لا يكتسب المحتل السيادة على الأرض إطلاقاً

[تاج عدن]

عدن نيوز - خاص - 17-1-2007

لا يكتسب المحتل السيادة على الأرض إطلاقاً


د. فاروق حمــــــــــــــــــزه

يبدو أن نظام صنعاء المحتل لبلادنا يعمل جاهداً على أخد مشروعية إحتلاله لبلادنا، بشتى الوسائل بما فيها القدرة النكراء، مفتكراً بأن هكذا غش وفهلوة لربما لعلى وعسى ستعطيه الحق في هكذا مشروعية، ولم يكن لوحده فقط يعمل لهكذا خديعة، فقد أرتأ بتآزر كل القوى السياسية الشمالية معه، والبعض من الجنوبيين بمن فيهم من منهم يشعر بجريمة وخطورة الإحتلال ولكنهم لا يدركونها، كما أنهم لا يستطيعون حقاً إدراك خطورة ما يخطط له نظام صنعاء في دفن القضية الجنوبية، وما سيترتب على ذلك من دفن، أو بهكذا خطورة يرتكبها كل هؤلاء ممن أشرت لهم وبصورة مجتمعة. لأنه عدى ذلك فيصبح كل ما نهب وسلب أي بصورة متكاملة، إن كل ماجرى ومايجري من إحتلال وإستيطان وسلب ونهب وتزوير وتمادي أكان على دولة الجنوب وشعبها هو غير شرعي، أي بصورة أخرى هنا يلزم نظام صنعاء في إستعادة كل ماسلب ونهب بإعادته لدولة الجنوب وأهلها، كما سيفرض على نظام صنعاء دفع التعويضات المادية لدولة الجنوب وأهلها لكل ما أقترفوه بنا وبدولتنا.

ولهذا نجده وهو أكثر الناس دراية بذلك، نجده من الآن وهو قد بدأ بترتيب أوراقه كلها تحسباً لهكذا محاسبة لاحقة وبالذات من الشرعية الدولية، وبنفس الطرق المعتادة للنظام الدولي في محاسبة الأنظمة والتي غزت دولاً أخرى، بل والشواهد كثيرة بذلك، بالرغم من أن نظام صنعاء لم يكن فقط قد غزى بلادنا فحسب، بل غزاها وأحتلها إحتلال إستيطاني ونهبها وسلبها وشرد بأهلها في الداخل والخارج، أي قد نكل بأهلها أشر تنكيل، بل ومارس على أهلنا كل مبادئ الخوف والإرهاب والقهر والتطهير العرقي والإبادة الجماعية أي أنه قد أرتكب أيشع الجرائم بحق الإنسانية، لذا نجده وبهكذا فهلوة وشطارة سياسية، يعمل لنفسه البعض من الإحتياطات المسبقة تخوفاً من هكذا محاسبة في جرائمه المقترفة بحق دولتنا وشعبنا، دولة جمهورية اليمن الديمقراطية وشعبنا شعب دولة الجنوب، من خلال فبركات عدة منها البحت عن جنوبيين وزجهم في الكثير من الفعاليات الشمالية ومدها للجنوب، كي يوهم العالم بأن الجنوب قد دخل في وحدة مع الشمال وتشكلت دولة واحدة، وبمحاولة إجراء إنتخابات والتركيز بها في الجنوب، في الوقت الذي العالم كله يعرف بأن الجنوب يرزح تحت نير إحتلال ليس إلا، فلمن هكذا يفبرك إنتخابات؟!، بغض النظر عن تزييفها وبغض النظر عن ديمغرافية السكان بالجنوب، والتواجد العسكري والأمني والإستخباراتي الكثيف والذي به نظام الإحتلال قد تجاوز بهم حتى ولعدد سكان الجنوب، كما أن كل المسئولين في الجنوب والذين يقررون به القرار السياسي والمستمد من الرجل الأول لهم وفي نظامهم، هم أصلاً شماليين، وما الجنوبيين بينهم إلا عبارة عن ديكورات، بل وأن معظمهم وهذه هي الحقيقة والأكثر إحتمالاً، ليس إلا في إنتظار الخلاص السريع لكهذا قهر أكان لهم شخصياً أو لأهاليهم أو لدولتهم وهو حقاً مايدركه نظام صنعاء جيداً بل وأكثر من غيره، وأشياء أخرى وكثيرة يدركها الكل في الداخل كانوا أم في الخارج، وهو أن نظام صنعاء وهو الذي أشار للكل من أبناء الشمال بمافيهم قبائلهم بالتوجه للجنوب، بإعتبار أن الثروة والأرض هي هناك بالجنوب، لدرجة أن نظام صنعاء وإن أختلف حتى شيخان من الشمال على أرض في الشمال، يُعوض أحدهم بأرض في الجنوب، كما أن القوى السياسية الشمالية هي الأخرى قد أنبهرت بالثروة والأرض والسلطة بالجنوب، وقد تحولت أوضاعهم الإقتصادية الشخصية إلى الأحسن، في الوقت الذي قد أنهارت كل الأوضاع الإقتصادية للجنوبيين، كما أن في الشمال ونوعاً ما قد تم فيها بناء البعض من بنيتها التحتية بما فيها المجاري والطرقات وكله من ثروات الجنوب بل وعلى حساب الجنوب، في الوقت الذي قد تخربت وعن قصد كل البنية التحية في الجنوب، لدرجة أنهم حولوا بلادنا إلى قرية ويا سبحان الله المدينة قرية والقرية مدينة ودقي يا مزيكة، كما قد ألغيت في بلادنا كل المؤسسات الإقتصادية والإنتاجية إن لم تكن قد شلحت بل وحولت إلى شمالية، والمهم كل ماهو جنوبي أرضاً وإنسانا قد عطل أو أُلغي عنوة.

ومن هكذا منطلق نجدهم بأنهم كلهم، أي سلطة ومعارضة وأبرياء، كلهم وبصورة مجتمعة يعملون وبأساليب متنوعة ومختلفة في تجميد كل خلافاتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية والتي لولا قضية الجنوب، لما وحتى قد أرتضوا لأنفسهم ولو ليوم واحد بإستدامة نظام حكم أسرة واحدة ولقرابة الثلاثة عقود، إلا ولأولويات محددة في حساباتهم، علاوة على أنهم قد أدركوا حقاً بأننا نحن الجنوبيين لم نكن لنرتضي بتقمصنا في الفكر، إستمرار حكم أية منطقة لفترة أكثر من الخمس سنوات، والشواهد كثيرة بذلك، وهو أيضا الملم نكن لنرتضي بتسليم بلادنا لهكذا قوقعة في حكم يستديم لأكثر من ثلاثة عقود بل وفرادي، وهو ما أوقعنا في هكذا كمين وبهكذا تعنت، ولهذا فتماسكهم الشديد هذا وهدفهم المجتمع به علينا، والذي أساسه هو دفن قضية الجنوب، دولة وشعب، كي يعطوا لأنفسهم ليس إلا، وفي أقل التقديرات شئ من المشروعية في الإكتساب للسيادة على الأرض، تحسباً في ما قد يدفعونه هم وأجيالهم وأجيال أجيالهم من ثمن في التعويضات، كتعويض لما أرتكبوه في حق الجنوب أرضاً وإنسانا، لإدراكهم بأن المحتل لا يكتسب السيادة على الأرض إطلاقاً.

صنعاء في يناير 16 2007
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]