هل يجوز للحراك الجنوبي مساندة المعارضة لعلي صالح طالما ان امريكا تريد فرضه وابناءه عل

[نبيل العوذلي]

هل يجوز للحراك الجنوبي مساندة المعارضة لعلي صالح طالما ان امريكا تريد فرضه وابناءه علينا جميعا؟
يجيب لك فقهاء الحراك الجنوبي المتشددين بلا والف لا, ويقولون لك اننا لانؤمن بمثل هذه التكتيكات التي تسعون من خلالها الى تمييع جوهر المطلب الاساسي وهو الاستقلال الواضح الذي لا لبس فيه لانكم وان احتججتم بأن هذا التصرف من التكتيكات الجائزة مثلما دعمت امريكا الاسلاميين في افغانستان ضد الشيوعيين الا ان امريكا لو كانت تعلم انهم سيتحولون في يوم ما الى تنظيم القاعدة لفضلت بقاء الروس في افغانستان ولهذا نحن نصر على مبدأية الهدف والوسيلة المستعملة للوصول الى الهدف –انتهى- صادر عن فقهاء الحراك الجنوبي الثوريين مائة بالمائة

هذا هو عين المحاججة التي يستند اليها وعليها فقهاء الحراك الجنوبي الثوريين 100%بحسب قياساتهم للثورية , وبنظري انها ذات السيكلوجية التي استندت عليها ثقافة العديد من الجنوبيين خلال الحقب السابقة منذ الستينات...وحينها حينما نعرض مثل هذا الكلام على لجنة حكام يقولون لك ما هو الضابط للتأويل والترجيح وفصل الخطاب؟
يمكن تعريف الضابط على العموم المجمل انه نوع الثقافة التي يستنتد اليها وعليها المتنازعين
هل هي ثقافة دينية ؟
هل هي ثقافة اجتماعية؟
هل هي ثقافة سياسية او حزبية او ايدلوجية..؟اولا
ضابط الثقافة الدينية
يقول تعالى(((الم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ..)))
هذه الاية تبين امكانية مساندة عدو العدو لانه اقرب الينا من العدو الاساسي فالفرس والروم كانتا امبراطوريتين مثل المعسكر الاشتراكي وزعيمته روسيا والمعسكر الراسمالي وزعيمته امريكا ولكن المسلمين في مكة كانوا يتعاطفون مع الروم بينما المشركين يتعاطفون مع الفرس, وهنا عدة مسائل
هل كان الله تعالى لايعلم ان المسلمين بعد عدة سنين سيكون الروم العدو المقصود لغزو المسلمين حينما انزل تعالى الايات الخاصة بمباركة تعاطف النبي صلى الله عليه وسلم مع الروم ضد الفرس وسما الله تعالى نصر الروم بنصر الله(((ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)))؟

ان هذا الضابط يبين لنا انه لابد من
1-التمييز بين الاعداء
2-الترتيب بين الاعداء
3- التحالف مع عدو العدو الرئيسي هو من الحكمة بغض النظر عن امكانية الاختلاف معه مستقبلا
ثانيا
الضابط الاجتماعي
وهو ملخص في مثل يردده الناس—انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب—وازيد عليه ان شاء الله –انا والغريب على الصعيب-
وهذا عرف متواتر انه عند الخلافات بين الشعوب والقبائل فاصحاب الجنوب العربي في اتحادهم وما قبله كانوا متحالفين مع الانجليز الذي كان يسمى بالاستعمار والمحتل والغاصب ضد المد الشيوعي والقومي ثم ان الاشتراكيين تحالفوا مع الجبهة الوطنية الشمالية ضد النظام في صنعاء وكان لهم معسكرات في الجنوب
ثالثا
الضابط السياسي والحزبي والايدلوجي
وهل يغفل السياسيون بايدلوجياتهم واحزابهم ان التحالفات تعقد على اساس ضرورة المرحلة وحاجتها تحقيقا للهدف المقصود المطلوب وهي مسألة لاتحتاج الى نقاش
لماذا يريدبعض الجنوبيون ايهام الناس ان حالتنا اليوم ليس لها سوى ضابط واحد فقط؟
اخيرا لماذا يريد ان يجعل بعض الجنوبيون من يعمل بمثل هذه الضوابط في خانة العمالة والخيانة والنفاق السياسي ؟
ما هو الضابط الذي يستند اليه وعليه؟
في الحقيقة ان الضابط الذي يستطيع ان يستند اليه وعليه دينيا هو ذات الضابط الذي يستند عليه هو ذات الضابط الذي يستند عليه واليه من يقول بمنع التعاون مع الكافر او المبتدع بأي نوع من التعاون لان ذلك يمنكه من اظهار واشهار كفره او بدعته ومن الاحسن عدم التعاون معه على اي نوع من البر والتقوى وهذا هو فكر القاعدة وبعض التيارات السلفية المتشددة او جماعة الهجرة والاعتزال التي ترى في التعاون على البر والتقوى مع المخالف او مع عدواخف من عدو اخر مخالف غير صحيح بل سيشجع بدعته وسيتيح له الاستمرار ومن الافضل كما يرون البقاء والاستمراروالصبر على حال متميز ولو بالاعتزال عن مثل هذه الاتصالات التي تميع المبادىء والقيم الحقة
اما على الصعيد الاجتماعي فيمكنك ان تلحظ اثر مثل هذه الفلسفات المتشددة من خلال دراسة بيئة الناس الذين هم بين من يفضل الاعتزال عن المجتمعات السهلة بالسكن في جبال وعرة صعبة المرتقى وبين صحاري بعيدة عن المدنية وبين اناس تجد في سكنهم سهولة وقرار يمكن الوصول والاتصال به واليه بسهولة ..وان كان تطور مدنية الاتصال بالطرقات والعلم قد اضعف دور واثر الثقافة المتطرفة المعتزلة المتعصبة في المجتمعات تلك سوى ان اثرها لايزال حاضرا في كثير من التفكير الاجتماعي
اما على صعيد المذاهب السياسية فقد ظهر مثل هذا الرأي لفريق من الماركسيين والقوميين المتشددين الذين يفضلون الاعتزال عن الاتصال بالامبريالية والرجعية في اسوار ايدلوجية بل وعسكرية وامنية ان صح التعبير مثل كوبا ومن شابهها وربما سوريا ايضا والعراق سابقا
فأين يريد ان يضعنا هؤلاء ومع من ؟