القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
دعوة لرفع الحيف عن المتقاعدين صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
أخبار الجنوب العربي - الممارسات العنصرية
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 26 أغسطس 2006 03:11
26/08/2006م
الايام : عقيد ركن متقاعد  صالح محسن القاضي
كلما ازدادت الأحوال الاقتصادية سوءاً، ازدادت معاناة المتقاعدين الذين أدارت لهم الدولة ظهر المجن، وتركتهم يواجهون مصيرهم دون
لفتة عناية أو تقدير لسنوات عمرهم الطويلة التي أفنوها في مؤسسات البناء أو الأمن والدفاع وغيرها.

وتزداد معاناة المتقاعدين ومعهم أسرهم، وبشكل خاص في المحافظات الجنوبية والشرقية، لكثرة أعدادهم وتزايد من يلتحقون بهم سنوياً من مدنيين وعسكريين، وهذه المعاناة تكون أكثر وطأة كلما كان المتقاعد قديماً، أي مضت عشر سنوات أو أكثر أو أقل من ذلك على إحالته للتقاعد، إذ أن راتبه يظل مراوحاً (محلك سر) دون أن تشمله الزيادات الطفيفة إلا لماما، ورغم كثرة شكاواهم فإنهم لا يجدون أذناً صاغية، بل على العكس فإن التعامل معهم يتسم بروح اللامبالاة والإهانة أحياناً وهو ما لا يقبله عقل أو منطق ولا ينبغي أن يكافأوا بمثل هذا الجحود والنكران بعد سنوات طويلة من خدمة الوطن.

ينبغي أن يعرف المسؤولون والمعنيون اليوم أن الواجب يقتضي معاملة المتقاعدين معاملة لائقة بهم وتقديم كل التسهيلات اللازمة ليقضوا بقية سنوات حياتهم في طمأنينة واستقرار معيشي ونفسي نظير خدماتهم الطويلة وبما يتوافق مع سنوات عمرهم، كون كثيرين منهم آباء وأجداداً ولابد أن يعاملوا باحترام وتقدير كبيرين، ولو بالحدود الدنيا التي يلقاها نظراؤهم في كثير من بلدان العالم، حيث تقدم لهم أفضل وأحسن المعاملات في الخدمات العلاجية المجانية وتصرف بطائق عائلية لعلاج عائلاتهم مجاناً، بما في ذلك العمليات الجراحية وحتى تكاليف السفر إلى الخارج إذا لزم الأمر، كما تقدم لهم قطع الأراضي المجانية والتسهيلات البنكية من خلال الحصول على قروض ميسرة عند الحاجة للبناء أو شراء سيارة أو ما شابه ذلك، وفي بعض البلدان تقدم خدمات سياحية للمتقاعدين من خلال بناء استراحات خاصة بهم وبأسرهم وبأسعار مناسبة أو شبه مجانية، وبالنسبة للمتقاعدين الذين توجد لديهم أسرة أو وجدوا أنفسهم في وحدة بعيداً عن أقاربهم فإن الدولة تفتح لهم دور إقامة بكامل الخدمات المعيشية والصحية، وكثير غير ذلك مما يطول تعداده مما يحصل عليه المتقاعدون في بلدان العالم.

نورد هذه الأمثلة لنذكر المسؤولين في مختلف المستويات أن مصيرهم أيضاً التقاعد في يوم ما، لعل ضمائرهم تتحرك ويتخذون موقفاً ينصف المتقاعدين، قبل أن يصبحوا في عدادهم ويعانوا معاناتهم ويندموا على سكوتهم اليوم وإهمالهم لمعاناة المتقاعدين.

إننا كمتقاعدين لا نطلب المستحيل، ولا نتطلع لمعاملة مميزة أسوة بما يحظى به المتقاعدون في كثير من دول العالم، ولكننا نرفع مطالب متواضعة جداً جداً هي مساواتنا في الراتب والرتب مع ما يترتب على ذلك من تبعات وزيادات مادية، ورفع الظلم والحيف الذي يتعرض له المتقاعدون قبل عام 2000م ممن لم تشملهم العلاوات والزيادات الأخيرة، لأن المتقاعدين قبل ذلك التاريخ يعيشون بيننا ويعيلون أسرهم، معتمدين على الراتب التقاعدي المتواضع الذي لا يفي بمتطلبات الحياة ولا يصمد لأيام معدودة أمام شبح الغلاء وتصاعد الأسعار.

وبالمناسبة، نذكر بأن بعض المتقاعدين من المؤسسات العسكرية يحظون بامتيازات خاصة، تتمثل باستمرار حصولهم على مواد غذائية ووقود شهرياً، فيما يحرم نظراء لهم تقاعدوا بنفس الرتب والمناصب وهو ما يزيد من مشاعر الغبن والظلم لهذا التمييز وسياسة الكيل بمكيالين، التي لا يقرها العقل ولا القانون، والأمل أن تصحح هذه الاعوجاجات وأن تلتفت الدولة لهموم المتقاعدين الكثيرة. والله من وراء القصد.

صالح محسن القاضي /عقيد ركن متقاعد
آخر تحديث السبت, 26 أغسطس 2006 03:11