بمناسبة الذكرى الثالثة عشر لحرب احتلال الجنوب بعض أسرار الوحدة والحرب للنظام اليمني الشمالي في تعامله مع الجنوب
الدكتور /عبدالله أحمد بن أحمد
27أبريل 2007م (حرب احتلال الجنوب صيف 1994م تاريخ أسود) بسم الله الرحمن الرحيم
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } الأحزاب23 صدق الله العظيم في البداية لموضوعي الحساس هذا حول حرب احتلال الجنوب في صيف 1994م عليا القول بأنني قد كنت بدأت في تجميع بعض المراجع والمعلومات لكتابة كتاب عن الحرب وبعد تفكير عميق لما أجنية من إصدار مثل هذا الكتاب توصلت إلى فكرت التأني كون الظروف لا تساعد بسرد الحقائق وكشف الأسرار وخفايا الحرب كما جرت على الواقع لا كما يريد لها المنتصر أن تكتب وهذا ما سوف أقوم به لو كنت توليت كتابة مثل هذا الكتاب والذي يجب أن يعطي للحرب تقييماً حقيقياً سلباً وإيجابا وإبراز النجاحات والإخفاقات والجهات والأشخاص المسئولين عنها وإن مأتم كتابته إلى الآن عن الحرب هي بالغالب تعكس وجهة النظر لهذا الطرف أو ذاك وخاصة الطرف المعتدي والمنتصر في الحرب فلم أجد إلى الآن من الكتابات التي أطلعة عليها كتابات محايدة تستطيع أن تقيم ما حدث بالضبط على أرض الواقع دون ترك أي من الأسرار والخفايا والحقائق وأعتقد أنه سوف يأتي فيه اليوم الذي يتمكن أحد أو عدد من المؤرخين والباحثين أن يكتب أو يكتبوا عن هذه الحرب بكل تجرد وحيادية ودون أن يتحسس منها أحد تعكس أسرار وخفايا وسلبيات وإيجابيات الحرب والمسئولين عنها من الناحية السياسية والعسكرية والأخلاقية كما جرت على الواقع ومرتكبي جرام الحرب فيها .
لهذا فأنا لا أستطيع أن أتعمق أو أن أدخل في هذه العجالة في بعض الحقائق والأسرار والخفايا والذي لم تكن الظروف مهيأة لها الآن ولا المجال يسمح بذلك ولكن سوف أشير إلى ما أراء ضرورة الإشارة إليه في موضوعي القصير هذا وفي هذه الظروف وفي هذه المناسبة الثالثة عشر لحرب احتلال الجنوب وأشرح أحد أهم أسرارها وخفاياها والذي كان الدافع من خلف السير للوحدة وشن الحرب من طرف النظام اليمني الشمالي بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح .
كلنا يعرف التفوق الحديث والعصري لنظام وسلطة الدولة والقوات المسلحة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على النظام وسلطة الدولة والقوات المسلحة في الجمهورية العربية اليمنية ويعود هذا الإرث بالأساس إلى الموروث التاريخي ونشأت كل من هما وما ورث من قبل كل من هما وطبيعة النشأة والتطور وكذلك موقف من يدير شئون النظاميين والدولتين والشعبين الشقيقين الجارين ومدى موقفيهما من هذا البناء وعلى أي أساس يسير وباتجاه أي من عجلة التطور يتم قيادته وتوجيهه ويبدو لي وكما كان على الواقع الملموس والمعاش أن هناك فروق كبيرة بين هما وبين تفكير من يقود النظامين وهذا الفرق وجد في شكل النظام والدولة وفي من أداراهما في ذلك الوقت , ففي الجنوب هناك موروث تاريخي عظيم من الحقبة البريطانية والأمارات والمشيخات والسلطنات وبذات حكومة اتحاد الجنوب العربي وحكومة عدن الذي عرفة المدنية والنظام والقانون وعرفت الدستور والصحافة الحرة ومنها صحيفة الأيام العدنية الذي أسسها عميد الصحافة الأستاذ/ محمد علي باشرا حيل رحمه الله في 1958م وصحيفة المصير وغيرها والتعددية الحزبية وكانت عدن مركز سياسي وثقافي واقتصادي وأعلامي مهم في الوطن العربي وملجآ الأحرار وتمتعت عدن بالمجلس التشريعي والعمل الديمقراطي والبرلماني من مطلع القرن الماضي بني على أساسها جهاز أداري متين وعصري للدولة في الجنوب مكن في وجود نظام ودوله حديثة وعصرية في مختلف المراحل وقائمة على أساس النظام والقانون وسائرة في طريق التطور العصري وبنت قوات مسلحة ذات مستوى قتالي رفيع ومعنوية عالية ومن بين أقوى القوات العسكرية في المنطقة ولولا ما حدث لها في 13يناير من انقسام لبقة دوماً قوة لا تقهر ولا تهزم لامتلاكها قادة رفيعي الشأن في التأهيل وفنون الأعمال القتالية ذوو أخلاق ومعارف قتالية – عسكرية وسياسية رفيعة على حد سواء ورجال دولة وعلوم واقتصاد واجتماع وسياسة وفي كل المجالات بما فيها الدور الرفيع التي احتلته المر أه الجنوبية فكانت من أقدم من تبوأ المناصب في المنطقة في إدارة شئون الدولة والمجتمع بما في ذلك القضاء والحقوق الرفيعة التي كانت تتمتع بها وما يدل أيضا على وجود ألدوله العصرية في الجنوب هو أن عملتها الدينار كان يساوي 3 دولار أمريكي عند الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة 22مايو1990م وبالعكس في اليمن الشمالي فإن الواقع يبين أن لا وجود كان لسلطة الدولة ولا سيادة للنظام والقانون والكارثة أن من يقع على قمة هرم النظام والدولة ليس لدية النية ولا يجد لديه مشروع في بناء الدولة على الأساس العصري والحديث بل يقودها بأساليب القرون الوسطي وهو من ينصح السكان حتى إلى يومنا هذا ليس إلى اللجوء للمحاكم والقضاء بل إلى الأعراف والاحتكام للحلول المتبعة ما قبل ظهور الدولة ومنها الديات وعقر (ذبح الأبقار) حتى على أبواب السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ويقوم المجتمع والدولة على أساس الأعراف والتقاليد القبلية وكذا الموروثة من العثمانيين يكون القوي قبليا ومالياً هو صاحب النفوذ وفوق القانون والدولة والشعب والجميع يسبحون بحمده. هذا التناقض بين النظامين الجارين والدولتين الشقيقتين كان أحد الأسباب في توتر الوضع على حدود البلدين والعلاقة بين الدولتين لاختلاف الرؤى في معالجة كل ما يطرأ الأمر الذي شهدت العلاقة والحدود توترات وشهدت مناطق الحدود بين البلدين اشتباكاة مسلحة ودعم كل طرف المناوئين للطرف الآخر وأسكنهم عنده ومد لهم الدعم المادي والمعنوي بما في ذلك الدعم العسكري وكان أهمها على الإطلاق هو حربين بين الشعبين الشقيقين والدولتين الجارتين كان أحدها في عام 1972م والآخر في عهد الرئيس علي عبدالله صالح في عام 1979 وقد استطاع الجيش الجنوبي وخلال فترة وجيزة جداً أن يصل إلى أعماق أراضي الجمهورية العربية اليمنية مما لحق بالجيش والنظام في الجمهورية العربية اليمنية شتاء ويلات الهزيمة والعار كما يطلقونه هم على أنفسهم .
ولولا التدخل الدولي والعربي حينها الضاغط عل نظام ودولة الجنوب وتهديد البعض بالتدخل لصالح النظام في الجمهورية العربية اليمنية لكان وصل الجيش الجنوبي صنعاء وساعد قوى المعارضة في الجمهورية العربية اليمنية على إسقاط النظام وقيام نظام وطني خاص بهم كما عملة إثيوبيا بالصومال في الأشهر القليلة الماضية ولو كان تم ذلك لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم وجنب البلاد حمامات الدم الذي يسفكها النظام من المناطق الوسطي إلى الناصريين وحرب احتلال الجنوب وصعدة وسفك الدماء والمعارك ستضل مستمرة طالما استمر بقاء هذا النظام الدموي على قمة السلطة ولا نعرف على من سيأتي الدور بعد صعدة في المرحلة القادمة مع العلم أنه ليس الضغط العربي والدولي الذي حد من زحف الجيش في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية باتجاه صنعاء هو العامل الأساسي ولكن هو عدم وجود نية ورغبة للقيادة الجنوبية في إسقاط النظام بالحرب ولكن فقط كانت تريد تأديبه وتوقيفه عند حدة وتكسير شوكته ليتمكن من معرفة حجمه الحقيقي وعدم التطاول على الدول ألمجاوره ومن بينها جارته دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
هذه الحربين الذي تجرع فيها النظام اليمني الشمالي وجيشه ورئيسة حينها علي عبدالله صالح عار الهزيمة في الأعوام 1972 و1979م ولدت لديهم الغبن والرغبة الحقيقية والأكيدة لدى الجيش اليمني والنظام بقيادة علي عبدالله صالح للانتقام من الجنوب في أي زمان ومكان وبأي طريقة و وسيلة لمحو العار والثأر وإعادة الاعتبار من وجهت نظرهم وهي السبب الحقيقي والسر الواقعي من هرولة الرئيس علي عبدالله صالح باتجاه الوحدة وما إلقائه خطاب إعلان الحرب على الجنوب في 27 ابرل1994م في حفل جماهيري في ميدان السبعين بصنعاء وشن حرب احتلال الجنوب صيف 1994م وتدمير الجنوب واحتلاله الأخير دليل على ذلك .
لقد اعتبر الرئيس علي عبدالله صالح و نظامه أن الجنوب والنظام فيه والجيش الجنوبي قد ألحق بهم في أعوام 1972و1979م عاراً ولهم ثأر يجب محوه وأقسموا على أنفسهم في ضرورة محو العار ماحيوا أو ماداموا على قيد الحياة وقد كتبوا اللافتات في مكاتبهم وفوق رأس كل قائد منهم وبالذات القادة العسكريين هذا الشعار ((( محو العار واجب مقدس وفرض عين))).
كما لاحظنا أعلاه بأن الرئيس علي عبدالله صالح قد أقسم أن لا يهدأ له بال حتى يمحوا العار ويثأر من الجنوب وجيشه ونظامه وإعادة الاعتبار لنظامه وجيشه ولنفسه أولاً وأخيرا وهذا هو السر من السير لما يسمى بالوحدة وشن الحرب على الجنوب ولتحقيق ذلك فقد عملوا على مختلف الاتجاهات للوصول السهل لهدف الانتقام وكلما كانوا يحاولون الدخول في حرب مع الجنوب ودولته وجيشه قبل 22مايو1990م وكلنا تابعنا التوتر الذي شهدته حدود البلدين في شبوة وحريب ومأرب على وادي جنه تراجعوا إلى الخلف خوفاً من هزيمة جديدة وعار جديد لاشك وأنه كان بانتظارهم على أطراف شبوة هذه المرة لو دخلوا بمغامرة الحرب حينها وهو بحكم المؤكد سوف يلقنهم إياه الجيش ونظام الجنوب وشعب الجنوب و قواته المسلحة والذي كانت تتمتع بتفوق قتالي ومعنوي كبير وروح قتالية رفيعة المستوى لا تتمتع بها القوات الشمالية ولا القادة السياسيين والعسكريين حينها وليس لهم القدرة في مواجهة الجنوب في خوض حرب حديثة في ذلك الوقت.
لعدم قدرتهم على المواجهة استخدموا الحيل والخداع والمؤامرات للوصول إلى هدفهم في الانتقام مستخدمين الأخوّة والوحدة جسر للوصول لهدفهم في الانتقام ومحو العار وإعادة الاعتبار بأساليب تأمريه خسيسة وخبيثة .
استغلوا اندفاع القيادة الجنوبية وفي مقدمتهم الرئيس علي سالم البيض للوحدة و جروا لها جرياً ليس بنية مخلصة لها بل بهدف إيصال الجنوب والجنوبيين إلى الفخ المنتظر والمنصوب لهم وكان كل ما يطرح من قبل الجانب الجنوبي يتم الموافقة عليه وتلبيته بهدف استدراجهم لفخ الوحدة بعدها سيتم تغيير كل شيء بالتدريج بحكم أنهم الأكثرية السكانية و أرض الدولة وقيادتها مدينة صنعاء عاصمة دولتهم وموقع أجهزتهم وهذا ما حصل على الواقع فيما بعد و هكذا وبدون استفتاء الشعبين على الوحدة وبقرار مركزي تم الإعلان عن الدخول في المرحلة الانتقالية لما يسمى بالوحدة في 22مايو1990م.
إن الإعلان عن الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة في 22مايو1990م لم يكون هو تحقيق الوحدة الاندماجية أصلاً حسب ما يروجوا له و إنما فقط الإعلان عن الدخول في المرحلة الانتقالية لما يسمى بالوحدة ومدتها سنتان ونصف بعدها يتم إجراء الانتخابات العامة يتم بعدها تحقيق الوحدة الاندماجية بين الدولتين والشعبين إذا سارت الأمور على ما يرام وهذا ما لم يحدث ولو كانوا يريدون الوحدة الحقيقية مع الجنوبيين لاستغلوا الظرف و الدخول في المرحلة الانتقالية وبنوا دولتها ونظامها هم والجنوبيين طوبه طوبه و لو كانت الآن من بين الدول ذات المكانة الرفيعة والقوية و لكان لا يوجد فيها أحد لا غالب و لا مغلوب سواء كان في الجنوب أو الشمال ولكن لم يكن هم القيادة الشمالية و في مقدمتهم الرئيس علي عبدالله صالح بناء دولة و لا وحدة وهمهم الوحيد و الأوحد هو الانتقام و محو العار و إعادة الاعتبار لهم بما أوقعه بهم الجنوب في سبعينيات القرن الماضي حيث أن الفرصة هذه المرة سانحة لأن كل شيء قد أصبح تحت يدهم و في متناولهم وتحت سيطرتهم ورحمتهم كون القيادة الجنوبية قد أتتهم وسلمت دولة وشعب ومصير أمة و أتوا إلى صنعاء عاصمة الشمال تاركين شعبهم وأجهزة دولتهم ورائهم وسلموهم الدولة الجنوبية والجنوب على طبق من ذهب دون استفتاء شعب الجنوب ودون إشراك لا عربي ولا دولي ودون ضمانات على ما تم الاتفاق عليه علماً أن قيادة النظام اليمني الشمالي لا عهد و لا ميثاق لها كما أثبتتها الوقائع و الأحداث واتجهوا كأفراد يعملون من داخل أجهزة الجمهورية العربية اليمنية بحكم أن العاصمة صنعاء عاصمة الدولة الجديدة و تحولت هذه الأجهزة بشكل أوتوماتيكي إلى أجهزة دولة الوحدة دون بناء أجهزة الدولة الجديدة المتفق عليها من أجهزة الدولتين وفرض على الجنوبيين الأمر الواقع و القبول به بعد أن وقعت الفريسة بمخالب المفترس.
وهكذا وبكل هدوء بدأو في تنفيذ مخططهم الانتقامي وبلباس الشرعيّة و الوحدة هذه المرة وبدلاً أن يستغلوا المرحلة الانتقالية لبناء دولة الوحدة وتسخير كل الإمكانيات والجهود لبنائها اتجهوا جنوباً وعادوا إلى الوراء إلى الأعوام 1972- 1979م لتصفية الحساب مع الجنوب دون أن يحس الجنوبيين في البداية بذلك ومن بين ما أقدموا عليه للوصول إلى هدفهم في الانتقام هو تحويل ألمرحله الانتقالية - إلى مرحلة انتقامية من الجنوب والجنوبيين - وندلل ذلك فيما يلي:
وبشكل مفاجأ ومن ميدان السبعين في 27إبريل 1994م أعلن الرئيس علي عبدالله صالح حرب احتلال الجنوب الشاملة والظالمة ومما قاله في خطاب إعلان الحرب على الجنوب هذا (((أنني من هنا أدعو أبناء شعبنا اليمني البواسل ومن كل محافظات الجمهورية أن يكونوا بالمرصاد لكل القوى المعادية للوحدة.. وللعناصر الانفصالية ... وان كل من يسعى إلى تخريب الوحدة اليمنية وشق الصف الوطني سيدفع الثمن غالياً وان كل مواطن في شعبنا سيتحول إلى قاضي ورئيس محكمة ومدع عام باسم الشعب اليمني لمحاكمة كل من يسيئ لهذا الوطن وهذه الأمة.. كما أن قواتنا المسلحة والأمن سيكونون درع الوطن ودرع أل 22من مايو.. وهم حماة الوحدة والديمقراطية.. ودعا جماهير شعب اليمني إلى تشكيل لجان في كل المحافظات والمديريات والأحياء للدفاع عن الوحدة والديمقراطية والتصدي لعناصر التخريب أينما وجدت.. ))). وبعد ساعتين فقط من خطاب إعلان الحرب هذا للرئيس علي عبدالله صالح بدأت حرب احتلال الجنوب بحيث شنت القوات اليمنية الشمالية ضربة تدميريه للواء الثالث مدرع جنوبي المتمركز في عمران في عمق الأراضي الشمالية وبوجود اللجنة العسكرية المكونة من جنوبيين وشماليين وأردنيين وعمانيين والملحقين العسكريين الأمريكي والفرنسي في ذلك الوقت في المعسكر ونجوا بأعجوبة مع إصابة العقيد/علي ناجي عضو اللجنة العسكرية من الطرف الجنوبي مستخدمين لتدميره عدد من الألوية وفي مقدمتها اللواء الأول مدرع المتمركز في المعسكر إلى جانب اللواء الثالث والآلاف من القبائل والأمن المركزي والحرس الجمهوري وتم الانفراد باللواء الجنوبي الضيف والوحيد في تلك المنطقة لتدميره ولم يحصل الدعم من الجنوب للبعد الجغرافي وعدم تصديق الجنوبيين بأن الحرب قد بدأت فترك يواجه مصيره لنفسه إلى أن تم تدميره. كما زحفت عدد من الألوية منها لواء المجد القادم من باجل في الحديدة و الألوية من الحرس الجمهوري و الأمن المركزي و الألآف من القبائل التي طوقت و دمرت لواء باصهيب ميكانيك المتمركز في مدينة ذمار في الشمال في 4 مايو 1994م و كذلك تدمير اللواء الأول مدفعية جنوبي المتمركز في مدينة يريم بعد أن سرقوا إبر المدافع و كذا تصفية وحدات الشرطة وحراسات المسئولين الجنوبيين في العاصمة صنعاء و اندلعت المعارك على طول و عرض الجنوب اشتركت فيها القوات البرية و الجوية و البحرية و الصواريخ و الأفغان العرب و المليشيات الحزبية و الألآف من القبائل و دارت معارك طاحنه و حربية دامت 67 يوماً تمكنوا في 7/7/1994م من احتلال الجنوب و عاصمته مدينة عدن و خروج القيادات الجنوبية إلى الخارج بعد أن أحدثوا تدمير بالمدن و القرى و الاقتصاد الوطني و ألحقوا خسائر بشرية و مادية كبيرة ألحقت بالجنوب نظراً لهذا العدوان و الغزو الانتقامي الهمجي الغاشم رغم قرارات مجلس الأمن الدولي 924و931 والموقف الأمريكي بأن تكون عدن خط أحمر والموقف الخليجي والعربي والعالمي وبيان أبها لدول مجلس التعاون الخليجي بعدم فرض الوحدة بالقوة فارضين على الجنوب و الجنوبيين وحدة قسرية إلحاقية بالقوة و الحرب و الاحتلال بعد أن أنهت حربهم الظالمة هذه الوحدة السلمية و أنهت بذورها في قلوب الجنوبيين و حولتها إلى احتلال مشين لم تعرف له البشرية مثيل . مع العلم أنه كان بالإمكان الصمود لأشهر أخرى لولا حرص القيادة الجنوبية على حياة سكان عدن الذين قطعت عنهم المياه و الكهرباء و التموين من قبل نظام صنعاء المعتدي و الضرب العشوائي للمنازل من مختلف أنواع الأسلحة الأمر الذي كان سوف يعرضهم للإبادة الجماعية فاتخذ القرار بالانسحاب حفاظاً على عدن و سكانها كما أنه لو كان هناك اعتراف من دول إعلان دمشق في اجتماعها بمدينة دمشق بتاريخ 6/07/1994م لما تم الانسحاب و لو كانت جمهورية اليمن الديمقراطية المحتلة أراضيها الآن كانت واقع قائم على الأرض لأن الاعتراف كان سوف يؤدي إلى إعادة التنظيم للقوات و الإمكانيات و إلى التشبث بالأرض و طالما و هناك شيء اسمه الوطن و الهوية و السيادة موجود سيندفع الجميع للدفاع عنه. إن من أهم الأسباب الرئيسية للاستيلاء على الجنوب وبالذات عاصمته مدينة عدن هو عدم وجود قوات جنوبية نظامية بيد القيادة الجنوبية و وزير الدفاع كافية للمناورة بها للدفاع عن عدن وعدم وجود خطوط دفاعية للمدينة التي تتعرض للهجوم وفق المفهوم العسكري لخطوط الدفاع كما لم يتم إعداد المدينة لحرب المدن وخوض حرب الشوارع وكذا لحرب العصابات وكان الاستيلاء عليها سهل جداً ويعود ذلك لعدم وجود الوقت والإمكانية للقيادة الجنوبية لوجود قواتها و ألويتها الرئيسية في مناطق متفرقة في اليمن الشمالي وقد تم القضاء عليها وتدمير فعاليتها القتالية في بداية الحرب وما تبقى من وحدات هي عبارة عن وحدات هيكلية خارج الجاهزية القتالية والفنية كما أنه من أسباب الانسحاب والدخول السهل للقوات الشمالية إلى عدن هو انتهاء الذخائر والأسلحة والعتاد العسكري وعدم تعويضها وضعف تموين القوات الجنوبية المدافعة عن الجنوب عامة وعن عدن خاصة . العوامل الذي ساعدت نظام اليمن بقيادة مجرم الحرب الرئيس علي عبدالله صالح في احتلال الجنوب:
العامل الأول:
العامل الثاني:
العامل الثالث:
العامل الرابع:
العامل الخامس:
العامل السادس:
العامل السابع:
العامل الثامن:
العامل التاسع:
بعض العوامل التي أدت إلى أن يخسر الجنوب الحرب: العامل الأول:
العامل الثاني:
العامل الثالث:
وصول دبابات-ت- 62 ومدفعية ذاتية الحركة إلى عدن الدفعة الأولى دون وجود ذخائر كافية لها ولا أطقم بشرية متدربة تستطيع استخدامها كما أن مدافع الدبابات ( جهاز السبليزاترالمثبت للمدفع)لم يكن مجلس وجاهز للقتال ووصلة البعض منها إلى بير ناصر ولكن لم تشترك بالقتال لهذا السبب وخاصة اثنا الحركة وكذا لم يكون لدى القيادة الجنوبية البشر أطقم الدبابات الذي بمكانهم استخدامها ولم يكن هناك الوقت الكافي للتدريب فتركة دون الاستفادة منها وكما اعتقد أنها وصلة إلى عدن في الأسبوع الأول من شهر يوليو وهو الأسبوع الأخير في الحرب أي قبل احتلال عدن بأسبوع واحد فقط.. العامل الرابع:
العامل الخامس:
العامل السادس:
العامل السابع:
العامل الثامن:
العامل التاسع:
العامل العاشر:
العامل الحادي عشر: لم يواجه الجنوب الحرب موحداً بل دخلها منقسماً بسبب الأحداث التاريخية الذي شهدها في تاريخه الأمر الذي أداء إلى أن يخسر الجنوبيين الحرب ولكن لم يخسرون المعركة فهي لإزالة مستمرة ولو كان هناك مصالحة جنوبية - جنوبية شاملة لكل الأحداث الذي شهدها الجنوب وتوحد الصف الجنوبي ودخل الجنوب الحرب موحداً لما استطاعوا الغزاة اليمنيين الشماليين تخطي نقيل يسلح في أطراف صنعاء وقد كان هذا العامل هو الحاسم والقاتل في خسارة الجنوبيين للحرب . إن الوحدة الذي عمدوها بالدم ويتكلمون عنها قد ساروا إليها من أجل يوصلوا باسمها لشن الحرب على الجنوب للانتقام منه من حربي 72 و 79 م وهذا ما تم بالفعل لقد استخدموا اسم الوحدة والشرعية والوطن الواحد كعوامل ساعدتهم لشن الحرب الانتقامية الشاملة على الجنوب واحتلاله وهذه هي الحقيقة يجب أن يستوعبها العالم محلياً وعربياً ودولياً وكان لهم ما أرادوا وكذا كان لهم ما لم يتوقعوه ويتمنوه أن دمروا الجنوب ودولته وقواته المسلحة وأصبح الجنوب والجنوبيين غنيمة من غنائم الحرب لهم وقابع تحت احتلالهم المشين وحققوا بذلك الانتقام ومحو العار وأعادوا الاعتبار بإهانة وإذلال الجنوبيين واحتلال أرضهم ونهب ثرواتهم وطمس هويتهم وتاريخهم ولكن بلخدع و الاحتيال تم لهم ذلك. إن إعلان المرحلة الانتقالية للوحدة السلمية قد انتهت بالحرب وماهو موجود هو احتلال استعماري للجنوب من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية وهذا ما يؤكده قادة نظام الاحتلال اليمني في أن ما يطلقون عليه بما يسمى بالوحدة قد عمدت بالدم في حرب 1994م حيث يقول رئيس نظام الاحتلال علي عبدالله صالح في خطابه أمام القاعدة الجوية بصنعاء7 يوليو 1994 (( ان الوحدة اليوم قد ترسخت وتعمقت بعد أن تعمدت بالدماء وتمكنت قواتنا المسلحة من أن تنجز مهامها بنجاح والتصدي للمتمردين ودحرهم من الوطن وإجبارهم على الاستسلام وإنهاء تمردهم )) وفي كلمته أمام مقاتلي قوات العمالقة2. أغسطس 1994م قال علي عبدالله صالح ((( . الذي يتحدث باسم المحافظات الجنوبية والشرقية واهم.. الشعب موجود في أبين والشعب موجود في حضرموت والشعب موجود في المهرة والشعب موجود في لحج وفي عدن.. هؤلاء عبارة عن شرذمة اغتروا بالمال وبالأموال أغدقوها عليهم ليعلنوا الانفصال والتشطير.. ألا يعرفون أن هؤلاء لا يستطيعون أن يقنعوا حتى أسرهم في مساكنهم.. ما بالك أن يقنعوا محافظات بحالها داخل المحافظات الجنوبية والشرقية لا يستطيعون أن يقنعوا حتى أسرهم مثل البيض المعتوه وحيدر العطاس العميل.. أصحاب المشروع الحضاري..
انتم
الذين حملتم المشروع الحضاري.. انتم المقاتلون، يا من رفعتم شعار الوحدة أو
الموت هذا هو المشروع الحضاري وليس المشروع الخياني.. وهكذا خسر الجنوب المعركة وربحها نظام اليمن الشمالي بالخدع والاحتيال وفي الوقت الضايع وأصبح الجنوب يقبع تحت الاحتلال اليمني المشين لنظام الجمهورية العربية اليمنية ولكن لم يخسر الجنوب الحرب فهي لازالت مستمرة حتى التحرر والاستقلال وإعادة دولته المستقلة وذات السيادة فشعبنا الجنوبي من المهرة وحضرموت شرقاً إلى باب المندب وكمران غرباً وكل قواه السياسية الحية ومن بينها التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) ماضيان قدما في استعادة حقهم في الوطن والهوية والدولة وطرد الاحتلال ليمني شر طرده .
رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج )
بعض من ما حدث في حرب احتلال الجنوب صيف 1994م وجرام الحرب ضد الإنسانية المرتكبة من قبل نظام الاحتلال اليمني بقيادة مجرم الحرب الرئيس علي عبدالله صالح: روابط تحوي لنماذج من ماسي الحرب والدمار والخسائر البشرية والمادية: الفتوى الدينية بتحليل حرب قيادة نظام اليمن الشمالي ضد اليمن الجنوبي في صيف 94م: http://www.soutalgnoub.com/home/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=9
ألبوم
صور لبعض جرائم الحرب ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام اليمني الشمالي
بقيادة علي عبدالله صالح في
اليمن الجنوبي في حرب احتلال الجنوب صيف
94م شاهدوا أفلام وثائقية حية عن جرائم حرب ضد الإنسانية ارتكبها النظام اليمني الشمالي في اليمن الجنوبي بقيادة علي عبدالله صالح. http://www.soutalgnoub.com/war%20films.htm من جحيم الاحتلال
|
|
بطل الجنوب الفقيد العميد/ عبدالله شليل |
بطل الجنوب الشهيد الوزير /صالح أبوبكر بن حسينون |
نماذج للأسلحة المستخدمة في الحرب والدمار والخسائر البشرية والمادية و النهب للممتلكات الجنوبية الخاصة والعامة: ونماذج من ما يسمونه اليمنيين بالوحدة الذي عمدوها بدماء النساء والأطفال الجنوبيين واقاموها على جثث الجنوبيين أنها ليس ألا احتلال استعماري يمني للشعب العربي في الجنوب: |
|
مسيرات شعبية في عدن و المكلا ضد الحرب و مؤيدة لاعادة قيام جمهورية ليمن الديمقراطية | |
نهب عدن من قبل المحتلين اليمنيين المستعمرين الجدد يوليو 1994م |
|