الدكتور عصام غانم الحل كوندفدرالية ومناقشة سلبيات الوحدة

[مهفوف]

قرار لمناقشة السلبيات

صدر القرار الرئاسي لعام 2007م لدعوة الشعب لمناقشة سلبيات الوحدة.
و يعتقد بعض الناس أن الحوار في ندوة لا يغني عن المظاهرات التي كفلها الدستور و الديمقراطية التي بدأت بالوحدة الإنتقالية في 22 مايو 1990م و تعثرت في 27 أبريل 1994 عندما بدأ الاقتتال في عمران بين قوات شمالية و جنوبية ( و لو أن تاريخ بداية حرب الردة و الانفصال صحفيا هو 4 مايو 1994م). في ديسمبر 1989 كتب أحد المغتربين (المعترف به في الدول المتطورة) في جريدة الخليج بالشارقة يحذر من وحدة انتقالية و اندماجية و ينصح بالوحدة الكنفدرالية لتجنب حرب أهلية . نبه إلى جهود جمعية طز و في كتابات أخرى بالإنكليزية أشار إلى أن صدام حسين إنما اعتقد بأن توحيد اليمن سيوفر له جبهة قتال ضد السعودية بحجة إستعادة عسير و المخلاف السليماني و خرجت المظاهرات في صنعاء تهتف :
بعدك بعدك بانسير* يا صدام إلى عسير
لا نستطيع فهم السلبيات بدون أن نعود إلى ما سبقها من أحداث هامة مثل إغتيال القاضي الحجري في لندن عام 1976على يد كارلوس ( الذي كان يعيش في التواهي).
و كي لا تتحول هذه الكلمة إلى مجلد أطلب ممن لا يعرف مثل ذلك الأمر أن يعود إلى المراجع و إلى الراسخين في العلم .
و من الإفرازات خلف المنعطفات التي ستساعد في توسيع الخلفيات دراسة ثورة الزرانيق العلى عام 1928م و المطالبة بالحكم الذاتي لدى عصبة الأمم و احتلال الأمير فيصل آل سعود للحديدة عام 1933.
في 30 نوفمبر 1989م وقع علي سالم البيض على إتفاقية مع الرئيس على عبد الله صالح في عدن لتوحيد الشطرين.
و ممن قام بالتعليق:
1- سعيد صالح الردفاني: بعتنا يا بيض لصدام؟
(صدم كلب سيارة سعيد صالح عام 1991فانفجرت)
2- صالح منصر السيلي: إذا قررتم الوحدة فصفوا أموركم أولا مع الزمرة التي ستكون خطرا علينا في حالة الاقتتال مع الشمال نتيجة هذه الوحدة غير المدروسة.
(فر هاربا في 7 يوليو 1994 من التواهي إلى بربرة و أستقر مع أخواله في هرجيسة). من هم الثلاثة الذين قادوا معارك 1994؟ أحمد الحسني علي عليوة،عبده ربه منصور هادي : كلهم زمرة.
3- محسن محمد عبد الله سعيد الشرجبي : إذا فشلت الوحدة فهل سيكون هناك مخرج من النفق؟
(قضى عشر سنوات في المنفى بعد حرب 1994م). إذن كانت هناك تحفظات من قبل أعضاء في المكتب السياسي و اللجنة المركزية و مجلس الوزراء في اليمن الديمقراطي و لم يستشر الشعب كما أكد حيدر العطاس على ذلك . و إذا دك العقيد عشال العوالق عام 1968م فالمحفد عام 2007م ملتقى أبين و العوالق فعفا الله عما سلف كما يقول العقيد سعيد شحتور و أذا نسب مقتل علي شايع الضالعي إلى بعض أنصار أحمد مساعد حسين (من شبوة) عام 1986 فإن ابن الشهيد يرفع صورة الرئيس و الأمين العام الأسبق علي ناصر محمد (الحسني) و لقد إستضافت يافع الصلح بين الزمرة و الطغمة .
و لقد كان عبد الفتاح إسماعيل الجوفي أكثر الدعاة إلى (يمن ديمقراطي موحد ) كما دعا الرئيس إبراهيم الحمدي إلى وحدة كنفدرالية.
إذن الوحدة تمت بطريقة غير مثالية و إلا :
لا فرق بين عبادل و عواذل ... في الأصل و التأريخ و الميلاد (د.غانم ) .
ماهى السلبيات و المشاكل التي نجمت عن الوحدة ؟
أولا – لا يمكن أن ننكر بأن الوحدة جعلت اليمن أكبر لولا خسارة عسير . إلا إن حجم الدولة كان يتطلب نظاما فدراليا كما قال سالم صالح محمد ( نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي سابقا )و الذي انضم إلى العطاس في أبو ظبي.
ثانيا- إستمرت الخلافات المذهبية :
‌أ- المذهب الزيدي في شام اليمن ( الصالحية و البترية و السليمانية )
‌ب- المذهب الجارودي قي صعدة و عند سادة شهارة و غيرها
‌ج- المذهب الإسماعيلي في حراز و باب السلام بصنعاء و سوق البهرة بعدن
‌د- المذهب الحنفي في ريمة
‌ه- المذهب الأباضي في المهرة و سقطرى
‌و- المذهب الشافعي في المحافظات الجنوبية و الشرقية و اليمن الأسفل
‌ز- الديانة اليهودية في أنحاء من ريدة
‌ح- المذهب الحنبلي عند السلفية في أرحب و مأرب و صرواح و الجوف و غيرها
‌ط- الصوفية عند سادة حضرموت
‌ي- التبشير المسيحي
‌ك- القرامطة الجدد
‌ل- الأشاعرة في زبيد
ثالثا- كان الشعب اليمني موحدا إلى حد كبير قبل الوحدة فمثلا كان اليمني الشمالي ينال البطاقة في عدن خلال 48 ساعة على الرغم من أن بعض الثملين قد يقول له في منتصف الليل بمزحة : بطل الشمة يا جبلي .
أما مؤلف شعر الغناء الصنعاني و محقق صنعاء حوت كل فن فقد كان يحمل بطاقة جنوبي مقيم في مدينة أزال و أما صالح قاف من أحد بنوك الحديدة فلقد نال تلك الدرجة من دار البشائر بعد 13 عاما من المحاولات .لست مشدودا إلى الماضي و لكن كما تقول الأغنية الشهيرة : الماضي حبيبي و كما تقول مقدمة إبن خلدون : الآتي أشبه بالماضي من الماء بالماء .
رابعا – انهارت العملة من 4 ريال للدولار إلى 200ريال .
خامسا- أصبحت الطائرات الأجنبية بدون طيار تقوم بقتل المواطن بدون محاكمة (مثلا الحارثي)
سادسا- التفاحة السليمة لا تشفي التفاحة الفاسدة.
سابعا- تفشت الرشوة في المحافظات الجنوبية و كانت تعاقب قبل ذلك بالإعدام و أصبحت شطارة .
تاسعا- تفشى مضغ القات في عدن يوميا و كان قبل ذلك مسموحا يومي الخميس و الجمعة. و كما قال الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله : القات آفة إقتصادية .
عاشرا: تفشت البطالة .
11- ازداد الفقر .
12- انتشرت أمراض جديدة مثل الشيجيلا.
13- ظهرت عصابات لبيع الأطفال على أثرياء أجانب للعبث بهم .
14- نضب الماء من سوء الإستعمال
15- أصبحت الكهرباء: طفي لصي و تسببت في مصائب. و لقد أحسن الرئيس بقراره بدعم مشاريع الكهرباء بواسطة احتياطي البنك المركزي .
16-وصلت اليمن إلى حروب داخلية تستعمل أسلحة دمار شامل(مثل السكود) .
17- كثرت الجرائم و بالذات السرقة بمختلف أنواعها و مستوياتها حسب التقارير الرسمية.
18-أصبحت بعض المدارس بدون كراسي في عدن بعد الفيد.
19- إزدادت الصراعات القبائلية
20- تعثرت المنطقة الحرة و لم تتمكن من إستعادة أمجاد ميناء التواهي بل إن الحركة في 2007م أضعف مما كانت عليه في 1967م : شعب بحمد الله يمشي للورا(أبو الأحرار).
21- طفحت المجاري.
22- أصبح أولاد أبي جهل يقيمون العلماء و يقولون : المسألة مزاج...و لا مفر من قدرتنا على هدر الكرامة .
23- أزداد جنون البشر.
24- الكادحون يقرؤون سورة الإنشقاق يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)
25- المسحوقون يتندمون على الماضي .
26-ضعف المستوى في اللغات و بالذات العربية و الإنكليزية .
27- أزداد التدخين.
28- طرد أكثر من مليون يمني في المهجر كانوا يعولون عدة ملايين.
29- أصبحت تأشيرة العمل في دول كثيرة منها دول الخليج شبه مستحيلة على الرغم من الحديث المتواصل عن انضمام اليمن إلى مجلس التعاون.
30- أصبحت بعض الإتفاقيات النفطية سرية حتى عن البنك المركزي و تتم بدون موافقة مجلس النواب السيادية حسب الدستور.
لن استطرد فالقائمة أطول بكثير و لكن هل من حلول:
1- الأسعار: القمح في إرتفاع عالميا . و لكن لماذا لا يتم الاستثمار في زراعة القمح مثلا في قاع جهران (كما نصح الرئيس)؟
2- البطالة : أين المستثمرون في مشاريع ببلايين الدولارات لبناء مدن؟
3- الكوادر : هل التعيينات حزبية , قبلية , طائفية , مناطقية ؟ مسيسة؟ أم أن كل ذلك دعايات مغرضة ؟
4- الإستهتار: لماذا حجبت المستحقات في المحافظات الجنوبية 13 عاما؟
5- الفكر الأركزي: هل سيتقبل أناس عرفوا المفاهيم الأوربية ( الإنكليزية و الروسية) لمدة 150 عاما عجرفة حارة أركزة ؟
المشاكل و السلبيات كثيرة و لكن المهم هو الحلول.
و ختاما أشكر الرئاسة الرشيدة على دعوتها الكريمة لإبداء الرأي في سلبيات الوحدة.

تعقيب

هناك من يرى أن المسئولين لا يحسون بأنات الشعب لأنهم لم يذوقوا المعاناة و لكن التأريخ أمر آخر .
لينين كان من أسرة برجوازية و خريج قانون قبل مئة عام .
د.فيدل كاسترو ورث مزارع السكر و التنباك عن والده و مع ذلك خضعت للتأميم على يديه.
الثائر الفرنسي فولتير كان قانونيا و لغويا بارزا و دعا إلى المواطنة المتساوية.
الدكتور نكروما رئيس غانا عاش حياة متواضعة و دعم حركة عدم الإنحياز.
غاندي كان من أسرة برجوازية و درس في بريطانيا و مع ذلك نزل من برجه العاجي و أنضم إلى المزارعين.
الأمير القمندان كان ملتصقا بشعب لحج و حريصا على الزراعة .
أنتوني بن تنازل عن رتبة لورد و أصبح عضوا في البرلمان البريطاني و يخرج في المظاهرات مع عامة الشعب ضد الحروب و هو في الجناح اليساري من الحركة العمالية و كان شديد الانتقاد لبليروحربه على العراق على الرغم من نقده لصدام .
تأثر الإمام البدر بمصنع الغزل و النسيج الذي بنته الصين الشعبية عام 1956م إلى درجة أن اعتنق بعض الأفكار الإشتراكية مما دفع بالحكومة البريطانية في عدن ,حسب كتابات الشاعر الكبير عبد الله البردوني, بإرسال باخرة محملة بالمعونات إلى الحديدة لدعم ثوار 1962م و هناك كتابات لبعض الضباط الأحرار تسخر من البردوني لأنه أعمى (فكيف رأى الباخرة ؟ حسب قولهم ) بل توجد كتابات عن تردد بعض الضباط على مكتب الوالي الإنكليزي في عدن حتى في شهر سبتمبر 1962!
بعد تخوف بريطانيا من نفوذ الجيش المصري و الضباط الروس عام 1964 في صنعاء و تعزو زيارة جمال لليمن , تغيرت العلاقة و تم دعم البدر.
إذن الملعقة الفضية في الصغر ليست هي المعيار . دحلان نشأ فقيرا و أصبح مع أقصى اليمين و شديد القسوة؟


د. عصام محمد عبده غانم
( دكتوراه لندن و زمالة جمعية المحامين الدولية)
(الرأي العام ، 4 ستمبر 2007م)

[مهفوف]

توضيح من يعلم من يكون هذا الشخص سيعلم ان
نضالنا يمشي الي الامام بامتياز
تحيه لكم
اخوكم مهففوف