نَجري وتجري الريحُ عكسَ مرامنا ..وشراعنا تبكي لَهُ الشطئآنُ

[%الوحيد%]

نَجري وتجري الريحُ عكسَ مرامنا
وشراعنا تبكي لَهُ الشطئآنُ
متبصرون على الدوام بغيرنا
لكننا في بيتنا عميانُ

عندما اقراء هذه الابيات لاعرف لماذا اربطها بالحال الجنوبي فجعلتها عنوان للموضوع تعالوا نسترجع الماضي ونعرف ماذا يريد منا الجنوب إن الجنوب يحتاج لعقليه تستطيع أن تقرأ ما يحصل حولها وتنسب انجازاته له وتخرجه من المعمعة التي هوا فيها.. مرت أحداث عده بالجنوب منذ عام 67م وكانت تلك الأحداث تخدم أبناء اليمن فقط وهنا يتوجب على أبناء الجنوب حسن التصرف معها ويكون برؤية وعقلية تناسب تطلعات و طموح وحقوق شعب الجنوب مع الاستفادة من الماضي بعدم تكراره وان لا يكونون دائماً طوق النجاة لليمنيين على حساب مصلحتهم ( شعب الجنوب) و ألا يكونون الضحية على مر العصور ,لقد ساعدت الظروف و أيضاً قام اليمنيين بتوظيفها لخدمتهم على حساب ارض الجنوب وشعبه الذي جعلت منه مطيه يعتلونها من اجل أهدافهم وخلفت على الجنوبي التشرد والغربة حتى داخل طنه.. إن الجنوب اليوم يحتاج إلى عقل و قرار شجاع في الفترة القادمة لكي تخرجه من هذا الوحل الذي يغوص فيه و أن يكون متخذا قراره بدون تردد لكي يخرج الجنوب من هذه الدائرة المغلقة ولو رجعنا للأحداث
منذ عام 67م إلى اليوم لوجدنا الأحداث تتكرر وان اختلفت الأساليب إلا أن النتائج واحده هي تصفيت الشعب الجنوبي وسلب حقوقه ,وهنا جعلنا نطالب من كل أبناء الجنوب مجتمعين بان يضعوا استراتيجيه بعيدة المدى وأفكار مبتكرة وجديد تخدم الجنوب بنفس فكرة الحراك الجنوبي فتلك العقلية هي ما يحتاجها الجنوب اليوم وأيضاً قائد قوي و شجاع يتحمل نتائج قراراته
ونتابع كانت البداية في عام 67م عندما أطلق اسم اليمن على الجنوب و الذي أدخلنا في معمعة و دائرة مغلقة جعلت من المواطن الجنوبي محارب لحقوق الغير(اليمن) حتى أنها انعكست على الحياة المعيشية للمواطن الجنوبي وأثرت على علاقة الجنوبيين بدول الجوار ولقد وظفت تلك السياسة من قبل اليمنيين لخدمة مصالحهم فاستفادة منها شعب والدولة اليمنية , إن كان في الخارج أو الداخل فبدوا بسياسة الماركسية منذ الاستقلال و التي عزلت أبناء الجنوب عن محيطهم وارتباطهم التاريخي مع دول الخليج والذي كان في الماضي لا يذكر الجنوب إلا والخليج كان مرادف له وكانت نتائج ذلك الفكر في مصلحة الشعب والدولة اليمنية حيث جعلت اليمن حليف لسعوديه بحجة محاربة المد الاشتراكي اليمني القادم من الجنوب بقيادات يمنيه(عبد الفتاح والشرجبي) الأصل وليس جنوبيه , وعاش اليمن وشعبة على مدى زمن طويل على تلك المساعدات المتنوعة التي كانت تتدفق من قبل دول الجوار لمحاربة العدو الجنوبي أم الداخل فقد هاجر الرأس المال الجنوبي إلى اليمن وأيضاً نزوح أبناء الجنوب إلى الخارج عبر اليمن وكان لها اثر على اليمنيين من حيث المادة التي كانت معهم او التي ترسل لهم وأيضاً الفكر الذي نقلوه لليمنيين والذي وظف في كثير من القطاعات وخصوصاً القطاع العسكري وأستمر الحال حتى عام
90 وفي هذا العام تمت الوحدة بين اليمن والجنوب وكان بعض الجنوبيين يمنون أنفسهم بالإقامة الحرة داخل الأراضي السعودية ولكن ذلك الحلم لم يتحقق فبعد عدة شهور قام العراق باحتلال الكويت وانعكس موقف اليمن على أبناء الجنوب ومن يذكر يذكر ذلك الوضع, لقد كانت العلاقات مقطوعة بين الجنوب و العراق وأصبح الجنوبي مرة ثانيه ضحية لتلك السياسة بالرغم أنهم كانوا يحملون أقامات بعكس أبناء اليمن في السعودية أصحاب الإقامات الحرة ولكن نذكر بان أبناء الجنوب كانوا يتمتعون باحترام رغم تلك الظروف التي ذكرناها وبعد تلك الأحداث
أصبح الجنوب هو المكان و المتنفس لليمنيين فانتشروا في الجنوب التي عوضتهم عن السعودية فسرحوا ومرحوا ونهبوا ثرواته
وفي أواخر عام 2006 تحرك الشارع الجنوبي بظهور الحراك الجنوبي السلمي وبدا الوعي بإعادة الهوية الجنوبية ولكن كانت لعبة القاعدة جاهزة وكان كل ما اشتد الحراك في محافظه جنوبيه اشتدت معه القاعدة وكانت له رديف وصوره أمام العالم في تلك المحافظة فكانت تتنقل مع الحراك وعاش اليمنيين ووظفوا تلك القاعدة لمصالحهم الخاصة على حساب الجنوب وشعبة وكان الإنسان الجنوبي هو الضحية في كل زمان ومكان واليوم و في ظل الثورات العربية استفاد السياسيين اليمنيين من تجربة الحراك الجنوبي في السنوات الماضية ووظفوا أحسنوا توظيفه أمام العالم في حربهم مع بعضهم بعض بل جعلوا الحراك يخرج ليطالب لهم بحقوقهم أنهم استقلوا معانات هذا الشعب وقاموا بجعله لهم مشهدا ليشرحوا سياساتهم المتعاقبة وأخطاؤهم أمام العالم فنراهم ساعة يقصفونه بطائرات والدبابات وساعة يبكون عليه كذبنا ليصلوا إلى مأربهم و كل ذلك دون أن يسمعوا ماذا يريد لأنهم يعرفون ماذا يريد فهم يختلفون و يتفقون إلا على حقوق أبناء الجنوب فهي خط احمر بالنسبة لهم, فاحتار الجنوبيين في الكيف؟ولكن هذا الشعب العظيم لم ييأس و لم يستسلم فواصل تحديه بأبطاله الشجعان و قام بمحاربة القاعدة في أبين لكي يثبتون للعالم بأنهم بريئين منها و أنها ليست من ثقافتهم ولكن كانت المفاجأة كبيره لقد قام الاحتلال بنسب تلك الجهود الجنوبية له كما نسب كل بطولات وتاريخ الجنوب له في السابق فاحتار أبناء الجنوب في ما يحصل وفي كيف يوصلون صوتهم للعالم و مطالبهم المشروعة فكل عمل يقومون به يوظف لصالح اليمنيين وهم من يستلم المكافأ وشكر.. فهنا يتطلب من الفكر الجنوبي بالقيام بعمل موحد و أفكار بعيدة المدى في حربهم مع الاحتلال اليمني. لقد قاموا بطمر الجنوب بعدة حيل حتى أصبح الجنوبي في موقع العاجز في الدفاع عن نفسه وهنا كيف يوصل الجنوبي صوته ويكشف حيل الاحتلال اليمني نعم لقد اجتمعت مصالح الكثير من الدول في بقاء الاحتلال اليمني على ارض الجنوب واجتمعت مصالح الجنوبيين في الاستقلال

ونستنتج من هذه التاريخ بان اليمن يجعل الجنوب عدو إمام العالم ويطلب منهم مناصرته في حربها ضده فمثلا" في السابق كان الاشتراكية واليوم القاعدة ولكن كانت ألحربه الحقيقية والخفية ضد الإنسان الجنوبي ...فحق فينا قول الشاعر:
نَجري وتجري الريحُ عكسَ مرامنا
وشراعنا تبكي لَهُ الشطئآنُ
متبصرون على الدوام بغيرنا
لكننا في بيتنا عميانُ دمتم بخير