخل الجنوب إلى أكبر قطب جغرافي عالمي وعكسها على القرارات السياسية المتخذة وفهم المشهد متكاملا ومآلات نقاطه الساخنة هو استحمار سياسي سيجعلنا نندم ليتنا فعلنا ما أردنا فعله لا ما أريد منا قوله وفعلناه! . * إعلامي جنوبي مقيم في زيورخ
__________________
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 12:53 PM.