شهداء ثورة اكتوبر لو عرفوا ان تاريخهم سوف يزور من قبل الاشتراكي

[الخليج]

شبكة الطيف - بقلم : علي الزامكي
شهداء ثورة 14 أكتوبر (لبوزة و مدرم و آخرين) لو عرفوا بان تاريخهم سوف يزور من قبل قيادة الحزب الاشتراكي بصنعاء وأيضا استبدال الاحتلال البريطاني باحتلال يمني للجنوب اكثر همجيه و الاكثر تخلفاً من الاحتلال الأجنبي لربما فكروا في عدم تفجير ثورة 14 أكتوبر .


تلك الاستفسارات تحتاج إلى وقفه وطنية صادقه بعيداً عن المجاملة و المحاباة السياسية فهل ستفعلونها في مواقعكم الجنوبية و تعلنون رفضكم لها و رفضكم القاطع لأي تشويه لتضحيات و نضالات ثوار 14 أكتوبر ( لبوزة ومدرم و غيرهم) و هل ستتمكنون كإعلام جنوبي معبر عن تضحيات الشارع الجنوبي من ردع مزوري التاريخ الجنوبي أم أن ما جاء على لسان الأمين العام للحزب حقيقة تاريخية و علينا الاعتراف بها و بالتالي القبول بما طرحه الأمين العام للحزب الاشتراكي و للعلم سئلت احد مناضلي ثورة 14 أكتوبر السيد الرئيس حيدر العطاس حول ما جاء على لسان الأمين العام للحزب و قال لي بالحرف الواحد بان ما جاء بالندوة غير صحيح و أن ثورة 14 أكتوبر قامت لطرد الاحتلال الأجنبي فقط و هذا الرجل ذو فكر وخبرة سياسية خاضها خلال مراحل حياته و احترمه و اقدر له حواراته و حنكته السياسية و حيويته المتألقة بالحوار و هذا ما يفتقر له الكثير من قادة الحراك و ينظرون للحوارات بأنها مضيعه للوقت و لكنهم يجهلون بان حكمة القيادي تنطلق من قدرته على إيصال رسالته بشكل واضح من خلال الحوار الجاد و الوطني النابع من قيمة القضية التي يحملها هذا القائد أو ذاك ,فتحية لرئيس حيدر العطاس و ندعو الأخوان الذين يرون أنفسهم كبار ,ندعوهم إلى النزول حسب قناعات الشارع وليس حسب قناعاتهم من خلال الحوار الوطني الصادق و أجدها فرصة هنا لنحذر حيدر العطاس من المنافقين الذين ينافقونه من جهة وفي نفس اللحظة ينافقون البيض من جهة أخرى و ينافقون باعوم من الجهة الثالثة و ينافقون الاشتراكيون (علي منصر) من الجهة الرابعة و مثل هولا المنافقون يبحثون عن مصالحهم الخاصة وأين سيكون موقعهم في الدولة الجنوبية القادمة فلهذا نجدهم ينافقون الكل فاحذروهم يا قيادات الجنوب المخلصة كما لا ننسى نهمس في أذان قيادات الحراك الحالية بان انصياع الناس لرأي المسئول هو انصياع للسلطة التي كان يتمتع بها فترة حكمة للجنوب سابقاً و لكنه يجهل بان انصياع الناس لراية هو ليس انصياع لحكمته ولكن بسبب الثقافة التي مارسها هذا القائد فترة الحزب الاشتراكي و بالتالي لا يفهم سطحية تفكيره و ضعف حكمته ألا بعد أن غادر السلطة و من يعتقد بان مثل ذلك التفكير هي السياسة بعينها و أنها فن البقاء و القدرة على إخفاء الحقيقية فانه يمارس الجهل بعينه كما انه يجهل بان تلك السياسة هي الغباء بذاته و نلاحظ بان سلوكيات البعض من قادة حقبة زمن الحزب يعتقدون بان قيمة الرأي تتحدد و فقأ لثقل أو عدم ثقل مصدره لا وفقاً لقيمته الوطنية التي يروج لها البعض و نحن هنا عندما نحدد خصوم الهوية الجنوبية لا يعني ذلك بأننا نعمل أو نناضل ضدهم كأفراد و لكننا ندعوهم ذاتهم لتخلص من أمراض الماضي و ندعوهم لنضال ضد أفعالهم السيئة و ليس ضدهم كأفراد لأننا نعلم بان الإنسان بطبيعته ايجابي و نعمل على الحفاظ علية لأنه أي الإنسان لا يتغير إلا بموته في حين أفعالة تتغير تبعاً لتفكيره ووعيه وتفكيره ووعيه يتغير تبعاً لمصلحته و لهذا علينا كقيادات داخل الحراك السلمي الجنوبي بان ندرك بان الإنسان يمكن إصلاحه و هذا التفكير يختلف تماماً عن عقلية الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يعالج الأفعال السيئة للإنسان الجنوبي بإزالة الإنسان نفسه من الوجود (سحله) و هنا علينا كحراك جنوبي بان نعمل على إزالة الأفعال السيئة للإنسان عبر أصلاح وعيه وفكره و ليس بقتله كما كان الحزب الاشتراكي يعمله أثناء حكمة للجنوب و هنا نعود لتلك الاستفسارات و التي تنتظر الإجابة لا صلاح الذات البشرية الجنوبية .

1- في ندوة صنعاء الأمين العام للحزب طرح تساؤلات مختلفة للمتابع و للقارئ الجنوبي على النحو التالي :هل ثورة 14 أكتوبر قامت لتدمير الهوية الجنوبية أم أن قيادات الاشتراكي زورت التاريخ و هل من حقنا دحض الافتراءات ألمزورة أم أن صمتنا يؤكدها؟

2-قيادة الحزب الاشتراكي اليمني توجه اتهامات باطلة لثورة 14 أكتوبر فهل صمت أعضاء الحزب من ما طرحه أيمنهم العام للحزب الاشتراكي يؤكدون صحته و هل صمتهم يعزز موقف ألامين العام للحزب فيما تناوله في ندوة صنعا؟

3-الأمين العام للحزب الاشتراكي يقول بان ثورة أكتوبر قامت لإسقاط مشروع الجنوبي العربي ألتجزيئي على حد قول أمين عام الحزب هل تؤيدونه أم لا؟

4-هل ما قاله الأمين العام صحيح و هل ثورة 14 أكتوبر قامت فعلاً لإسقاط اتحاد الجنوب العربي و هل فعلاً كان هدفاً من أهداف ثوار 14 أكتوبر؟ هذا السؤال يحتاج إلى وقفه وطنية جادة من قبل القيادات السياسية الجنوبية التي شاركت في ثورة 14 أكتوبر؟

5-هل ثورة أكتوبر قامت لأجل تدمير الهوية الجنوبية أم قامت لطرد المحتل الأجنبي هذا ما جاء على لسان قيادة الحزب بصنعاء؟

آخي القارئ الجنوبي سأتناول في مقالتي هذه الورقة التي تقدم بها الحزب الاشتراكي في احد الندوات الحوارية بصنعاء بمناسبة ثورة 14 أكتوبر و قدمها أمينه العام للحزب وداخل مقر الحزب الاشتراكي بصنعاء و نشرة في موقع الاشتراكي نت و هنا أقول للأخ الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني و من حضر لندوتهم بان محاولة تزييف الحقيقة التي تركها لنا التاريخ الجنوبي ابتداء من فترة سحق الحركة الوطنية الجنوبية في الخمسينات و الستينات القرن الماضي و حتى ظهور الحراك السلمي الجنوبي هي محاولة فاشلة من قبل قيادات الحزب الاشتراكي اليمني و مهما اجتهدوا في تزييفها لا يمكنهم أخفى ثلاثة عقود من عمر الزمن فترة حكمهم للجنوب بكل ايجابياته و سلبياته ولان التاريخ لا يمكنه قبول تزييف الحقائق التاريخية مهما اجتهدوا في تزييف الحقائق التاريخية الجنوبية النابعة من عمق التاريخ الجنوبي و لكننا نعترف اعترافاً نصياً بان تداعيات هذا التحريف و التزييف نتاج لتعبئة السياسية فترة المد القومي العربي فترة الخمسينات و الستينات من القرن الماضي و هذه التعبئة السياسية استهداف بصورة رئيسية مشروع الهوية الوطنية الجنوبية و بفضل هذا الفكر القومي العربي حينها والظروف التي إحاطة بهذا الترويج للهوية العربية القومية , تمكنت الحركة الوطنية اليمنية التي تسللت في عمق الجبهة القومية من سحق الحركة الوطنية الجنوبية في مهداها و حصلت تعبئة يمنية بيافطة قومية عربية لتمرير الهوية اليمنية في قلب الجنوب وهنا الدليل القاطع جاء على لسان الأمين العام للحزب الاشتراكي في الندوة بصنعاء و أنا هنا أتحدث عن سياسة حزبية اشتراكية في أطار المنظومة السياسية اليمنية و ليس عن شخص المتحدث بالندوة و تطرق الأمين العام لعدد من النقاط تتعلق بثورة 14 أكتوبر و سوف أتناول جزئية بسيطة من ما طرحة بالندوة حيث قال الأتي:

عزل ثورة 14 أكتوبر عن مشروعها السياسي اليمني قراءة خاطئة لها وأن هزيمة المشروع‪ ‬السياسي ألتجزيئي الذي صنعه الاستعمار البريطاني في إطار اتحاد الجنوب العربي كان‪ ‬الهدف الرئيس لثورة أكتوبر ولم يقتصر هدفها على طرد المستعمر فقط ( هذا الكلام للأخ للامين العام بالندوة) و هنا أدعو القارئ الجنوبي بان يتوقف عند هذه الجزئية البسيطة من حديث قائد الحزب و التي يقول فيها بان عزل ثورة أكتوبر عن مشروعها السياسي اليمني قراءة خاطئة ؟ ماذا يقرءا المحلل السياسي المحايد من تلك العبارة أعلاه؟.

كما أشار ياسين نعمان في حديثه انزعاج أطراف من حديث‪ ‬الحزب الاشتراكي اليمني عن هزيمة المشروع ألسلاطيني الذي كان مرتبطاً بالاستعمار‪ ‬البريطاني في الذكرى الأخيرة لثورة أكتوبر‪.‬ هذا الكلام لدكتور ياسين نعمان ويقصد بهذه الأطراف (السلاطين و المشايخ و البرجوازية) و هنا علينا نتوقف عند هذه الفقرة من خطاب الحزب؟


هل يعني بذلك بان الجنوب اليوم هو يندرج في أطار الدولة اليمنية و يقصد بها يمننة الجنوب كما هي علية حالياً قي أطار الدولة اليمنية أم لدى المتابع أو القارئ أو الأخوان الاشتراكيون تفسير أخر ؟

أخي القارئ الكريم لاحظ معي بان الأمين العام للحزب اعترف بان مشروع اتحاد الجنوب العربي كان هدفاً رئيسياً لثورة 14 أكتوبر و هزيمة لمشروع التجزئة الذي صنعته بريطانيا على حد قول ياسين نعمان يعني هذا بان ثورة أكتوبر قامت ضد الهوية الجنوبية وإسقاط مشروعها الجنوبي و الحاقة بمشروع اليمننة و هذا الاتهام خطير جداً لأنه افرغ أو قزم تضحيات ثورة أكتوبر من محتواها الوطني و الإنساني و الأخلاقي و رمى التهمة على ثورة أكتوبر و على ثوارها من لبوزة إلى مدرم و غيرهم.

هذه الصورة أو اللوحة أو المشهد الذي عبر عنها الأمين العام تجاه ثورة أكتوبر و تجاه تضحيات شعبنا من اجل أخراج الاستعمار هي تعبير حقيقي لتوجهات ثوار الشمال الذين تسللوا في أعماق الجبهة القومية و اليوم ستتكرر التجربة مع الحراك السلمي الجنوبي و هناك بوادر تظهر للمحلل السياسي بان التيار اليمني يحاول التسلل للمرة الثانية في قلب الحراك السلمي لخلخلته من داخلة و هذا الأمر يتضح لنا جلياً من خلال الفعاليات و البيانات و غيرها.

الرفيق الأمين العام حاول بان يشوهه ثورة أكتوبر و يوجه أصابع الاتهام لشهداء أكتوبر بان تضحياتهم و نضالا تهم لم تقتصر على طرد الاستعمار البريطاني و لكنها كانت لتدمير الهوية الجنوبية و رغم عدم قناعتي بهذا الطرح ألا أن هذا الاتهام خطير جدا و هذا التشويه التاريخي ليس تجاه ثورة 14 أكتوبر بحد ذاتها و لكنه المساس بشرعية قافلة كبيرة من الشهداء و هنا تقع على الأخوة بقيادات الحراك و المنتميين لعضوية الحزب أدانت ما تطرق إلية الأمين العام باعتباره يتحدث بلسان كافة أعضاء الحزب الاشتراكي و صمتهم و سكوتهم هو تعبير عن رضاهم بما طرحه ألامين العام بالندوة و لكن لأنني جزاء من هذه الأرض و هذه الثورة أحب أوضح لكم بان الشهيد لبوزة و مدرم و آخرين ينتمون إلى المشايخ و السلاطين التي تطرق لهم الأمين العام في حديثه بالندوة وهل يعقل بان يستهدفون تاريخهم أهلهم ووطنهم بهذه الطريقة الاستفزازية التي تناولها الدكتور و لا ننسى بان اغلبهم لا يجيدون القراءة و الكتابة و لا يدركون تلك المصطلحات التي ذكرها الأمين العام في حديثه و ما يعرفونه هو أن هناك احتلال أجنبي بريطاني يجب طرده من أرضنا و لو كانوا يعلمون بان تاريخهم و تضحياتهم سوف تزور بهذه الصورة من داخل صنعاء و على لسان قيادة الحزب التي أوصلتنا إلى احتلال يمني السواء من الاحتلال البريطاني, لربما فكروا في عدم تفجير الثورة .

الأخ الأمين العام لم يكتفي بهذا الحديث في تلك الندوة و لكنه في ندوة أخرى قال التالي:

كان يتنازع الجنوب هويات مختلفة وكانت تضع علامة فارقة ما بين الهوية اليمنية‪ ‬والهوية الحجية والعبدلية والحضرمية ... والى آخرة من حديث الرفيق الأمين العام للحزب .


في هذه الجزئية أعلاه أين الأخوة من قيادات الحراك الجنوبي تجاه أطروحات الأمين العام للحزب و اخص أعضاء اللجنة المركزية التي لازالت عضويتهم شكلية بالحزب و على اقل تقدير بان يكون ردهم على تحريف تاريخ الثورة قوي و فعال و ردعه و عدم تكراره و سيكون عبره لمن لا يعتبر؟

الأمين العام بطرحه تطاول على مشروعية ثورة أكتوبر و للأسف الصمت من قبلنا هو دليل على قبولنا بهذا الطرح؟

ما نشاهده اليوم من ندوات و تصريحات لقادة الحزب الاشتراكي اليمني هو نهج سياسي منظم وممنهج لتدمير الهوية الوطنية‪ ‬الجنوبية , التي غيبت بشكل متعمد و مباشر, على مدار عقد ين ونصف من الزمن من قبل سياسة الحزب الاشتراكي خلال فترة الحاكمة للجنوب و استطاع على مدار هذا الزمن من تهويل و طمس الهوية الجنوبية‪ ‬بشكل مدروس و متقن وغسل أدمغة أبناء الجنوب من هويتهم الوطنية تحت شعارات قومية و‪ ‬أممية و بهذا الفعل نجد جيل جنوبي كامل تم غسله و تعليبه دماغياً بمشروع الهوية اليمنية و بسبب هذا الفكر لازال الحراك السلمي الجنوبي يعاني من تبعات ذلك الفكر و‪ ‬تقع المسئولية على القيادات الجنوبية بالحراك بان تضع في حساباتها مخلفات الماضي و أن‪ ‬تسخر, نشاطها, لصالح الهوية الجنوبية من خلال الدعاية و التحريض وعبر برامجها و‪ ‬هيئاتها الوطنية و عليها تدرك بان نجاح مشروعها الوطني مرتبط ارتباط أساسي بمشروع‪ ‬التصالح و التسامح , الذي بدورة سوف يجسد مشروع الهوية الوطنية الجنوبية‪ ....‬هذا المشروع الوطني الكبير المتمثل بالتصالح و التسامح و مشروع الهوية الجنوبية سوف أتناولهما قريباً و سيكون على محورين المحور الأول المفهوم العام لمشروع التصالح و التسامح و تفاصليه و المحور الأخر مشروع الهوية الجنوبية و هذان المحوران متلاصقان و متجاذبان و مترابطان و ومتجانسان و لا ينفصلان عن بعضهما البعض و كلهما يكمل الأخر و قريباً سنتناولهما عبر مجلة الهوية الصادرة بحضرموت الخير.

لكم تحياتي و إلى اللقاء أخوكم علي الزامكي من موسكو
إليكم الرابط لموقع الاشتراكي نت