النسخة الكاملة بالعربية من ((( تقرير مجموعة الأزمات الدولي)))

[حضرمي وافتخر]

عرضت في مقالة سابقة الملخص التنفيذي لتقرير مجموعة الأزمات الدولي 6 صفحات وقد أسعدني الحظ بالحصول على النسخة الكاملة من التقرير وباللغة العربية التقرير في غاية الأهمية وقد تناول القضية الجنوبية بتفصيل كامل 44 صفحة مع تحليل أسبابها, مواطن القوة والضعف للقضية الجنوبية في الوقت الراهن, مواقف الدول المختلفة تجاهها والبدائل المختلفة المتداولة حاليا لمعالجتها.. ولحضرموت موقع خاص في هذا التقرير نورد هذا الجزء كما ورد في التقرير:


"إن محافظة حضرموت تحتل موقعاً هاماً في المعادلة الجنوبية، إنها المحافظة الأكبر، حيث تغطي حوالي 37% من المساحة الإجمالية للبلاد، لكنها موطن 5% فقط من السكان، كما أنها تفخر بثقافة حضرمية متميزة، وساحل طويل، وجالية مهاجرة غنية وبحصة كبيرة من الثروة النفطية المتبقية في اليمن، وهذه الأخيرة هامة جداً بالنسبة للاستقرار المالي للبلاد وستكون محورية لأي دولة جنوبية مستقلة جديدة، وعلى هذا الأساس، فإن إمكانية قيام حضرموت مستقلة هي فكرة غير مقبولة لمعسكري دعاة الوحدة ودعاة استقلال الجنوب على حدٍ سواء".
"دعاة استقلال الجنوب ينكرون بقوة أن لحضرموت تطلعات لإقامة دولة مستقلة ويزعمون بأن هذه فكرة ابتدعها النظام ونشرها لتقويض وحدة الجنوب، طبقاً لأكاديمي حضرمي وداعم لاستقلال الجنوب، فإن "أقلية صغيرة في الجنوب تحدثت عن استقلال حضرموت، إلا أن هذا المطلب لا يعود بالنفع على الجنوب، كان هناك دائماً صلات تاريخية بين حضرموت وعدن، والأقلية التي تدفع باتجاه استقلال حضرموت يشجعها النظام"، أحد القادة الحضارمة للحراك في عدن مضى خطوة أبعد في إنكار التطلعات الحضرمية قائلاً، "فكرة حضرموت مستقلة فكرة غير موجودة، هذه دعاية حكومية لخلق الصراعات داخل الحراك".
"لكن ورغم الادعاءات المتكررة بالعكس، فإن هناك قدراً هائلاً من التخمينات فيما يتعلق بالخيارات السياسية للحضرميين، يبدو كثيرٌ من اليمنيين مقتنعين بصدق بأنهم إذا أعطوا الفرصة، فإنهم سيختارون الاستقلال، وقد أثار إعلانٌ من قبل المجلس الأهلي الحضرمي في يونيو 2011م في مدينة المُكلا الساحلية مزيداً من الشكوك، أصدر المجلس وثيقة بعنوان "حضرموت: الرؤية والمسار"، التي كان هدفها المعلن بناء إجماع حول المكانة الخاصة لحضرموت في أي ترتيب سياسي مستقبلي، وأكدت الوثيقة على أن إرادة الشعب الحضرمي أُهملت في ظل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية اليمنية على حدٍ سواء، ولذلك فإنها تقترح مدونة حقوق لحضرموت لضمان الحكم الذاتي في المستقبل والسيطرة على الموارد المحلية، من بين أهم المطالب ما يلي":
1- في الحد الأدنى، ينبغي أن تكون حضرموت منطقة في سياق نظام فيدرالي.
2- ينبغي أن تتمتع المنطقة بحقوق كاملة في إدارة شؤونها، وثرواتها ومواردها، آما يجب أن تتلقى ما لا يقل عن 75% من الإيرادات المستمدة من هذه الموارد.
3- ينبغي أن يكون للإقليم جيشه الخاص وأجهزته الأمنية الخاصة التي تسهر على أمن مواطني الإقليم.
"يمثل المجلس آراء مجموعة واحدة فقط من الأكاديميين، والسياسيين، ورجال الأعمال ونشطاء المجتمع المدني الحضارمة فقط، رغم ذلك، فإن الوثيقة تقدم دليلاً واضحاً وعلنياً على الاختلافات المناطقية الهامة في الجنوب وعلى التطلعات الخاصة للحضارمة التي ستلعب دوراً في أي ترتيبات سياسية جديدة، يتوقع الشماليون أن أثر الوثيقة سيكون الحد من الدعوات الجنوبية للاستقلال، وبالفعل، فإن من بين جميع الأقاليم التي تدعي بحقها بالحكم الذاتي أو الاستقلال، فإن حضرموت تمثل الحالة الأكثر قوة تاريخياً، وثقافياً واقتصادياً، في حين أن درجة محدودة من الحكم الذاتي في حضرموت قد تكون مقبولة لأغلب اليمنيين، فإن ذلك يمثل خطاً أحمر لأصحاب السلطة في الشمال وللانفصاليين الجنوبيين على حدٍ سواء. إن خسارة حضرموت، بثرواتها النفطية، وساحلها ورجال أعمالها الأثرياء، سيمثل ضربة ساحقة سواء لليمن الموحد أو لدولة جنوبية مستقلة".




التقرير يستحق القراءة والتأمل وخاصة من القيادات والمفكرين والشباب والمجالس الحضرمية للاطلاع عن جهل المنظمات الدولية بالقضية الحضرمية، الحقيقة تشير أن القضية الحضرمية لم تتجاوز مواقع الانترنت وخاصة المواقع الحضرمية والتي فيها يعبر الحضارمة عن أحلامهم ويناجي كل منهم الأخر, بينما الإطراف المعنية بفهم القضية الحضرمية الجنوبيون الشماليون والجانب الإقليمي والدولي غائبون تمام عن حواراتنا الداخلية, ما عدا من رؤية خرجت بها ورشة عمل لمجلس حضرموت الأهلي في غفلة من الزمن لم يعقبها أي فعاليات.. الشارع غائب عن القضية الحضرمية, أصوات الثورة, الحراك والقضية الجنوبية تسيطر عليه.. لم نسمع او نشاهد بمسيرات أو اعتصامات تطالب بحقوق حضرموت, حضرموت أولاً.. والحكومة الانتقالية ستشكل في الأيام القادمة وستظهر بوضوح الحجم الحقيقي للحضارمة.
دقة ساعة الصفر لتشكيل مستقبل اليمن بينما القضية الحضرمية وصوتها غائب, ما لم تعلن الكيانات السياسية والاجتماعية والشبابية وفي مقدمتها مجلس حضرموت الأهلي خطة استنفار لإنقاذ القضية الحضرمية وإبرازها في الشوارع ومواقف أبناءها ليسمعها البعيد قبل القريب.. نقول ما لم يحدث ذلك الآن.. وا أسفاه على حضرموت ورجالها ونسائها !.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]