حكاية وطن واسمة الجنوب الجنوب للدكتور سليم النهدي

[AL THRHANY_1494]

الجنوب العربي وهو اسم اتحاد سلطنات الجنوب العربي قبل عام 1967م واما مسمى جنوب اليمن فهو مصطلح مرفوض تماما عند الكثير من ابناء الجنوب العربي فهل يجوز من اجل رقعة بسيطة نطلق اسم الجنوب اليمني على الشرق الكبير واما مسمى جنوب اليمن هو مسمى اطلقه ابناء اليمن الذين كانوا مندسين ضمن ثوار الجبهة القومية وقد تحقق لهم ذلك عندما رأس عبدالفتاح اسماعيل الوفد المفاوض مع بريطانيا لإستقلال الجنوب.
وللأسف ذهبت جهود ابناء الجنوب العربي بمختلف اطيافهم السياسية والذين حملوا قضيتهم قبل هذا التاريخ الى الأمم المتحده كما تقدم شرحه انفا ولم تبقى الا التزام بريطانيا بدفع التعويضات لأبناء الجنوب العربي إسوة بباقي الدول المستعمرة وتجلت المؤامره بإعفاء بريطانيا عن دفع التعويضات .

فكان الوفد مع بريطانيا والمخابرات المصرية يحيك مؤامرة يمننة الجنوب ومصلحة ابناء اليمن كانت واضحة وكذلك مصلحة مصر لأنها كانت تدعم الإنقلابيين في اليمن كذلك توجهات الرئيس عبدالناصر نحو تحقيق الوحدة العربية الشاملة والتغطية على الفشل الذريع لنكسة 67م .

كل هذه العوامل تظافرت نحو تحقيق اليمننة علما بأن وجود رئيس رابطة ابناء الجنوب العربي في مصر ودعمه من قبل مصر عبدالناصر ولكن اختلافه مع القيادة المصرية حول مسمى الجنوب اليمني وكان اصراره على الجنوب العربي وحاول رئيس رابطة ابناء الجنوب العربي الى صيغة توافقية وإقتراحه بالجنوب المحتل وان يختار بعد ذلك ابناء الجنوب العربي بعد الأستقلال من بريطانيا بإرادة حرة ما يريدون وقد غادر رئيس الرابطة مصر بعد هذا الخلاف .

ولكن تم استقلال الجنوب العربي وتسليم السلطة للجبهة القومية واقصاء كافة الفصائل والجبهات الأخرى من الحكم ونحن نؤكد ان مسمى اليمن هو مسمى جهوي كل ماهو يمين الكعبة والا ما معنى كثير يكرهون هذا المسمى وهو اكثر واقعية لغيرنا ويريدون إلصاقه بجنوبنا العربي الحبيب.

وكان ما اراد لجواسيس اليمن والطابور الخامس الذي كان بين صفوف ثوار الجبهة القومية وهناك عامل مهم ومساعد لكل ما سبق هو المد القومي المتعاظم في تلك الفترة ووجود الفلسطينيين المنتمين لحركة القوميين العرب كل هذه العوامل المجتمعة سهلت لخلق بذرة الشقاق الملعونة بين ثوار الجبهة القومية من ابناء الجنوب العربي فكانت بداية الصراع ففي 22 يونيو 1969م(الخطوة التصحيحية) كان الصراع والمؤمرات تحاك للسيطرة على السلطة فهذا التاريخ كان اول حلقة من حلقات الصراعات المريرة التي عاشها الجنوب على مدى 3 عقود صعبة فقد تم ازاحة قحطان الشعبي من قبل اليسار والتحول الخطير نحو التوجه الإشتراكي للسلطة واستلم السلطة سالم ربيع رئيس للبلاد ولكن عبدالفتاح اسماعيل كان فاعلا في هذه المرحلة بحيث كان امينا عاما وهو من يقرر سياسات الجبهة القومية بمساعدة ابناء الجنوب من اليسار في هذه الفترة تعرض الكثير من ابناء الجنوب العربي للقتل والتشريد امثال فيصل عبداللطيف وتلاه مجموعة الطائرة وعلى رأسهم وزير الخارجية محمد صالح العولقي .

ولكن تأمر ابناء اليمن لم يقف عند هذا الحد فبعد سنوات قليلة تم تصفية سالم ربيع علي وانصاره (من ابناء الجنوب) من قبل الرفاق في 26يونيو عام 1978وهو العام ذاته الذي اعلن فيه عن قيام الحزب الأشتراكي اليمني ولم ينتهي الصراع بين ثوار الجبهة القومية على السلطة حتى توج بإحداث 13 يناير عام 1986م الدموية والتي قتل فيها الالاف من قيادة الحزب وكوادره وهي المره الوحيدة التي يقتل فيها احد ابناء اليمن (عبدالفتاح اسماعيل) في حين غادر علي ناصر محمد وانصاره الجنوب نازحا الى اليمن الذي استضافهم وقدم لهم التسهيلات وكل ما سبق قد اضعف الجنوب العربي ودخوله في وحدة عام90م والباقي عليك

إن الجنوب العربي يتكون من مستعمرة عدن وهي مجرد مدينة وتبلغ مساحتها 75ميل مربع , وعدد من السلطنات والإمارات والمشيخات (المحميات ) وتبلغ المساحة المجتمعة 120000 ميل مربع
وهي في نظر العالم الخارجي ارض موحدة وقد تم احتلال هذا الجزء الغالي من وطننا العربي من قبل الأستعمار البريطاني عام 1838م
ابتدأ احتلال القوات البريطانية لمدينة عدن في هذا العام وانتزاع مدينة عدن من سلطنة لحج وبعد ذلك تم اخضاع بقية مناطق الجنوب العربي
وقد كان ابناء الجنوب العربي على طول الساحة الوطنية يقاومون هذا الأستعمار بطرق شتى وبالوسائل المتاحة ان ذاك وتجلى كفاح ابناء الجنوب بمختلف فصائلهم الوطنية لنيل الإستقلال من الأستعمار البريطاني .

فكان اعلان حزب رابطة ابناء الجنوب العربي عام 1956م وكان رئيسها انذاك السيد محمد علي الجفري وامينها العام السيد عبدالله بن شيخان الحبشي الذي حمل على عاتقه قضية الجنوب العربي والذهاب الى الأمم المتحده والأتصال بكل توكيناتها وهيأتها وكان خطابه في الأمم المتحده وشرح قضية الجنوب وكان خطابه حضاريا يندر مثله في ذلك الوقت حيث قال :احمل قضية شعبي وأطالب بتحرير وطني دون اراقة دماء ولكن ذلك لا يعني ان لا يكون الكفاح المسلح طريقا لنا كالشعوب الأخرى وكانت مطالبه الوحدة والحرية للجنوب العربي لا الوحدة بلا حرية تحت حكم أي قوة اجنبية .


قامت بريطانيا بفصل عدن عن الجنوب العربي وتحويلها الى كيان مستقل كما هو الحال في هونغ كونغ وسنغافورة وجبل طارق ومالطة ,
ولكن ابناء الجنوب العربي بكل اطيافهم السياسية كانوا ضد فصل عدن عن الجنوب العربي فعمدت بريطانيا على نفي كثير من ابناء الجنوب من عدن والزج بكثير في سجون المحميات التابعة لهم .

وفي ابريل من عام 1963م وقف ثانية السيد شيخان عبدالله الحبشي ملقيا خطابه امام لجنة تصفية الإستعمار ومحددا من خلال خطابه
1-انهاء السيطرة البريطانية على الجنوب العربي (عدن والمحميات )
2-ان تصون الأمم المتحده وجميع الدول وتحمي وتضمن وحدة هذه المنطقة الصغيرة التي يسكنها مليون ونصف المليون من السكان انذاك ويعيشون في بؤس بحيث لا تتعرض بلادهم لأي تجزئه بحيث تكون حضرموت وعدن ويافع وباقي مناطق الجنوب العربي وحدة سياسية وقانونية لا تتجزء .
3- تنتقل جميع السلطات ومقاليد الحكم الى الشعب لا الى السلاطين وغيرهم .
4- عن اتخاذ القرار من قبل هيئة الجميعة العامة للأمم المتحده في11 عام الف وتسعمئة وثلاثة وستين بمنح استقلال عدن والمحميات (الجنوب العربي )

كانت نتائج التصويت على النحو التالي :-

1- مع قرار استقلال الجنوب العربي بأكثرية 77 صوتا .
2- معارضة قرار الأستقلال 10 اصوات .
3- امتنع عن التصويت 11 صوتا منهم اليمن .


وهنا نثبت الحقد اليمني على الجنوب العربي ومدى تأمره والنظرة الأستعمارية تجاه الجنوب العربي فالأطماع اليمنية قديمة قدم الأرض للهيمنة على الجنوب العربي واستغلال خيراته لأن مساحة الجنوب مساحة كبيرة مقارنة مع مساحة بالجمهورية اليمنية وهذا يعطي مؤشر ودليل دامغ على كذب وزيف اليمنين بيمنية الجنوب العربي وقد حاولوا مرارا وتكرارا الدخول الى الجنوب واحتلاله من منطق غزو قبلي وليس حق كما يدعوه اليوم ولكن حكام الجنوب وقبائل الجنوب تدحرهم على الدوام وتردهم على اعقابهم خائبين .

ان اليمنين اصحاب مكر وخديعة قد استغلوا انسانية ابناء الجنوب وتسامحهم ودعمهم في كل قضاياهم فالمتفضل عليهم وصاحب اليد البيضا والعليا على اليمنين هم أبنا الجنوب العربي كذلك استغلوا قيام الجبهه القومية عام1963م لتحرير الجنوب رغم ان الجميعة العامة للأمم المتحده ولجنة تصفية الأستعمار وافقت على استقلال الجنوب العربي في هذا التاريخ ولكن الجبهه القومية اعلنت الكفاح المسلح للتعجيل برحيل الأستعمار ودخول الكثير من ابناء اليمن في تنظيم الجبهه القومية والمؤامرة على الجبهه القومية وابناء الجنوب الذين هم في حقيقة الأمر يخوضون الكفاح المسلح مع جبهة التحرير وفصائل اخرى التقطت بريطانيا الشواذ من ابناء اليمن الذين لا يخفى ارتباطهم بالمشروع الأستعماري والأحلام اليمنية التي يسعوا لتحقيقها خارج اطار مشروع ابناء الجنوب العربي كذلك تم استغلال المد القومي وحركة القوميين العرب التي كان هدفها الوحدة العربية وهذا ما ادخل الجنوب في هذا النفق المظلم وفي هذا المصير المركب , وللأسف الشديد تم الأستقلال في عام 1967م واقصاء كافة ابناء الجنوب من السلطة بعد رحيل الأستعمار البريطاني وقد كان لأبناء الجمهورية اليمنية ما ارادوه في تمزيق لحمة ابناء الجنوب العربي والتامر فيما بعد على ثوار الجبهه القومية وهذا ما لحظناه من دوامات العنف التي ذهبت معها بكثير من رجالات الجنوب حتى ال المأاااال والحال على ما نحن عليه .



دكتور سليم النهدي