مغــــــــــــــــول ســـــــــــــــــــنحان

[شاهين الجنوب]

مغول سنحان

بقلم / محمد أحمد البيضاني - المكلا برس التاريخ: 20/1/2009
هذا هو نظام صنعاء العقيم الذي يفتقد إلى الرؤية السياسية الواضحة في إدارة الدولة ، واليوم توجد أمة عظيمة ، شعب الجنوب العربي .. أمة تتحدث عن نفسها وتطلعها إلى حياة حرة كريمة ، خلال حكمهم في عهد الوحدة المشؤومة لم يعتاد حكام صنعاء على سماع هذه النغمة الجديدة من أبناء الجنوب العربي المطالبة بالحرية ، لقد تعودوا على خضوع البشر، فطاش صوابهم وأخرجوا دباباتهم إلى الشوارع لقتل الناس ، أعتادت عصابة الحكم في اليمن أن تصنف الناس إلى حاكم ومحكوم ، حاكم مستبد طاغية ، ومحكوم مغلوب على أمره ، يدفع الخراج دون أن يتكلم أو يشكو ، ومن يرفع رأسه كان مصيره السجن وبئس المصير ، أو الخروج إلى مجاهل الغربة والموت دون أن يعرف أحد ، لم توجد في تاريخ اليمن حكومة منذ سقوط سد مأرب ، بداية إنحدار الحضارة كما أشار إلى ذلك إبن خلدون ، وبداية الهجرات الجماعية لأمة بكاملها ، وصدقت مقولة العرب القديمة .. تفرقت أيد سبأ .. مجتمع سادة وعبيد ، نظام بدائي أسسته وحشية الإمامة .. وفي يومنا هذا .. حكمت به مغول سنحان .
جاء النظام الجمهوري وأزداد بؤس الناس ، كان هناك إمام عادل ظالم ، فجاء 100000 جاهل جائع ظالم ، إنتهى عهد الأئمة ، وجاء عصر عقداء الظلام الذي سكن الفقر والجوع جيناتهم الوراثية ، فعاثوا في الأرض فسادآ ، منذ عام 1962 لم يحدث أي تقدم أو تطور البنية التحتية في البلاد لخدمة الناس ، كمثل المستشفيات أو المدارس ، إزدادت حركة بناء القصور في صنعاء وزادت حركة حفر القبور في تهامة ، تلاشت الطبقة الوسطى في المجتمع ودفعوا الناس إلى الصراع الطبقي ، وشجعوا البلطجة والنهب للمال العام ومارسوا الفساد والرذيلة ، وأستوردوا الكلاب البوليسية والناس تموت من الفقر والجوع والمرض ، وفي الجانب الآخر من هذة المأساة تضاعف عدد السكان ونقص كمية المياة وتقلصت الأراضي الزراعية ونهضت زراعة القات الذي هرب إليه البسطاء من الشعب، ليدفنوا الآمهم وأحزانهم هروبآ من الواقع الأليم ، فأنتشرت الأمراض وأصاب الناس اليأس والقبول بالواقع المرير .. واقع حكومة مغول سنحان .
ماذا يحدث الآن في الجنوب العربي ، هذة الثورة العارمة والمسيرات التي لا تنقطع تواجه الدبابات والجنود ، وهذة المقالات المطالبة بالحرية في صفحات الإعلام الجنوبي الحر، في التاريخ الحديث سيُكتب بحروف من نور قوة الإعلام الجنوبي الألكتروني الذي يقوده شباب الجنوب العربي ، هذه الصحف التي حملت صوت الشارع الجنوبي إلى أسماع العالم وشرحت قضية الوطن التحررية ونقلت الأخبار خلال دقائق إلى كل الناس ، وأسقطت التعتيم الإعلامي الذي يمارسه الإعلام المتوكلي في صنعاء ، هؤلاء الشباب أسمعوا صوت شعب يثور ويُسمع الدنيا ثورته وهذا قمة الإبداع الإنساني .. شباب في مقتبل العمر تحدوا طغيان مغول سنحان .
حكومة صنعاء أعتادت أن تتعامل بوحشية وإستعلاء مع شعب الشمال اليمني الذي أعتاد على الصبر وأدمن علية ، أما شعب الجنوب العربي فالأمر مختلف ، لا مجال لنظام السادة والعبيد ، ومجال الظلم وإستعباد الإنسان ، شعب الجنوب العربي تجري في عروقة كبرياء الروح العسكرية وشموخها ، شعب من الجنود الشجعان من أبناء القبائل ، قال الضابط السياسي في عدن هارولد جاكوب : " إن إبن الجنوب العربي ولد ليكون عسكريآ من الدرجة الأولى ، لا توجد أمة على ظهر الأرض قد أحبت العسكرية والنظام العسكري كأبناء قبائل الجنوب العربي ، إنهم جنود بالفطرة " . لم تسطيع حكومة صنعاء أن تدرك هذا الأمر الخطير وهو إن ابن الجنوب العربي حتى لو ترك الجيش، فأن الروح العسكرية وكرامتها تبقى في عروقة إلى الأبد . متى سيدرك ذلك .. مغول سنحان .
نقول لحكومة صنعاء لا هناك فائدة إن الأمور تزداد سؤآ ، والسبب الذي لم يعرفه حكام صنعاء ، وهو أمرٌ في غاية الخطورة ، إن 70 % من شعب الجنوب العربي كانوا جنودآ ، ومن الصعب إهانة أو ترويض الجنود الشجعان ، كان الحلم التاريخي الأبدي لأبناء قبائل الجنوب العربي هو ومنذ طفولتهم .. الإلتحاق بجيش الجنوب العربي ، والحرس الوطني الإتحادي ، وبوليس مستعمرة عدن ، والبوليس المسلح ، وجيش البادية الحضرمي ، أمة ذات كبرياء .. العسكرية النبيلة وأخلاقها الشريفة تجري في عروقها ، إن ما يجري في الجنوب العربي اليوم هو هذا السبب الرئيسي الخطير التي لم تدركه عصابة صنعاء ، إن السبب الديموغرافي للسكان هو أصل المشكلة التي تقود إلى ما يجري في البلاد ، هل آن الآوان ليعرف حكام صنعاء إن معظم السكان في الشمال اليمني هم من المزارعين ، ومعظم سكان الجنوب العربي هم من الجنود ، هذا هو السبب الحقيقي المسبب لكل ما يحدث .. متى يعرف هذا الأمر الخطير .. مغول سنحان .
سلام قولٌ من رب رحيم .. سلامٌ عليك شعب الجنوب العربي .. سلامٌ عليك عدن .. عاصمة الجنوب العربي .. بلادي .. وبلاد أمي وأبي .
كاتب ومؤرخ سياسي
كوبنهاجن