القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
الرعاية الطبية العاجلة لسجين الرأي المحامي يحيى غالب
الرعاية الطبية العاجلة لسجين الرأي المحامي يحيى غالب
أبوبكر السقاف: الايام 22\5\2008م وجهت منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحيات ولجنة مناهضة التعذيب والاعتقال خارج القانون فيها، قبل أسبوعين مذكرة بشأن المناضل حسن باعوم، كما أن المرصد اليمني قام بجهود متعددة ومنتظمة في هذا الشأن نفسه، ولم تسفر إلا عن عشر دقائق عجاف زاد من تشاؤم الذين قابلوه وفي مقدمتهم ابنته الطبية سارة التي رسمت لوحاً قاتماً وفاجعاً لأنها تعرف المريض جيداً (النداء 2001/5/14) ضاعف قلقنا. قبل أسبوع حذرت المنظمة من عواقب تدهور صحة سجين حرية الرأي والضمير المحامي يحيى غالب المعتقل منذ 2008/3/31 في أحد سجون الأمن السياسي بصنعاء، لأنه مصاب منذ وقت طويل بفيروس الكبد (ب) وهي لا تشك في أن حجب الخدمة الصحية عنه وحظر لزيارته فوق أنهما خرق لنصوص الدستور والقوانين السارية، فإنهما يؤكدان النهج نفسه المتبع مع زميله باعوم، وهو الذي أودى بحياة شاب في الـ 25 من العمر وهو الشهيد هاشم حجر، يبدو أن السلطة تعلق الآمال على المرصد في هزيمة خصومها السلميين بعد أن عجزت حرابها العصرية من الدبابات والطائرات والغاز والرصاص عن إلحاقها بهم. والشهيد هاشم كان متهماً بأنه من أنصار الحوثي، ولم يثبت أنه ممارس سياسي. إذا كان صحيحاً قول اللورد اكتن إن السلطة تفسد وأن السلطة المطلقة تفسد إفساداً مطلقاً، فإنه من الجلي اليوم أن السلطة تحفر قبرها، كلما أمعنت في وهمها الذي أصبح طبعاً قاراً حتى غدا طبيعة ثانية لها ومفاده أن القوة والقسوة وإهانة الكرامات أنجع السبل للبقاء، بينما كل هذه وسائل تسرع اقتراب النهاية. وشواهد التاريخ القريبة والبعيدة كثيرة وأبلغ شواهد اليوم. بيد أن المحير في حالنا العربية واليمنية تاريخاً وحاضراً وثقافة هو تدني مستوى الإحساس بآلام الآخرين، وكذلك الطابع السالب للشفقة، مع أن بعضنا يستثني الإخوة الشيعة الذين تأثروا بشدة بكربلاء الحسين وأهله، ورغم ذلك فإن الفرد رغم حضوره والحديث عنه إلا أنه مزحزج عن بؤرة فكرنا الأخلاقي، التي تكاد تستغرق من قبل الجماعة، التي يناط بها مفهوم العدل القوي الحضور في ثقافتنا الدينية والدنيوية، إلى درجة أن كل فرقة إسلامية تجعله مكوناً ثابتاً في تعريفها نفسها، وليس هذا حصراً على المعتزلة الذين سموا أنفسهم أهل التوحيد والعدل، وكلهم يجعلونه صفة للذات الإلهية وشريعة للبشر المسلمين. نعم إن الحضور القوي والمؤسس للفرد في الأخلاق والسياسة بدلالته الحديثة والمعاصرة تزامن مع صعود الإنسان /الفرد في الفكر والواقع السياسي والاجتماعي الحديث، ولكن عدم دخولنا أفق العصر الحديث لا يلغي السؤال، لأن الاهتمام به هو شرط من شروط التحرك في العصر للعيش فيه، فلا ديمقراطية بدون ديمقراطيين ولا اشتراكية بدون اشتراكيين، ولا وطن شراكة إلا بالتعاطف والتضامن والشفقة والمحبة. إن يحيى غالب ليس كائناً عاماً مجرداً، إنه إنسان من لحم ودم وأعصاب، وهو اليوم مريض في سجن دخله دون محاكمة، لأنه صاحب رأي وقضية وهو أب وأخ وصديق وزوج.. الخ. وظل قبل حبسه يدافع عن زملائه في الوطن و«القضية الجنوبية» التي توحدت عندهم وعندنا جميعاً بالوطن والتاريخ والحق. إنه مدافع عنا جميعاً موسعاً آفاق مهنته الشريفة التي تحتاج إلى شجاعة وضمير يقظ واستقامة خلقية. لماذا إذاً نبخل عليه، وعلى باعوم* في سجنهما بوقفة اعتصام أو مسيرة احتجاح مع أن الأول حق بحكم القانون النافذ رغم تزييف السلطة للحقائق وهو ما أوضحه الزميل محمد علي السقاف وكذلك منظمة (هود) بحكم مهنيتهما في مجال القانون واحترافهما الدفاع عن الحق العام وحقوق المواطن الإنسان/ الفرد أولاً ليكون الدفاع عنه أساس الدفاع عن الجماعة والشعب والأمة. ليس علينا تقليد المعتصمين في المقرات طلباً للسلامة أو حفاظاً على شعرة معاوية التي أصبحت حبلاً مضفوراً شديد المتانة أو جسراً تخيله أحد المثقفين العرب من ذهب أو فضة وغاب عنه الحبل لأنه ليس من عرب شبه الجزيرة العربية، التي تجعل لغتها الحبل عهداً وميثاقاً. وفي الأحوال جميعاً دعونا ندخل ساحتنا الجديدة كل مرة انتصاراً لرجل مظلوم. إن تحالفاً قاتلاً يهدد حياة المحامي يحيى غالب: السجن وغياب الرعاية الطبية والعزلة التي تفاقم العذاب. حرمان المسجون السياسي وغير السياسي من الرعاية الطبية الضرورية، تقليد غابر من القرون الوسطى، لا يتمسك به أحد إلا الرئيس بوش وحلفاؤه، وهو الذي لا يزال يجرع ثمانين مواطناً يمنياً غصص الموت البطيء كل يوم في غوانتانامو، والسجينان المؤيد وزايد في أمريكا. وقد أجاز التعذيب بعملية الإيهام بالغرق في قرار جمهوري رفضه الكونغرس. إذا كان حكامنا الذين يتحالفون معه «لمحاربة» الإرهاب يقلدون أساليبه فإننا نرفض أساليبهما معاً ونمضي في مسيرة واحدة مع الأمريكان الأحرار الذين رفضوا قوانين التنصت والتعذيب والحرب على العراق لإعادة استعماره. فلناطلب بحق الرعاية الطبية العاجلة لسجين الرأي والضمير والحرية. 2008/5/18 * رأيت باعوم مرة واحدة في الجمعية الخيرية الحضرمية بصنعاء قبل أزيد من عشر سنوات تقريباً وتبادلنا التحية من بعد. ورأيت يحيى غالب قبل شهرين في مقيل «الأيام» بعدن وتبادلنا كلمات التعارف لدقيقة. أريد أن أقول إني أحاول الاهتداء بقول الإمام الشهيد علي بن أبي طالب «اعرفوا الرجال بالحق، لا الحق بالرجال». استرعى انتباهي أن باعوم سمى ابنته سبأ وعلمت اليوم أن صنعاء اسم ابنة العزيز يحيى غالب. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 02:23 PM.