القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
الشرعية واغتيال العقل والضمير
الشرعية واغتيال العقل والضمير إن قضية القبول الأعمى بإملاءات السلطة في حياة الإنسان مازالت تحير الدارسين لها. قبل بضعة عقود أجرى عالم النفس الأمريكي ستانلي ملجرم تجربة على عينة من المتطوعين بعد أن أقنعهم بأنه يدرس موضوع الذاكرة عند الإنسان. لقد طلب الباحث في كل تجربة من أحد المتطوعين أن يعاقب متطوعا آخر بصدمات كهربائية متدرجة في القوة حسب أوامر الباحث. لقد كانت مفاجأة وصدمة للباحث عندما اكتشف أن ثلثي المتطوعين كانوا على استعداد للاستجابة لأوامره بزيادة قوة الصدمات الكهربائية بالتدريج حتى وصول من "يعاقبونهم" إلى قرب فقدان الوعي وهم يصرخون من شدة الألم والمعاناة. ماذا كان سر هذا القبول الأعمى من قبل المتطوعين لسلطة الباحث؟ لقد كان السر يكمن في اقتناعهم بشرعية تلك السلطة، وفي هذه الحالة شرعيتها العلمية. إن إقناع الناس بشرعية أية سلطة على مستوى السياسة أو العلم أو الأخلاق وغيرها يؤدي بهم إلى قبول أوامرها وتوجيهاتها قبولا شبه أعمى، حتى لو كانت تلك الأوامر غير منطقية ومخالفة للضمير والقيم الإنسانية. من هنا يمكن فهم استماتة سلطة اليمن الشمالي في الأراضي الجنوبية لإيجاد مخرج لتثبيت شرعيتها بدءا بالحرب القمعية و انتهاءً بترهيب المواطنين الجنوبيين ....الخ إذ ما إن يقتنع الناس بشرعية هذه السلطة حتى ينقلبوا إلى أدوات وصنائع لتمرير ما لا يخطر حتى على البال. لنأخذ مثال القدرة العجيبة لممارسة القسوة والامتهان الجسدي التي لدى ما يعرف بشرطة الشغب. إن هؤلاء من بسطاء الناس، بل من المسحوقين في حياتهم المعيشية، ومع ذلك لا يترددون في إسالة دماء وإهانة كرامة طلاب وطالبات صغار يتظاهرون بعفوية وحسن نية وبراءة الشباب أو مظاهرة مشجعين كرة قدم ....الخ والأمثلة كثيرة ، إن التفسير الوحيد لمنظر بوليس شغب، مدرعا بكل أنواع الحماية لجسده، وهو ينهال بهراوته على فتاة في عمر بناته حتى تفقد الوعي وتسقط على الأرض أو على شاب أو رجل كهل، لا يمكن إلا أن يكون في اقتناعه المسبق التام بشرعية السلطة التي يمثلها وبحقها الشرعي في أن تفعل ما تفعل إلى حد أن يستطيع ذلك الاقتناع أن يعمي عقله وقلبه وروحه. والأمر ينطبق على الفقراء المهمشين البائسين وهم يهتفون بحياة رمز السلطة الذي بلغ في عيش البذخ والرفاهية، ويدافعون عن حقه في أن تكون له كل تلك الميزات حتى لو كانت على حسابهم وحساب أولادهم. وهناك إذن حاجة ملحة إلى أن يركز كتابنا السياسيون والاجتماعيون في اليمن الجنوبي وفي اليمن الشمالي كله على موضوع شرعية سلطة اليمن الشمالي التي في غفلة من الزمن وغياب الوعي لدى الناس، بنت لنفسها نظام للشرعية مبنية على الأساطير أو التلفيق التاريخي أو الأيديولوجيات المشكوك في منطلقاتها، هناك حاجة إلى تفكيكها ووضع أطروحاتها في ضوء التساؤل والتمحيص من أجل إزالة الزبد . وهذا المقال موجه لكل من في اليمن الجنوبي أو اليمن الشمالي ليفهموا أن هذه السلطة (سلطة اليمن الشمالي) لسلطة مقيتة مبنية على الخداع والغدر والأقاويل الباطلة وبالتالي التخلص منها. حبيبي الجنوب |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:35 PM.