للجنوب ندائي

[ماريا]

كل يوم ..
بعد جرعة من مشاهد البكاء و الدماء ..
أغتسل للطهارة بدموعي التي شهدت وجعهم ..
و أنتفض بصرخة ..

أمي الجنوب
يا من إليكِ قتلني الحنين ..
لكِ نياحي و شقاي ..
إن كنتي تسمعين ..


بالربّ أقسم ..
مافتئ قلبي لمصابكِ ينتفضْ
وللنارِ يُضرِم ..!

بالربّ أقسم ..
ليس لي من خيانة العرب إلا الإسم ..
وإن وَجديْ و انتمائي الرُوحيّ لكِ
قد تمّ ..!

بالربّ أقسم ..
لولا أني إمرأة ..
ولولا العجزُ و التقييد ..
لما وجدتيني في داريْ جالسة ..
و لنصركِ أرسِم ..!








اعذريني يا أمي ..
فكل مابيدي ..
أن أعذب عيناي بـ مشاهدةِ ألمك
وأذرفُ الدمعَ جزعاً لحالك ..!




ولكني أعدك ..
بكل ما تبجله العرب ..
أن أربي أولاديْ ..
على السعي للموت في سبيلك ..
و إن لم يشتموا نسمة واحدة ..
من نسماتِ بساتينك ..!

كما كنت أنا ..
ولكني أصبحت جنا ..
أثمر دون أن يعلم ..
في شجرة الإنتماء ..!


/

أعلم أن صرخاتَ أطفالك
صمّتكِ ..!
و تساقطُ شهدائكِ أنهككِ ..!

ولكن كل ما أتمناه ..
أن تسمعي همسي الباكِي ..
وترسلي لي من بعيد ..
[ ضمّة رضىً ]
تحييني لباقي العُمر ..!

/



أكره العدو..
وما وضعوا من تلك الحدود ..!
بين بلاد المسلمين ..
ليستعمرنا الحاقدين ..!

أريد أن تكون هويتي مسلم موّحد
بين أقرانهِ يُردّد ..
وللعدو بالتكبيرِ يُهدّد ..!

و للمسلمين أناديْ
هيّا إلى يوم التلاقي
لنذيقَ بني العدو الرُعبَ
ولنتراشق منهم ببعضِ الرّقابي ..!