القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


انتظروا.. حتى! صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 19 أبريل 2007 01:59
صوت الجنوب 2007-04-19 / أحمد محسن أحمد
حدثتك (عزيزي القارئ) كثيراً عن قصص المعاناة والمرارة التي يعيشها كل من أحيل إلى المعاش، حدثتك عبر هذه الصحيفة المعتدله والراسخة في مسار الاتزان «الأيام» الشامخة، ورسمت لك
الطرق الحلزونية التي يمر بها كل متابع لمعاشه، فمنهم من وصل بعد شق الأنفس، ومنهم من لا يزال ينتظر، وأغلبهم تاه في منعطفات والتواءات وتعرجات الطرق والمسالك نحو المعاش، وزعل منا بعض الناس، وطبعاً لا يزعل من كلامنا الصريح سوى من لم ولن تحرق أقدامهم نيران الطرق الملتهبة والحارقة التي تدمي أقدام أبناء عدن بالذات والجنوب التائه.


من الأشياء التي لا أنسى أنني حدثتك عنها (عزيزي القارئ) تلك النماذج من الكوادر التي كانت تسيِّر دولة في جنوب الوطن الغالي، وكانت هذه الكوادر تدير مرافق ومؤسسات لا وجود لأمثالها في هذا الزمن الوحدوي، وذكرت لك كيف رأيت ذلك العالم الذي هز البلاد (حينها) وتماوجت الأفكار والآراء حول أطروحاته، بل إنه الوحيد الذي لم يستطع أن يجادله أحد (الحجة بالحجة) رغم أن من أفكاره ما قلب الكثير من أفكارنا الموروثة التي تلقفناها منذ النشأة وبداية توسع مداركنا ومفاهيمنا، هذا العالم رأيته يترنح في أروقة مبنى الهيئة العامة للمعاشات بعدن وكأنه يبحث عن جوهرة مفقودة اسمها البطاقة الحمراء (اللعينة) بطاقة المعاش، كنت أقارن بين هذه البطاقة الحمراء التي يتابع هذا العالم بحثه عنها وبين تلك السويعات التي كان يقضيها في بحثه عن فكرة أو ومضة فكر طال انتظاره لها بعد طول عناء في بحثه المضني والمتعب، وهيهات بين هذا وذاك!

ثم رأيت وياليتني ما رأيت، رأيت تلك الإنسانة أو الفتاة التي كانت ذات يوم كتلة من الحيوية والنشاط وهي تدير مكتب ذلك المسؤول الكبير في الدولة التي كانت، كانت في جنوب الوطن! تذكرتها وتذكرت شريط حياتها الغني بالطيبة والاقتدار، لأرى كيف هي في هذا الزمن، تترنح هي الأخرى هابطة من الدور الثاني لمبنى الهيئة العامة للمعاشات بعدن، كانت تحمل ملفها الذي أمسكته بيسراها وبيدها الأخرى كانت تمسك بالحائط السميك الذي كان يعينها على التماسك لكي لا تتهاوى وتسقط (لا سمح الله) في آخر زمانها! رأيتها بعد ذلك وهي تحدث صديقتها في مدخل الساحة التي كانت الملفات والأوراق تملأها دون نظام أو ترتيب، ثم قالت لصاحبتها: هذه هي نهايتنا، فقلت لنفسي دون أن يسمعني أحد أو حتى تسمعني هي نفسها: فعلاً هي نهاية الناس الذين كانوا كوادر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهي الجزاء الذي ينالونه كونهم كانوا على مستوى من المسئولية!

والآن أيها القارئ العزيز لقد جاء دوري، هذه المرة سأحدثك عن نفسي، فقد توصلت إلى مفتاح المدينة، نعم تلك البطاقة الحمراء (اللعينة) هي مفتاح المدينة، لكنها المدينة الخاوية، أو المدينة التي لم يبق منها سوى هياكل وأطلال، فبعد وصولي إلى هذه النقطة بحصولي على بطاقة المعاش (اللعينة) ذهبت إلى فرع البريد العام بالمعلا (فهكذا تقول البطاقة) فقالوا لي هناك: آسفين عليك مراجعة المكتب الرئيسي، أيضا في البريد العام. فذهبت للبريد العام، فقالوا لي: آسفين لم يحولوك بعد من المعاشات. فعدت من جديد إلى نقطة البداية، عدلت لمبنى الهيئة العامة للمعاشات بعدن، وهناك كانت الطامة الكبرى، قالوا: عليك الانتظار. فقلت: حتى متى؟ فقالوا: حتى يأتي الفرج من صنعاء. ضربت كفاً بكف وقلت: ياترى هل ستنتظر الأسر حتى يأتيها الفرج من صنعاء، لا تأكل ولا تشرب حتى!؟

بعد هذه المرحلة الطويلة التي قضيتها مصحوبة بالمعاناة والتعب الذي لا يسلم منه أي موظف أو كادر من أبناء عدن والجنوب، بعد كل ذلك توصلت إلى فهم الحقيقة الساطعة، فهمت أنها عقوبة، فعلاً هناك من لايزال يعيش ذلك الماضي الذي قسم الوطن إلى شمال وجنوب، أو التشطير والانفصالية لكن هذه الأيام انقلبت المفاهيم فكالعادة الانفصالي يتحول إلى وحدوي منذ حرب 1994م (اللعينة).. والانفصالي بالتهمة يظل وحدوياً ولا تزعزه أعاصير الانفصالية العاتية.. فقانون المعاش (اللعين ابن الملعونة) هو القانون الذي يجسد الانفصالية ويقسم الوطن الواحد فهو الذي لا يطبق إلا على أبناء عدن والجنوب فقط .. والسبب بسيط جدا لأن أبناء عدن والجنوب لديهم ملفات تفضح خدماتهم عند وصولهم إلى الأجل الأول (35 سنة خدمة) وشهادات الميلاد (عليها اللعنة هي الأخرى) تفضح السن (60 سنة) ليقولوا لهم خلاص أنتم بلغتم الأجل الثاني!! لكن إخواننا في الوحدة من أبناء شمال الوطن لا ملفات خدمة معهم (غير السيخ الحديد الذي يشبه سيخ الشوارمة) يحطون فيه أوراقهم، أما الأعمار فلا تحدد، وأحسن من يقيسون له عمره هو الذي يذكر أهله أن يوم مولده هو يوم ماتت بقرة الشيخ صالح، أو يوم موت ثور عمه الحاج علي! لذا فلا ترى من صور (الشحططة) والتعب إلا ما يحدث ويطبَّق على أبناء عدن والجنوب، وهم في ملاحقة سراب اسمه المعاش.

والمعروف أن أبناء عدن والجنوب هم الذين تربوا على النظام والقانون، وعاشوا محبين لعملهم وواجبهم، ولا يعرفون العشوائية والعبث الذي جاءتنا به وحدة الثاني والعشرين التي لم توحد اثنين على بعضهم. وإلى لقاء آخر عزيزي القارئ، لأشرح لك مزيدا من المعاناة التي يذوقها أبناء عدن والجنوب هذه الأيام، ولن أقول مثلما يقولون.. انتظر (عزيزي القارئ) حتى..!

 عن الايام العدنية

آخر تحديث الخميس, 19 أبريل 2007 01:59