القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
"جعار" فتنة الجنوب القادمة ...
عدن – لندن " عدن برس " خاص : 15 – 2 – 2009
يقف ناصر عوض أمام جدار منزله الذي دمره التفجير الأخير الذي استهدف مقر السلطة المحلية في جعار ويردد في جزع ... _ فين الدوله بربكم هل صرنا نعيش في أفغانستان؟؟ ويمضي إلى داخل منزله ليعتكف بداخله هو وأطفاله منذ أن تغادر الشمس وحتى تطالع الوجود في اليوم التالي يبرر ناصر استحسانه عدم السماح لأيا من أفراد أسرته بالخروج نظراً لخطورة الوضع في المدينة التي سقطت فيها أبجديات النظام والقانون ولا ينسى أن يترحم الأيام الخوالي حينما كانت هذه المدينة مثلا لاحترام النظام والقانون والتعايش السلمي وتميزها بالطابع المدني الذي ميزها عن غيرها من الكثير من مدن الجنوب قاطبة ... لا ينسى سالم السعدي أن يبدي انزعاجه لما ألت إليه الأمور في هذه المدينة ليل حالك وجماعات مسلحة ووطن غائب يتذكر ما مر من سنوات عيشه في هذه المدينة ويتمتم _هنا كان الانجليز وشيدوا المبنى الذي تحول إلى سجن "البحرين " الذي حولته الفوضى إلى مبنى لا يفتقر إلى حرس ولكنه افتقر حتى إلى أبواب وشبابيك عتيدة لم يجرؤ أحدا ما ان ينزعها من مكانها في أي عهد مضى وقبل ان يمضي قال أنهم يريدون الفتنة ويسعون لها في هذه المدينة ..! الأربعاء الماضي شددت الرحال إلى مدينة جعار مرت سنوات طويلة على أخر زيارة إلى هذه المدينة وللحقيقة أن من يزور هذه المدينة ويبات فيها ليلة هذه الأيام سيدرك إنها ليست المدينة التي زارها فيما مضى من أيام سالفة أن كان له ان زارها وعرف كيف كانت هذه المدينة وكيف آلت إليه الأمور فيها اليوم فلا يكاد تمر ليلة واحدة ألا وتسمع زخات الرصاص التي يعقبها او يسبقها دوي انفجار هائل وهكذا دواليك حتى لم يتبق في هذه المدينة مكانا لمؤسسة حكومية او أمنية الا واستهدفتها أعمال التخريب والعبث ، ما يحدث في جعار اليوم هو سيناريو أولي لمسلسل طويل كما يبدو من تسلسل الأحداث ينفذ بدقة متناهية وإذا استطاع منفذوه المضي قدما فإنهم سيوجهون ضربتهم القاضية التي بلا شك أنها ستكون القاضية لمشروع وطني كبير فشلت فيما سبق الكثير من المحاولات اليائسة في زعزعة أركانه وعادت الكثير من هذه المحاولات أدراجها بعد ان اصطدمت بتلاحم وطني جنوبي كبير افشل كل شيء... لا يحتاج عاقل لكي يدرك أن سلطة النظام اليمني هي من تقف خلف هذه الأعمال العبثية في هذه المدينة وهي بذلك تنفذ فصول مخطط اعد له منذ أشهر طويلة داخل القصر الجمهوري بصنعاء وينفذ اليوم بحلقات متتابعة متأنية ونجدهم لا يدفعون به دفعة واحدة لأنهم يرتجون منه ثمارا كبير ونتائج اشد ضخامة نتائج أعمال ان استمرت على هذه الحدة وبهذه الطريقة سنجدها في القريب العاجل تضرب التركيبة الاجتماعية في هذه المدينة وستتسبب في فتنة اجتماعية لن تكون محصورة في مدينة جعار وحدها ولكنها ستمتد إلى محافظات أخرى على طول الجنوب ... ببساطة يا سادة لا يحتاج عاقل لكي يفهم ان ما يحدث في جعار اليوم هو مؤامرة دنيئة يحيكها النظام الغرض منها إشعال نار فتنة بين ساكنين هذه المدينة او فلنقل بين فصيلين من ساكني هذه المدينة وهو يدرك كل الإدراك ان نجاح هذه الفتنة من شأنه أن يشعلها نارا مستعرة في شوارع عدن وزنجبار ولودر ولبعوس وأماكن أخرى كثيرة لذلك نجده يحاول بكل براعة على أن ينفذ هذا المخطط عبر تأليب الناس ضد بعضها البعض وإخراج المدينة عن نطاق سيطرة النظام والقانون وإغراقها في فوضى عارمة ورفع أيادي الاتهام وتوجيهها إلى جهات محلية من أبناء المدينة ونواحيها وتصوير الصراعات الحاصلة التي تدور في المدينة على أنها صراعات عرقية لا دخل للدولة فيها ... يتمثل السيناريو الذي أعده النظام وينفذه اليوم في هذه المدينة بوضع هذه المدينة في حالة فراغ كاملة من النظام والقانون وتغييب دور السلطات الأمنية وأجهزة الضبط وفتح المجال لميليشيات مسلحة يحركها النظام نحو أهداف معدة مسبقا منها إشعال نيران صراعات قبلية تلامس التكوين الاجتماعي في هذه المدينة وتقسيم هذه الجماعات المسلحة على أساس عرقي ( يافعي – أبيني شبواني ) والتناحر بين هذه الجماعات المسلحة فيما بينها ومن ثم استهداف الشخصيات الاجتماعية والقبلية من كلا الطرفين والمضي قدما في مثل هكذا فوضى واستهداف ببساطة سيشعل نار لن يتوانى في الاشتراك فيها المواطن العادي حينما سيجد نفسه طرفا في صراع غير مفهوم وغير واضح المعالم إلا من ان الطرف الأخر يستهدفه ويريد النيل منه وبذلك سنجد فيما بعد أن الصراعات ستأخذ الطابع ألمناطقي وستمتد الى خارج حدود جعار وستمتد إلى محافظات أخرى أبرزها شبوة وأبين ومديريات يافع ألثمان وهنا قمة المسلسل الكارثي الذي ينفذ اليوم بدقة متناهية ... لم يكن اختيار النظام لهذه المدينة عبثيا بل انه كان مدروسا وخبيثا للغاية فبعد ما فشل النظام فيما سبق في محاولات أذكاء نار التفرقة بين الأطياف السياسية الجنوبية عبر نبش القبور وتذكير الرئيس اليمني في عدد من لقاءاته الكثيرة لأبناء أبين بمآسي حرب يناير والدفع قدما بمشاكل وصراعات بين شخصيات جنوبية إلا أن كل هذه المحاولات بآت بالفشل نظرا للوعي الذي تمتع النضال السياسي الجنوبي ورقي الخطاب والتنبه والحرص والوقوف في وجه مثل هذه الأعمال ، لذا نجد أن النظام اليمني يريد أن يغتال الجنوب من البوابة الخلفية وحينما اختار مدينة كجعار لكي تكون ارض ينفذ فيها مخططه القذر لم يكن ذلك من فراغ أو من عبث ولكن دراية بحال هذه المدينة وتركيبتها الاجتماعية التي ضمت تركيب اجتماعي جمع بين قطاع كبير من أبناء شبوة وأبين ويافع إذا فهو يرى أنها المكان الخصب لإشعال نار فتنة اجتماعية اذا نجح في إشعال نارها فإنها ستقضي على كل الأحلام الجنوبية وستضرب مشروع التصالح والتسامح الجنوبي إلى الأبد وهو يسعى اليوم لأجل ذلك يتفنن النظام اليمني في خلط الأوراق وذلك عبر محاولاته طرح رؤية مغايرة للحقيقة والتظاهر بان الصراع صراع اجتماعي محلي بدليل أن مقر الحزب الحاكم في هذه المدينة لم يسلم من يد الصراع التي تعبث بهذه المدينة فحينما شاهدنا الاعتداء على مقر الحزب الحاكم في هذه المدينة لم تحرك السلطة ساكنا وظلت صامتة وتأسفت على ما يحدث في محاولة منها على أن تصور أنها هي الأخرى لم تسلم من أثار العبث الذي يعصف بالمدينة . ألا يحق لنا التساؤل لماذا تعامل النظام اليمني بيد من حديد مع الأحداث التي اجتاحت ردفان في مارس من العام الماضي رغم أن حدوثها أثار الكثير من التساؤلات الا أن السلطة لم تتأخر وقامت بعسكرة الحياة المدنية وضرب كل شيء وهو ما لم يحدث اليوم في جعار ولن يحدث فالحلقة الأولى في هذا المسلسل هي إفراغ وجود سلطة الدولة في هذه المدينة ومن ثم تنفيذ الحلقة الثانية وهي تنفيذ حملة اغتيالات وتفجيرات ستستهدف منزل شخصيات اجتماعية يافعية وفضلية وعولقية وغيرها الكثير وخلط الأوراق وتصوير الأحداث ان كل طرف هو من يقوم بهذه الأعمال ضد الآخر ومن ثم رفع اليد عن المدينة وحينها سيقوم أبنائها وأبناء الجنوب كافة بتنفيذ فصول الحلقة الثالثة وهي الحلقة الأمر والتي ستكون ضريبتها كبيرة جدا جدا ولكي نثبت حقيقة أمور كثيرة دعونا نتساءل لماذا لم تمتد أيادي الصراع الغريب هذا إلى المساس بمصالح الكثير من أبناء الشمال في هذه المدينة ، "شركة ألماز" للقطن مثلا وهي الشركة المملوكة ليحي محمد عبدالله صالح ، ولماذا تستهدف الهجمات احد مصنعي الاسمنت بينما يظل المصنع الأخر الذي يملك جزء من حصته حميد الأحمر في مأمن ؟ وهنالك الكثير من المنشآت الأخرى في هذه المدينة يملكها تجار من خولان وبيت ال الأحمر وسنحان لم تمس بأذى. المسلسل واضح الصورة وبين المعالم ولا يحتاج لقراءة مغايرة او استبيان احمد ألميسري أكثر الأشخاص في أبين إثارة للرثاء لازلت أتذكر خطاباته العصماء بعيد توليه منصب محافظا للمحافظة ووعوده بضبط الفاسدين والمفسدين والعابثين ، اليوم نجده لا يتزحزح عن مكانه في زنجبار وكأن ما يحدث في جعار لا يعنيه ولا يدخل في اختصاصه ، والحقيقة ان الرجل أدرك منذ الوهلة الأولى ان ما يحدث في هذه المدينة لعبة يلعبها الكبار في صنعاء ويحركون البيادق من أماكنهم وعليه ان لا يتدخل رغم انه يدرك في قرارة نفسه أنهم يمضون قدماً في تنفيذ مشروع قذر للغاية إذا تمكنوا من تنفيذه فإنهم سيشعلون نارا لن يرحم لهيبها أحدا من الأشخاص ، لكننا نجده يفضل الصمت كثيرا وحينما يتحدث لا نجده يقدم شيء ذا بال يمكن الالتفات إليه وله ولكل أبناء المحافظة وكل أبناء الجنوب الديكوريين في جهاز السلطة نقول لهم اتقوا الله فانتم اليوم شهداء على فتنة لن ترحم أحدا. كلمتي الأخيرة أوجهها إلى كل أبناء الجنوب والى كل الأطياف السياسية في النضال السلمي الجنوبي لهم وللكل نقول ان النظام يمضي قدما في إشعال نار فتنة بين أبناء الجنوب اختار لها مدينة جعار مسرحاً فماذا انتم فاعلون ؟؟ هلا تنبهتم قبل ان تحل الكارثة فنيران جعار لن تتوقف عند حدود هذه المدينة ولكنها ستشب في كل مكان فهلا انتبهنا فمسلسل إفراغ مدينة جعار من سلطة النظام والقانون قد انتهى وسيبدأ منذ اليوم تنفيذ الحلقة الثانية ، فهلا وقفنا صفا واحدا ضد هذا المشروع الخبيث أم أن الطوفان سيسحقنا جميعا. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 05:09 AM.