الإفراط في التفاؤل بلقاء العليين .. ليس له محل من الإعراب

[طائر الأشجان]

تمنيت مثلما تمنى الكثيرون غيري أن تكتمل‎ ‎فرحتي بلقاء الزعيمين علي سالم البيض وعلي ناصر محمد في ‏القاهرة ، لكن هاجس الشك في‎ ‎جدوى هذا الحدث المريب جعلني أقف أمام جملة من المفارقات ، يجدر بنا ‏جميعاً التمعن‎ ‎في قراءتها دون الإفراط في التفاؤل بحسن النية الذي لطالما كلفنا أثماناً باهضة‎ .
وتواردت إلى ذهني‎ ‎أسئلةٌ حائرة لعل أبرزها : لماذا يَهُبُّ علي ناصر فجأةً فيضع حداً لصمته الذي طال‎ .. ‎ويفاجئ الجميع بخطوةٍ تقبل التأويل على أي وجهٍ تريد ، فهو وكما نعلم شخصٌ‎ ‎مسالمٌ ، كان ينأى بنفسه دوماً ‏عن المشاركة في صناعة القرار الدموي ، ويجد نفسهُ في‎ ‎دائرة الحدث ، مجبراً وبإلحاح على اتخاذ موقف ما ، ‏بل أن رفاقهُ في المسيرة كانوا‎ ‎يستحثونه على الفتك بخصومه مستعيناً بأولي البأس منهم كمحمد علي أحمد ‏وأحمد مساعد‎ ‎حسين وناصر عمر الحداد وأحمد عبدالله الحسني وغيرهم كثيرون ، وكان يكتفي بعبارة‎ ) ‎مرحبا ‏‏) حتى شاع بينهم اسم ( علي مرحبا‎ ) .
وإذا ما عملنا على اختزال المراحل لنصلَ‎ ‎إلى معهد الدراسات في العاصمة السورية دمشق ، حيث يقبع هذا ‏العملاق المثقل بهموم‎ ‎الماضي ، ونجده كالضرغام الهَرِم ، منهك القوى ، في عينيه توسل بأن يكُفّ عنه الناس‎ ‎، ويدَعونهُ لعالم التأملات الذي اختاره ليبقى وحيداً مع القلم ، يسطر كلاماً لا‎ ‎يحوي قرارات تلزمُ أحداً ، ولا ‏يخشى عواقب هذا الصنيع ، لكن الطرق على أبواب‎ ‎صومعتهِ يأتي هذه المرة من المخابرات المصرية ، المكلفة ‏بدورها من الجانب السعودي ،‏‎ ‎وقبل أن نخوض في التفاصيل ، لا بد لنا من استعراض بعض المسلمات ، ‏فعلي عبدالله‎ ‎صالح صناعة سعودية بامتياز ، والسعوديون يعرفون عنه أكثر ما يعرفه هو عن نفسه ،‏‎ ‎وتنحيتهِ ‏عن السلطة يُعدّ خللاً يترتب عليه اضطرابٌ في حسابات مُلاك القرار السعودي‎ ‎، لقد غفروا لهُ هفوتهُ عندما ‏وقف حليفاً لصدام في الخفاء ، مقابل حزمة من‎ ‎التنازلات بعضها يمس السيادة اليمنية ، لكنه وبدون هذه ‏التنازلات سيفقد كل شيء ،‏‎ ‎فكان لا بد من الإنصياع للإرادة السعودية ، وعلى هذه الإرادة أن تضمن له الحماية‎ ‎وقت الحاجة ، وهذا ما يجسده الموقف العلني السعودي من حربٍ لخصومهِ على الأرض‎ ‎اليمنية ، بدعوى ‏محاربة التسلل ، بل واستقطاب الحليف التقليدي الأكبر - الولايات‎ ‎المتحدة الأمريكية - بدعوى محاربة الإرهاب‎ ‎‎.
أما الحراك الجنوبي فيشكل جبهة سياسية‎ ‎تستوجب التحرك الدبلوماسي ، ولا بأس من إشراك المخابرات ‏المصرية للعب الدور‎ ‎بحرفيتها المعهودة ، وقد بدأت أولى فصول هذا الدور باستدعاء قطبي العراك السابق ،‏‎ ‎ليكونا جسر العبور نحو إخماد الحراك الحالي ، ورافق ذلك نشاطاً سياسياً محموماً ليس‎ ‎أدل عليه زيارة حسني ‏مبارك اليوم للعاصمة الرياض‎ .
لقد تعلمنا من دروس الماضي أن نكون أكثر‎ ‎تحفزاً ، وأكثر يقظةً ، ولهذا لا نلتمس العذر لأولئك الذين ينظرون ‏بسطحية بالغة إلى‎ ‎ما يجري في محيط الحراك الجنوبي ، ونرى في تشخيص المواقف ، وتحليل المعطيات ، ‏سمة‎ ‎الحرص على عدم الإنزلاق في المسارات الخاطئة ، ولهذا سنكتم بشرى هذا اللقاء ،‏‎ ‎والحاضرين فيه ممن ‏لا يعلمهم إلا الله ، حتى نسمع ما يسفر عنه ، ونضعه في نصابه الذي‎ ‎يستحق‎ .
‎
تحياتي‎
طائر‎ ‎الاشجان

[حضرموتنا]

علي مرحبا
ينادي بالحوار تحت مظلة الوحدة
علي سالم
ينادي باستقلال اليمن الجنوبي
اعتراف بيمنية الجنوب
يعني الثناء يشتركون في الاعتراف
بيمنية الجنوب

ما عساها ان تكون النتائج

[كاتب العدل]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طائر الأشجان تمنيت مثلما تمنى الكثيرون غيري أن تكتمل‎ ‎فرحتي بلقاء الزعيمين علي سالم البيض وعلي ناصر محمد في ‏القاهرة ، لكن هاجس الشك في‎ ‎جدوى هذا الحدث المريب جعلني أقف أمام جملة من المفارقات ، يجدر بنا ‏جميعاً التمعن‎ ‎في قراءتها دون الإفراط في التفاؤل بحسن النية الذي لطالما كلفنا أثماناً باهضة‎ . وتواردت إلى ذهني‎ ‎أسئلةٌ حائرة لعل أبرزها : لماذا يَهُبُّ علي ناصر فجأةً فيضع حداً لصمته الذي طال‎ .. ‎ويفاجئ الجميع بخطوةٍ تقبل التأويل على أي وجهٍ تريد ، فهو وكما نعلم شخصٌ‎ ‎مسالمٌ ، كان ينأى بنفسه دوماً ‏عن المشاركة في صناعة القرار الدموي ، ويجد نفسهُ في‎ ‎دائرة الحدث ، مجبراً وبإلحاح على اتخاذ موقف ما ، ‏بل أن رفاقهُ في المسيرة كانوا‎ ‎يستحثونه على الفتك بخصومه مستعيناً بأولي البأس منهم كمحمد علي أحمد ‏وأحمد مساعد‎ ‎حسين وناصر عمر الحداد وأحمد عبدالله الحسني وغيرهم كثيرون ، وكان يكتفي بعبارة‎ ) ‎مرحبا ‏‏) حتى شاع بينهم اسم ( علي مرحبا‎ ) . وإذا ما عملنا على اختزال المراحل لنصلَ‎ ‎إلى معهد الدراسات في العاصمة السورية دمشق ، حيث يقبع هذا ‏العملاق المثقل بهموم‎ ‎الماضي ، ونجده كالضرغام الهَرِم ، منهك القوى ، في عينيه توسل بأن يكُفّ عنه الناس‎ ‎، ويدَعونهُ لعالم التأملات الذي اختاره ليبقى وحيداً مع القلم ، يسطر كلاماً لا‎ ‎يحوي قرارات تلزمُ أحداً ، ولا ‏يخشى عواقب هذا الصنيع ، لكن الطرق على أبواب‎ ‎صومعتهِ يأتي هذه المرة من المخابرات المصرية ، المكلفة ‏بدورها من الجانب السعودي ،‏‎ ‎وقبل أن نخوض في التفاصيل ، لا بد لنا من استعراض بعض المسلمات ، ‏فعلي عبدالله‎ ‎صالح صناعة سعودية بامتياز ، والسعوديون يعرفون عنه أكثر ما يعرفه هو عن نفسه ،‏‎ ‎وتنحيتهِ ‏عن السلطة يُعدّ خللاً يترتب عليه اضطرابٌ في حسابات مُلاك القرار السعودي‎ ‎، لقد غفروا لهُ هفوتهُ عندما ‏وقف حليفاً لصدام في الخفاء ، مقابل حزمة من‎ ‎التنازلات بعضها يمس السيادة اليمنية ، لكنه وبدون هذه ‏التنازلات سيفقد كل شيء ،‏‎ ‎فكان لا بد من الإنصياع للإرادة السعودية ، وعلى هذه الإرادة أن تضمن له الحماية‎ ‎وقت الحاجة ، وهذا ما يجسده الموقف العلني السعودي من حربٍ لخصومهِ على الأرض‎ ‎اليمنية ، بدعوى ‏محاربة التسلل ، بل واستقطاب الحليف التقليدي الأكبر - الولايات‎ ‎المتحدة الأمريكية - بدعوى محاربة الإرهاب‎ ‎‎. أما الحراك الجنوبي فيشكل جبهة سياسية‎ ‎تستوجب التحرك الدبلوماسي ، ولا بأس من إشراك المخابرات ‏المصرية للعب الدور‎ ‎بحرفيتها المعهودة ، وقد بدأت أولى فصول هذا الدور باستدعاء قطبي العراك السابق ،‏‎ ‎ليكونا جسر العبور نحو إخماد الحراك الحالي ، ورافق ذلك نشاطاً سياسياً محموماً ليس‎ ‎أدل عليه زيارة حسني ‏مبارك اليوم للعاصمة الرياض‎ . لقد تعلمنا من دروس الماضي أن نكون أكثر‎ ‎تحفزاً ، وأكثر يقظةً ، ولهذا لا نلتمس العذر لأولئك الذين ينظرون ‏بسطحية بالغة إلى‎ ‎ما يجري في محيط الحراك الجنوبي ، ونرى في تشخيص المواقف ، وتحليل المعطيات ، ‏سمة‎ ‎الحرص على عدم الإنزلاق في المسارات الخاطئة ، ولهذا سنكتم بشرى هذا اللقاء ،‏‎ ‎والحاضرين فيه ممن ‏لا يعلمهم إلا الله ، حتى نسمع ما يسفر عنه ، ونضعه في نصابه لذي‎ ‎يستحق‎ . ‎ تحياتي‎ طائر‎ ‎الاشجان

اولا ،، لقد سعدت ان يكون هذا القلم الرائع والمتألق طائر الاشجان مشرفا في القسم السياسي لهذا المنتدى العريق . اختيار مناسب وموفق ، لعل ذلك يكون دافعا لطائر الاشجان للتواجد في المنتدى واتحافنا بدرره التي نعرفها جميعا ، ويتخلى عن حالة الندرة في مشاركاته القيمة والتي تحظى ببعد نظر وأفق سياسي واسع .
نحييك ايها العزيز ،طائر الاشجان ، والله يوفقك .
موضوعك المطروح ، يتضمن كما تعودنا منك النظرة الموضوعية والواقعية لخارطة التحركات التي نراها من هنا وهناك ، وقد شخصتها بعين الخبير العارف بشخوصها وابعادها السياسية .
ونحن نرى ان جهودا تبذل من اطراف اقليمية لتهيئة الاجواء للحلول الدبلوماسية ، كما تفضلت ، وهم يجعلون من علي ناصر والعطاس المعبر الاول لهذه الحلول .
والسؤال الذي أود ان اطرحه عليك استاذي الكبير ،،
هل لعلي ناصر والعطاس وحتى علي سالم البيض ، القدرة على التاثير في الحراك الجنوبي والشارع الجنوبي للقبول بحلول سياسية خارج اطار الاستقلال؟
وإذا كان لهم ذلك التأثير الى اي مدى يمكنهم ان يلعبوا دورا في اتجاه آخر معاكس يؤدي الى توحيد الاداء السياسي لحراك وتطويره لصالح نيل الاستقلال ؟
تقبل جزيل احترامي

[ذئب المعجله]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب العدل اولا ،، لقد سعدت ان يكون هذا القلم الرائع والمتألق طائر الاشجان مشرفا في القسم السياسي لهذا المنتدى العريق . اختيار مناسب وموفق ، لعل ذلك يكون دافعا لطائر الاشجان للتواجد في المنتدى واتحافنا بدرره التي نعرفها جميعا ، ويتخلى عن حالة الندرة في مشاركاته القيمة والتي تحظى ببعد نظر وأفق سياسي واسع . نحييك ايها العزيز ،طائر الاشجان ، والله يوفقك . موضوعك المطروح ، يتضمن كما تعودنا منك النظرة الموضوعية والواقعية لخارطة التحركات التي نراها من هنا وهناك ، وقد شخصتها بعين الخبير العارف بشخوصها وابعادها السياسية . ونحن نرى ان جهودا تبذل من اطراف اقليمية لتهيئة الاجواء للحلول الدبلوماسية ، كما تفضلت ، وهم يجعلون من علي ناصر والعطاس المعبر الاول لهذه الحلول . والسؤال الذي أود ان اطرحه عليك استاذي الكبير ،، هل لعلي ناصر والعطاس وحتى علي سالم البيض ، القدرة على التاثير في الحراك الجنوبي والشارع الجنوبي للقبول بحلول سياسية خارج اطار الاستقلال؟ وإذا كان لهم ذلك التأثير الى اي مدى يمكنهم ان يلعبوا دورا في اتجاه آخر معاكس يؤدي الى توحيد الاداء السياسي لحراك وتطويره لصالح نيل الاستقلال ؟ تقبل جزيل احترامي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
ولكن أخي كاتب العدل المحترم
لقد أخطاء الأخ طاير الأشجان المحترم
لكن أصاب فيما قاله!
ويكمن خطئه في انه لم يعير إهتمام لشعب ثاير ضد إحتلال واضح ومع سبق الإصرار
والترصّد’

إن الشعوب لاتقهر وهي من تصنع التاريخ وتملكه!!

فالأفراد هم رمز فقط إن تولّو واحترمو رغبات شعوبهم !

وإن تجاهلو فهم مجرّد أفراد صنعهم الشعب والقاء بهم إلى الهاويه!
كم يبقى نبراس من أحترم شعبه بل يبقى ذكرى خالده!!

للجميع التحيه !

الحركه الشعبيه المسلحه لتحرير الجنوب العربي المحتل
المحفد قلعة الثوار ( المحفد المحرر)

[طائر الأشجان]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حضرموتنا علي مرحبا ينادي بالحوار تحت مظلة الوحدة علي سالم ينادي باستقلال اليمن الجنوبي اعتراف بيمنية الجنوب يعني الثناء يشتركون في الاعتراف بيمنية الجنوب ما عساها ان تكون النتائج

أخي الكريم ..
دعني أختلف معك فيما يتعلق بالسيد/ علي سالم البيض وموقفه من قضية الجنوب والحراك السلمي تحديداً .. الرجل قد أعد عدته لمقارعة خصومه في مشروع الوحدة التي يراها - وكما نراها نحن - ظالمة وخارجة عن السياق المرسوم لها ، وهو لذلك يسعى بكل الطرق الشرعية لكسب التأييد الدولي واستعادة دولة ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) التي يعترف بها العالم أجمع ، وهي عضوة في هيئة الأمم المتحدة ، والجامعة العربية ، ولها مندوبها في مجلس الأمن الدولي / السيد ( عبدالله الأشطل ) واستعادة هذه الدولة لا يتأتى بتغيير مسمى الدولة لتصبح ( الجنوب العربي ) إن هذا المسمى الأخير لا وجود له مهنياً إلا في دوسيهات المملكة المتحدة لأنها كانت تستعمر هذا الجزء في عهد مضى ، ومن الطبيعي أن تحتفظ المطالبات الحقوقية بصيغة المسمى الدولي لطرف النزاع الذي يمثله علي سالم البيض ، ولا يسقط حقه بمجرد لفظ ( اليمن ) وإلا لسقط حق كوريا الشمالية في الإحتفاظ بكيان الدولة لعلة أنها كورية ، ولحرم جنوب السودان من حقه في الإنفصال لذات السبب ، ولهذا يتوجب علينا النظر بصورة أشمل إلى الأولويات والتعامل معها على أنها الأمثل في معالجة الأزمات ، ثم تأتي الخيارات الجنوبية بعد الإستقلال ، وأتمنى أن تكون حضرموت هي الحاضنة لمستقبل الجنوب بصفة عامة .

شكراً حضرموتنا
تحياتي وتقديري

[طائر الأشجان]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب العدل اولا ،، لقد سعدت ان يكون هذا القلم الرائع والمتألق طائر الاشجان مشرفا في القسم السياسي لهذا المنتدى العريق . اختيار مناسب وموفق ، لعل ذلك يكون دافعا لطائر الاشجان للتواجد في المنتدى واتحافنا بدرره التي نعرفها جميعا ، ويتخلى عن حالة الندرة في مشاركاته القيمة والتي تحظى ببعد نظر وأفق سياسي واسع . نحييك ايها العزيز ،طائر الاشجان ، والله يوفقك . موضوعك المطروح ، يتضمن كما تعودنا منك النظرة الموضوعية والواقعية لخارطة التحركات التي نراها من هنا وهناك ، وقد شخصتها بعين الخبير العارف بشخوصها وابعادها السياسية . ونحن نرى ان جهودا تبذل من اطراف اقليمية لتهيئة الاجواء للحلول الدبلوماسية ، كما تفضلت ، وهم يجعلون من علي ناصر والعطاس المعبر الاول لهذه الحلول . والسؤال الذي أود ان اطرحه عليك استاذي الكبير ،، هل لعلي ناصر والعطاس وحتى علي سالم البيض ، القدرة على التاثير في الحراك الجنوبي والشارع الجنوبي للقبول بحلول سياسية خارج اطار الاستقلال؟ وإذا كان لهم ذلك التأثير الى اي مدى يمكنهم ان يلعبوا دورا في اتجاه آخر معاكس يؤدي الى توحيد الاداء السياسي لحراك وتطويره لصالح نيل الاستقلال ؟ تقبل جزيل احترامي

أخي الكريم .. كاتب العدل ..

بعد تسجيل شكري العميق إزاء إطرائك العذب تجاه قلمي المتواضع ، دعني أجبك بما يختلج في خواطري حول سؤالك الأكثر وجاهةً فأقول : إن القدرة على التأثير في الحراك الجنوبي تتوقف على مدى توافقها مع أهداف الحراك المتمثلة فيما نعبر عنه بالإستقلال الثاني ، ولكن المنظور اليمني المحتل يرى في استقطاب العناصر القيادية منهاجاً مرد عليه طوال سنوات حكمه ، وهي لعبة يجيد تحريك خيوطها مستخدماً كافة الإغراءات المادية والمعنوية ، جرياً على قاعدة ( الإنسان عبد الإحسان )، وقد أتت أكلها مع شيوخ القبائل الذين أصبحوا أكثر ولاءاً وطواعيةً لتنفيذ خططه العقيمة ، وبذات القدر مع بعض المثقفين ممن يمتهنون الدعارة السياسية ويلهثون وراء الجاه والثراء تحت عنوان الإخلاص للوطن . ومع شخوص يبحثون عن مجد الآباء والأجداد في الجنوب فيتم تجنيدهم بمقتضى فرمانات الطابور الخامس ، ويتسلقون نحو مقدمة الحراك ، وهم يعلمون مهمتهم جيداً ، وبأن هذه المهمة تخدم إطالة أمد الإحتلال ، وتندرج تحت هذا المفهوم ، مقابل وعودٍ بعطايا مستقبيلة ، وبعضٍ من أحلام اليقظة .

هذه الغاية يمكن أن تمتد خارج حدود الإقليم إذا ما دعت دول الجوار التدخل بطرق غير مباشرة لضمان مصالحها ، وتمضي بنفس المنوال ، وقد تومئ أحياناً مضطرةً إلى ما يشبه التهديد والوعيد ، وهذه القراءات لا نرمي بها شخصاً بعينه ، لكنها أسلوب نهج تمارسه عصابة الحكم في صنعاء ، ومن يقف خلف جدرها ، ونحن ننزه رموزنا من مغبة الوقوع في براثن الطمع لأنه بعيدٌ عنهم بُعد السماء عن الأرض .

إن تطلعاتنا تتجه صوب التوافق الخلاق الذي يضيف للحراك زخماً ، ودفعاً في اتجاه التحرير ونبقى في حالة الترقب عسى أن يأتي الغدُ بإشراقةٍ من ثنايا السحب الملبدة بغيوم الشك ، ويقيني أن الزعيمين يدركان حجم المسؤولية التاريخية التي تنيخ بثقلها على كاهل كلٍ منهما ، وأن الشارع الجنوبي يعي جيداً واجباته نحو تحقيق غاياته النبيلة ، ويتعشم أن تنصبّ جهود الزعيمين في ذات البوتقة السامية .

تحياتي
طائر الاشجان