حكومه الوقت الضائع

[الجنوب بيتنا]

حكومة الوقت الضائع
الإثنين , 27 أبريل 2009
كتب/ منصور هايل
الحديث عن مشاورات بين حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح وغيرهما لتشكيل حكومة "وطنية" لا يصلح حتى للعرض على مسرح العبث واللامعقول. ذلك ان شركاء حرب 1994 والضالعين في إنتاج ومراكمة وتركيب ومفاقمة الازمة التي تعصف بالبلاد هم آخر من يحق لهم تقديم انفسهم كرجال إطفاء بعد ان أشعلوا الحرائق في أرجاء البلاد.
ذلك ما تقول به النوافل والبداهات اذ لم يسبق قط ان تحول من تكرس كوصفه كارثة الى تعويذة خلاص وقارب نجاة ولم يسبق لمن كان منتجاً للازمة والانفجار والزوبعة والاعصار ان تحول الى حمل وديع, او نعامة او حمامة إلا في عالم الاساطير والخرافات.
المطلوب راهناً من هؤلاء ان يكفوا عن العبث والاهدار واللعب بالنار, وان يعترفوا بأن هنالك أزمة متفاقمة ولها عناوين صارخة ومتفجرة وأبرزها "القضية الجنوبية" والحرب في صعدة, وحروب وتفجيرات القاعدة" وانهيار الاقتصاد وتدهور الاحوال المعيشية وانفلات الاحوال الامنية وتفلت ونفاق كرة اللهب في اكثر من ساحة ومضمار, عليهم ان يتعايشوا مع عناوين ومفردات ومعادلات وأسماء جديدة ومع فاعلين جدد ينبغي ان يشاركوا في صياغة المشهد, تعديلاً وتبديلاً وانقلاباً لان التوهم بإمكانه البناء على ما هو قائم اصبح ضرباً من البهتان المقيت خاصة ان البلاد تقع قاطعة ولا تنفع معها أنصاف الحلول, كما لن ينفع تكشير الانياب واستعراض العضلات العسكرية والامنية.
ولأن حجم المشكل اكبر من المؤتمر والاصلاح, ومن الحاكم والمشترك معاً, ومن كل هؤلاء وبقية المسميات السياسية مجتمعة, فقد اصبحت مقتضيات الساعة تستوجب التعاطي مع الفاعلين في الميدان وفي كل مكان داخل اليمن وخارجها ليقرروا مصير وصورة البلاد التي يريدون.
صحيفة التجمع.. تصدر عن التجمع الوحدوي اليمني - attagammua.net