((( المعطري خاب ورب البيت مسعاك ... )))

[بوعمر]

المعطري خاب ورب البيت مسعاك ...

مقدمة
الثلاثين من نوفمبر 1967م .. جريمة الجرائم

آن الأوان لكل الحضارمة في الوطن المحتل وفي المهاجر كلها أن يتوقفوا ويتأملوا ملياً ، ولهم أيضاً أن يتألموا أيضاً طويلاً ، فالمسألة تجاوزت كل الحدود ، وتخطت كل ما هو مرفوض ومقبول ولم تعد لدينا من الخيارات الكثير لنحسن النوايا والظنون ، فما أن ذكرنا من كنا نعتقد بأنهم أخوة لنا في الوطن الجنوبي العربي بأن حضرموت لن تكون مجردة من خصالها الأساسية وعلى رأسها الهوية الحضرمية لم يخيب الدكتور عبده المعطري الناطق لما يسمى المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب شكاً لمن كانت لديه شيء ولو قلة من الشكوك ...

المدعو المعطري يقول للحضارمة بكثير من الاستخفاف بل الإمعان بالاستخفاف أن حراكهم سيقيم في الثلاثين من نوفمبر 2010م فعاليته الكبرى في مدينة المكلا ، أي استخفاف هذا ..؟؟ ، وأي استهانة بحضرموت ورجالاتها ومفكريها وعلمائها ..؟؟ ، استخفاف لا يقصد من خلاله هذا المعطري غير تكريس اختطاف حضرموت التي اختطفت في الجريمة التآمرية الخبيثة في الثلاثين من نوفمبر 1967م عندما أدخلت حضرموت عنوة في نطاق جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ...

هكذا يتعمدون القهر لحضرموت ، أنه فكر ممنهج ، فكر مستمر ، فكر لم يمت يوماً ، ولم يغب قط في عقيدة الجنوبيين وللأسف الشديد ، والتاريخ يعيد نفسه حقيقة اليوم ، فكما تم الزج بجيش البادية الحضرمي في أتون حرب خاسرة ، ها هم اليوم يدفعون حضرموت في المكلا والديس وغيل باوزير بذات الطريقة الأولى هكذا هم يفكرون اليوم ويعملون ...

في الثلاثين من نوفمبر 1967م تم عملياً احتلال حضرموت من قبل اليمن سياسياًَ ، حضرموت بتاريخها وحضارتها تعرضت منذ ذلكم التاريخ البغيض لواحدة من أعظم الجرائم التي لابد وأن تظهر للعالم ، حولت حضرموت إلى أكبر سجن بشري عرفه التاريخ المعاصر ، شرد أهلها ، وسلبت أموالهم ، وأممت أراضيهم وبيوتهم ، وسحل علماء حضرموت ومفكريها ، جريمة مازالت تطارد الأجيال الحضرمية جيل يعقب آخر ...

الثلاثين من نوفمبر لا تعرفه حضرموت بغير أنه تاريخ مملوء بالكراهية والحقد والغل ، تاريخ حرم الدنيا كلها من دولة لو أراد الله تعالى وكانت لأصبحت اليوم واحدة من دول العالم الأول لما تحتويها حضرموت من ثروة فكرية لا يكاد هذا الكون يعرف مثيلاً لها ، وهم الجنوبيين المتلبسين بالشعارات الماركسية الملعونة يدركون هذه الحقيقة لذلك أخضعت حضرموت عنوةً ...

جيل الثلاثين من نوفمبر 2010م أيها الدكتور المعطري ليس جيلاً مدفوعاً بالشعارات القومية البائسة ، بل هو جيل أمتلك من الأدوات الفكرية ما يجعله اليوم يراجع حساباته في تحالفه معكم أو مع غيركم ، فلن تعود الأيام السوداء لحضرموت في القرن الحادي والعشرين إطلاقاً بل سيعمل هذا الجيل على تصحيح مسار التاريخ وإن شئتم فعليكم اللاحق به وإن شئتم فعليكم باليمن فأنتم جزء لا يتجزأ منها شئتم ذلك أم أبيتم هذه حقيقة التاريخ والواقع المجردة ...

استهانة لا يمكن القبول بها ، وهي استهانة مقصودة وأن بررها من بررها من أتباع الفضلي ومن سار على دربه الأعوج ، استهانة بحضرموت وبكيانها بتاريخ محدد ، وبتوقيت متعمد ، فهؤلاء القادمين من مفاهيم الاشتراكية المهزومة شرعاً بأمر الله أولاً ، والمهزومة بإرادات الشعوب الحية يعرفون كيف يتعاملون مع أبجديات التواريخ ومعانيها لذلك جاء هذا المعطري بيوم أسود لا يمثل غير سواد أيامهم التي لن تراها حضرموت مرة أخرى بعون الله سبحانه ...

في هذا تفكر وتعقل واجب لكل الحضارمة ، نعم كنا مع حراكهم الجنوبي ، نتفاعل معه ، نعطيه ما نستطيع من فكرة ، ومن جهد ، ومن شهداء ، ومن الآلاف من المعتقلين في الزنازين ، ومن تشتت الأسر والأهالي ، بذل حضرموت يتجاوز بمراحل ما يخوضون فيه من فوضى ، وتفاعل حضرموت كان محطة لا يمكن لأحد تجاوزها أو تخطيها ، حتى وإن تعاموا فقد عميت قلوبهم من قبل على حضرموت وأهلها ، وها هي الأيام تتوارد ، وتتكشف الوقائع بالتجربة الملموسة أين أصبحنا ..؟؟

بعد هذا ليس على الجنوبيين أن يقدموا غير المحددات من الأمور ، إعلان دستور الدولة والعاصمة والثروة وشكل الدولة سياسياً ، هذه أمور محددة على الجنوبيين وعلى رأسهم السيد علي سالم البيض أن يعملوا عليها ، وأن يصدروا بياناً يجعلون احتفالهم بيومهم الأسود في الضالع أو لحج أو أبين أو حتى برلين فهذا تاريخ يخصهم ويعنيهم ولا يعني حضرمي منّ كان هذا التاريخ البائس السقيم ...

إلى من تبقى من القرود التي توزع صكوك الوطنية ، وتمنح النياشين والأوسمة ، لا تساوموا على حضرموت فالزمن ليس ذلك الزمن ، والجيل الحاضر من أبناء جيش البادية يعرف اليوم ما هي معركته ، فلن نذهب إلى معركة خاسرة فمعركة حضرموت هي الرابحة ...