((( حضرموت .. لن تركع )))

[بوعمر]

حضرموت .. لن تركع

المقدمة :

اغضب

فإنك إن ركعت اليوم

سوف تظل تركع بعد آلاف السنين

ــ فاروق جودة ــ

لا يكاد يوم يمر إلا ونقرأ مقالاً أو نقاشاً حاداً بين الطرف الحضرمي والطرف اليمني أياً كان ذلك اليمني جنوبي أو يماني أصيل ، فالطرح الممارس بين الأطراف يأخذ مشاهد قاسية في فحواها لأن ما بعد الثالث عشر من يونيو 2011م هو مجرد تاريخ حضرمي لم يأتي قدراً من الله تعالى فحسب بل جاء بعد سنين ذاقت فيها حضرموت من الويلات ما يصعب أن يمر مروراً بلا حساب وعقاب ...

يذكر أحدهم وهو يمني جنوبي يحاول التملص من يمانيته الجنوبية أننا معشر الحضارمة نخون قضية الجنوب ، وأننا بمسعانا صوب حضرموت الدولة نتحول إلى عملاء ، وإلى لصوص ، هم أي اليمنيين الجنوبيين تحديداً لطالما مارسوا الإقصاء منذ عرفناهم ، توزيع الاتهامات ليست سوى حالة من حالاتهم الطبيعية جداً ، وهنا لا أنفي تهمة الخيانة العظمى والعمالة لضد كل ما هو يمني جنوبي وحتى جنوب عربي ، الخيانة في مفهومي الحضرمي ينطلق من مسألتين أن أخون هويتي الحضرمية التي أحملها في دمي قبل عقلي ، والثانية أن أخون تاريخ اليمن الجنوبي الملطخ بدماء مئات من شهداء وطني الحضرمي الذين سحلوا وقتلوا ، الخيانة تتعاظم مع تشريد ملايين من أبناء وطني إلى منافي الدنيا من الشرق الآسيوي إلى مهاجر حضرموت العربية كلها ...

هنا تتحدث العمالة والخيانة العظمى ، أخون الجنوب اليمني أو حتى اليمن الكبير كله لا يعني ذلك شيئاً بالنسبة لي لأن انتمائي إلى وطني هو الأصل والقناعة التي اتمترس خلفها كون هويتي هي قضيتي الوطنية الأولى ، فليعرف الجهلاء بحضرميتي أن حضرموت ليست أرضاً في باطنها ثروة ، وعلى ساحلها ثروة ، وعلى ترابها ثروة ، كل الثروات لا تصل إلى رأس القضية الحضرمية التي أعايشها لحظة بلحظة من خلال هويتي الحضرمية ...

الانتماء إلى الوطن الحضرمي يأتي من خلال معرفة مصادر التاريخ ، الاستقراء في التاريخ ، القراءة في التاريخ ، حكايات الماضي ، الرمزية والدلالات هي قناعات لا يمكن أن تنتزع من دواخل الحضرمي ، أسألوهم أي الجنوبيين يمنيين أو عرباً هل نجحوا في انتزاع هويتنا بعد أن علقوا الرقم خمسة على رقابنا في ثلاثة عقود ، لم ينجحوا فها نحن معشر الحضرميين نتنادى على وطن أسمه حضرموت ، لم تستطع القوة بنارها ، ولم تستطع عقول الماركسية ومناهجها الملعونة أن تخلع حضرميتنا ، فماذا بعد ...؟؟؟

لن تركع حضرموت ، يخوفون الحضرمي بالخيانة والعمالة ويقول لهم الحضرمي الخيانة هي أن أخون وطني ، أن استكين ، ولن أركع ، كيف أخاف واستكين وأركع وأنا الحضرمي ، نحن في المكلا من بدأنا الحكاية كلها ، حتى قبل أن يحترق محمد البوعزيزي في سيدي بوزيد ، خرجنا من أزقة المكلا نطلبها وطناً ، ننشد للوطن الحضرمي لأن الأجيال زرعت في الضمائر الخلود للوطن ، عندها كان المخبولين في جنوب اليمن وأن شئتم سموه جنوب العرب المبهم يطالبون بحقوق العسكر والمسرحين ، شتان بين المطالبة بوطن وبين المطالبة بالقوت والقات وقليل من البنزين ...

حضرموت تفر اليوم من أم الكبائر من يمننتها ، تفر حضرموت كما يفر الصحيح من البليد ، لسنا في توقيت تاريخي يقبل بمزيد من الخطرفات والموبقات ، استدراك أحوال حضرموت وقدراتها هي تطلع حضرمي لابد وأن يكون جديراً بالجيل الحضرمي كل في موقعه الذي هو فيه ، فرار حضرموت من خطايا الماضي هو تكفير عن ذنب غائر في الجسد لابد له من كي لمعالجته ...

يعدنا الجنوبيين وفي لفظ حسن ( القنوبيين ) بأنهم سيمنحون لحضرموت حكم فيدرالي واسع الصلاحيات في حال تحقق الانفصال عن اليمن ، في هذا الوعد حالة لابد وأن تستدرك حضرمياً ، تعالوا أيها الجنوبيين إلى يومكم الأغبر ، إلى الثلاثين من نوفمبر 1967م من ذلك اليوم نريد حساباً على جرائمكم كلها ، جُلها ودّقها ، منذ ألغيتم حضرموت ، ومنذ سحلتوا علمائنا ورجال قبائلنا ، لن نفرط في حساب يوم واحد لمهاجر حضرمي فر من وطنه فرار من حكمكم الشيوعي الكافر برب الناس ، ونحن هنا لا نستعيد هذا الوجع والألم لمجرد وصد الأبواب في وجهكم المنكرة ، بل أننا هنا نطالب بعدالة وقصاص في هذه الدنيا ...

يتحدث الجنوبيين عن التصالح والتسامح ، مبدأ ساقوه للتملص من ماضيهم الفاجر ، كيف يكون هنالك تسامح وتصالح مع القتلة والفجرة ، وقفة من وقفات العقل لابد لها أن تستحضر في هكذا مقام ، كيف يتم القفز عالياً عن الحقوق التاريخية لحضرموت تاريخاً وشعباً ، وقبل أن يخرج أحد حمقاهم متحدثاً بان المظالم شملت كل ما وقع تحت حكم جمهورية اليمن الديمقراطية الجنوبية أو الشعبية فأننا هنا نؤكد بأن ما وقع على حضرموت لم تكن جريمة طبيعية بل جريمة محددة وتآمر وتواطىء خبيث خطط له مسبقاً ، ورصدت له الجوائز والأعطيات ، جريمة 1967م بدأت بإلغاء حضرموت وتواصلت بعمليات القتل والنهب والسلب والسحل ، ولولا لطف الله تعالى بحضرموت لكانت المجازر فيها تعد ولا تحصى ...

على الجنوبيين أولاً أن يتفهموا تماماً واقع المرحلة السياسية الحاضرة ، نعم لحضرموت الوطن المستقل الحر الكامل السيادة ، أو فيدرالية واسعة الصلاحيات في إطار الجمهورية اليمنية ، أما كل مشروع جنوبي أياً كان شكله فهو مرفوض لأن المجرب لا يجرب وقد جربناكم حتى عرفنا فيكم كل شر ولم نرى الخير معكم ، الحرية للوطن الحضرمي هي السقف الأعلى ، والحرية تعني أولاً الابتعاد عنكم ، فنحن قوم أوجعتنا جيرتكم لنا ، كذبكم هراءكم إلحادكم ثاراتكم مؤامراتكم كلكم خراب في خراب ، بلاء في بلاء ، فلتكونوا مع أنفسكم كالنار تأكل بعضها بعضاً ، وحضرموت أبداً لن تركع ...